ريمة مطهر
09-03-2011, 07:52 PM
في ذكر النساء الصالحات
شجر الدر جارية الصالح أيوب
وقيل : زوجته ، ولفرط جمالها سماها الصالح شجر الدر ، وحظيت عنده وأحبها ، ولم تحمل منه ، وقيل : ولدت له ولداً سماه خليل ومات ، وهو صغير ولما مات الصالح أيوب سنة سبع وأربعين وستمائة ، فأحضرت شجر الدر فخر الدين بن الشيخ ، ومحسن الطواشي ، وجمعوا الأمراء من وراء حجاب ، وقالت لهم : السلطان يأمركم أن تحلفوا لولده المعظم ، فإنه عهد له بالملك من بعده وجعل أتابكه ابن الشيخ فخر الدين ، ويأمركم أن تحلفوا أيضاً لأتابكه ، فحلفوا له ، ثم أظهرت شجر الدر موت الصالح أيوب . بعدما أرسلت واستدعت المعظم ابن الصالح أيوب . وكان في مدينة كيفا ، وشاع موت الصالح فتقدمت الإفرنج إلى جهة مصر ، وطمعوا في المسلمين ، ووقعت وقعة عظيمة ، وقتل فخر الدين بن الشيخ مستهل رمضان ، ثمة نصر الله المسلمين ، وأخذوا من الإفرنج اثنين وثلاثين مركباً وهرب الإفرنج . ثم قدم المعظم وبايعوه ، وجددوا البيعة بمص ر، وذلك سنة سبع وأربعين وستمائة وتجهز بالعساكر من مصر سنة ثمان وأربعين وستمائة وحارب الإفرنج وكسرهم . وقتل من الإفرنج سبعة آلاف ومن المسلمين مائة ، وأسر ملك الإفرنج ثم أطلقه ، وشرع المعظم في إبعاد أمراء أبيه ، وتقرب غيرهم فمقتوه ثم قتلوه ، فأقامت بالمملكة شجر الدر ، وخطب باسمها، وضرب السكة باسمها ، وكان نقش السكة : المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل .
وجعلت علامتها إلى التواقيع والمناشير : والدة خليل . وصار أتابك العساكر عز الدين أيبك . ثم إن فرنس ملك الإفرنج تقدم إلى نوابه وسلم دمياط للمسلمين ، وأطلق فرنس . وفي ذلك يقول ابن مطروح :
قل للفرنـسـيس إذا جـئتـه ... مقال صدق عن قؤول نصيح
أتيت مصر تبتغي ملـكـهـا ... تحسب أن الزمر يا طبل ريح
وكل أصحـابـك أوردتـهـم ... بحسن تدبـيرك الـضـريح
خمسون ألفاً لا ترى مـنـهـم ... غير قتيل أو أسـير جـريح
وقل لهم إن أضمـروا عـودة ... لأخذ ثأر أو لقصد صـحـيح
دار ابن لقمان على حـالـهـا ... والقيد باق والطواشي صبيح
ثم إن شجر الدر تزوجت عز الدين أيبك ، واستقل بالسلطنة وطالت أيامه ، وخطب بنت بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فبلغ ذلك شجر الدر فغضبت لذلك فلما دخل عز الدين أيبك الحمام جهزت شجر الدر الجوهري والخدام . فدخلوا على أيبك وقتلوه في الحمام ، وبلغ ذلك مماليك أيبك فعزموا على قتل شجر الدر فحماها مماليك الصالح ، ونقلت شجر الدر إلى البرج الأحمر ، ثم قتلوها سنة خمس وخمسين وستمائة .
المرجع
الروضة الفيحاء في أعلام النساء – ابن الخطيب العمري
شجر الدر جارية الصالح أيوب
وقيل : زوجته ، ولفرط جمالها سماها الصالح شجر الدر ، وحظيت عنده وأحبها ، ولم تحمل منه ، وقيل : ولدت له ولداً سماه خليل ومات ، وهو صغير ولما مات الصالح أيوب سنة سبع وأربعين وستمائة ، فأحضرت شجر الدر فخر الدين بن الشيخ ، ومحسن الطواشي ، وجمعوا الأمراء من وراء حجاب ، وقالت لهم : السلطان يأمركم أن تحلفوا لولده المعظم ، فإنه عهد له بالملك من بعده وجعل أتابكه ابن الشيخ فخر الدين ، ويأمركم أن تحلفوا أيضاً لأتابكه ، فحلفوا له ، ثم أظهرت شجر الدر موت الصالح أيوب . بعدما أرسلت واستدعت المعظم ابن الصالح أيوب . وكان في مدينة كيفا ، وشاع موت الصالح فتقدمت الإفرنج إلى جهة مصر ، وطمعوا في المسلمين ، ووقعت وقعة عظيمة ، وقتل فخر الدين بن الشيخ مستهل رمضان ، ثمة نصر الله المسلمين ، وأخذوا من الإفرنج اثنين وثلاثين مركباً وهرب الإفرنج . ثم قدم المعظم وبايعوه ، وجددوا البيعة بمص ر، وذلك سنة سبع وأربعين وستمائة وتجهز بالعساكر من مصر سنة ثمان وأربعين وستمائة وحارب الإفرنج وكسرهم . وقتل من الإفرنج سبعة آلاف ومن المسلمين مائة ، وأسر ملك الإفرنج ثم أطلقه ، وشرع المعظم في إبعاد أمراء أبيه ، وتقرب غيرهم فمقتوه ثم قتلوه ، فأقامت بالمملكة شجر الدر ، وخطب باسمها، وضرب السكة باسمها ، وكان نقش السكة : المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل .
وجعلت علامتها إلى التواقيع والمناشير : والدة خليل . وصار أتابك العساكر عز الدين أيبك . ثم إن فرنس ملك الإفرنج تقدم إلى نوابه وسلم دمياط للمسلمين ، وأطلق فرنس . وفي ذلك يقول ابن مطروح :
قل للفرنـسـيس إذا جـئتـه ... مقال صدق عن قؤول نصيح
أتيت مصر تبتغي ملـكـهـا ... تحسب أن الزمر يا طبل ريح
وكل أصحـابـك أوردتـهـم ... بحسن تدبـيرك الـضـريح
خمسون ألفاً لا ترى مـنـهـم ... غير قتيل أو أسـير جـريح
وقل لهم إن أضمـروا عـودة ... لأخذ ثأر أو لقصد صـحـيح
دار ابن لقمان على حـالـهـا ... والقيد باق والطواشي صبيح
ثم إن شجر الدر تزوجت عز الدين أيبك ، واستقل بالسلطنة وطالت أيامه ، وخطب بنت بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فبلغ ذلك شجر الدر فغضبت لذلك فلما دخل عز الدين أيبك الحمام جهزت شجر الدر الجوهري والخدام . فدخلوا على أيبك وقتلوه في الحمام ، وبلغ ذلك مماليك أيبك فعزموا على قتل شجر الدر فحماها مماليك الصالح ، ونقلت شجر الدر إلى البرج الأحمر ، ثم قتلوها سنة خمس وخمسين وستمائة .
المرجع
الروضة الفيحاء في أعلام النساء – ابن الخطيب العمري