سلسبيل كتبي
02-06-2011, 09:10 PM
جبل أحد .. المدينة المنورة
" هذا جبل يحبنا ونحبه " ـ ذلك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، في شأن هذا الجبل . وبجبل أحد كانت وقعة أحد المشهورة سنة 3هـ .
أما وصفه الطبيعي فهو أنه جبل صخري من الجرانيت ، وطوله من الشرق إلى الغرب 6 آلاف متر ، وفيه رؤوس كثيرة ، وهضاب شتى . . من كثرتها يكاد الناظر إليه يتخيلها جبالاً شبه مستقلة ، أو يخيل إليه أن أحداً هذا ، هو سلسلة جبال كبار وصغار مرتبط بعضها ببعض ومن مجموعها تكونت من وحدة هذا الجبل .. من تلاصق هذه الجبال ، ووجود منفرجات بينها تكونت في أسافل جبل أحد المهاريس التي هي نقر طبيعية لحفط المياه المتحدرة من مجموعات أعالي الجبل .
ومع أن لون جبل أحمر وفق ما حكاه مؤلف " مرآة الحرمين " فإننا قد وجدنا فيه هضاباً وصخوراً وعروقاً مختلفة الألوان . . بعضها يميل إلى الزرقة ، وبعضها أسود إثمدي ، وبعضها رمادي اللون ، وبعضها أخضر . . وقد استرعى نظري بوجه خاص ما لاحظته في بعض عروقه بالطريق الذي صعدت منه إلى قبة هارون . إذ شاهدت في بعض تلك العروق إشراقاً ، وفي بعضها أخضراراً زاهياً .
هذا وقد حدثني السيد أسعد ابن السيد محيي الدين الحسيني قال : إنه في أثناء صعوده مع جماعة إلى المهراس الغربي من الجبل عام 1330 هـ عثر فيما بعد هذا المهراس على حجر إثمد وزنه مثقالان فباعه إذ ذلك ، بخمسة جنيهات مسكوفية ذهباً .
ثم في أثناء جولاته بذلك الموضع عام 1351 هـ وجد حجر إثمد آخر وزنه 7 مثاقيل ، ولا يزال موجوداً لديه . وقد أرانيه ، فإذا هو ثقيل جداً ، يبدو له بريق ولمعان ، يزينه سواد ضارب إلى الحمرة .
وقد روى لي أيضاً أن الحاج جلالاً البخاري كان قد عثر بقرب هذا المهراس نفسه على حجر كبير ، بكسره له ، انفلق عن زبرجدة كبيرة باع منها بمبلغ 60 جنيهاً إفرنجياً ذهباً ولا يزال لديه فص صغير من بقية ذلك الحجر الكريم . وكل هذا يدل دلالة حسية على ما في جبل أحد من نفيس الجواهر ، وكريم المعادن . مما يتفق مع ما شاهدته من إشراق بعض الحجارة به .
ومؤرخو المدينة أعرضوا عن مثل هذه البحوث إعراضاً كلياً ، ولو اهتموا بها لأفادونا إفادة تذكر فتشكر .
ويقع جبل أحد في شمال المدينة . ويبعد عنها بنحو 50 دقيقة بالمشي السريع . وفيه مسجد صغير على يمين الذاهب إلى المهاريس ، جزم المطري بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه الظهر والعصر يوم أحد بعد انقضاء القتال .
هذا وبالصخور التي تقع بالعطفة الواقعة في شمال الغار المقول بأنه الغار الذي اختفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد توجد كتابات بالخط الكوفي القديم .
وكذلك بجانب العطفة الذاهبة إلى المهراس الشرقي توجد صخور عظيمة ، عليها كتابات قديمة خطها شبيه بالسالف ذكرها . ومع قدم هذه الكتابات وكثرتها لم يشر إليها مؤرخو المدينة .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة 1393هـ - 1973 م ، بتصرف .
" هذا جبل يحبنا ونحبه " ـ ذلك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، في شأن هذا الجبل . وبجبل أحد كانت وقعة أحد المشهورة سنة 3هـ .
أما وصفه الطبيعي فهو أنه جبل صخري من الجرانيت ، وطوله من الشرق إلى الغرب 6 آلاف متر ، وفيه رؤوس كثيرة ، وهضاب شتى . . من كثرتها يكاد الناظر إليه يتخيلها جبالاً شبه مستقلة ، أو يخيل إليه أن أحداً هذا ، هو سلسلة جبال كبار وصغار مرتبط بعضها ببعض ومن مجموعها تكونت من وحدة هذا الجبل .. من تلاصق هذه الجبال ، ووجود منفرجات بينها تكونت في أسافل جبل أحد المهاريس التي هي نقر طبيعية لحفط المياه المتحدرة من مجموعات أعالي الجبل .
ومع أن لون جبل أحمر وفق ما حكاه مؤلف " مرآة الحرمين " فإننا قد وجدنا فيه هضاباً وصخوراً وعروقاً مختلفة الألوان . . بعضها يميل إلى الزرقة ، وبعضها أسود إثمدي ، وبعضها رمادي اللون ، وبعضها أخضر . . وقد استرعى نظري بوجه خاص ما لاحظته في بعض عروقه بالطريق الذي صعدت منه إلى قبة هارون . إذ شاهدت في بعض تلك العروق إشراقاً ، وفي بعضها أخضراراً زاهياً .
هذا وقد حدثني السيد أسعد ابن السيد محيي الدين الحسيني قال : إنه في أثناء صعوده مع جماعة إلى المهراس الغربي من الجبل عام 1330 هـ عثر فيما بعد هذا المهراس على حجر إثمد وزنه مثقالان فباعه إذ ذلك ، بخمسة جنيهات مسكوفية ذهباً .
ثم في أثناء جولاته بذلك الموضع عام 1351 هـ وجد حجر إثمد آخر وزنه 7 مثاقيل ، ولا يزال موجوداً لديه . وقد أرانيه ، فإذا هو ثقيل جداً ، يبدو له بريق ولمعان ، يزينه سواد ضارب إلى الحمرة .
وقد روى لي أيضاً أن الحاج جلالاً البخاري كان قد عثر بقرب هذا المهراس نفسه على حجر كبير ، بكسره له ، انفلق عن زبرجدة كبيرة باع منها بمبلغ 60 جنيهاً إفرنجياً ذهباً ولا يزال لديه فص صغير من بقية ذلك الحجر الكريم . وكل هذا يدل دلالة حسية على ما في جبل أحد من نفيس الجواهر ، وكريم المعادن . مما يتفق مع ما شاهدته من إشراق بعض الحجارة به .
ومؤرخو المدينة أعرضوا عن مثل هذه البحوث إعراضاً كلياً ، ولو اهتموا بها لأفادونا إفادة تذكر فتشكر .
ويقع جبل أحد في شمال المدينة . ويبعد عنها بنحو 50 دقيقة بالمشي السريع . وفيه مسجد صغير على يمين الذاهب إلى المهاريس ، جزم المطري بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه الظهر والعصر يوم أحد بعد انقضاء القتال .
هذا وبالصخور التي تقع بالعطفة الواقعة في شمال الغار المقول بأنه الغار الذي اختفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد توجد كتابات بالخط الكوفي القديم .
وكذلك بجانب العطفة الذاهبة إلى المهراس الشرقي توجد صخور عظيمة ، عليها كتابات قديمة خطها شبيه بالسالف ذكرها . ومع قدم هذه الكتابات وكثرتها لم يشر إليها مؤرخو المدينة .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة 1393هـ - 1973 م ، بتصرف .