ريمة مطهر
01-12-2013, 08:17 PM
من عُرِفَت باسمها من التابعيات المحدثات
( 15 ) حفصة بنت سيرين
هي حفصة بنت سيرين الأنصارية، وهي أخت محمد بن سيرين([1] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn1))، وكانت أكبر ولد سيرين من الرجال والنساء([2] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn2)) أم الهذيل([3] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn3)).
رجاحة عقلها: كانت رحمها الله راجحة العقل، حكيمة، فطنة، شديدة الذكاء، قال هشام بن حسان([4] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn4)): "قد رأيت الحسن، وابن سيرين، وما رأيت أحدًا أرى أنه أعقل من حفصة"([5] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn5)). وكانت رحمها الله كبيرة القدر([6] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn6)).
وقال العراقي([7] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn7)):
وفي نساء التابعين الأبــــدا .:. حفصة مع عمرة أم الــدردا
علمها: قرأت القرآن وهي ابنة اثنتي عشرة سنة([8] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn8))، وكان ابن سيرين إذا أشكل عليه شيء من القرآن قال: "اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ"([9] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn9)).
وقال شعبة([10] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn10)): سألت عاصمًا عن المرأة تحد؟ قال: فقالت حفصة بنت سيرين: "كتب حميد بن نافع يقال حُميد الحميري، فذكر حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كنا ننهى أن نُحِدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعَشراً، ولا نكتحل، ولا نتطيب، ولا نلبس ثوبًا مصبوغًا إلا ثوب عصب([11] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn11))، وقد رُخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من حيضها، في نبذة من كست([12] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn12)) أظفار، وكنا ننهى عن اتباع الجنائز"([13] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn13)).
حياتها العلمية([14] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn14)):
أ ) شيوخها: روت عن أنس بن مالك، وسلمان بن عامر الضبي، والربيع([15] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn15)) بن زياد الحارثي، ورُفَيْع([16] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn16)) أبي العالية الرِّياحي، وخيرة أم الحسن البصري، والرباب أم الرائح، وأم عطية الأنصارية.
ب ) تلاميذها: روى عنها كثيرون، وممّن اشتهر بالرواية عنها: أيوب السختياني، وخالد الحذَّاء، وعاصم الأحول، وقتادة، وأخوها محمد بن سيرين، وهشام بن حسَّان، وعائشة بنت سعد البصرية، أخرج لها البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
حالها من الجرح والتعديل: ذكرها ابن سعد([17] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn17)) فيمن روت عن زوجات النبي r، وقال العجلي([18] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn18)): "مدنية تابعية ثقة"، وذكرها ابن حبان في الثقات([19] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn19))، والدارقطني([20] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn20)) في التابعيات، وسكت عنها الذهبي([21] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn21))، وقال الحافظ([22] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn22)): "ثقة".
عبادتها: كانت -رحمها الله- كثيرة الصلاة، والصوم، تدخل مسجد دارها فتصلي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والصبح، ولا تزال كذلك حتى يرتفع النهار، فتركع ثم تخرج فيكون عند ذلك وضوئها، ونومها، حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها ([23] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn23)).
يقول مهدي بن ميمون([24] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn24)): "مكثت حفصة في مصلاها ثلاثين سنة، لا تخرج إلا لحاجة أو لقائلة"([25] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn25)). وكانت -رحمها الله- صوامة فكانت تصوم الدهر، وتفطر العيدين وأيام التشريق([26] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn26)).
كرامتها: كانت حفصة رحمها الله تُسرج سراجها من الليل، ثم تقوم في مصلاها، فربما طُفئ السراج فيُضيء لها البيت حتى تصبح ([27] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn27)).
قصتها مع ابنها هذيل: كان لها ابن اسمه هذيل بارًا بها، شديد المحبة لها، والصلة، وكانت له لقحة فيبعث بحلبه بالغداة إلى أمه فتقول له: "يا بني إنك لتعلم أني لا أشربه، أنا صائمة" فيقول: "يا أم الهذيل، إن أطيب اللبن ما بات في ضروع الإبل، اسقيه من شئت"([28] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn28)).
وكان من بر هذيل بأمه أنه يجمع الحطب في الصيف فيقشره، ويأخذ القصب فيفلقه، فإذا جاء الشتاء وضعه بالكانون خلف حفصة فكان لا يؤذيها دخانه ويدفئها.
فلما مات حزنت عليه حزنًا شديدًا، ووجدت في نفسها غُصَّة لا تذهب، حتى جاءت ليلة فقرأت قوله تعالى: (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[النحل:95-96]. قالت: "فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد"([29] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn29)).
استعدادها للموت ووفاتها: كان لها -رحمها الله- كفن مُعَدّ، فإذا حجت وأحرمت لبسته، وكانت تلبسه أيضًا في العشر الأواخر من رمضان في قيام الليل([30] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn30)).
وكانت -رحمها الله- تتمنى الموت بالطاعون، فعندما سألها أنس بن مالك t بأي شيء تحبين أن تموتي؟ قالت: بالطاعون. قال: "فإنه شهادة لكل مسلم"([31] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn31)).
وهكذا انطفأ هذا السراج المنير وهذه السيرة العطرة بوفاتها التي اختلف في تاريخها، فقيل سنة 98هـ، وقيل سنة 106هـ([32] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn32))، والراجح أنها ماتت سنة 101هـ([33] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn33))، وهي ابنة 70 سنة أو 75 سنة([34] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn34))، وفي رواية 92 سنة ([35] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn35)).
وقد بلغ عدد مروياتها في الكتب الستة ثلاثة عشر حديثًا هي:
23/1- وعن أم عطية رضي الله عنها قالت:
توفيت إحدى بنات النبي r، فأتانا النبي r فقال: (( اغسلنها بالسدر وترًا، ثلاثًا أو خمسًا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، واجعلن في الآخرة كافورًا، أو شيئًا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني ))، فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، فضفرنا شعرها ثلاثة قرون، وألقيناها خلفها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
خ ، كتاب الجنائز، باب ما يُلقى شعر المرأة خلفها 1/425 رقم (1204).
، كتاب الجنائز، باب يجعل الكافور في آخره 1/424 رقم (1200).
، كتاب الوضوء، باب التيمن في الوضوء والغسل 1/73 رقم (165).
، كتاب الجنائز، باب هل يجعل شعر المرأة ثلاثة قرون 1/425 رقم (1203).
م ، كتاب الجنائز، باب غسيل الميت 2/647 رقم (39، 40، 41).
، كتاب الجنائز، باب غسل الميت 2/647، 648 رقم (37).
ت ، كتاب الجنائز، باب غسل الميت أكثر من سبعة 4/30، 31.
، كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل الميت 3/315 رقم (990).
د ، كتاب الجنائز، باب كيف غسل الميت 3/197 رقم (3143، 3144، 3145).
جه ، كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل الميت 1/469 رقم (1459).
ن ، كتاب الجنائز، باب نقض رأس الميت 4/30.
، كتاب الجنائز، الكافور في غسل الميت 4/32.
· غريب الحديث:
السدر: شجر النبق. انظر (النهاية)، مادة (سدر) 1/353 .
قرون: أي ضفائر الشعر. انظر (النهاية)، مادة (قرن) 4/51 .
حقوه: "أي إزاره، والأصل فيه معقد الإزار وجمعه أحق وأحقاء، ويسمي به الإزار للمجاورة وهو بفتح فاء وقد تكسر بقاف ساكنة" (مجمع بحار الأنوار)، مادة (حقوه) 1/549 .
· فائـــــــدة:
"فيه استحباب تسريح شعر المرأة وتضفيرها، واستدلّ به على أن الغسل من غسل الميت ليس بواجب؛ لأنه موضع تعليم ولم يأمر به". (العمدة) 8/48.
وقال ابن عبد البر في (التمهيد) 1/373 : "وأما رواية حفصة عن أم عطية، في هذا الحديث أو سبعًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، فإن ذكر السبع وما فوقها لا يوجد من حديث أم عطية، إلا من رواية حفصة بنت سيرين، ولا أعلم أحدًا من الفقهاء قال بمجاوزة سبع مرات في غسل الميت وابنة الرسول r التي شهدت أم عطية رضي الله عنها غسلها هي أم كلثوم رضي الله عنها ".
([1]) الطبقات الكبرى، 8/484، الإخوة والأخوات، 66 ر(337)، تهذيب الكمال، 35/151 ر(7815)، التهذيب، 12/438 ر(2761)، نهاية السول، ل(983).
([2]) المؤتلف والمختلف، 4/1988 .
([3]) المصادر السابقة، بحر الدم، ص190 ر(1287)، نهاية السول، ل(983).
([4]) هشام بن حسان الأزدي القُردُوسي، أبو عبدالله البصري، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما، من السادسة، مات سنة 147 أو 148. انظر: التقريب، ص572 ر(7289).
([5]) صفة الصفوة، 4/26، نهاية السول، ل(983).
([6]) المعين في طبقات المحدثين، 36 ر(253).
([7]) شرح ألفية العراقي، 3/150 .
([8]) صفة الصفوة، 4/26، أحكام النساء، ابن الجوزي، ص455، السير، 4/507، أعلام النساء، 1/273، رهبان الليل، 1/445 .
([9]) صفة الصفوة، 4/25 .
([10]) المعرفة والتاريخ، 3/283، 284، التمهيد، 17/312، 313 .
([11]) عصب: أي برود يمنية يعصب غرلها والمراد نهي المعتدة عن لبس ما صبغ بعد النّسج. انظر: النهاية، مادة (عصب) 3/245 .
([12]) كست: القُسط الهندي وهو عقَّار معروف. انظر: النهاية، مادة (كست) 4/172 .
([13]) خ، كتاب الحيض، باب الطيب للمرأة عند غسلها من المحيض. 1/119 رقم (307).
([14]) الطبقات الكبرى، 8/484، تهذيب الكمال، 35/151 ر(7815)، السير، 4/507، نهاية السول، ل(983)، التهذيب، 12/438 ر(2760)، الخلاصة، 3/783 ر(32)، الجمع بين رجال الصحيحين، 2/604 ر(2358)، أعلام النساء، 1/273 .
([15]) الربيع بن زياد الخُزاعي، مختلف في صحبته، وذكره ابن حجر في القسم الأول. انظر: تهذيب الكمال، 9/80 ر(1861)، الإصابة، 2/196 ر(2574).
([16]) رُفيع بن مهران الرياحي البصري، أسلم بعد وفاة النبي r بعامين، من أعلم الناس بالقرآن، مات سنة 90هـ، وقيل غير ذلك. انظر: تهذيب الكمال، 9/214 ر(1922).
([17]) الطبقات الكبرى، 8/484 .
([18]) الثقات، 518 ر(2089).
([19]) 4/194 .
([20]) ذكر أسماء التابعين، 1/114 ر(243).
([21]) الكاشف، 2/505 ر(974).
([22]) التقريب، ص745 ر(8561).
([23]) صفة الصفوة، 4/24، رهبان الليل، 1/444.
([24]) مهدي بن ميمون الأزدي المِعْوَلي، أبو يحيى البصري، ثقة، من صغار السادسة، مات سنة 72هـ.
انظر: التقريب، 548 ر(6932).
([25]،[26]) صفة الصفوة، 4/26، رهبان الليل، 1/445 .
([27]،[28]) المصدران السابقان.
([29]،[30]) صفة الصفوة، 4/26، رهبان الليل، 1/445 .
([31]) الطبقات الكبرى، 8/484.
([32]) السير، 4/508 .
([33]) شذرات الذهب، 2/12 .
([34]) نهاية السول، ل(983) .
([35]) أعلام النساء، 2/274 .
( 15 ) حفصة بنت سيرين
هي حفصة بنت سيرين الأنصارية، وهي أخت محمد بن سيرين([1] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn1))، وكانت أكبر ولد سيرين من الرجال والنساء([2] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn2)) أم الهذيل([3] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn3)).
رجاحة عقلها: كانت رحمها الله راجحة العقل، حكيمة، فطنة، شديدة الذكاء، قال هشام بن حسان([4] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn4)): "قد رأيت الحسن، وابن سيرين، وما رأيت أحدًا أرى أنه أعقل من حفصة"([5] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn5)). وكانت رحمها الله كبيرة القدر([6] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn6)).
وقال العراقي([7] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn7)):
وفي نساء التابعين الأبــــدا .:. حفصة مع عمرة أم الــدردا
علمها: قرأت القرآن وهي ابنة اثنتي عشرة سنة([8] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn8))، وكان ابن سيرين إذا أشكل عليه شيء من القرآن قال: "اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ"([9] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn9)).
وقال شعبة([10] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn10)): سألت عاصمًا عن المرأة تحد؟ قال: فقالت حفصة بنت سيرين: "كتب حميد بن نافع يقال حُميد الحميري، فذكر حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كنا ننهى أن نُحِدَّ على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعَشراً، ولا نكتحل، ولا نتطيب، ولا نلبس ثوبًا مصبوغًا إلا ثوب عصب([11] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn11))، وقد رُخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من حيضها، في نبذة من كست([12] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn12)) أظفار، وكنا ننهى عن اتباع الجنائز"([13] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn13)).
حياتها العلمية([14] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn14)):
أ ) شيوخها: روت عن أنس بن مالك، وسلمان بن عامر الضبي، والربيع([15] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn15)) بن زياد الحارثي، ورُفَيْع([16] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn16)) أبي العالية الرِّياحي، وخيرة أم الحسن البصري، والرباب أم الرائح، وأم عطية الأنصارية.
ب ) تلاميذها: روى عنها كثيرون، وممّن اشتهر بالرواية عنها: أيوب السختياني، وخالد الحذَّاء، وعاصم الأحول، وقتادة، وأخوها محمد بن سيرين، وهشام بن حسَّان، وعائشة بنت سعد البصرية، أخرج لها البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
حالها من الجرح والتعديل: ذكرها ابن سعد([17] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn17)) فيمن روت عن زوجات النبي r، وقال العجلي([18] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn18)): "مدنية تابعية ثقة"، وذكرها ابن حبان في الثقات([19] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn19))، والدارقطني([20] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn20)) في التابعيات، وسكت عنها الذهبي([21] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn21))، وقال الحافظ([22] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn22)): "ثقة".
عبادتها: كانت -رحمها الله- كثيرة الصلاة، والصوم، تدخل مسجد دارها فتصلي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والصبح، ولا تزال كذلك حتى يرتفع النهار، فتركع ثم تخرج فيكون عند ذلك وضوئها، ونومها، حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها ([23] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn23)).
يقول مهدي بن ميمون([24] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn24)): "مكثت حفصة في مصلاها ثلاثين سنة، لا تخرج إلا لحاجة أو لقائلة"([25] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn25)). وكانت -رحمها الله- صوامة فكانت تصوم الدهر، وتفطر العيدين وأيام التشريق([26] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn26)).
كرامتها: كانت حفصة رحمها الله تُسرج سراجها من الليل، ثم تقوم في مصلاها، فربما طُفئ السراج فيُضيء لها البيت حتى تصبح ([27] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn27)).
قصتها مع ابنها هذيل: كان لها ابن اسمه هذيل بارًا بها، شديد المحبة لها، والصلة، وكانت له لقحة فيبعث بحلبه بالغداة إلى أمه فتقول له: "يا بني إنك لتعلم أني لا أشربه، أنا صائمة" فيقول: "يا أم الهذيل، إن أطيب اللبن ما بات في ضروع الإبل، اسقيه من شئت"([28] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn28)).
وكان من بر هذيل بأمه أنه يجمع الحطب في الصيف فيقشره، ويأخذ القصب فيفلقه، فإذا جاء الشتاء وضعه بالكانون خلف حفصة فكان لا يؤذيها دخانه ويدفئها.
فلما مات حزنت عليه حزنًا شديدًا، ووجدت في نفسها غُصَّة لا تذهب، حتى جاءت ليلة فقرأت قوله تعالى: (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[النحل:95-96]. قالت: "فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد"([29] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn29)).
استعدادها للموت ووفاتها: كان لها -رحمها الله- كفن مُعَدّ، فإذا حجت وأحرمت لبسته، وكانت تلبسه أيضًا في العشر الأواخر من رمضان في قيام الليل([30] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn30)).
وكانت -رحمها الله- تتمنى الموت بالطاعون، فعندما سألها أنس بن مالك t بأي شيء تحبين أن تموتي؟ قالت: بالطاعون. قال: "فإنه شهادة لكل مسلم"([31] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn31)).
وهكذا انطفأ هذا السراج المنير وهذه السيرة العطرة بوفاتها التي اختلف في تاريخها، فقيل سنة 98هـ، وقيل سنة 106هـ([32] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn32))، والراجح أنها ماتت سنة 101هـ([33] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn33))، وهي ابنة 70 سنة أو 75 سنة([34] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn34))، وفي رواية 92 سنة ([35] (http://www.toratheyat.com/vb/newthread.php?do=postthread&f=74#_ftn35)).
وقد بلغ عدد مروياتها في الكتب الستة ثلاثة عشر حديثًا هي:
23/1- وعن أم عطية رضي الله عنها قالت:
توفيت إحدى بنات النبي r، فأتانا النبي r فقال: (( اغسلنها بالسدر وترًا، ثلاثًا أو خمسًا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، واجعلن في الآخرة كافورًا، أو شيئًا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني ))، فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، فضفرنا شعرها ثلاثة قرون، وألقيناها خلفها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
· التخريـــــــج:
خ ، كتاب الجنائز، باب ما يُلقى شعر المرأة خلفها 1/425 رقم (1204).
، كتاب الجنائز، باب يجعل الكافور في آخره 1/424 رقم (1200).
، كتاب الوضوء، باب التيمن في الوضوء والغسل 1/73 رقم (165).
، كتاب الجنائز، باب هل يجعل شعر المرأة ثلاثة قرون 1/425 رقم (1203).
م ، كتاب الجنائز، باب غسيل الميت 2/647 رقم (39، 40، 41).
، كتاب الجنائز، باب غسل الميت 2/647، 648 رقم (37).
ت ، كتاب الجنائز، باب غسل الميت أكثر من سبعة 4/30، 31.
، كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل الميت 3/315 رقم (990).
د ، كتاب الجنائز، باب كيف غسل الميت 3/197 رقم (3143، 3144، 3145).
جه ، كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل الميت 1/469 رقم (1459).
ن ، كتاب الجنائز، باب نقض رأس الميت 4/30.
، كتاب الجنائز، الكافور في غسل الميت 4/32.
· غريب الحديث:
السدر: شجر النبق. انظر (النهاية)، مادة (سدر) 1/353 .
قرون: أي ضفائر الشعر. انظر (النهاية)، مادة (قرن) 4/51 .
حقوه: "أي إزاره، والأصل فيه معقد الإزار وجمعه أحق وأحقاء، ويسمي به الإزار للمجاورة وهو بفتح فاء وقد تكسر بقاف ساكنة" (مجمع بحار الأنوار)، مادة (حقوه) 1/549 .
· فائـــــــدة:
"فيه استحباب تسريح شعر المرأة وتضفيرها، واستدلّ به على أن الغسل من غسل الميت ليس بواجب؛ لأنه موضع تعليم ولم يأمر به". (العمدة) 8/48.
وقال ابن عبد البر في (التمهيد) 1/373 : "وأما رواية حفصة عن أم عطية، في هذا الحديث أو سبعًا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك، فإن ذكر السبع وما فوقها لا يوجد من حديث أم عطية، إلا من رواية حفصة بنت سيرين، ولا أعلم أحدًا من الفقهاء قال بمجاوزة سبع مرات في غسل الميت وابنة الرسول r التي شهدت أم عطية رضي الله عنها غسلها هي أم كلثوم رضي الله عنها ".
([1]) الطبقات الكبرى، 8/484، الإخوة والأخوات، 66 ر(337)، تهذيب الكمال، 35/151 ر(7815)، التهذيب، 12/438 ر(2761)، نهاية السول، ل(983).
([2]) المؤتلف والمختلف، 4/1988 .
([3]) المصادر السابقة، بحر الدم، ص190 ر(1287)، نهاية السول، ل(983).
([4]) هشام بن حسان الأزدي القُردُوسي، أبو عبدالله البصري، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما، من السادسة، مات سنة 147 أو 148. انظر: التقريب، ص572 ر(7289).
([5]) صفة الصفوة، 4/26، نهاية السول، ل(983).
([6]) المعين في طبقات المحدثين، 36 ر(253).
([7]) شرح ألفية العراقي، 3/150 .
([8]) صفة الصفوة، 4/26، أحكام النساء، ابن الجوزي، ص455، السير، 4/507، أعلام النساء، 1/273، رهبان الليل، 1/445 .
([9]) صفة الصفوة، 4/25 .
([10]) المعرفة والتاريخ، 3/283، 284، التمهيد، 17/312، 313 .
([11]) عصب: أي برود يمنية يعصب غرلها والمراد نهي المعتدة عن لبس ما صبغ بعد النّسج. انظر: النهاية، مادة (عصب) 3/245 .
([12]) كست: القُسط الهندي وهو عقَّار معروف. انظر: النهاية، مادة (كست) 4/172 .
([13]) خ، كتاب الحيض، باب الطيب للمرأة عند غسلها من المحيض. 1/119 رقم (307).
([14]) الطبقات الكبرى، 8/484، تهذيب الكمال، 35/151 ر(7815)، السير، 4/507، نهاية السول، ل(983)، التهذيب، 12/438 ر(2760)، الخلاصة، 3/783 ر(32)، الجمع بين رجال الصحيحين، 2/604 ر(2358)، أعلام النساء، 1/273 .
([15]) الربيع بن زياد الخُزاعي، مختلف في صحبته، وذكره ابن حجر في القسم الأول. انظر: تهذيب الكمال، 9/80 ر(1861)، الإصابة، 2/196 ر(2574).
([16]) رُفيع بن مهران الرياحي البصري، أسلم بعد وفاة النبي r بعامين، من أعلم الناس بالقرآن، مات سنة 90هـ، وقيل غير ذلك. انظر: تهذيب الكمال، 9/214 ر(1922).
([17]) الطبقات الكبرى، 8/484 .
([18]) الثقات، 518 ر(2089).
([19]) 4/194 .
([20]) ذكر أسماء التابعين، 1/114 ر(243).
([21]) الكاشف، 2/505 ر(974).
([22]) التقريب، ص745 ر(8561).
([23]) صفة الصفوة، 4/24، رهبان الليل، 1/444.
([24]) مهدي بن ميمون الأزدي المِعْوَلي، أبو يحيى البصري، ثقة، من صغار السادسة، مات سنة 72هـ.
انظر: التقريب، 548 ر(6932).
([25]،[26]) صفة الصفوة، 4/26، رهبان الليل، 1/445 .
([27]،[28]) المصدران السابقان.
([29]،[30]) صفة الصفوة، 4/26، رهبان الليل، 1/445 .
([31]) الطبقات الكبرى، 8/484.
([32]) السير، 4/508 .
([33]) شذرات الذهب، 2/12 .
([34]) نهاية السول، ل(983) .
([35]) أعلام النساء، 2/274 .