شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة


ريمة مطهر
01-24-2011, 12:50 AM
عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة

ابن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة .

أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق عائشة فقال أبو بكر : يا رسول الله ، لقد كنت وعدت بها أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم ففعل ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بكراً .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن أبيه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قالت : سمعت عائشة تقول : تزوجني رسول الله صفي شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة لثلاث سنين وأنا ابنة ست سنين ، وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم على المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، وأعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو حمزة ميمون مولى عروة بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لألعب مع الجواري فما دريت أن رسول الله تزوجني حتى أخذتني أمي فحبستني في البيت عن الخروج فوقع في نفسي أني تزوجت فما سألتها حتى كانت أمي هي التي أخبرتني .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صواحبي أنا بنت ست سنين ودخل عليّ وأنا بنت تسع سنين وقد دخلت عليه وإني لألعب بالبنات مع الجواري فيدخل فينقمع منه صواحبي فيخرجن فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسر بهن عليّ .

أخبرنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحضى عنده مني ، وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساؤها في شوال .

أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن أبي ملكية قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق فقال : إني كنت أعطيتها مطعماً لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم فاستسلها منهم فطلقها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا يزيد بن هارون حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر وهي صبية أي رسول الله أيتزوج الرجل ابنة أخيه ؟ فقال : إنك أخي في ديني . قال : فزوجها إياه على متاع بيت قيمته خمسون أو نحو خمسين فأتتها حاضنتها وهي تلعب مع الصبيان فأخذت بيدها فانطلقت بها إلى البيت فأصلحتها وأخذت معها حجاباً فأدخلتها على رسول الله .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وأدخلت عليه وأنا بنت تسع سنين وكنت ألعب على المرجوحة ولي جمة ، فأتيت وأنا ألعب عليها فأخذت فهيأت ثم أخلت عليه وأري صورتي في حريرة .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن عبد الله بن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة .

أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي أن النبي صلى الله عليه وسلم : تزوج عائشة على بيت قيمته خمسون أو نحو خمسون درهماً .

أخبرنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة وهي ابنة سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة .

أخبرنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم : تزوج عائشة وهي ابنة ست سنين أو سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع تسع سنين .

أخبرنا أبو معاوية الضرير حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال : تزوج رسول الله عائشة وهي بنت ست سنين ودخل بها وهي بنت تسع سنين ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد مثله أخبرنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا : حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وأدخلت عليه في شوال فأي نسائه كان أحضى عنده مني وكانت تستحب أن تدخل نساؤها في شوال . وقال أبو عاصم : إنما كره الناس أن يدخلوا النساء في شوال لطاعون وقع في شوال في الزمن الأول . قال أبو عاصم : وأخبرنا سفيان وهذا حديث سنة ست وأربعين ومائة بمكة في دار أبي الحسن بن وهب الجمحي .

أخبرنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا جعفر بن سليمان أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : تزوج بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين ودخل بي وأنا ابنة تسع سنين وكنت ألعب بالبنات مع صواحبي فإذا جاء وهن بين أيدينا يقول لنا النبي صلى الله عليه وسلم : مكانكن .

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكن يأتين صواحبي ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله يسّر بهن إليّ فيلعبن معي .

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين وكانت عنده تسع سنين .

أخبرنا عارم بن الفضل أخبرنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة سبع سنين وبنى بي وأنا ابنة تسع .

أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري قال : ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدة عائشة وهي ابنة ست سنين وجمعها وهي ابنة تسع سنين وتوفي عنها وهي ابنة ثماني عشرة .

أخبرنا محمد بن حميد العبيدي حدثنا معمر عن الرهري وهشام بن عروة قالا : نكح النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت تسع سنوات أو سبع .

أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي أخبرنا وهيب عن عبيد الله بن عمر عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت : كنت ألعب بالبنات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا خارجة بن عبد الله عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وأنا ألعب بالبنات فقال : ما هذا يا عائشة ؟ فقالت : خيل سليمان ، فضحك .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : تزوج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ست سنين وبنى بي وأنا ابنة تسع سنين وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ثماني عشر .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ريطة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها سئلت : متى بنى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر يشتريان ما يحتاجان إليه من الظهر ، وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاث وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير فخرجوا مصطحبين ، فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة ثم رحلوا من مكة جميعاً وصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة بآل أبي بكر فخرجنا جميعاً ، وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد ، وخرج عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه ، وخرج طلحة بن عبيد الله واصطحبنا جميعاً حتى إذا كنا بالبيض من منى نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي فجعلت أمي تقول : وابنتاه واعروساه ، حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت وسلم الله عز وجل ، ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر ونزل آل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبني المسجد وأبياتاً حول المسجد فأنزل فيها أهله ومكثنا أياماً في منزل أبي بكر ، ثم قال أبو بكر : يا رسول الله ، ما يمنعك أن تبني بأهلك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصداق ، فأعطاه أبو بكر الصداق اثني عشر أوقية ونشأ وبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا وبنى بي رسول الله في بيتي هذا الذي أنا فيه وهو الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل رسول الله لنفسه باب بالمسجد وجاه باب عائشة . قالت : وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عندها .

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس أخبرنا زهير بن معاوية أخبرنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة : أن سودة وهبت يومها لعائشة فقالت : يومي لعائشة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم لسودة .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام يعني بن عروة عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله ، إن النساء قد اكتنين ، فكنني ؟ قال : تكني بابنك عبد الله .

أخبرنا حجاج بن نصر أخبرنا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر ! قيل : ما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : لم ينكح بكراً قط غيري ، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري ، وأنزل الله عز وجل براءتي من السماء ، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة فقال : تزوجها فإنها امرأتك ، فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري ، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري ، وقبض الله نفسه وهو بين سحري ونحري ومات في الليلة كان يدور عليّ فيها ، ودفن في بيتي .

أخبرنا شبابة بن سوار حدثنا شعبة عن الحكم عن أبي وائل قال : قال عمار : وذكر عائشة ، فقال : أما إنا نعلم أنها زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة .

أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا وهيب بن خالد وعبد العزيز بن المختار قالا : أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أريتك في المنام مرتين أرى رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك ، فأكشف عنها فإذا هي أنت ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب بن خالد حدثنا هشام بن عروة عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت : يا نبي الله ، ألا تكنيني ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتني بابنك عبد الله ، فكانت تكنى بأم عبد الله .

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا مهدي بن ميمون حدثنا شعيب بن الحجاب قال : سمعت الشعبي يحدث عن مسروق قال : كان إذا حدث عن عائشة أم المؤمنين يقول : حدثتني الصادقة بنت الصديق المبرأة كذا وكذا ، وقال غيره في هذا الحديث : حبيبة حبيب الله .

حدثنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق أن امرأة قالت لعائشة : يا أمة ! فقالت : لست بأمك ، أنا أم رجالكم .

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان لها بنات - تعني اللعب - فكان إذا دخل النبي صلى الله عليه وسلم استستر بثوبه منها . قال أبو عوانة : لكي لا تمتنع .

أخبرنا هشام أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عائشة أنها قالت : أعطيت خلا لا ما أعطيتها امرأة ، ملكني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين ، وأتاه الملك بصورتي في كفه فنظر إليها ، وبنى بي لتسع سنين ، ورأيت جبريل ولم تره امرأة غيري قبلي ، وكنت أحب النساء إليه ، وكان أبي أحب أصحابه إليه ، ومرض رسول الله في بيتي فمرضته فقبض ولم يشهده غيري والملائكة .

أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي حدثنا شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن سودة لما كبرت وهبت يومها لي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لي يومي ويومها .

أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حميد بن عريب قال : وقع رجل في عائشة يوم الجمل واجتمع عليه الناس ، فقال عمار : ما هذا ؟ قالوا : رجل يقع في عائشة ! فقال عمار : أسكت مقبوحاً منبوحاً ، أتقع في حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها لزوجته في الجنة .

أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي سلمة الماجشون عن أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : من أزواجك في الجنة ؟ قال : أنت منهن .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن إسحاق بن طلحة قال : أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقد أريتها في الجنة ليهون بذلك عليّ موتي كأني أرى كفيها - يعني عائشة - .

أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كنت ألعب بالبنات ويجئن صواحبات فيلعبن معي فإذا رأين رسول الله انقمعن منه فكان رسول الله يدخلهم فيلعبن معي .

أخبرنا معاوية الضرير عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة زوجتي في الجنة .

أخبرنا معاوية الضرير عن هسام بن عروة عن عباد بن حمزة عن عائشة قالت : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، كنيت نساءك ، فكنني ؟ قال : تكني بابن أختك عبد الله .

أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة أن عائشة قالت : يا نبي الله ، ألا تكنيني ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتني بابنك عبد الله بن الزبير ، فكانت تكنى بأم عبد الله .

أخبرنا معاوية الضرير حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق أنه قيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ أي والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .

أخبرنا أبو معاوية الضرير ومحمد بن عبيد الله الطنافسي قالا : حدثنا الأعمش عن مسلم عن مسروق أنه كان إذا حدث عن عائشة قال : حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة .

أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن تيم بن سلمة عن عروة عن عائشة قال : رأيتها تصدق بسبعين ألفاً وإنها لترفع جانب درعها .

أخبرنا أبو معاوية الضرير حدثنا هشام بن عروة عن عائشة قال : رأيتها تصدق بسبعين ألفاً وإنها لترفع جانب درعها .

أخبرنا أبو معاوية الضرير حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة قالت : بعث بن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم في الناس ، قال : فلما أمست قالت : يا جارية ، هاتي فطري . فقالت أم ذرة : يا أم المؤمنين ، أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه ! فقالت : لا تعنفيني ، لو كنت أذكرتني لفعلت .

أخبرنا أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال : فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين وقال : إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبيد قالا : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص قال : يا رسول الله ، من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة . قال : إنما أقول من الرجال ؟ قال : أبوها .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال : قالت امرأة لعائشة : يا أمه . قالت : إني لست بأمك ، إنما أنا أم رجالكم .

أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أريتك في المنام مرتين أتيت بك في سرقة حرير فأكشفها فإذا هي أنت . قال : فيقال : هذه امرأتك . قال فأقول : إن كان هذا من عند الله يمضه .

أخبرنا محمد بن زيد الواسطي أخبرنا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن مسروق قال : قالت لي عائشة : لقد رأيت جبريل واقفاً في حجرتي هذه على فرس ورسول الله يناجيه ، فلما دخل قلت : يا رسول الله ، من هذا الذي رأيتك تناجيه ؟ قال : وهل رأيته ؟ قلت : نعم . قال : فبمن شبهت ؟ قلت : بدحية الكلبي . قال : لقد رأيت خيراً كثيراً ، ذاك جبريل . قالت : فما لبثت إلا يسيراً حتى قال : يا عائشة ، هذا جبريل يقرأ عليك السلام . قلت : وعليه السلام ، جزاه الله من دخيل خيراً .

أخبرنا يزيد بن هارون ووكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالوا : حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن جبريل يقرأ عليك السلام . فقلت : وعليه السلام ورحمة الله . قال وكيع وزاد فيه عبد الله بن حبيب عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بخ بخ ، وزاد فيه مطيع بن عبد الله عن الشعبي سمعه منه قال : قالت عائشة : مرحباً به زائراً ودخيلاً .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا شعبة قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني عن القاسم أن عائشة كانت تصوم الدهر .

أخبرنا حجاج بن محمد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عائشة أنها كانت تصوم الدهر .

أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال : قال عطاء : كنت آتي عائشة وأنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير ، قال قلت : وما حجابها يومئذ ؟ قال : هي حينئذ في قبة لها تركية عليها غشاؤها بيننا وبينها ولكن قد رأيت عليها درعاً معصفراً وأنا صبي .

أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان قال : سألت الزهري عن الرجل يخير امرأته فتختاره ؟ قال : حدثني عروة بن الزبير عن عائشة قالت : أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني سأعرض عليك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي به حتى تشاوري أبويك ! قلت : وما هذا الأمر ؟ قالت : فتلا عليّ " يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها " إلى قوله " فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً " . قالت عائشة : في أي ذلك تأمرني أن أشاور أبوي بل أريد الله ورسوله والدار الآخرة . قال : فسّر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأعجبه ، وقال : سأعرض على صواحبك ما عرضت عليك . قالت : فلا تخبرهن بالذي اخترت ، فلم يفعل كان يقول لهن كما قال لعائشة ثم يقول : قد اختارت عائشة الله ورسوله والدار الآخرة . قالت عائشة فقد : خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نر ذلك طلاقاً .

أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي مرة المكي حدثنا نافع بن عمر قال : حدثني بن أبي مليكة قال : كان بن الزبير إذا حدث عن عائشة : قال : والله لا تكذب عائشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً .

أخبرنا سعيد بن منصور قال : حدثنا بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال : قالت لي عائشة : يا بن أختي ، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يخفى عليً حين تغضبين ولا حين ترضين ؟ فقلت : بم تعرف ذاك بأبي أنت وأمي ؟ قال : أما حين ترضين فتقولين حين تحلفين : " لا ورب محمد " ، وأما حين تغضبين فتقولين : " لا ورب إبراهيم " . فقلت : صدقت يا رسول الله .

أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن إسماعيل بن رافع عن إسحاق الأعمى قال : دخلت على عائشة فاحتجبت مني فقلت : تحتجبين مني ولست أراك ! قالت : إن لم تكن تراني فإني أراك .

أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال : سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول : أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بخيبر ثمانين وسقاً تمراً وعشرين وسقاً شعيراً ، ويقال : قمح .

أخبرنا أنس بن عياض وعبد الله بن نمير قالا : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال : كان لعائشة كساء خز تلبسه فكسته عبد الله بن الزبير .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن شمسية أنها دخلت على عائشة وعليها ثياب من هذه السيد الصفاق ودرع وخمار ونقبة وقد لونت بشيء من عصفر .

أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا مالك قال : حدثتني امرأة عن عمتها قالت : كانت عائشة تلبس المعصفر .

أخبرنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد قال : سمعت عبد الرحمن بن القاسم يقول : إن عائشة كانت تلبس المعصفر وهي محرمة .

أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو قال : سمعت القاسم بن محمد يحدث أن عائشة كانت تلبس الأحمرين المذهب والمعصفر وهي محرمة .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها كانت تلبس المعصفر .

أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو قال : سألت القاسم بن محمد قلت : إن ناساً يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الأحمرين العصفر والذهب . فقال : كذبوا ، والله لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات وتلبس خواتم الذهب .

أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا عبد الرحمن بن القاسم أن القاسم قال : كانت عائشة تحرم في الدرع المعصفر .

حدثنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : حدثني بن أبي مليكة قال : حدثني بن أبي مليكة قال : رأيت على عائشة درعاً مضرجاً .

أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا المعلى بن زياد القطعي حدثنا بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت : شجرة طيبة وماء طهور ، وسألتها عن الحفاف فقالت لها : إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي .

أخبرنا حجاج بن نصير حدثنا علي بن المبارك قال : حدثتنا أم شيبة قالت : رأيت على عائشة ثوباً معصفراً .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن عمرة عن عائشة أنها قالت : لا بد للمرأة من ثلاثة أثواب تصلي فيهن درع وجلباب وخمار ، وكانت عائشة تحل إزارها فتجلبب به .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت : دخلت حفصة بنت عبد الرحمن على عائشة أم المؤمنين وعلى حفصة خمار رقيق فشقته عائشة عليها وكستها خماراً كثيفاً .

أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثتنا أم نصر قالت : حدثتنا معاذة قالت : رأيت على عائشة ملحفاً معصفراً .

حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا سفيان عن بن جريج عن الحسن بن مسلم عن صفية قالت : رأيت عائشة طافت بالبيت وهي منتقبة .

أخبرنا حجاج بن نصير حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الله بن أبي مليكة قال : رأيت على عائشة ثوباً مضرجاً . فقلت : وما المضرج ؟ فقال : هذا الذي تسمونه المورد .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثتنا حبيبة بنت عباد البارقية عن أمها قالت : رأيت على عائشة درعاً أحمر وخماراً أسود .

أخبرنا سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم قالا حدثنا الأسود بن شيبان قال : حدثتني أم المغيرة مولاة الأنصار قالت : سألت عائشة عن الحرير ، قالت : قد كنا نكسى ثياباً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها السيراء ، فيها شيء من حرير .

أخبرنا محمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي حدثنا داود بن عبد الرحمن عن يحيى بن سعيد قال : سمعت القاسم بن محمد يحدث أنه كان عليه كساء خز في يوم بارد وأنه ألبسه عائشة فلم تؤخره .

أخبرنا معن بن عيسى حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة كست عبد الله بن الزبير مطرف خز كانت تلبسه .

أخبرنا معن بن عيسى ومطرف بن عبد الله قالا : حدثنا مالك بن أنس عن نافع مولى بن عبد الله بن عمر عن القاسم بن محمد أن محمد بن الأشعث قال لعائشة : ألا نجعل لك فرواً نهديه إليك ، فإنه أدفأ تلبسينه . فقالت : إني لأكره جلود الميتة . فقال : إني سأقوم عليه ولا أجعله لك إلا ذكياً فجعله لها فأرسل به إليها فكانت تلبسه .

أخبرنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت : رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جيبها فشقته عائشة عليها ، وقالت : أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ، ثم دعت بخمار فكستها .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن بن جريج قال : أخبرت عن عكرمة قال : كانت عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتخضبن بالحناء وهن حرم وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ويحججن في المعصفرات .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا منصور بن سلمة عن أبيه عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالقاحة سأل على وجهي من رأسي صفرة مما جعلت في رأسي الطيب حين خرجت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن لونك الآن يا شقيراء لحسن .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا الثوري عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد ، فقال : جهادكن الحج .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال : ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتاً والمائة بيت .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة قال : كانت عائشة تحتجب من حسن وحسين . قال فقال بن عباس : إن دخلوهما عليها لحل .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال : كان حسن وحسين لا يدخلان على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم . فقال بن عباس : أما إن دخولهما على أزواج النبي لحل لهما .

قال محمد بن عمر : لأنهما ولد ولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال أبو حنيفة ومالك بن أنس : الرجل يتزوج المرأة فلا تحل لولده ولا لولد ولده من الذكور أن يتزوجها أبداً لا هم ولا أولادهم ولا أولاد بناتهم وهذا مجمع عليه .

أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن شعيب بن الحبحاب عن أبي سعيد أن داخلا دخل على عائشة وهي تخيط نقبة لها ، فقال : يا أم المؤمنين ، أليس قد أكثر الله الخير ؟ قالت : دعنا منك لا جديد لمن لا خلق له .

أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا بن عون عن القاسم قال : كانت أم المؤمنين إذا تعودت خلقاً لم تحب أن تدعه .

أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أمه قالت : رأيت على عائشة ثياباً حمراً كأنها شرر وهي محرمة .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا حميد بن عبد الله الأصم عن أمه قالت : رأيت على عائشة خماراً أسود جيشانياً .

أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثتنا أم نهار قالت : حدثتنا أمينة قالت : رأيت على عائشة ملحفة مورسة وخماراً جيشانياً إلى السواد ما هو .

أخبرنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : وددت أني إذا مت كنت نسياً منسياً .

أخبرنا يعلى بن عبيد ووكيع بن الجراح والفضل بن دكين قالوا : حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء .

أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أسامة بن زيد عن بعض أصحابه عن عائشة أنها قالت حين حضرتها الوفاة : يا ليتني لم أخلق ، يا ليتني كنت شجرة أسبح وأقضي ما عليّ .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا هشام بن المغيرة حدثني يحيى بن عمرو عن أبيه عمرو بن سلمة أن عائشة قالت : والله لوددت أني كنت شجرة ، والله لوددت أني كنت مدرة ، والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئاً قط .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا عيسى بن دينار قال : سألت أبا جعفر عن عائشة فقال : استغفر الله لها أما علمت ما كانت تقول : يا ليتني كنت شجرة ، يا ليتني كنت حجراً ، يا ليتني كنت مدرة . قلت : وما ذاك منها ؟ قال : توبة .

أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا حسن بن صالح عن إسماعيل عن قيس قال : قالت عائشة عند وفاتها : إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فادفنوني مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن بن أبي مليكة أن بن عباس دخل على عائشة قبل موتها فأثنى عليها قال : أبشري زوجة رسول الله ولم ينكح بكراً غيرك ونزل عذرك من السماء ، فدخل عليها بن الزبير خلافه فقالت : أثنى عليّ عبد الله بن عباس ولم أكن أحب أن أسمع أحداً اليوم يثني عليّ لوددت أني كنت نسياً منسياً .

أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا مسعر عن حماد عن إبراهيم قال : قالت عائشة : يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة .

أخبرنا قبيصة بن عقبة قال سفيان أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم أن عائشة كانت تسرد الصوم .

أخبرنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال : كانت عائشة إذا سئلت كيف أصبحت قالت : صالحة ، والحمد لله .

أخبرنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا عبد الله بن عثمان قال : حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أنه حدثه ذكوان حاجب عائشة أنه جاء يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها بن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن ، فقلت : هذا عبد الله بن عباس يستأذن عليك ، فأكب عليها بن أخيها فقال : هذا بن عباس يستأذن عليك وهي تموت ، فقالت : دعني من بن عباس فإنه لا حاجة لي به ولا بتزكيته . فقال : يا أمتاه إن بن عباس من صالحي بنيك يسلم عليك ويودعك . قالت : فأذن له إن شئت ، فأدخلته فلما أن سلم وجلس قال : أبشري . قالت : بما قال ؟ ما بينك وبين أن تلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد . كنت أحب نساء رسول الله إلى رسول الله ولم يكن رسول الله يحب إلا طيباً ، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله ليطلبها حين يصبح في المنزل فأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله أن تيممواً صعيداً طيباً فكان ذلك من سببك , وما أذن الله لهذه الأمة من الرخصة فأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيه إلا هي تتلى فيه آناء الليل والنهار . فقالت : دعني منك بابن عباس فو الذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً .

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير أخبرنا ليث بن أبي سليم حدثني عبد الرحمن بن سابط عن بن عباس أنه أتى عائشة في شيء وجدت عليه فيه فقال : أم المؤمنين ما سميت أم المؤمنين إلا لتسعدي وإنه لاسمك قبل أن تولدي .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا بن عون عن نافع أن عائشة أوصت إن حدث بي حدث في مرضي هذا .

أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا النهاش بن فهم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قالت عائشة عند موتها : لا تدفئوا مني النار ولا تحملوني على قطيفة حمراء .

أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي حدثنا مسلم بن خالد حدثني زياد بن سعد عن محمد بن المنكدر عن عائشة قالت : يا ليتني كنت نباتاً من نبات الأرض ولم أكن شيئاً مذكوراً .

أخبرنا سعيد بن محمد الثقفي عن صالح بن حيان عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ، إن أردت اللحوق بي فلكفيك من الدنيا كزاد الراكب وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلقي ثوباً حتى ترقعيه .

أخبرنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عائشة قالت : إذا كفنت وحنطت ثم دلاني ذكوان في حفرتي وسواها عليّ فهو حر .

أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني بن أبي الزناد عن أبيه قال : دخل بن أبي عتيق على عائشة وهي ثقيلة فقال : يا أمة ، كيف تجدينك جعلت فداك ؟ قالت : هو والله الموت . قال : فلا إذاً . فقالت : لا تدع هذا على حال - تعني المزاح - .

أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : أوصت عائشة أن لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن سالم سبلان قال : ماتت عائشة ليلة سبع عشرة من شهر رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها فاجتمع الناس وحضروا فلم نر ليلة أكثر ناساً منها نزل أهل العوالي ، فدفنت بالبقيع .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال : رأيت ليلة ماتت عائشة حمل معها جريد في الخرق فيه النار ليلاً ، ورأيت النساء بالبقيع كأنه عيد .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن جريج عن نافع قال : شهدت أبا هريرة صلى على عائشة بالبقيع وابن عمرو في الناس لا ينكره و كان مروان اعتمر تلك السنة فاستحلف أبا هريرة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : صلى أبو هريرة على عائشة في رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت بعد الإيتار .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن عروة بن الزبير عن عثمان بن أبي الوليد عن عروة قال : كنت خامس خمسة في قبر عائشة : عبد الله بن الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن ، وصلى عليها أبو هريرة بعد الوتر في شهر رمضان .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن القاسم بن محمد قال : نزلت في قبر عائشة أنا وعبد الله بن الزبير وعروة بن الزبير وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا بن أبي سبرة عن عثمان بن أبي عتيق عن أبيه قال : رأيت ليلة ماتت عائشة عليها السلام حمل معها جريد ألقوا عليها الخرق وغمسوها في زيت وأشعلوا فيها ناراً فحملوها معها .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن عروة قال : دفنت عائشة ليلاً .

أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا هشام بن عروة عن عروة أن عبد الله بن الزبير دفن عائشة ليلاً . قال محمد بن عمر : توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها بعد الوتر وهي يومئذ بنت ست وستين سنة .

أخبرنا حفص بن غياث حدثنا إسماعيل عن أبي إسحاق قال : قال مسروق : لولا بعض الأمر لأقمت المناحة على أم المؤمنين .

أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا : حدثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : قدم رجل فسأله أبي : كيف كان وجد الناس على عائشة ؟ فقال : كان فيهم وكان . قال : أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال : لما ماتت خديجة حزن عليها النبي صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مهد ، فقال : يا رسول الله ، هذه تذهب بعض حزنك وإن في هذه خلفاً من خديجة ثم ردها فكان رسول الله يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول : يا أم رومان استوصي بعائشة خيراً واحفظيني فيها ، فكان لعائشة بذلك منزلة عند أهلها ولا يشعرون بأمر الله فيها فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً في بعض ما كان يأتيهم وكان لا يخطئه يوماً واحدا أن يأتي إلى بيت أبي بكر منذ أسلم إلى أن هاجر فيجد عائشة متسترة بباب دار أبي بكر تبكي بكاء حزيناً ، فسألها : فشكت أمها فذكرت أنها تولع بها فدمعت عينا رسول الله ودخل على أم رومان ، فقال : يا أم رومان ، ألم أوصك بعائشة تحفظيني فيها ؟ فقالت : يا رسول الله ، إنها بلغت الصديق عني وأغضبته علينا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وإن فعلت . قالت أم رومان : لا جرم لا سؤتها أبداً . وكانت عائشة ولدت السنة الرابعة من النبوة في أولها وتزوجها رسول الله في السنة العاشرة في شوال وهي يومئذ بنت ست سنين ، وتزوجها بعد سودة بشهر .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا بن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ، ما يخفى عليّ حين تغضبين عليّ وحين ترضين ! قلت : بم تعرف ذلك يا رسول الله ؟ قال : أما حين ترضين فتقولين: لا ورب محمد ، وأما حين تغضبين فتقولين : لا ورب إبراهيم . قالت : قلت : صدقت والله يا رسول الله إني إنما أهجر اسمك .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي طوالة عن أبيه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فضل عائشة على النساء فذكر مثله .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً : يا عائشة ، هذا جبريل وهو يقرئك السلام . قالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، ولم أره كان يرى ما لا أرى .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة قال : عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن عبيد الله عن ربيعة بن عثمان قال : أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثم قال لعائشة : لأنت أحب إليّ من زبد بتمر .

أخبرنا محمد بن عمر حدثتني فاطمة بنت مسلم عن فاطمة الخزاعية قالت : سمعت عائشة تقول يوماً : دخل عليّ يوماً رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أين كنت منذ اليوم؟ قال : يا حميراء ، كنت عند أم سلمة . فقلت : ما تشبع من أم سلمة ! قال : فتبسم فقلت : يا رسول الله ، ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والأخرى قد رعيت أيهما كنت ترعى ؟ قال : التي لم ترع . قلت : فأنا ليس كأحد من نسائك كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل غيري . قالت : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن أبي عبد الله القراظ قال : كانت يد أبي هريرة في يدي يعين ليلة ماتت عائشة عليها السلام .

أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عثمان بن عروة عن أبيه قال : توفيت عائشة ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة .

أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد الله بن عروة عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال : مددنا على قبر عائشة ثوباً وحملنا جريداً فيه خرق ودفناها ليلاً بعد الوتر في شهر رمضان .

أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال : حضرت قبر عائشة دفناها ليلاً .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال : قالت عائشة : كنت أستب أنا وصفية فسببت أباها فسبت أبي وسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا صفية تسبين أبا بكر ! يا صفية تسبين أبا بكر !

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : يا أبا بكر ، ألا تعذرني من عائشة . قال : فرفع أبو بكر يده فضرب صدرها ضربة شديدة ، فجعل رسول الله يقول : غفر الله لك يا أبا بكر ، ما أردت هذا .

أخبرنا محمد بن عمر حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال : حدثني من سمع عائشة عليها السلام إذا قرأت هذه الآية : " وقرن في بيوتكن " بكت حتى تبل خمارها .

المرجع

الطبقات الكبرى - الجزء الثامن ، بتصرف .

أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع

ريمة مطهر
01-26-2011, 09:54 AM
السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما
( أم المؤمنين الحبيبة )


مقدمة
هي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان ، كناها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أم عبد الله ) . ولدت في مكة في السنة الثامنة قبل الهجرة . عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجرت مع أسرتها إلى المدينة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أواخر السنة الأولى من الهجرة ، وهي الوحيدة من نسائه التي تزوجها بكراً ، وكانت أحب نسائه إليه ، خرجت معه عدة مرات في الغزوات والأسفار ، وفي غزوة بني المصطلق تقوّل عليها بعض المنافقين ، فنزلت براءتها في القرآن الكريم في سورة النور ، ولما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الأخير ، استأذن زوجاته أن تمرضه عائشة في بيتها ، فأذن له وبقي عندها حتى توفاه الله ودفن في حجرتها ، كما دفن من بعد بجانبه والدها أبو بكر الصديق ، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنهما .

وعندما وقعت الفتنة وقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه كانت في مكة تحج ، فلما بلغها الخبر غضبت وطالبت بالقصاص من القتلة ، وخرجت مع جمع من الصحابة إلى العراق فتبعها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجمع من أهل المدينة ، ووقعت فتنة بين رجال علي ورجال عائشة - رضي الله عنهما - ، ونشبت معركة قصيرة ، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تركب جملاً فسميت الوقعة ( بوقعة الجمل ) . عادت بعدها السيدة عائشة رضي الله عنها معززة مكرمة إلى المدينة ، وعاشت فيها بقية عمرها . يرجع إليها الناس ويسألونها عن أمور دينهم وعن جوانب السيرة النبوية فتخبرهم بما رأته وسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كانت أفقه نسائه وأكثرهنّ علماً وكانت تحفظ من أشعار العرب وأخبارهم الكثير ، اشتهرت بالفصاحة والبلاغة ، وكثرة الصوم والتهجد والصدقات . توفيت عام ست وخمسين ودفنت بالبقيع .

السيدة عائشة رضي الله عنها هو ما لهذه الإنسانة من عقل نير ، وذكاء حاد ، وعلم جم . ولدورها الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واجتهاداتها . وهي كذلك المرأة التي تخطت حدود دورها كامرأة لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية . لقد كانت رضي الله عنها من أبرع الناس في القرآن والحديث والفقه ، فقد قال عنها عروة بن الزبير : ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة .

وفي هذه النقطة البحثية تطرقت إلى ثلاث مجالات تميزت فيهم السيدة عائشة رضي الله عنها وهي :
1. علمها وتعليمها .
2. السيدة المفسرة المحدثة .
3. السيدة الفقيه .

وقد اخترت هذه المجالات ؛ لأهميتها ولأثرها الواضح في المجتمع والفكر الإسلامي ، فهي رضي الله عنها بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم ، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير ، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه .

تلكم هي السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه . ولدت بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة ، تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة ، فكانت أكثر نسائه رواية لأحاديثه .
نسبها
عائشة بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمها أم رومان بنت عمير بن عامر بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة .
خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر السيدة عائشة رضي الله عنهما

أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق عائشة ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، لقد كنت وعدت بها أو ذكرتها لمطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم ، ففعل ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بكراً .
زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين . هذا قول أبي عبيدة . وقال غيره : ثلاث سنين ، وهي بنت ست سنين ، وقيل : بنت سبع . وابتنى بها بالمدينة ، وهي ابنة تسع ؛ لا أعلمهم اختلفوا في ذلك .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن أبيه عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قالت : سمعت عائشة تقول : تزوجني رسول الله صفي شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة لثلاث سنين وأنا ابنة ست سنين ، وهاجر رسول الله فقدم على المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، وأعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجر وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين .

أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو حمزة ميمون مولى عروة بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله وإني لألعب مع الجواري فما دريت أن رسول الله تزوجني حتى أخذتني أمي فحبستني في البيت عن الخروج فوقع في نفسي أني تزوجت فما سألتها حتى كانت أمي هي التي أخبرتني .

أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : تزوجني رسول الله وأنا بنت ست سنين ودخل عليّ وأنا بنت تسع سنين ، وقد دخلت عليه وإني لألعب بالبنات مع الجواري فيدخل فينقمع منه صواحبي فيخرجن فيخرج رسول الله فيسر بهن علي .
رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لها في المنام
أخبرنا المعلى بن أسد حدثنا وهيب بن خالد وعبد العزيز بن المختار قالا أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله قال : " أريتك في المنام مرتين ، أرى رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول : هذه امرأتك ، فأكشف عنها فإذا هي أنت فأقول : إن يك هذا من عند الله يمضه " .
تكنية الرسول صلى الله عليه وسلم لها
أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا وهيب بن خالد حدثنا هشام بن عروة عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت : يا نبي الله ، ألا تكنيني ؟ فقال النبي : " اكتني بابنك عبد الله " ، فكانت تكنى بأم عبد الله .

حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، حدثنا أحمد بن سعيد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن علي ، حدثنا يحيى بن سفيان ، حدثنا أبو معاوية ... فذكره . قال أبو عمر : لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها ، واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها : " اكتني بابنك عبد الله بن الزبير " . ( يعني : ابن أختها ) .
مكانتها عند الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته لها
كانت من أحب نساء الرسول صلى الله عليه وسلم إليه ، وتحكي رضي الله عنها عن ذلك فتقول : قالت عائشة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم : فضلت عليكن بعشر ولا فخر : كنت أحب نسائه إليه وكان أبي أحب رجاله إليه ، وابتكرني ولم يبتكر غيري ، وتزوجني لسبع ، وبنى بي لتسع ، ونزل عذري من السماء واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في مرضه ، فقال : إنه ليشق علي الاختلاف بينكن فائذن لي أن أكون عند بعضكن . فقالت أم سلمة : قد عرفنا من تريد عائشة . أذنا لك ، وكان آخر زاده من الدنيا ريقي ، أتي بسواك ، فقال: انكثيه ياعائشة . فنكثته وقبض بين حجري ونحري ، ودفن في بيتي .
( الراوي : عبدالملك بن عمير - خلاصة الدرجة : إسناده صالح ، ولكن فيه انقطاع - المحدث : الذهبي - المصدر : سير أعلام النبلاء - الصفحة أو الرقم : 2/147 )

روى أهل البصرة ، عن أبي عثمان النهدي ، عن عمرو بن العاص سمعه يقول : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحبّ إليك ؟ قال : " عائشة " . قلت : فمن الرجال ؟ قال : " أبوها " .

حدثنا محمد بن عيسى : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن غالب : أن رجلاً نال من عائشة - رضي الله عنها - عند عمار بن ياسر ، فقال : اعزب مقبوحاً منبوحاً ! أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا مهدي بن ميمون حدثنا شعيب بن الحجاب قال : سمعت الشعبي يحدث عن مسروق قال : كان إذا حدث عن عائشة أم المؤمنين يقول : حدثتني الصادقة بنت الصديق المبرأة كذا وكذا ، وقال غيره في هذا الحديث : حبيبة حبيب الله .
علمها وتعليمها
تعد السيدة عائشة رضي الله عنها من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً ، فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه . وكانت رضي الله عنها مرجعاً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يستعصي عليهم أمر ، فقد كانوا رضي الله عنهم يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم . حيث قال أبو موسى الأشعري : ما أشكل علينا – أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً .

وقد كان مقام السيدة عائشة رضي الله عنها بين المسلمين مقام الأستاذ من تلاميذه ، حيث أنها إذا سمعت من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح ، تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم ، فاشتهر ذلك عنها ، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً .

قال أبو الضحى ، عن مسروق : رأيت مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض .

وقال عطاء بن أبي رباح : كانت عائشة أفقه الناس ، وأعلم الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة . وقال هشام بن عروة ، عن أبيه : ما رأيت أحداً أعلم بفقة ولا بطب ولا بشعر من عائشة .

وذكر الزبير ، قال : حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : ما رأيت أحداً أروى للشعر من عروة . فقيل له : ما أرواك يا أبا عبد الله ؟ قال : وما روايتي من رواية عائشة ! ما كان ينزل شيء إلا أنشدت فيه شعراً . قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
مميزات علم السيدة عائشة رضي الله عنها
لقد تميزت السيدة عائشة رضي الله عنها بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة ، من أهم هذه العوامل :

- ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها ، وذلك لكثرة ما روت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

- زواجها في سن مبكر من النبي صلى الله عليه وسلم ، ونشأتها في بيت النبوة ، فأصبحت رضي الله عنها التلميذة النبوية .

- كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها ، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله .

- حبها للعلم والمعرفة ، فقد كانت تسأل وتستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة ، فقد قال عنها ابن أبي مليكة : كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه .

ونتيجة لعلمها وفقهها أصبحت حجرتها المباركة وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام . وكانت رضي الله عنها تضع حجاباً بينها وبين تلاميذها ، وذلك لما قاله مسروق : سمعت تصفيقها بيديها من وراء الحجاب .

لقد اتبعت السيدة عائشة رضي الله عنها أساليب رفيعة في تعليمها متبعة بذلك نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليمه لأصحابه . من هذه الأساليب عدم الإسراع في الكلام وإنما التأني ليتمكن المتعلم من الاستيعاب ، فقد قال عروة إن السيدة عائشة قالت مستنكرة : ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك ، وكنت أسبِّح - أصلي - فقام قبل أن أقضي سبحتي ، ولو أدركته لرددت عليه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم .

كذلك من أساليبها في التعليم ، التعليم أحياناً بالإسلوب العملي ، وذلك توضيحاً للأحكام الشرعية العملية كالوضوء . كما أنها كانت لا تتحرج في الإجابة على المستفتي في أي مسائلة من مسائل الدين ولو كانت في أدق مسائل الإنسان الخاصة . كذلك لاحظنا بأن السيدة عائشة كانت تستخدم الإسلوب العلمي المقترن بالأدلة سواء كانت من الكتاب أوالسنة . ويتضح ذلك في رواية مسروق حيث قال : كنت متكئا عند عائشة . فقالت : يا أبا عائشة ! ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية . قلت : ما هن ؟ قالت : من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية . قال وكنت متكئا فجلست . فقلت : يا أم المؤمنين ! أنظريني ولا تعجليني . ألم يقل الله عز وجل : { ولقد رآه بالأفق المبين } [ 81 / التكوير / الآية - 23 ] { ولقد رآه نزلة أخرى } [ 53 / النجم / الآية - 13 ] فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : " إنما هو جبريل . لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين . رأيته منهبطا من السماء . سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض " . ( الراوي : عائشة - خلاصة الدرجة : صحيح - المحدث : مسلم - المصدر : المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم : 177) فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " إنما هو جبريل " . ( الراوي : عبدالله بن مسعود و عائشة - خلاصة الدرجة : صح عن عائشة وابن مسعود - المحدث : ابن القيم - المصدر : زاد المعاد - الصفحة أو الرقم : 3/33) فقالت : أو لم تسمع أن الله يقول : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) أو لم تسمع أن الله يقول : ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌ حكيم ) . قالت : ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) . قالت : ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول ( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله ) .

وبذلك يتضح لنا بأن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت معقلاً للفكر الإسلامي ، وسراجاً يضيء على طلاب العلم . ولذكائها وحبها للعلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويؤثرها حيث قال : " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " .
السيدة المفسرة المحدثة
كانت السيدة عائشة رضي الله عنها عالمة مفسرة ومحدثة ، تعلم نساء المؤمنين ، ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين ، فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسير والحديث . وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها ابنة أبو بكر الصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير ، حيث أنها منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق ، كما أن ذكائها و قوة ذاكرتها سبب آخر ، ونلاحظ ذلك من قولها : لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده .

ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت رضي الله عنها تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات . فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم فور نزوله وتلقي معانيه أيضاً من رسول الله . وقد جمعت رضي الله عنها إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها وعلو بيانها .

كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تحرص على تفسير القرآن الكريم بما يتناسب وأصول الدين وعقائده ، ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل السيدة عائشة عن قوله تعالى : ( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرنا … ) قلت : أ كُذِبُوا أم كُذِّبُوا ؟ قالت عائشة : كُذِّبُوا ، قلت : قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن ، قالت : أجل لعمري قد استيقنوا بذلك ، فقلت لها : وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا ؟ قالت : معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها ، قلت : فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم ، فطال عليهم البلاء و استأخر عنهم النصر ، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم ، وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك .

وفي موقف آخر يتضح لنا أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تحرص على إظهار ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسر القرآن بالقرآن . وبذلك فإن السيدة عائشة رضي الله عنها تكون قد مهدت لكل من أتى بعدها أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم .

أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة ، فقد احتلت رضي الله عنها المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته ، حيث إنها أتت بعد أبي هريرة ، وابن عمر وأنس بن مالك ، وابن عباس رضي الله عنهم .

ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعلية . ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وتلقي السنة من السيدة التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله ، فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم ، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير .

كانت رضي الله عنها ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي ، وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له : يا ابن أختي ! بلغني أن عبدالله بن عمرو مار بنا إلى الحج . فالقه فسائله . فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً . قال فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال عروة : فكان فيما ذكر ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً ، ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم ويبقى في الناس رؤساً جهالًا ، يفتونهم بغير علم ، فيضلون ويضلون " . قال عروة : فلما حدثت عائشة بذلك ، أعظمت ذلك وأنكرته . قالت : أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ قال عروة : حتى إذا كان قابل ، قالت له : إن ابن عمرو قد قدم ، فالقه . ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم . قال فلقيته فساءلته . فذكره لي نحو ما حدثني به ، في مرته الأولى . قال عروة : فلما أخبرتها بذلك . قالت : ما أحسبه إلا قد صدق . أراه لم يزد فيه شيئا ولم ينقص . ( الراوي : عائشة - خلاصة الدرجة : صحيح - المحدث : مسلم - المصدر : المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم : 2673 ) .

ولذلك كان بعض رواة الحديث يأتون إليها ويسمعونها بعض الأحاديث ليتأكدوا من صحتها ، كما إنهم لو اختلفوا في أمر ما رجعوا إليها . ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة وفضلها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس ، ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الفعلية في بيته عليه الصلاة والسلام .
السيدة الفقيهة
تعد السيدة عائشة رضي الله عنها من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً ، فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين ، وكما ذكرنا سابقاً بأن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يستفتونها فتفتيهم ، وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة قد اشتغلت بالفتوى من خلافة أبي بكر إلى أن توفيت .

ولم تكتفِ السيدة عائشة رضي الله عنها بما عرفت من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما اجتهدت في استنباط الأحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في الكتاب أو السنة ، فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة ، فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم ، حتى قيل : إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها . فهاهي رضي الله عنها تؤكد على تحريم زواج المتعة مستدلة بقول الله تعالى : ( والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) .

وقد استقلت السيدة ببعض الآراء الفقهية ، التي خالفت بها آراء الصحابة ، ومن هذه الآراء :

1- جواز التنفل بركعتين بعد صلاة العصر ، قائلة : لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر . قال فقالت عائشة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها ، فتصلوا عند ذلك " . ( الراوي : عائشة - خلاصة الدرجة : صحيح - المحدث : مسلم - المصدر : المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم : 833 ) . وعلى الرغم من أنه من المعلوم أن التنفل بعد صلاة العصر مكروه ، فقال بعض الفقهاء أن التنفل بعد العصر من خصوصياته .

2- كما أنها رضي الله عنها كانت ترى أن عدد ركعات قيام رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر ، مستدلة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك عندما سألها أبو سلمة بن عبد الرحمن : كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعاً ، فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً ، فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً . قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، أتنام قبل أن توتر ؟ . فقال : " يا عائشة ، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي " . ( الراوي : عائشة - خلاصة الدرجة : [صحيح] - المحدث : البخاري - المصدر : الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم : 1147) . ( الراوي : عائشة - خلاصة الدرجة : [صحيح] - المحدث : البخاري - المصدر : الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم : 2013 ) .

فكان الصحابة رضي الله عنهم يصلونها عشرين ركعة ، لأن فعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العدد لا يدل على نفي ما عداه . وهكذا جمعت السيدة عائشة رضي الله عنها بين علو بيانها ورجاحة عقلها ، حتى قال عنها عطاء : كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة .
وفاتها
توفيت السيدة عائشة رضي الله عنها سنة سبع وخمسين . وقيل : سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً ، فدفنت وصلى عليها أبو هريرة ، ونزل في قبرها خمسة : عبد الله وعروة ابنا الزبير ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر . ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها ثمان عشرة سنة . أخرجها الثلاثة .

توفيت السيدة عائشة رضي الله عنها بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية والاجتماعية والسياسية للمسلمين ، وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم .
الخلاصة
لقد عاشت السيدة عائشة رضي الله عنها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية ، فقد جمعت رضي الله عنها بين جميع جوانب العلوم الإسلامية ، فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهة . وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، فكأنها فضلت على النساء .

كما أن عروة بن الزبير قال فيها : ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة ، وأيضاً قال فيها أبو عمر بن عبد البر : إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر .

وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة عائشة رضي الله عنها التي اعتبرت نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه ، والتي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهم ، والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي . فهي بذلك اعتبرت امتداداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

المراجع
موقع نصرة سيدنا محمد رسول الله
الطبقات الكبرى ج8/58-81
الاستيعاب ج 4 / ص 1881
أسد الغابة ج 7 / ص 188

ريمة مطهر
08-17-2011, 02:55 AM
عائشة بنت أبي بكر الصديق

عائشة بِنْت أبي بكر الصديق ، الصديقة بِنْت الصديق أم المؤمنين ، زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وأشهر نسائه ، وأمها أم رومان ابنة عامر بن عُوَيمر بن عَبْد شمس بن عتّاب بن أذينة بن سُبيع بن دُهمان بن الحَارِث بن غنم بن مالك بن كنانة الكنانية ‏.‏

تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل الهجرة بسنتين ، وهي بكر ، قال أبو عُبَيْدة ، وقيل ‏:‏ بثلاث سنين‏ .‏ وقيل ‏:‏ بأربع سنين‏ .‏ وقيل ‏:‏ بخمس سنين‏ .‏ وكان عُمرها لما تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ست سنين ، وقيل‏ :‏ سبع سنين‏ .‏ وبني بها وهي بِنْت تسع سنين بالمدينة ‏.‏ وكان جبريل قد عرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صورتها في سَرَقَةِ حرير في المنام ، لما توفيت خديجة ، وكناها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم عَبْد الله ، بابن أختها عَبْد الله بن الزبير ‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود فيما أذن لي بإسناده عن ابن أبي عاصم قال‏ :‏ حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد ، حدثنا أبي ، عن مُحَمَّد بن عَمْرو ، عن يحيى بن عَبْد الرَّحْمَن بن حاطب عن عائشة قالت ‏:‏ لما توفيت خديجة قالت خَوْلَة بِنْت حكيم بن الأوقص امْرَأَة عُثْمان بن مَظْعون ، وذلك بمَكَّة ‏:‏ أي رسول الله ، ألا تزوج ? قال‏ :‏ ‏" ‏ومن ?‏ "‏ قلت ‏:‏ إن شئت بِكْراً ، وإن شئت ثَيِّباً‏ .‏ قال ‏:‏ ‏"‏ فمن البكر?‏ "‏ قلت‏ :‏ ابنة أحب خلق الله إليك‏ :‏ عائشة بِنْت أبي بكر ‏.‏ قال‏ :‏ ‏" ‏ومن الثيّب ?‏ "‏ قلت‏ :‏ سَودة بِنْت زَمَعة بن قَيْس ، أمنت بك وابتعتك على ما أنت عليه‏ .‏ قال ‏:‏ ‏" ‏فاذهبي فاذكريهما عليّ‏ "‏‏ .‏ فجاءت فدخلت بيت أبي بكر ، فوجدت أم رومان أم عائشة ، فقالت‏ :‏ أيْ أم رومان ، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة‏ !‏ قالت ‏:‏ وما ذاك ? قالت ‏:‏ أرسلني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخطب عليه عائشة ‏.‏ قالت ‏:‏ ودَدتُ ، انتظري أبا بكر ، فإنه آت‏ .‏ فجاء أبو بكر فقالت ‏:‏ يا أبا بكر ، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة‏ !‏ قال ‏:‏ وما ذاك ? قالت ‏:‏ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أخطب عليه عائشة‏ .‏ قال ‏:‏ وهل تصلح له ، إنما هي بِنْت أخيه ‏.‏ فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال ‏:‏ ‏" ‏ارجعي وقولي له أنت أخي في الإسلام ، وابِنْتك تصلح لي‏ " ‏‏.‏ فأتت أبا بكر فقال ‏:‏ ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم ‏.‏ فجاء فأنكحه ، وهي يومئذ بِنْت ست سنين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏" ‏ومن الثيّب ?‏ "‏ قالت ‏:‏ سودة بِنْت زمعة‏ .‏ قد أمنت بك وابتعتك‏ .‏ قال ‏:‏ ‏" ‏اذهبي فاذكريها عليّ‏ " ‏‏.‏ قالت ‏:‏ فخرجت فدخلت على سودة فقلت‏ :‏ يا سودة ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة‏ !‏ قالت‏ :‏ وما ذاك ? قالت‏ :‏ أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه‏ .‏ قالت ‏:‏ ودَدَت ، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له قالت‏ :‏ وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فقلت ‏:‏ إن مُحَمَّد بن عَبْد الله أرسلني أخطب عليه سودة ‏.‏ قال :‏ كُفْءٌ كريمٌ ، فماذا تقول صاحبتك ? قالت ‏:‏ تحب ذلك ‏.‏ قال ‏:‏ ادعيها‏ .‏ فدعتها فقال ‏:‏ إن مُحَمَّد بن عَبْد الله أرسل يخطبك وهو كفءٌ كريم ، أفتحبين أن أُزوجك ? قالت‏ :‏ نعم‏ .‏ قال ‏:‏ فادعيه لي ‏.‏ فدعته فجاء فزوجها ، وجاء أخوها عَبْد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه ، وقال بعد أن أسلم ‏.‏ أني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة‏ .‏

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء حدثنا أبو علي الحداد وأنا حاضر أسمع ، أخبرنا أحمد بن عَبْد الله الحافظ ، حدثنا فاروق ، حدثنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حبان التمار ، حدثنا عَبْد الله بن مسلمة القعنبي ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن أبي طوالة ، عن أنس بن مالك قال‏ :‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ :‏ ‏"‏ فضْلُ عائشة على النِّساء كفضل الثَّريدِ على سائر الطّعام ‏"‏‏ .‏

أخبرنا مُحَمَّد بن سرايا بن علي العدل ، والحُسَيْن بن أبي صالح بن فنَّا خسرو ، وغيرهما ، بإسنادهم عن مُحَمَّد بن إسماعيل ‏:‏ حدثنا عَبْد الله بن عَبْد الوهاب ، حدثنا حماد ، حدثنا هشام ، عن أبيه قال‏ :‏ كان الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة ، قالت‏ :‏ فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقالوا ‏:‏ يا أم سلمة ، إن الناس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة ، وإنا نريد من الخير كما تريد عائشة ، فمري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يامر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار قالت‏ :‏ فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلّى الله عليه وسلّم ، قالت ‏:‏ فأعرض عني فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك ، فأعرض عني ، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك فقال‏ :‏ ‏" ‏يا أم سَلمة ، لا تؤذينَني في عائشة ، فإنه والله ما نزلَ عليَّ الوحيُ وأنا في لِحاف امْرَأَة منكُنَّ غيرها‏ " ‏‏.‏

قال‏ :‏ وحدثنا مُحَمَّد بن إسماعيل حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث عن يونس ، عن ابن شهاب قال ‏:‏ قال أبو سلمة ‏:‏ إن عائشة قالت‏ :‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوماً‏ :‏ ‏"‏ يا عائشُ ، هذا جبريلُ يُقْرِئُكِ السّلام‏ "‏‏ .‏ فقلت ‏:‏ وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، تَرَى ما لا أَرَى ‏.‏

أخبرنا إسماعيل بن علي ، وإبراهيم بن مُحَمَّد ، وغيرهما ، بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى قال ‏:‏ حدثنا عَبْد بن حميد ، حدثنا عَبْد الرزاق ، عن عَبْد الله بن عَمْرو بن علقَمة المكي ، عن ابن أبي حسين ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة‏ :‏ أن جبريل جاء بصورتها في خِرقَةِ حرير خضراء إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال‏ :‏ ‏"‏ هذه زوجتُكَ في الدُّنيا والآخرة‏ " ‏‏.‏

قال ‏:‏ وحدثنا مُحَمَّد بن عيسى‏ :‏ حدثنا بَندَار وإبراهيم بن يعقوب قالا ‏:‏ حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا عَبْد العزيز بن المختار ، أخبرنا خالد الحذاءُ ، عن أبي عُثْمان النَّهدِي ، عن عَمْرو بن العاص ‏:‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استعمله على جيش ذات السلاسل قال‏ :‏ فأتيته فقلت‏ :‏ يا رسول الله ، أيُّ الناس أحب إليك ? قال ‏:‏ ‏"‏ عائشة ‏" ‏‏.‏ قلت ‏:‏ من الرجال ? قال ‏:‏ ‏" ‏أبوها ‏" ‏‏.‏

قال‏ :‏ وحدثنا مُحَمَّد بن عيسى ‏:‏ حدثنا مُحَمَّد بن بشار ، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي ، حدثنا سُفْيان ، عن أبي إسحاق ، عن عَمْرو بن غالب‏ :‏ أن رجلاً نال من عائشة رضي الله عنها عند عَمَّار بن ياسر، فقال‏ :‏ اعزُبْ مقبوحاً منبوحاً‏ !‏ أتؤذي حبيبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏ .‏

وكان مسروق إذا روى عنها يقول‏ :‏ حدَّثتني الصديقة بِنْت الصديق ، البريئة المبرأة‏ .‏

وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض ، وقال عطاء بن أبي رباح‏ :‏ كانت عائشة من أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة‏ .‏

وقال عروة‏ :‏ ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة ، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الإفك لكفى بها فضلاً وعلو مجد ، فإنها نزل فيها من القرآن ما يُتلى إلى يوم القيامة‏ .‏

ولولا خوف التطويل لذكرنا قصة الإفك بتمامها ، وهي أشهر من أن تخفى ‏.‏

أخبرنا مسمار بن عُمر بن العُوَيس ، وأبو الفرج مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي العزّ ، وغيرهما بإسنادهم عن مُحَمَّد بن إسماعيل‏ :‏ حدثنا مُحَمَّد بن بشار ، حدثنا عَبْد الوهاب بن عَبْد المجيد ، حدثنا ابن عون ، عن القاسم بن مُحَمَّد‏ :‏ أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال ‏:‏ يا أم المؤمنين تَقْدَمين على فرَطِ صِدْق ، على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلى أبي بكر ‏.‏

وروت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كثيراً ، روى عنها عُمر بن الخطاب قال ‏:‏ أدنوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا ، وإياكم وأخلاق الأعاجم ، وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر ، ولا يحل لمؤمن ولا مؤمنة تدخل الحمام إلا بمئزر إلا من سقم ، فإن عائشة حدثتني أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال وهو على فراشي ‏:‏ ‏"‏ أيّما امْرَأَة مؤمنةٍ وَضَعت خِمارَها على غير بيتها ، هَتَكَتِ الحجابَ بينها وبين ربِّها عَزَّ وجَلّ‏ " ‏‏.‏

وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين ، وقيل‏ :‏ سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً‏ .‏ فدفنت وصلّى عليها أبو هريرة ، ونزل في قبرها خمسة‏ :‏ عَبْد الله وعروة ابنا الزبير ، والقاسم بن مُحَمَّد بن أبي بكر ، وعَبْد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر ، وعَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي بكر ‏.‏ ولما توفي النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كان عُمرها ثمان عشرة سنة ‏.‏

أخرجها الثلاثة ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير

ريمة مطهر
10-08-2011, 08:31 PM
عائِشَة أمّ المُؤْمِنِين
(9 ق هـ - 58 هـ = 613-678م)

عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان ، من قريش : أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب . كانت تُكنى بأم عبد الله . تزوجها النبي r في السنة الثانية بعد الهجرة ، فكانت أحب نسائه إليه ، وأكثرهن رواية للحديث عنه . ولها خطب ومواقف . وما كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض فتجيبهم . وكان " مسروق " إذا روى عنها يقول : حدثتني الصديقة بنت الصديق . وكانت ممن نقم على " عثمان " عمله في حياته ، ثم غضبت له بعد مقتله ، فكان لها في هودجها ، بوقعة الجمل ، موقفها المعروف . وتوفيت في المدينة . روى عنها 2210 أحاديث . ولبدر الدين الزركشي كتاب " الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة – ط " ولسعيد الأفغاني " عائشة والسياسة – ط " ولزاهية مصطفى قدورة " عائشة أم المؤمنين – ط " .

المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الثالث .