شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : العصر الذهبى للعلوم عند العرب فى دمشق


فراس كتبي
02-09-2011, 02:53 PM
"العصر الذهبى للعلوم عند العرب" فى دمشق



عند وصول الزائر الى معرض "العصر الذهبى للعلوم عند العرب" الذى بدأ مساء الثلاثاء فى المتحف الوطنى فى دمشق، يقرأ , عبارة قديمة تؤكد ان "العلم اوله مر مذاقه لكن آخره احلى من العسل".

وافتتح المعرض الذى ينظم فى اطار احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، بحضور رسمى رفيع فى مقدمته زوجة الرئيس السورى اسماء الاسد ومدير معهد العالم العربى فى باريس دومنيك بوديس، ووزراء ودبلوماسيون.

ويحتوى المعرض على مجموعة من المواد السمعية والبصرية يشكل بعضها نماذج ونسخا عن المجموعة الاصلية للقطع الاثرية التى عرض فى معرض حمل الاسم نفسه واقامه معهد العالم العربى فى باريس سنة 2005. وكان هذا المعرض جمع مواده من متاحف اربعين دولة.

وقد اضيف فى دمشق الى نسخة معهد العالم العربي، حوالى 80 قطعة اثرية فى مجال العلوم العربية المختلفة من مقتنيات المتاحف السورية.

وقال مدير معهد العالم العربى فى باريس دومينيك ان المعرض "يبين القدرات العظيمة للعصر الذهبى للعلوم العربية".

واوضح ان المعرض يأتى نتيجة تعاون مشترك بين فرنسا وسوريا، مشيرا الى ما يميز "النسخة الحالية" من المعرض هو انه "بدون الروائع الاثرية السورية سيبدو اقل جمالا، وبدون اعمال الفيديو والرسوم والكتابة التى حققها معهد العالم العربى سيكون المعرض اقل اهمية".

واشارت حنان قصاب حسن الامين العام لاحتفالية دمشق، الى ان كتابا عن هذا المعرض سيصدر فى دمشق خلال ايام "وسيكون مرجعا علميا وتوثيقيا قيما".

واكدت فى كلمة فى الافتتاح دور المعرض فى "التاكيد والاحتفاء بعمق العلاقة التى تربط طرفى المتوسط".

وياتى المعرض بعد دعوة اسماء الاسد لانتقاله الى دمشق خلال زيارة الرئيس السورى بشار الاسد الى فرنسا، كما اوضح دومينيك بوديس خلال كلمته فى الافتتاح، مشيرا الى ان المعرض ياتى "فى اطار العلاقات السورية الفرنسية المتطورة".

ويمتد المعرض على مساحة 600 مترا مربعا، ويتضمن شروحات وخلاصات تمثل استعراضا لما وصلته العلوم عند العرب المسلمين، فى مختلف مجالات الرياضيات والفلك والطب والكيمياء والصيدلة والتنجيم والميكانيك وصولا الى الموسيقا وربطها بالعلم.

ويبدأ هذا العصر "الذهبي" للعلوم بفترة النقل والترجمة واستيعاب العلوم القديمة التى امتدت من نهاية القرن الثامن الميلادى وحتى بداية القرن العاشر.

وهو يستمر ليبلغ ذروته مع الانتقال الى مرحلة الانتاج والابداع عبر تطوير العلوم القديمة والابتكار فيها، واختراع الالات العلمية والتقنيات اضافة الى التاليف، وهى معارف وعلوم انتقلت عبر الترجمة او بشكل مباشر "وشكلت "..." المادة الاولية لنهضة العلوم فى اوروبا"، بحسب التقديم للمعرض.

ويبوب المعرض موجوداته فى ثلاثة اقسام، الاول منها حول "السماء والارض" ويعرض علوما ساعدت على المراقبة والمقاييس والوصف والتكهن، بينما يقدم القسم الثانى العلوم المختصة ب"الانسان فى بيئته".

كما يتحدث عن العلوم التطبيقية والعلوم والفنون الذى يكتشف العلاقات ما بين النظريات العلمية والمزاولات الفنية. ويعتمد المعرض على مواد سمعية بصرية قادمة من معهد العالم العربي.

وتنتشر فى كل قسم شاشة فيديو صغيرة تعرض مقابلات مع علماء واساتذة فى الجامعات الفرنسية وتقدم توضيحات وشروحات حول بعض الآلات القديمة وعملها، ومنها الاسطرلاب وحول طبيعة الانجازات العربية الهامة فى بعض العلوم كالرياضيات والطب والفلك.

ويشمل المعرض مجموعة من القطع الاثرية السورية تنتمى الى حقب مختلفة، وتدعم موضوعه منها انواع من الاسطرلابات وادوات جراحية كانت تستخدم قديما وادوات مخابر الكيمياء والصيدلة، ونسخ من مؤلفات لكبار العلماء العرب ومن اهمها نسخة من كتاب "القانون فى الطب" لابن سينا "980-1037 م" تعود الى القرن السادس عشر.

وتنتشر فى اقسام العلوم المختلفة تعريفات باهم العلماء العرب الذين برزوا فيها وانجازاتهم، من الخوارزمى "مبتكر علم الجبر" الى ابن الهيثم فى علم البصريات وابن سينا فى الطب والفلسفة وآخرين غيرهم. ويجد الزائر مجموعة من الخرائط القديمة التى رسمها العرب، ويستمع الى شروحات عن كيفية وضعها واستخدامها.

ويقول المدير العلمى فى معهد العالم العربى بباريس اريك ديلبون ان الهدف الاساسى من فكرة المعرض واقامته "فى فرنسا" كان "توعية الناس باهمية العلماء العرب لانه فى الخمسينات والستينات ظن الناس فى اوربا ان دور العلماء العرب ينحصر فى ترجمة النصوص القديمة بينما هم قدموا اكثر بكثير من ذلك". ويضيف "نحن نعيد للعلماء العرب الاعتبار والشرف الذى يستحقونه".

ودفعت اهمية المعرض، وهو الاول من نوعه، بالجزائر الى "شرائه" وتنظيم نسخة منه العام الماضي، عندما كانت عاصمة للثقافة العربية، لتتمكن من التجول به فى انحاء المدن الجزائرية.




المصدر : مجلة الآثار
الكاتب : العرب اون لاين