سلسبيل كتبي
02-07-2011, 07:02 PM
بئر رومة .. المدينة المنورة
تقع هذه البئر في عرصة العقيق الكبرى بقرب مجتمع الأسيال : ( زغابة ) بشمالي غربي المدينة ، وتبعد عنها نحو نصف ساعة ، وقطرها 4 أمتار وعمقها 12 متراً وبجوارها أبنية مستحدثة وإيوان أو مسجد لا أدري ! به محراب لعل بانيه بعض ولاة بني عثمان نظراً لطراز بنائه . وأمام هذا الإيوان أو هذا المسجد بركة مربعة واسعة جميلة :
تنصب فيها وفود الماء جارية *** كالخيل مفلتة من حبل مجريها
والبئر غزيرة الماء . وماؤها عذب صاف خفيف للغاية . وهي مطوية بالحجارة المطابقة المنحوتة طيا محكما ، وتسقى مزرعها بالسانية .
وتوجد بناحيتها الجنوبية بمسافة نحو 40 متراً آثار بناية ضخمة علتها الرمال ، وقد كشف عنها أخيراً مستأجر المزرعة المرحوم الأستاذ أحمد عابد ، ليعمر من حجارتها مكناً بجانب البئر ، فظهرت أسس هذه البناية الهائلة ، وبدت تربيعات غرفها العظيمة ، وقد عثر على قبرين فيها ... وفيهما هياكل بشرية . وقد رأيت أحد القبرين ، فإذا شكله يدل على أنه قديم وجاهلي ومن هذا البناء قال السمهودي : " وعندها أي بئر رومة " بناء عال بالحجارة والجص وقد تهدم " أ هـ .
وقال عنه المطري : " إنه كان ديراً لليهود " .
وقد اعتور البئر خراب كما عمرت مراراً . روى المطري أنها كانت خربة في زمنه : ( القرن الثامن الهجري ) وفي هذا القرن نفسه جددت ثم خرجت فأحيها القاضي شهاب الدين الطبري ، ولا نعلم هل عمارتها الحالية هي عمارة هذا القاضي أم كانت بعده ؟
ولعذوبة ماء بئر رومة وغزارته رغّب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في شرائها وجعلها وقفاً على المسلمين .. فأجاب هذه الرغبة العالية صهره عثمان بن عفان ، واشتراها بعد اللتيا والتي من صاحبها اليهودي الحريص على الربح الوفير ، واستغلال الفرصة السانحة بمبلغ ( 20000 ) درهم ونفذ فيها رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم وجعلها وقفاً للمسلمين .
وهي مع مزرعتها اليوم من جملة أوقاف المسجد النبوي . ومن إدارة الأوقاف تستأجر .
وتستأجرها اليوم في سنة 1392 هـ وفيها قبلها وزارة الزراعة والمياه السعودية ، وجعلتها حديقة عامة تشتمل على مشاتل زراعية ومداجن وحظائر لأصائل الحيوانات من أبقار وأرانب ودجاج وغيرها .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة ، 1393 هـ – 1973 م .
تقع هذه البئر في عرصة العقيق الكبرى بقرب مجتمع الأسيال : ( زغابة ) بشمالي غربي المدينة ، وتبعد عنها نحو نصف ساعة ، وقطرها 4 أمتار وعمقها 12 متراً وبجوارها أبنية مستحدثة وإيوان أو مسجد لا أدري ! به محراب لعل بانيه بعض ولاة بني عثمان نظراً لطراز بنائه . وأمام هذا الإيوان أو هذا المسجد بركة مربعة واسعة جميلة :
تنصب فيها وفود الماء جارية *** كالخيل مفلتة من حبل مجريها
والبئر غزيرة الماء . وماؤها عذب صاف خفيف للغاية . وهي مطوية بالحجارة المطابقة المنحوتة طيا محكما ، وتسقى مزرعها بالسانية .
وتوجد بناحيتها الجنوبية بمسافة نحو 40 متراً آثار بناية ضخمة علتها الرمال ، وقد كشف عنها أخيراً مستأجر المزرعة المرحوم الأستاذ أحمد عابد ، ليعمر من حجارتها مكناً بجانب البئر ، فظهرت أسس هذه البناية الهائلة ، وبدت تربيعات غرفها العظيمة ، وقد عثر على قبرين فيها ... وفيهما هياكل بشرية . وقد رأيت أحد القبرين ، فإذا شكله يدل على أنه قديم وجاهلي ومن هذا البناء قال السمهودي : " وعندها أي بئر رومة " بناء عال بالحجارة والجص وقد تهدم " أ هـ .
وقال عنه المطري : " إنه كان ديراً لليهود " .
وقد اعتور البئر خراب كما عمرت مراراً . روى المطري أنها كانت خربة في زمنه : ( القرن الثامن الهجري ) وفي هذا القرن نفسه جددت ثم خرجت فأحيها القاضي شهاب الدين الطبري ، ولا نعلم هل عمارتها الحالية هي عمارة هذا القاضي أم كانت بعده ؟
ولعذوبة ماء بئر رومة وغزارته رغّب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في شرائها وجعلها وقفاً على المسلمين .. فأجاب هذه الرغبة العالية صهره عثمان بن عفان ، واشتراها بعد اللتيا والتي من صاحبها اليهودي الحريص على الربح الوفير ، واستغلال الفرصة السانحة بمبلغ ( 20000 ) درهم ونفذ فيها رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم وجعلها وقفاً للمسلمين .
وهي مع مزرعتها اليوم من جملة أوقاف المسجد النبوي . ومن إدارة الأوقاف تستأجر .
وتستأجرها اليوم في سنة 1392 هـ وفيها قبلها وزارة الزراعة والمياه السعودية ، وجعلتها حديقة عامة تشتمل على مشاتل زراعية ومداجن وحظائر لأصائل الحيوانات من أبقار وأرانب ودجاج وغيرها .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة ، 1393 هـ – 1973 م .
