شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ست الملك بنت العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله .. نساء طالحات


ريمة مطهر
09-07-2011, 07:30 PM
في ذكر النساء الطالحات
ست الملك بنت العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله
معد بن المنصور إسماعيل بن القائم العبيدي
كانت في غاية الحسن والكمال ، ولها شجاعة الرجال الأبطال لما ولي الخلافة بمصر أخوها الحاكم بأمر الله منصور سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، وأظهر الجور ، وأمات العدل ، وأحدث من البدع ما ينفر عن سماعها أولوا الألباب ، فمنها أنه أنشأ دار العلم وأحضر العلماء ، وعمر الجامع ، أقام على ذلك ثلاث سنين ، ثم عاد إلى خسة أصله وسوء فعله ، وقتل أهل العلم ، وأغلق المدارس ، ومنع من فعل خيراً ، وادعى أنه يعلم الغيب ، وأظهر الرفض ، فكتب له رقعة بعض الأدباء فيها :

بالظلمِ والجورِ قد رضينا ... وليسَ بالكفرِ والحمـاقةْ
إن كنتَ أعطيتَ علمَ غيبٍ ... بيِّن لنا كاتبَ البـطـاقةْ

وصنف له بعض الباطنية كتاباً كر فيه أن روح آدم عليه السلام انتقلت إلى علي رضي الله تعالى عنه [ وأن روح علي ] انتقلت إلى الحاكم فزاد ظلمه وطالت أيامه ، وهم بقتل أخته ست الملك فبلغها ذلك ، فأرسلت إلى بعض القواد واتفقت معهم وحرضتهم على قتل أخيها ، وذكرتهم غدره ، وحذرتهم شره ، فاجتمعوا عليه وقتلوه ، وأخفوا أثره ، ثم إن ست الملك أقامت بعده ولده الظاهر بالله علي بعد شهرين من قتل أبيه ، وأقامت هي في تدبير المملكة ، وسياسة الرعية ، وكانت هي قد أقامت بالملك استقلالاً لنفسها شهرين ، ثم نزلت عنه وعهدت لابن أخيها كما ذكرنا ، ودبرته إلى أن توفيت سنة خمس عشرة وأربعمائة بعد أخيها بأربع سنين ، ودفنت بتربتها التي أنشاتها بمصر ، وضعفت دولة العبيديين بموتها ، وكانت أحد أركان الرفض لا عمر الله قبرها ، ولا رحمها ، ولا عفا عنها .

أقول الباطنية فرقة من الروافض ذكر الإمام أبو عبد الله الشيرازي : الرافضة أجناس وهم اثنا عشر صنفاً فمنهم : الجبرية : وهم ينسبون القبائح إلى الله تعالى ويبرئون العباد من الذنوب ، والجهمية : فهم ينكرون صفات الله تعالى وشبهوه بلا شيء . والحرورية يقولون : لا نعلم أحداً مؤمناً بعد وفاة رسول الله ، والعلوية يقولون : إن الرسالة كانت لعلي رضي الله عنه ولهذا يصلون على علي رضي الله عنه ، والآمرية يقولون : إن علياً رضي الله عنه كان شريك محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أنتَ منِّي بمنزلةِ هارونَ منْ موسى " . والزبيدية يقولون : ولد الحسين آية ، وأما في الصلاة فلا يجوز الإقتداء خلف غيرهم . والرجعية يقولون : إن علياً رضي الله عنه وأولاده يرجعون إلى الدنيا ، وينتقمون من أعدائهم ، واللعنية يلعنون طلحة رضي الله عنه والزبير رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها ، ومعاوية وغيرهم ، والأزرقية وهم أصحاب نافع بن الأزرق جوزوا أن يبعث الله نبياً كافراً تعالى الله عن ذلك ، والغاذرية : وهم فرقة من الرفضة يعذرون علياً رضي الله عنه في تركه الخلافة للصديق والفاروق وعثمان ، والأباضية وهم أشد ضلالاً من سائر الفرق ، وقيل : الباطنية . والعجادرة وهم مثل الأباضية إلا أنهم لا يسبون عائشة رضي الله عنها ، لقرابتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج البراز وأبو يعلى والحاكم عن علي رضي الله عنه قال : دعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إنَّ فيكَ مثلاً منْ عيسى عليهِ السَّلام أبغضتهُ اليهودُ حتى بغضوا اللهَ تعالى ، وأحبَّتهُ النَّصارى حتى أنزلوهُ بالمنزلِ الذي ليس بهِ " . قال علي رضي الله عنه : يهلك في اثنان محب مفرط يقرضني بما ليس في ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ، وفي المصابيح عن أنس بن مالك رضي اله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سيكونُ في أمَّتي اختلافٌ وفرقةٌ يحسنونَ القيلَ ، ويسيئونَ الفعل َ، يقرؤون القرآن لا يجاوزُ تراقيهمْ ، يمرقونَ منَ الدِّينِ مروقَ السَّهمِ منَ الرَّميةِ ، لا يرجعونَ حتى يرتدَّ السَّهمُ على فوقهِ ، همْ شرّ الخلقِ والخليقةِ ، طوبى لمن قتلهمْ وقتلوهُ ، يدعونَ إلى كتابِ اللهِ ، وليسوا منَّا في شيءٍ من قاتلهم كان أولى باللهِ منهمْ " . قالوا : يا رسول الله ، ما سيماهم ? قال : التحليق . أي : حلق شعر الرأس ، قيل هم الخوارج ، بل هم الرفضة قاتلهم الله ما أظلمهم وأعمى أبصارهم .

المرجع
الروضة الفيحاء في أعلام النساء – ابن الخطيب العمري

ريمة مطهر
10-02-2011, 09:14 PM
سِتّ المُلْك
(359-415 ه = 970-1024م)

ست الملك بنت عبد العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله ، الفاطمية العلوية : أميرة من الفضليات الحازمات المدبرات . وهي أخت الحاكم بأمر الله الفاطمي ( صاحب مصر ) كان الحاكم يستشيرها في معضلاته ثم تغير عليها وهمَّ بقتلها وساءت سيرته بما هو معروف من إحراقه بعض القاهرة وغير ذلك . فاتفقت ست الملك ( كما في الكامل لابن الأثير ومصادر أخرى ) مع حسين بن دواس ( من كبار القواد ) ووعدته بتوليته إدارة الملك ، فاغتيل الحاكم ( سنة 411ه ) وبويع لابنه علي وهو صبي ، وجاءها بن دواس يستنجزها وعدها ، فأوعزت إلى خادم لها فقتله وصاح : يا لثار الحاكم ! ثم قامت بإدارة الدولة مدة أربع سنوات أظهرت فيها من المقدرة والعدل ما حببها إلى رعيتها وتوفيت بمصر . وفي المؤرخين من ينقض خبر قتلها لأخيها ومنهم المقريزي في الخطط .

المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الثالث .