سيدي شاهين .. المدينة المنورة


وهناك تقليد آخر هو الاحتفال بليلة المعراج ، ليلة النصف من شعبان من الناحية الاجتماعية ، والمظهر الدال على ذلك المشبك وبعض الحلويات الأخرى التي تعمل لهذه المناسبة ، حيث تكتظ الأسواق بالباعة والمشترين ، وأما على مستوى الحارات فيتجمع أهل كل حي ويدورون على بيوت الحي يرددون الأناشيد الخاصة بالمناسبة وهي : " سيدي شاهين يا شربيت ، خرقة مرقة يا أهل البيت ، لولا خواجة ما جينا ولا طاحت طواعينا ، حل الكيس واعطينا إما مشبك وإلا فشار وإلا عروس من الروشان .. " ، فيعطى لهم بعض المشبك أو الفشار أو التمر وغير ذلك من الحلويات ، وفي بعض الأحيان شيء من النقود . وإذا لم يعطوهم أهل البيت شيئا تتغير النغمة ويتحول النشيد شيء إلى السب " كبريتة ست البيت عفريتة " ، وغير ذلك من الألفاظ ، وفي حالة العطاء فإن أهل البيت يتلقون تحية على النمط السابق مع اختلاف المعنى " ليمونة يا ليمونة ست البيت مزيونة ، قاروة يا قاروة ست البيت غندورة " .

وفي هذه المناسبة تظهر حدود الحارات في المدينة ، حيث لا يستطيع أهل حارة ما تجاوز حدودها إلى الحارة المجاورة وإذا حدثت ذلك فإن العصا هي الفاصل بين الطرفين .


المرجع :


أحمد سعيد بن سلم ، المدينة المنورة في القرن الرابع عشر ، ط 1 ، بتصرف .