أخلاق التابعيات
الأدب

الأدب حسن الخلق بدون إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء وأنواعه ثلاثة :
أ - أدب مع الله .
ب – وأدب مع رسوله r .
ج - وأدب مع خلقه .
والأدب مع الله ثلاثة أنواع :
أحدها : صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة .
والثاني : صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره .
والثالث : صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه .
قال أبو علي الدقاق : مَن صاحب الملوك بغير أدب ، أسلمه الجهل إلى القتل .
وقال : ترك الأدب يوجب الطرد ، فمن أساء الأدب على البساط رُدَّ إلى الباب ، ومن أساء الأدب على الباب رُدَّ إلى سياسة الدواب .
وقال يحيى بن معاذ الرازي : من تأدب بأدب الله ، صار من أهل محبة الله .
وقال أيضا ً: إذا ترك العارف أدبه مع معروفه ، فقد هلك مع الهالكين .
وقال أبو علي الدقاق : رأيت من أراد أن يمد يده في الصلاة إلى أنفه ، فقبض على يده .
وقال ابن عطاء : الأدب الوقوف مع المستحسنات فقيل له : وما معناه ؟ فقال : أن تعامله سبحانه بالأدب سراً وعلنا ً، ثم أنشد :
إذا نطقت جاءت بكل ملاحةٍ *** وإن سكتت جاءت بكل مليح
وقال سهل التستري : من قهر نفسه بالأدب ، فهو يعبد الله بالإخلاص .
وقال عبد الله بن المبارك : قد أكثر الناس القول في الأدب ونحن نقول : إنه معرفة النفس ورُعوناتها ، وتجنب تلك الرعونات .
وسُئل الحسن البصري عن أنفع الأدب ، فقال : التفقه في الدين ، والزهد في الدنيا ، والمعرفة بما لله عليك .


المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م - بتصرف