احمد الشريف
12-11-2012, 05:11 PM
تحذيرات من "أمركة" الطفل وانهيار الهوية
الباحثة فوزية الحربي: أطفالنا مشتتون بين لغات مزدوجة على حساب اللغة العربية
الرياض: الوطن
حذرت باحثة سعودية من الابتعاد عن اللغة العربية، معتبرة ذلك انقطاعا عن الجذور التاريخية، وتنكرا لنظم المجتمع، وهروبا من الهوية الوطنية، واتهمت فوزية الشدادي الحربي اللغة الأجنبية بأنها تعمل على تفتت الثقافة المحلية، ونشر التباين الثقافي والصراع الاجتماعي، وتؤدي إلى الاغتراب. وذهبت إلى أن النشء الجديد أصبح نسخة من نموذج الطفل الأجنبي ليس فقط باللغة فحسب، بل التصرفات والاهتمامات والتفكير بطريقة تنذر بانهيار الهوية الوطنية وذوبانها في منظومة الأمركة، وفقدان الخصوصية الثقافية. وقالت الحربي، وهي تتحدث في نادي الرياض الأدبي أخيرا في محاضرة (اللغة والهوية الوطنية في منتديات الأطفال الإلكترونية): إن الحديث عن أطفال الإنترنت أصبح حتميا في ظل التوقعات التي تنتج عن ملاحظة كثرة عدد المنتديات الخاصة بالأطفال، كما أن الطفرة التقنية والمعلوماتية جعلت أغلب الأسر السعودية توفر جهاز حاسب آلي لجميع أفراد الأسرة وفي غرفهم الخاصة. وأضافت خلال المحاضرة التي أدارتها الدكتورة منى البليهد: الدراسات أكدت أن نسبة من هم دون سن 18 سنة في المملكة تقدر بحوالي 42% مما يستوجب علينا الالتفات لهم، وقد أثبتت بعض الأبحاث أن أغلب المشاركين بمنتديات الأطفال هم من أطفال السعودية، ما من شأنه تقوية ولائهم وانتمائهم للغتهم ووطنهم.
وأشارت الحربي إلى أن الأطفال يرتبطون وينبهرون بمواقع الأطفال الإلكترونية؛ لما تقدمه من عناصر مبهرة مثل: خدمات الفلاش والخدمات المسموعة والمرئية وخدمات الشات والرسائل الخاصة، كما أن هذه المواقع تحقق لهم إشباعا لرغباتهم بالبحث والاستكشاف، وهذه الخصائص من فنون التشويق وتحقيق الخصوصية للطفل تجعله يرتبط بها ويعشقها ويدمن التواصل من خلالها ويرتبط بها أكثر من ارتباطه بالأسرة والأصدقاء.
وأكدت الحربي على أن المنتديات الموجهة للطفل المسلم انتشرت بشكل كبير على شبكة الإنترنت، إذ يتجاوز عدد المواقع والمنتديات باللغة العربية الموجهة إلى الطفل 235 موقعا ومنتدى، وتتجه للأطفال بجميع مراحلهم العمرية، وتختلف مضامينها من منتدى لآخر.
وعن العلاقة بين اللغة والهوية أوضحت الحربي أن هوية أية أمة هي صفاتها التي تميزها عن باقي الأمم، لتعبر عن شخصيتها الحضارية ، كما أن الباحثين والمهتمين يؤكدون على أن الهوية تتكون من ثلاثة عناصر هي: العقيدة واللغة والتراث، فاللغة تأتي بالمرحلة الثانية بعد الدين كعامل مميز للشعوب عن بعضها، واللغة التي نتكلم بها ليست مجرد أداة تعبير ووسيلة تخاطب، وإنما هي لغة عقيدتنا، وهي منظومة القيم التي تمثل مرجعيتنا في السلوك، ويستخدم الأطفال بالمنتديات الإلكترونية الكثير من اللغات المزدوجة مثل: اللهجة المحكية واللغة العربية واللغة الإنجليزية، وهذا تشتت وتخبط سيكون على حساب اللغة العربية.
وذكرت الحربي، أن منظمة "أنقذوا الأطفال" وهي منظمة عالمية تعنى بشؤون الأطفال، أجرت دراسة كشفت من خلالها أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة خلقت جيلا من الأطفال يعاني من الوحدة وعدم القدرة على تكوين صداقات، ويعتبر الباحثون أن الحاسوب يحطم الطفولة ذاتها، حيث يحرمهم منذ وقت مبكر من الدفء وصدق العلاقات المباشرة في المجتمع ويبدلها بعلاقات افتراضية مزيفة يحكمها التصنع والخيال، ولو نظرنا للطفل العربي، سنجد أنه يت*** بالثقافات والموروثات الأجنبية أكثر من التصاقه بموروث بلده ورموزها ولغتها، لقد أصبح النشء الجديد نسخة مماثلة من نموذج الطفل الأجنبي ليس فقط باللغة فحسب، بل التصرفات والاهتمامات والتفكير بطريقة تنذر بانهيار الهوية الوطنية وذوبانها في منظومة الأمركة وفقدان الخصوصية الثقافية.
ظهور العروي مجددا
إلى ذلك استضاف "بيت الشعر" بأدبي الرياض أول من أمس الشاعر حسين عجيان العروي، في أمسية أدارتها عضو لجنة بيت الشعر بالنادي هند المطيري، وعلى مدى ساعتين حلق الشاعر بالعديد من قصائده ومنها: "الم***ة العربية الأخيرة" و"سمندلية الدم" و"سامرية" و"سبع وعشرون" و"قصيدتك"، وبناء على طلب الحضور ألقى الشاعر قصيدة غزلية رغم أنه رد على طالبها بأن من تجاوز الخمسين عليه ألا يلقي قصائد غزل، وكانت قصديته الغزلية بعنوان (هديتك في العيد من.. عائد إليك).
وشهدت الأمسية عددا من المداخلات والتعليقات التي أشادت بالشاعر، وتساءل الكثيرون عن سبب عزلته واختفائه، وعن شاعره المفضل؟ فرد العروي: (النص هو شاعري المفضل فمتى ما طربت للنص فصاحبه هو الشاعر المفضل لدي سواء كان قديما أو حديثا)، ووعد العروي بعدم الغياب عن ساحة الشعر مرة أخرى.
الباحثة فوزية الحربي: أطفالنا مشتتون بين لغات مزدوجة على حساب اللغة العربية
الرياض: الوطن
حذرت باحثة سعودية من الابتعاد عن اللغة العربية، معتبرة ذلك انقطاعا عن الجذور التاريخية، وتنكرا لنظم المجتمع، وهروبا من الهوية الوطنية، واتهمت فوزية الشدادي الحربي اللغة الأجنبية بأنها تعمل على تفتت الثقافة المحلية، ونشر التباين الثقافي والصراع الاجتماعي، وتؤدي إلى الاغتراب. وذهبت إلى أن النشء الجديد أصبح نسخة من نموذج الطفل الأجنبي ليس فقط باللغة فحسب، بل التصرفات والاهتمامات والتفكير بطريقة تنذر بانهيار الهوية الوطنية وذوبانها في منظومة الأمركة، وفقدان الخصوصية الثقافية. وقالت الحربي، وهي تتحدث في نادي الرياض الأدبي أخيرا في محاضرة (اللغة والهوية الوطنية في منتديات الأطفال الإلكترونية): إن الحديث عن أطفال الإنترنت أصبح حتميا في ظل التوقعات التي تنتج عن ملاحظة كثرة عدد المنتديات الخاصة بالأطفال، كما أن الطفرة التقنية والمعلوماتية جعلت أغلب الأسر السعودية توفر جهاز حاسب آلي لجميع أفراد الأسرة وفي غرفهم الخاصة. وأضافت خلال المحاضرة التي أدارتها الدكتورة منى البليهد: الدراسات أكدت أن نسبة من هم دون سن 18 سنة في المملكة تقدر بحوالي 42% مما يستوجب علينا الالتفات لهم، وقد أثبتت بعض الأبحاث أن أغلب المشاركين بمنتديات الأطفال هم من أطفال السعودية، ما من شأنه تقوية ولائهم وانتمائهم للغتهم ووطنهم.
وأشارت الحربي إلى أن الأطفال يرتبطون وينبهرون بمواقع الأطفال الإلكترونية؛ لما تقدمه من عناصر مبهرة مثل: خدمات الفلاش والخدمات المسموعة والمرئية وخدمات الشات والرسائل الخاصة، كما أن هذه المواقع تحقق لهم إشباعا لرغباتهم بالبحث والاستكشاف، وهذه الخصائص من فنون التشويق وتحقيق الخصوصية للطفل تجعله يرتبط بها ويعشقها ويدمن التواصل من خلالها ويرتبط بها أكثر من ارتباطه بالأسرة والأصدقاء.
وأكدت الحربي على أن المنتديات الموجهة للطفل المسلم انتشرت بشكل كبير على شبكة الإنترنت، إذ يتجاوز عدد المواقع والمنتديات باللغة العربية الموجهة إلى الطفل 235 موقعا ومنتدى، وتتجه للأطفال بجميع مراحلهم العمرية، وتختلف مضامينها من منتدى لآخر.
وعن العلاقة بين اللغة والهوية أوضحت الحربي أن هوية أية أمة هي صفاتها التي تميزها عن باقي الأمم، لتعبر عن شخصيتها الحضارية ، كما أن الباحثين والمهتمين يؤكدون على أن الهوية تتكون من ثلاثة عناصر هي: العقيدة واللغة والتراث، فاللغة تأتي بالمرحلة الثانية بعد الدين كعامل مميز للشعوب عن بعضها، واللغة التي نتكلم بها ليست مجرد أداة تعبير ووسيلة تخاطب، وإنما هي لغة عقيدتنا، وهي منظومة القيم التي تمثل مرجعيتنا في السلوك، ويستخدم الأطفال بالمنتديات الإلكترونية الكثير من اللغات المزدوجة مثل: اللهجة المحكية واللغة العربية واللغة الإنجليزية، وهذا تشتت وتخبط سيكون على حساب اللغة العربية.
وذكرت الحربي، أن منظمة "أنقذوا الأطفال" وهي منظمة عالمية تعنى بشؤون الأطفال، أجرت دراسة كشفت من خلالها أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة خلقت جيلا من الأطفال يعاني من الوحدة وعدم القدرة على تكوين صداقات، ويعتبر الباحثون أن الحاسوب يحطم الطفولة ذاتها، حيث يحرمهم منذ وقت مبكر من الدفء وصدق العلاقات المباشرة في المجتمع ويبدلها بعلاقات افتراضية مزيفة يحكمها التصنع والخيال، ولو نظرنا للطفل العربي، سنجد أنه يت*** بالثقافات والموروثات الأجنبية أكثر من التصاقه بموروث بلده ورموزها ولغتها، لقد أصبح النشء الجديد نسخة مماثلة من نموذج الطفل الأجنبي ليس فقط باللغة فحسب، بل التصرفات والاهتمامات والتفكير بطريقة تنذر بانهيار الهوية الوطنية وذوبانها في منظومة الأمركة وفقدان الخصوصية الثقافية.
ظهور العروي مجددا
إلى ذلك استضاف "بيت الشعر" بأدبي الرياض أول من أمس الشاعر حسين عجيان العروي، في أمسية أدارتها عضو لجنة بيت الشعر بالنادي هند المطيري، وعلى مدى ساعتين حلق الشاعر بالعديد من قصائده ومنها: "الم***ة العربية الأخيرة" و"سمندلية الدم" و"سامرية" و"سبع وعشرون" و"قصيدتك"، وبناء على طلب الحضور ألقى الشاعر قصيدة غزلية رغم أنه رد على طالبها بأن من تجاوز الخمسين عليه ألا يلقي قصائد غزل، وكانت قصديته الغزلية بعنوان (هديتك في العيد من.. عائد إليك).
وشهدت الأمسية عددا من المداخلات والتعليقات التي أشادت بالشاعر، وتساءل الكثيرون عن سبب عزلته واختفائه، وعن شاعره المفضل؟ فرد العروي: (النص هو شاعري المفضل فمتى ما طربت للنص فصاحبه هو الشاعر المفضل لدي سواء كان قديما أو حديثا)، ووعد العروي بعدم الغياب عن ساحة الشعر مرة أخرى.