ريمة مطهر
03-07-2012, 07:25 PM
الحب الحقيقي
امرأة تناجي ربها
يقول حاكي القصة ذو النون المصري : خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام فبينا أنا في الطواف إذا أنا بشخص متعلق بأستار الكعبة يبكي ويقول في بكائه : كتمت بلائي من غيرك ، وبُحتُ بسرَّي إليك ، واشتغلت بك عمن سواك ، عجبت لمن عرفك كيف يسلو عنك ؟ ولمن ذاق حبك كيف يصبر عنك ؟ ثم أقبل على نفسه فقال : أمهلك فما أرعويت ، وستر عليك فما استحييت ، وسلبك حلاوة المناجاة فما باليت ، ثم قال : عزيزي ما لي إذا قمت بين يديك ألقيت عليَّ النعاس ومنعتني حلاوة الخدمة لِمَ قرة عيني لم ؟ ثم أنشأ يقول :
روَّعت قلبي بالفراق فلم أجد *** شيئاً أمر من الفراق وأوجعا
حسب الفراق بأن يفرق بيننا *** ولطالما قد كنت منه مفزعاً
قال : فلم أتمالك أن أتيت الكعبة مستخفياً فلما أحس بي تجلل بخمار كان عليه ثم قال :
يا ذا النون غُضَّ بصرك فإني حرام ، فعلمت أنها امرأة فقلت : والله قد شغلني قولك عن كثير مما كنت فيه .
فقالت : ولم عافاك الله ؟ أما علمت أن لله عباداً لا يشغلهم سواه ولا يميلون إلى ذكر غيره .
إن والله هذا هو الحب الحقيقي ، فكأنها تقول :
يا سروري ومُنيتي وعمادي *** وأنيسي وغايتي ومُرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي *** أنت لي مؤنس وشوقك زادي
أنت لولاك يا حياتي وأُنسي *** ما تسنت في فسيح البلاد
لك كم منة وكم لك فضل *** من عطاء ونعمة وأيادي
حبك الآن بُغيتي ونعيمي *** وجلاء لعين قلبي الصادي
إن تكن راضياً عليَّ فإني *** يا مُنى القلب قد بدا إسعادي
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م
امرأة تناجي ربها
يقول حاكي القصة ذو النون المصري : خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام فبينا أنا في الطواف إذا أنا بشخص متعلق بأستار الكعبة يبكي ويقول في بكائه : كتمت بلائي من غيرك ، وبُحتُ بسرَّي إليك ، واشتغلت بك عمن سواك ، عجبت لمن عرفك كيف يسلو عنك ؟ ولمن ذاق حبك كيف يصبر عنك ؟ ثم أقبل على نفسه فقال : أمهلك فما أرعويت ، وستر عليك فما استحييت ، وسلبك حلاوة المناجاة فما باليت ، ثم قال : عزيزي ما لي إذا قمت بين يديك ألقيت عليَّ النعاس ومنعتني حلاوة الخدمة لِمَ قرة عيني لم ؟ ثم أنشأ يقول :
روَّعت قلبي بالفراق فلم أجد *** شيئاً أمر من الفراق وأوجعا
حسب الفراق بأن يفرق بيننا *** ولطالما قد كنت منه مفزعاً
قال : فلم أتمالك أن أتيت الكعبة مستخفياً فلما أحس بي تجلل بخمار كان عليه ثم قال :
يا ذا النون غُضَّ بصرك فإني حرام ، فعلمت أنها امرأة فقلت : والله قد شغلني قولك عن كثير مما كنت فيه .
فقالت : ولم عافاك الله ؟ أما علمت أن لله عباداً لا يشغلهم سواه ولا يميلون إلى ذكر غيره .
إن والله هذا هو الحب الحقيقي ، فكأنها تقول :
يا سروري ومُنيتي وعمادي *** وأنيسي وغايتي ومُرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي *** أنت لي مؤنس وشوقك زادي
أنت لولاك يا حياتي وأُنسي *** ما تسنت في فسيح البلاد
لك كم منة وكم لك فضل *** من عطاء ونعمة وأيادي
حبك الآن بُغيتي ونعيمي *** وجلاء لعين قلبي الصادي
إن تكن راضياً عليَّ فإني *** يا مُنى القلب قد بدا إسعادي
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م