شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : القعنبي


ريمة مطهر
12-24-2011, 11:59 AM
القعنبي
( الطبقة الحادية عشرة من التابعين )

عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، الإمام الثبت القدوة ، شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي المدني ، نزيل البصرة ، ثم مكة .

مولده بعد سنة ثلاثين ومائة بيسير .

وسمع من : أفلح بن حميد ، وابن أبي ذئب ، وشعبة بن الحجاج ، وأسامة بن زيد بن أسلم ، وداود بن قيس الفراء ، وسلمة بن وردان ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ومالك بن أنس ، ونافع بن عمر الجمحي ، والليث بن سعد ، والدراوردي ، وإبراهيم بن سعد ، وإسحاق بن أبي بكر المدني ، والحكم بن الصلت ، وحماد بن سلمة ، وسليمان بن بلال ، وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر ، وسليمان بن المغيرة ، وهشام بن سعد ، وعدة .

وعنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والخريبي وهو من شيوخه ، ومحمد بن سنجر الحافظ ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو حاتم الرازي ، وعبد بن حميد ، وعمرو بن منصور النسائي ، وأبو زرعة الرازي ، ومحمد بن غالب تمتام ، وإسماعيل القاضي ، ومحمد بن أيوب بن الضريس ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، ومحمد بن معاذ دران ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، ومعاذ بن المثنى ، وأبو مسلم الكجي ، وأبو خليفة الجمحي ، وخلق كثير .

وروى مسلم أيضاً ، وأبو عيسى الترمذي ، وأبو عبد الرحمن النسائي حديثه بواسطة .

قال أبو زرعة الرازي : ما كتبت عن أحد أجل في عيني من القعنبي .

قال ابن أبي حاتم : قلت لأبي : القعنبي أحب إليك في ( الموطأ ) أو إسماعيل بن أبي أويس ؟ قال : بل القعنبي ، لم أر أخشع منه .

وروى عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الواهي ، عن الميموني : سمعت القعنبي يقول : اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة ، ما من حديث في ( الموطأ ) إلا لو شئت قلت : سمعته مراراً .

وعن عبد الصمد بن الفضل : ما رأت عيناي مثل أربعة ، فذكر منهم القعنبي .

أنبأنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا حنبل ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا الفضل بن الحباب ، حدثنا القعنبي ، حدثنا شعبة ، حدثنا منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح ، فاصنع ما شئت " .

وروى محمد بن علي بن المديني ، عن أبيه قال : لا يقدم أحد من رواة ( الموطأ ) على القعنبي .

قلت : حد الولي الرسوخ في العلم والعمل مثل القعنبي .

وقال أبو حاتم : ثقة حجة لم أر أخشع منه ، سألناه أن يقرأ علينا ( الموطأ ) فقال : تعالوا بالغداة ، فقلنا : لنا مجلس عند حجاج بن منهال ، قال : فإذا فرغتم منه . قلنا : نأتي حينئذ مسلم بن إبراهيم . قال فإذا فرغتم . قلنا : نأتي أبا حذيفة النهدي . قال : فبعد العصر . قلنا : نأتي عارماً أبا النعمان ، قال : فبعد المغرب . فكان يأتينا بالليل ، فيخرج علينا ، وعليه كبل ما تحته شيء في الصيف ، فكان يقرأ علينا في الحر الشديد حينئذ .

قال يحيى بن معين : ما رأيت رجلاً يحدث لله إلا وكيعاً والقعنبي .

قال الحافظ أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري : سمعت أبي يقول : قلت للقعنبي : ما لك لا تروي عن شعبة غير هذا الحديث ؟ قال : كان شعبة يستثقلني ، فلا يحدثني . يعني حديث : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) . والحديث يقع عالياً في جزء الغطريف لابن البخاري .

قال عبد الله الخريبي - وكان كبير القدر - : حدثني القعنبي ، عن مالك ، وهو والله عندي خير من مالك .

قال عمرو بن علي الفلاس : كان القعنبي مجاب الدعوة .

وقال عثمان بن سعيد : سمعت علي بن المديني وذكر أصحاب مالك ، فقيل له : معن ثم القعنبي ، قال : لا بل القعنبي ثم معن .

ويروى عن أبي سبرة المديني قال : قلت للقعنبي : حدثت ولم تكن تحدث ! قال : إني أريت كأن القيامة قد قامت ، فصيح بأهل العلم ، فقاموا ، وقمت معهم ، فنودي بي : اجلس . فقلت : إلهي ألم أكن أطلب ؟ قال : بلى ، ولكنهم نشروا ، وأخفيته . قال : فحدثت .

وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء : سمعتهم بالبصرة يقولون : عبد الله بن مسلمة من الأبدال .

وقال إسماعيل القاضي : كان القعنبي من المجتهدين في العبادة .

وقال الإمام ابن خزيمة : سمعت نصر بن مرزوق يقول : أثبت الناس في ( الموطأ ) القعنبي ، وعبد الله بن يوسف بعده .

قال إسماعيل القاضي : كان القعنبي لا يرضى قراءة حبيب ، فما زال حتى قرأ لنفسه ( الموطأ ) على مالك .

قال محمد بن سعد الكاتب : كان القعنبي عابداً فاضلاً ، قرأ على مالك كتبه .

قال أبو بكر الشيرازي في كتاب ( الألقاب ) له : سمعت أبا إسحاق المستملي ، سمعت أحمد بن منير البلخي ، سمعت حمدان بن سهل البلخي الفقيه يقول : ما رأيت أحداً إذا روئي ذكر الله تعالى إلا القعنبي رحمه الله ، فإنه كان إذا مر بمجلس يقولون : لا إله إلا الله . وقيل : كان يسمى الراهب لعبادته وفضله .

وروى عبد الله بن أحمد بن الهيثم ، عن جده قال : كنا إذا أتينا القعنبي ، خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم .

قال محمد بن عبد الله الزهيري ، عن الجنيني قال : كنا عند مالك ، فقدم ابن قعنب من سفر ، فقال مالك : قوموا بنا إلى خير أهل الأرض .

وقال أبو عبد الله الحاكم : قال الدارقطني : يقدم في ( الموطأ ) معن بن عيسى ، وابن وهب ، والقعنبي ، ثم قال : وأبو مصعب ثقة في ( الموطأ ) .

وقد رويت حكاية في سماع القعنبي لذاك الحديث من شعبة لا تصح ، وأنه هجم عليه بيته ، فوجده يبول في بلوعة ، فقال : حدثني ، فلامه ، وعنفه ، وقال : تهجم على داري ، ثم تقول : حدثني وأنا على هذه الحالة ؟ ! قال : إني أخشى الفوت ، فروى له الحديث في قلة الحياء ، وحلف أن لا يحدثه بسواه .

وفي الجملة لم يدرك القعنبي شعبة إلا في آخر أيامه ، فلم يكثر عنه . وقد حدثه أفلح عن القاسم بن محمد ، وأفلح أكبر من شعبة قليلاً .

وقد سمعت ( الموطأ ) بحلب وبعلبك من رواية القعنبي ، عن مالك .

وهو أكبر شيخ لمسلم ، سمع منه في أيام الموسم في ذي الحجة سنة عشرين ، ولم يكثر عنه .

ومات القعنبي في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين .

قال محمد بن عمر بن لبابة الأندلسي : حدثنا مالك بن علي القرشي ، حدثنا القعنبي ، قال : دخلت على مالك ، فوجدته باكياً ، فقلت : يا أبا عبد الله ، ما الذي يبكيك ؟ قال : يا ابن قعنب على ما فرط مني ، ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط ، ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي ، وهذه المسائل قد كان لي سعة فيما سبقت إليه .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة إجازة قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أخبرنا محمد بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا القعنبي ، حدثنا أفلح بن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه حين أحرم ، ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت .

هذا حديث حسن عال ، أخرجه مسلم عن القعنبي ، وهو من أعلى شيء في ( صحيحه ) .

المرجع
سير أعلام النبلاء – محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي