ريمة مطهر
02-17-2012, 11:41 PM
خازن النار يعلمها سورة الإخلاص
( إسلام نصرانية )
قال بعضهم : كنت جالساً عند الحسن البصري t فمر بنا قوم يجرون قتيلاً ، فلما رآه الحسن وقع مغشياً عليه ، فلما أفاق من غشيته سألت عن أمره فقال : إن هذا الرجل كان من أفضل العباد وكبار السادات الزهاد فقلت له : يا أبا سيعد أخبرنا بخبره وأطلعنا على أمره ، قال : إن هذا الشيخ خرج من بيته يريد المسجد ليصلي فيه فرأى في طريقه جارية نصرانية فافتتن بها فامتنعت عنه ، فقالت له : لا أتزوجك حتى تدخل في ديني !
فلما طالت المدة وزاد به الأمر جذبته شقوته فأجاب إلى ذلك وبرئ من دين الحنيفية فلما صار نصرانياً وكان منه ما كان خرجت المرأة من خلف الستر وقالت : يا هذا لا خير فيك ، خرجت من دينك الذي صحبته عمرك من أجل شهوة لا قدر لها ، لكن أنا أترك دين النصرانة طلباً لنعيم لا يفنى عني طول الأبد في جوار الواحد الأحد الصمد ، ثم قرأت : )هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ([ سورة الإخلاص ] .
فتعجب الناس من أمرها وقالوا لها : كنت تحفظين السورة قبل هذا ؟ ! قالت : لا – والله – ما عرفتها قط ، ولكن الرجل لما ألح عليَّ رأيت في النوم كأني دخلت النار فعرض عليَّ مكان منها فارتعبت وخفت خوفاً شديداً ، فقال لي مالك : لا تخافي ولا تحزني ، فقد فداك الله بهذا الرجل منها ثم أخذ بيدي وأدخلني الجنة . فوجدت فيها سطراً مكتوباً فقرأته فوجدت فيه : )يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ([ الرعد : 39 ] ثم أقرأني سورة الإخلاص فأقبلت أرددها ثم انتبهت وأنا أحفظها .
قال الحسن : فأسلمت المرأة وقُتل الشيخ على رِدَّته .
نسأل الله الثبات والعافية .
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م
( إسلام نصرانية )
قال بعضهم : كنت جالساً عند الحسن البصري t فمر بنا قوم يجرون قتيلاً ، فلما رآه الحسن وقع مغشياً عليه ، فلما أفاق من غشيته سألت عن أمره فقال : إن هذا الرجل كان من أفضل العباد وكبار السادات الزهاد فقلت له : يا أبا سيعد أخبرنا بخبره وأطلعنا على أمره ، قال : إن هذا الشيخ خرج من بيته يريد المسجد ليصلي فيه فرأى في طريقه جارية نصرانية فافتتن بها فامتنعت عنه ، فقالت له : لا أتزوجك حتى تدخل في ديني !
فلما طالت المدة وزاد به الأمر جذبته شقوته فأجاب إلى ذلك وبرئ من دين الحنيفية فلما صار نصرانياً وكان منه ما كان خرجت المرأة من خلف الستر وقالت : يا هذا لا خير فيك ، خرجت من دينك الذي صحبته عمرك من أجل شهوة لا قدر لها ، لكن أنا أترك دين النصرانة طلباً لنعيم لا يفنى عني طول الأبد في جوار الواحد الأحد الصمد ، ثم قرأت : )هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ([ سورة الإخلاص ] .
فتعجب الناس من أمرها وقالوا لها : كنت تحفظين السورة قبل هذا ؟ ! قالت : لا – والله – ما عرفتها قط ، ولكن الرجل لما ألح عليَّ رأيت في النوم كأني دخلت النار فعرض عليَّ مكان منها فارتعبت وخفت خوفاً شديداً ، فقال لي مالك : لا تخافي ولا تحزني ، فقد فداك الله بهذا الرجل منها ثم أخذ بيدي وأدخلني الجنة . فوجدت فيها سطراً مكتوباً فقرأته فوجدت فيه : )يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ([ الرعد : 39 ] ثم أقرأني سورة الإخلاص فأقبلت أرددها ثم انتبهت وأنا أحفظها .
قال الحسن : فأسلمت المرأة وقُتل الشيخ على رِدَّته .
نسأل الله الثبات والعافية .
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م