ريمة مطهر
09-06-2011, 08:12 PM
في ذكر النساء الطالحات
سودةُ الكاهنة بنت زهرة
وهي أخت عبد مناف الذي هو جد آمنة أم النبي كانت كاهنة قريش ، ولدت زرقاء شيماء سوداء ، فأراد أبوها زهرة أن يدفنها وهي حية لأن العرب كانت تئد بناتها ، وكان عمرو بن نفيل يحيى الموءودة ، يأخذها من أبيها فيربيها ، فإذا ترعرعت قال لأبيها : إن شئت رفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤونتها ? وكان صعصعة جد الفرزدق يصنع كذلك ، فلما ولدت سودة أرسلها أبوها زهرة مع رجل من العرب إلى الحجون ليدفنها فسمع الرجل هاتفاً يقول :
لا تئد الصبية ... وخلها البرية
فكف عنها وأخبرها وأباها فتركتها ورباها ، فلما كبرت صارت كاهنة قريش فقالت يوماً لبني زهرة : أعرضوا عليّ بناتكم ! فعرضوهن ، فجعلت تقول في واحدة قولاً ظهر بعد حين ، فلما عرضت عليها آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لها : تلدين نذيراً ، له شأن وبرهان منيراً ، فبلغ كلامها عبد المطلب فاختارها لولده عبد الله فزوجها له فولدت البشير النذير ، والسراج المنير نبيناً محمداً صلى الله عليه وسلم .
ومثله ذكر في " السيرة الحلبية " : أن أبا طالب قبل أن يصل إلى بحيرا نزل بدير فقال صاحب الدير : ما هذا الغلام منك ? فقال : ابني . قال له : ما هذا ابنك ، وما ينبغي لهذا أن يكون له أب حي ، هذا نبي ! فقال أبو الطالب : وما البني ? قال : الذي يأتيه الخبر من السماء فينبىء أهل الأرض . قال أبو طالب : اله أجل مما تقول . قال : فاتق عليه اليهود . ثم خرج حتى نزل براهب آخر ، أي صاحب دير ، فقال له : ما هذا الغلام منك ? قال : ابني فقال مثل الأول ، قال ولم قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي . وذكر في " شرح ذات الشفاء " : كان بسوق عكاظ عراف يؤتى إليه بالصبيان ينظر إليهم ، فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى خاتم النبوة والحمرة التي بعينيه صاح : يا معشر العرب ، اقتلوا الصبي ، فليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن أصنامكم ، وليظهرن أمره عليكم ، إن هذا لينتظر أمراً من السماء . وجعل يعزي بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يلبث أن وله وذهب عقله ، ومات ذلك العراف ، والعراف هو المنجم . ذكر في كتاب " نصاب الاحتساب " : سئل الفضيلي عن قوله صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهناً وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " صلى الله عليه وسلم فقال : الكاهن الساحر فقيل له : هذا الرجل أو المرأة تقول أنا علم المسروقات ، هل يدخل تحت هذا الخبر ? قال : نعم ، ثم قيل له : فإن قال هذا الرجل : أنا أخبر عن أخبار الجن ? قال : ومن قال هكذا فهو ساحر كاهن ، ومن صدقه ( أنه يعلم الغيب ) فقد كفر لأن إخباره يقع على الغيب ، والغيب لا يعلمه إلا لله تعالى ألا ترى قوله تعالى : ( ... فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب .... ) الآية فعلم الغيب لا يعمله جني ولا إنسي . انتهى .
المرجع
الروضة الفيحاء في أعلام النساء – ابن الخطيب العمري
سودةُ الكاهنة بنت زهرة
وهي أخت عبد مناف الذي هو جد آمنة أم النبي كانت كاهنة قريش ، ولدت زرقاء شيماء سوداء ، فأراد أبوها زهرة أن يدفنها وهي حية لأن العرب كانت تئد بناتها ، وكان عمرو بن نفيل يحيى الموءودة ، يأخذها من أبيها فيربيها ، فإذا ترعرعت قال لأبيها : إن شئت رفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤونتها ? وكان صعصعة جد الفرزدق يصنع كذلك ، فلما ولدت سودة أرسلها أبوها زهرة مع رجل من العرب إلى الحجون ليدفنها فسمع الرجل هاتفاً يقول :
لا تئد الصبية ... وخلها البرية
فكف عنها وأخبرها وأباها فتركتها ورباها ، فلما كبرت صارت كاهنة قريش فقالت يوماً لبني زهرة : أعرضوا عليّ بناتكم ! فعرضوهن ، فجعلت تقول في واحدة قولاً ظهر بعد حين ، فلما عرضت عليها آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لها : تلدين نذيراً ، له شأن وبرهان منيراً ، فبلغ كلامها عبد المطلب فاختارها لولده عبد الله فزوجها له فولدت البشير النذير ، والسراج المنير نبيناً محمداً صلى الله عليه وسلم .
ومثله ذكر في " السيرة الحلبية " : أن أبا طالب قبل أن يصل إلى بحيرا نزل بدير فقال صاحب الدير : ما هذا الغلام منك ? فقال : ابني . قال له : ما هذا ابنك ، وما ينبغي لهذا أن يكون له أب حي ، هذا نبي ! فقال أبو الطالب : وما البني ? قال : الذي يأتيه الخبر من السماء فينبىء أهل الأرض . قال أبو طالب : اله أجل مما تقول . قال : فاتق عليه اليهود . ثم خرج حتى نزل براهب آخر ، أي صاحب دير ، فقال له : ما هذا الغلام منك ? قال : ابني فقال مثل الأول ، قال ولم قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي . وذكر في " شرح ذات الشفاء " : كان بسوق عكاظ عراف يؤتى إليه بالصبيان ينظر إليهم ، فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى خاتم النبوة والحمرة التي بعينيه صاح : يا معشر العرب ، اقتلوا الصبي ، فليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن أصنامكم ، وليظهرن أمره عليكم ، إن هذا لينتظر أمراً من السماء . وجعل يعزي بالنبي صلى الله عليه وسلم فلم يلبث أن وله وذهب عقله ، ومات ذلك العراف ، والعراف هو المنجم . ذكر في كتاب " نصاب الاحتساب " : سئل الفضيلي عن قوله صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهناً وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " صلى الله عليه وسلم فقال : الكاهن الساحر فقيل له : هذا الرجل أو المرأة تقول أنا علم المسروقات ، هل يدخل تحت هذا الخبر ? قال : نعم ، ثم قيل له : فإن قال هذا الرجل : أنا أخبر عن أخبار الجن ? قال : ومن قال هكذا فهو ساحر كاهن ، ومن صدقه ( أنه يعلم الغيب ) فقد كفر لأن إخباره يقع على الغيب ، والغيب لا يعلمه إلا لله تعالى ألا ترى قوله تعالى : ( ... فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب .... ) الآية فعلم الغيب لا يعمله جني ولا إنسي . انتهى .
المرجع
الروضة الفيحاء في أعلام النساء – ابن الخطيب العمري