شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : نهب المواقع الأثرية في العراق يدمر التاريخ


فراس كتبي
02-07-2011, 03:27 PM
نهب المواقع الأثرية في العراق يدمر التاريخ


خلال الجولة التي أقيمت اخيرا لزيارة المواقع الاثرية التي جرى نهبها في العراق كان الخبر الطيب هو وجود الرجال المسلحين، فهم في هذه المرة كانوا حراس تلك المواقع


كان فريق تابع للمتحف البريطاني نقل بواسطة مروحية تابعة للجيش البريطاني في السابع من حزيران الماضي، يستطلع منطقة لحم وهي مستعمرة قديمة يعود تاريخها الى 1000 سنة قبل الميلاد، عندما وصل حراس قوة الحماية العراقية الخاصة، للتحقق من الزوار قالت العالمة الآثرية اليزابيث ستون من جامعة ستوني بروك" لقد شجعني بطريقة معقولة ما رأيته في العدد المحدود من المواقع الاثرية". ستون كانت ترافق الفريق بالاضافة الى ثلاثة علماء اثار عراقيين للاطلاع على ثمانية مواقع اثرية نظم العمل فيها الجيش البريطاني.
ووجد الفريق حفرا للنهب في خمسة من تلك المواقع بالاضافة الى وجود حراس في المواقع الاخرى. ووجد الفريق ايضا ان النهب قد وصل ذروته العام 2003 عندما دخلت القوات التي تقودها الولايات المتحدة الى البلد. قالت ستون" هذا لا يعني انه ليس هنالك نهب يجري، لكن هذه المواقع الكبرى هي بحالة جيدة".
بعد اكثر من خمسة اعوام على سقوط بغداد، فان قدر الاثار العراقية لا يزال يقلق علماء الاثار. لقد تصدر نهب المتحف الوطني العناوين الرئيسة في نيسان 2003 ، لكن النهب الواسع للمواقع الاثرية- تم تسجيل 10548 موقعا مع احتمال وجود 100 الف موقع مدفونة- قد اربك واحزن العلماء. انهم يعتقدون بانهم يشهدون عملية نهب مهد الحضارة وهي كارثة "من المستحيل تقريبا المغالاة بتدمير التاريخ الذي جرى" كما تقول عنها باتي غريستين بليث من جامعة دي باول في شيكاغو.ووظفت الحكومة العراقية قرابة 1200 حارس لمراقبة كل المواقع الاثرية وفقا لتقرير نشرته مجموعة ازمة العراقية في 18 تموز. واظهر تحليل لصور التقطت عبر الاقمار الاصطناعية نشر في وقت مبكر من هذا العام في مجلة جورنال انتيكويتي من قبل اليزابيث ستون، انه منذ العام 2003 حفر الناهبون ما مساحته ستة اميال مربعة من الحفر في المواقع الاثرية في ارجاء العراق. واشارت ستون الى ان النهب ربما" قد طال الرقم والقطع النقدية والاختام الاسطوانية والتماثيل والبرونزيات والمواد الاخرى بعدد مئات الآلاف".لكن اين هي هذه الكنوز؟ ان لدى العلماء ومسؤولي الجمارك افكارا ضبابية فقط حول الاماكن التي نقلت اليها القطع الاثرية المنهوبة.يقول العالم الاثري ماكغوير جيبسون من جامعة شيكاغو" ان هذا حقا هو السؤال الاكبر". يعتقد الاثاريون ان اللقى الاثرية تنقل لتضم الى مجموعات شخصية في بلدان الخليج وايران ولبنان. ويقول جيبسون" اعتقد ان المروجين يخزنون المواد لبيعها لاحقا. فقد شهدنا حالات تم بيع المواد المنهوبة فيها بعد عقود من الزمن".في نيسان الماضي حظرت الولايات المتحدة بيع الكنوز الاثرية العراقية وفي الاشهر القليلة الماضية تمكن مسؤولو الجمارك في ارجاء العالم من اعادة مواد مهمة:في حزيران اعاد مسؤولو الجمارك في الولايات المتحدة احد عشر ختما من العقيق والمرمر الى العراق بعد العثور عليها في فيلاديفيا.-اعاد الاردن 2466 مادة منهوبة تضمنت قطعا نقدية ذهبية ومجوهرات ومخطوطات الى العراق في نفس الشهر.-اعادت سوريا 40 مادة نهبت من المتحف الوطني العراقي في نيسان بعد ان اعادت حوالي 700 مادة مشابهة في الشهر الذي سبقه.في اوروبا تحرك مواقع المزادات على الانترنت اي باي، باتجاه الغاء بيع الاثار المشتبه بها، على الرغم من ان غريستينبليث يحذر من ان مبيعات المواد السومرية وتلك التي تعود الى بلاد وادي الرافدين قد تزايدت مع محاولة المروجين التملص من العقوبات.يقول غريستينبليث" ان الاعلانات التي تقوم بها الجمارك مفيدة، لكن الامر الاساسي هو الابقاء على اجهزة فرض القانون مهتمة بحماية الاثار". واخبر عبد الامير الحمداني وهو مفتش اثار عراقي، مجلة ساينس في تموز الماضي ، ان قريتين عراقيتين الفجر والبهاجر لا تزالان تعملان كمراكز لسوق سوداء مزدهرة.في دراستها لصور الاقمار الاصطناعية، استنتجت ستون ان الناهبين يركزون على حقبتين من تاريخ العراق وهما حقبة اور الثالثة والامبراطوريات البابلية التي يعود تاريخها الى 2100 قبل الميلاد واللتان انتجتا الاختام الاسطوانية والالواح المسمارية، والمواقع البارثينية التي تعود الى الحقبة الرومانية التي انتجت القطع النقدية الذهبية والقناني الزجاجية بعد العام 50 قبل الميلاد. هذه المواد الصغيرة الحجم تمتلك قيمة لدى الجامعيين ويمكن خزنها بسهولة وهو ما يشير الى " الانتقائية الكبيرة للمواقع التي تم استهدافها" بحسب الدراسة.يقول جيبسون" ان تلك جريمة منظمة مع اناس يعرفون ما يبحثون عنه يقومون بارشاد الناهبين. ان ما يثير الحزن حقا انه لكل قطعة يقوم الناهبون بسحبها من الارض، يقومون تدمير مئة قطعة اخرى".


المصدر : مجلة الآثار
الكاتب : جريدة الصباح