شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : قبيحة جارية الخليفة المتوكل على الله جعفر


ريمة مطهر
09-03-2011, 07:22 PM
في ذكر النساء الصالحات
قَبِيحَةُ جَارِيَةُ الخَلِيفَة المُتوكل علَىَ اللَّه جَعْفَر
العباسي ، وهي أم ولده المعتز بالله محمد ، وكان المتوكل سماها قبيحة لفرط حسنها وجمالها واعتدالها ، وسماها بهذا الاسم كما يسمى العبد الأسود كافوراً ، والأمة السوداء فضة ، وقتل المتوكل سنة سبع وأربعين ومائتين ، وأقامت قبيحة عند ولدها المعتز ، وكان المتوكل حين ولي الخلافة أحيا السنة وأمات البدعة ، ورفع المحنة بقول خلق القرآن وخذل المعتزلة . وأكرم العلماء . ولم يكن له سيئة إلا أنه كان يبغض الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمر بهدم قبة الحسين رضي الله عنه وهدم ما حولها من المنازل ، وجعلها مزرعة وفي ذلك يقول الشاعر :

تَااللَّهِ إن كانَتْ أُمَيةُ قَدْ أَتَـتْ ... قَتْلَ ابْن بِنْتِ نَبِيَّهَا مَظْلُومَـا
فَلَقَدْ أَتَى بَنُوا أَبِيهِ بِمِـثْـلِـهِ ... هَذَا لَعَمْرُكَ قَبْرُهُ مَهْدُومَـا
أَسِفُوا عَلَى أَنْ يَكُونُوا شَارَكُوا ... في قَتْلِهِ فَتَتَبُّعُوهُ رَمِـيمَـا

وفيه يقول ابن الوردي :

وَكَمْ قَدْ سَحْى خَيْرٌ بِشَرًّكَماَ انْمَحَتْ ... بِبُغْضِ عَليًّ سِيرَة المُتَـوكَّـل
تَعَمَّقَ في عَدلٍ وَلَمَّا جَنَى علـى ... جِنَابِ عَليًّ حَطَّهُ الَّسيل منْ عَلِ

ولما بويع المعتز بالله سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، وكان حسن الصورة كمثل أمه ، والفرع يلحق بالأصول ويقتفي ، ولم يكن يلي الخلافة أصغر منه ، وكان مغلوباً مع الأتراك فتغلب عليه ابن وصيف ، وخلعه من الخلافة سنة مائتين وخمس وخمسين ، وأدخله الحمام ولطمه ومنعه شرب الماء ثم سقوه ماء الثلج فمات من ساعته ، واختفت أمه قبيحة ثم ظهرت في هذه السنة ، في رمضان ، فبلغ صالح بن وصيف ظهور قبيحة فقبض عليه ، وأخذ منها ألف ألف دينار ، وسفط زمرد ، وسفط لؤلؤ ، وسفط ياقوت أحمر لم يوجد مثله ، وقال صالح : قبح الله قبيحة عرضت ابنها للقتل لأجل خمسين ألف دينار ، وعندها هذه الأموال ! ثم نفاها إلى مكة ، وأقامت هناك تدعو على صالح بصوت عال ، وتقول : هتك ستري ، وقتل ولدي ، وأخذ أموالي ، وغربني عن بلدي ، وركب الفاحشة مني وفي ذلك يقول الشاعر :

جَزَى ابْنُ وَصيفَ مَوْلاَه بِشَرَّ ... وَلَكِن هَكَذَا صِفَةُ الوَصِيفِ

ولم يمض على صالح سنة حتى تغلب عليه الأمير موسى بن بغا التركي ، وقتله واستولى على أمواله . وتوفيت قبيحة في مكة ، وقيل عادت إلى بغداد ( وتوفيت ) في خلافة المعتمد على الله أحمد بن المتوكل على الله .

المرجع
الروضة الفيحاء في أعلام النساء – ابن الخطيب العمري