شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لأم معبد


سلسبيل كتبي
08-27-2011, 10:30 PM
وفاء النبي r لأم معبد

ليلة الهجرة خرج رسول الله r من مكة مع أبي بكر t وعامر بن فهيرة ، ودليلهم الليثي عبد الله بن أريقط ، فمروا على خيمة أم معبد الخزاعية ، وكانت امرأة تختبئ بفناء بيته ، ثم تسقى وتطعم ، فسألوها لحماً وتمراً ليشتروه منها ، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك .
فنظر رسول الله r إلى شاة في كسر الخيمة .
فقال : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟
قالت : خلفها الجهد عن الغنم .
قال : هل بها من لبن ؟
قالت : هي أجهد من ذلك .
قال : أفتأذنين لي أن أحلبها ؟
قالت : نعم إن رأيت بها حلباً فاحلبها .
فدعا رسول الله r بالشاة ، فمسح ضرعها وسمى الله U ودعا لها في شاتها ، فدرت وأمرت ، ودعا بإناء فحلب فيه ، ثم سقاها حتى رويت ، وسقي أصحابه حتى رووا ، ثم شرب آخرهم .
وقال : ساقي القوم آخرهم شرباً ، فشربوا ، ثم حلب فيه ثانياً عوداً على بدء حتى ملأ الإناء ، ثم غادره عندها ، ثم ارتحلوا عنها .
فما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعتراً عجافاً هزالاً ، فلما رأى أبو معبد اللبن ، عجب وقال : من أين هذا يا أم معبد ، والشاة حائل ، ولا حلوبة في البيت ؟
فقالت : لا والله ، إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت .
قال : صفيه لي يا أم معبد .
قالت : رجل ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، وسيم قسيم ، إن صمت فعليه الوقار ، وإن تكلم سما وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد ، وأحلاه وأحسنه من قريب ، حلو المنطق .
قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره بمكة ما ذكر ، ولو كنت وافقته لالتمست صحبته ، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً .
ومرت الأيام وكثر غنمها وجاءت المدينة تبيع منه ، فتعرفت على أبي بكر t .
فقالت : يا عبد الله من الرجل الذي كان معك ؟
قال : أو ما تدرين من هو ؟
قالت : لا .
قال : هو نبي الله .
فأدخلها عليه ، فكساها النبي r وأعطاها وفاء لجميلها معه .

المرجع :
علموا أولادكم أخلاق الرسول r - قصص ومواقف وعبر ( الوفاء بالعهد - العدل - الحياء ) - محمد صديق المنشاوي .