ثروت كتبي
01-22-2011, 09:47 PM
أماكن الكتاتيب
كان مقر الكتاب قبل ظهور الإسلام هو منزل صاحب الكتاب ، ولكن بعد ظهور الإسلام ، وانتشار المساجد في كل مكان ، لم يعد المنزل هو المكان الوحيد لتلقي التعليم ، ولكنه امتد إلى أماكن أخرى ، حيث أصبحت بعض الكتاتيب في المساجد والأربطة وفي التكايا .
علماً بأنه وردت توصيات كثيرة طالبت بعدم تعليم الأطفال في المساجد ، لأن هؤلاء الأطفال ، لم يكونوا حريصين على نظافة وهدوء المسجد ، ومن ذلك ما قاله الإمام مالك ، حينما سئل عن جواز إقامة الكتاب في المسجد فقال : "لا أرى ذلك يجوز ، لأن الأطفال لا يتحفظون عن النجاسة" كذلك ورد في كتب الحسبة ما يؤيد ذلك فقد نصت على أنه "لا يستحب تعليم الأطفال في المسجد خشية أن يقوم هؤلاء الأطفال بتسويد حيطانها" .
وبالرغم من هذا التحذير ، فقد ثبت أن بعض معلمي الكتاتيب قد اتخذوا لهم من زوايا المساجد ، أو بعض الغرف المحيطة بها ، مكاناً لكتاتيبهم ز ولكنهم في الوقت نفسه كانوا حريصين على ملاحظة الطلاب بالمسجد ، وعدم إعطائهم الفرصة للعبث بالمسجد ، وإزعاج المصلين .
كما أن معظم الأطفال الذين كانوا يدرسون في المساجد ، كانت أعمارهم لا تقل عن السادسة وإن قلت عن ذلك فإنهم كانوا شديدي الحرص على نظافة وهدوء المسجد . وفي الحجاز انتشرت الكتاتيب في أطراف المساجد ، وخاصة في زوايا المسجد الحرام بمكة ، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، في حين احتل بعض الكتاتيب غرفة أو أكثر من منازل أصحابها ، أو في الأربطة المنتشرة في هاتين المدينتين ، وفي المدن الأخرى كما رأينا . وكانت الكتاتيب في الحرمين الشريفين مقصورة على الطلاب فقط ، ولم توجد بهذين المسجدين أي كتاتيب للبنات ، وكانت كتاتيب البنات عادة توجد في بيوت المدرسات المؤسسات لتلك الكتاتيب .
وكان الطلاب في كتاتيب الحرمين الشريفين وما حولهما يجلسون على الأرض المفروشة عادة بالحصر أو الحنابل ، وقد تطورت بعض هذه الكتاتيب فاستعملت مساطب أو دكاك خشبية (مقاعد) طويلة يجلس عليها مجموعة من الطلاب ، في منزل صاحب الكتاب في صفوف متوازية .
ووصف فضيلة الشيخ محمد نصيف الكتاب في جدة بأنه : عبارة عن غرفة واسعة مفروشة بالحصر ، وفيها زير ماء أعد لشرب التلاميذ . ولكن أبناء الأعيان كانوا يأتون إلى الكتاب ، وقد حمل الخدم معهم آنية الماء الفخارية (الشربة) ، وفي الظهر يعود هؤلاء الخدم ليملئوا الآنية مرة أخرى .
أما الأستاذ محمد علي مغربي فيصف الكتاب بجدة بأنه : "عبارة عن غرفة في الدور الأرضي من أحد المنازل . مفروشة بالخسف" . وبجانب غرفة الدراسة وجد بكتاتيب الحرمين الشريفين التي في المنازل أماكن لدورة المياه والوضوء ، وبجانبها زير للماء ليشرب منه التلاميذ ، ومكاناً لتنظيف الألواح لجعلها جاهزة للكتابة عليها مرة أخرى .
المرجع
الكتاتيب في الحرمين الشريفين وما حولهما ، د.عبد اللطيف عبد الله بن دهيش ، بتصريف
كان مقر الكتاب قبل ظهور الإسلام هو منزل صاحب الكتاب ، ولكن بعد ظهور الإسلام ، وانتشار المساجد في كل مكان ، لم يعد المنزل هو المكان الوحيد لتلقي التعليم ، ولكنه امتد إلى أماكن أخرى ، حيث أصبحت بعض الكتاتيب في المساجد والأربطة وفي التكايا .
علماً بأنه وردت توصيات كثيرة طالبت بعدم تعليم الأطفال في المساجد ، لأن هؤلاء الأطفال ، لم يكونوا حريصين على نظافة وهدوء المسجد ، ومن ذلك ما قاله الإمام مالك ، حينما سئل عن جواز إقامة الكتاب في المسجد فقال : "لا أرى ذلك يجوز ، لأن الأطفال لا يتحفظون عن النجاسة" كذلك ورد في كتب الحسبة ما يؤيد ذلك فقد نصت على أنه "لا يستحب تعليم الأطفال في المسجد خشية أن يقوم هؤلاء الأطفال بتسويد حيطانها" .
وبالرغم من هذا التحذير ، فقد ثبت أن بعض معلمي الكتاتيب قد اتخذوا لهم من زوايا المساجد ، أو بعض الغرف المحيطة بها ، مكاناً لكتاتيبهم ز ولكنهم في الوقت نفسه كانوا حريصين على ملاحظة الطلاب بالمسجد ، وعدم إعطائهم الفرصة للعبث بالمسجد ، وإزعاج المصلين .
كما أن معظم الأطفال الذين كانوا يدرسون في المساجد ، كانت أعمارهم لا تقل عن السادسة وإن قلت عن ذلك فإنهم كانوا شديدي الحرص على نظافة وهدوء المسجد . وفي الحجاز انتشرت الكتاتيب في أطراف المساجد ، وخاصة في زوايا المسجد الحرام بمكة ، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، في حين احتل بعض الكتاتيب غرفة أو أكثر من منازل أصحابها ، أو في الأربطة المنتشرة في هاتين المدينتين ، وفي المدن الأخرى كما رأينا . وكانت الكتاتيب في الحرمين الشريفين مقصورة على الطلاب فقط ، ولم توجد بهذين المسجدين أي كتاتيب للبنات ، وكانت كتاتيب البنات عادة توجد في بيوت المدرسات المؤسسات لتلك الكتاتيب .
وكان الطلاب في كتاتيب الحرمين الشريفين وما حولهما يجلسون على الأرض المفروشة عادة بالحصر أو الحنابل ، وقد تطورت بعض هذه الكتاتيب فاستعملت مساطب أو دكاك خشبية (مقاعد) طويلة يجلس عليها مجموعة من الطلاب ، في منزل صاحب الكتاب في صفوف متوازية .
ووصف فضيلة الشيخ محمد نصيف الكتاب في جدة بأنه : عبارة عن غرفة واسعة مفروشة بالحصر ، وفيها زير ماء أعد لشرب التلاميذ . ولكن أبناء الأعيان كانوا يأتون إلى الكتاب ، وقد حمل الخدم معهم آنية الماء الفخارية (الشربة) ، وفي الظهر يعود هؤلاء الخدم ليملئوا الآنية مرة أخرى .
أما الأستاذ محمد علي مغربي فيصف الكتاب بجدة بأنه : "عبارة عن غرفة في الدور الأرضي من أحد المنازل . مفروشة بالخسف" . وبجانب غرفة الدراسة وجد بكتاتيب الحرمين الشريفين التي في المنازل أماكن لدورة المياه والوضوء ، وبجانبها زير للماء ليشرب منه التلاميذ ، ومكاناً لتنظيف الألواح لجعلها جاهزة للكتابة عليها مرة أخرى .
المرجع
الكتاتيب في الحرمين الشريفين وما حولهما ، د.عبد اللطيف عبد الله بن دهيش ، بتصريف