شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة حنين وما قبلها .. السيرة النبوية الشريفة


ريمة مطهر
08-24-2011, 05:03 PM
الباب الثاني والعشرون : غزوة حنين وما قبلها


بعد هذا الفتح العظيم .. بعث رسول الله r بسرايا وبعوث منها سرية خالد بن الوليد إلى صنم العزى وكان بنخلة .. وهنا خرجت لخالد امرأة عريانة سوداء ناشرة شعرها .. وجعل السادن يصيح بها فقتلها خالد .. فلما رجع أخبر رسول الله r فقال : " نعم تلك العزى وقد أيست أن تعبد في بلادكم أبداً " ، كما بعث عمرو بن العاص إلى صنم سواع ليهدمه وهو لهذيل .. فلما وصل إليه قال له سادنه : لا تقدر عليه . قال : ولم لا . قال : تمنع ، فلم يجدوا فيها شيئاً . فقال السادن : أسلمت لله .
كما بعث سعد الأسهلي إلى صنم مناة وكانت عند قديد للأوس والخزرج وغسان وقد خرجت له امرأة سوادء عريانة ناشرة شعرها تدعو بالويل وتضرب صدرها فقال لها السادن : مناة .. دونك بعض عصاتك فضربها سعد فقتلها وأقبل على الصنم فهدمه وكسره ولم يجد شيئاً في خزانته كما بعث خالد بن الوليد بعد كسره العزى إلى جذيمة داعياً للإسلام .

ريمة مطهر
08-24-2011, 05:10 PM
غزوة حنين

بعد فتح مكة والذي كان ضربة خاطفة للقبائل العربية تجمعت بعض القبائل الشرسة وهم هوازن وثقيف وجشم ونصر وبنو بكر وهم قيس وغيلان وقرروا حرب المسلمين .. وكان قائدهم العام مالك بن عوف فلما ساروا حتى وصلوا بالقرب من حنين اجتمع الناس وفيهم دريد بن الصمة الشاعر وهو شيخ كبير وكان صاحب رأي وسأل مالك بن عوف .. لماذا ساق النساء والأموال والأبناء مع الجيش .. فقال مالك : أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ، فقال دريد : راعي ضأن والله .. وهل يرد المنهزم شيء .. إنها إن تك لك لم ينفعك إلا سيفك وإن تك عليك فضحت في أهلك ومالك .. ولكن مالك رفض رد الأهل والمال .. وقال : والله لتطيعني أو لأتكئ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري .. فقالوا : أطعناك . فقال : هذا يوم لم أشهده .. وخرج الرسول r من مكة في اثني عشر ألف مقاتل ، عشرة آلاف ممن كانوا خرجوا معه لفتح مكة وألفان من أهل مكة وأرسل رسول الله r العيون فأخبروه .. أن هوازن خرجت بأهلها ومالها فقال : " تلك غنيمة المسلمين غداً إن شاء الله " وفي طريقهم إلى حنين رأوا سدرة عظيمة ذات أنواط كانت العرب تعلق أسلحتها عليها ويذبحون عندها ويعكفون فقال بعض الجيش لرسول الله r : اجعل لنا ذات يوم أنواط كما لهم ذات أنواط . فقال : " الله أكبر قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، قال : إنكم قوم تجهلون إنها السنن ، لتركبن سنن من كان قبلكم " .
وقد نظر بعضهم لكثرة جيش المسلمين فقال : لن نُغلب اليوم ... وقد شق ذلك على رسول الله r وبدأت المعركة وشد المشركون على المسلمين بالنبال فانهزم المسلمون هزيمة منكرة في أول المعركة .. وانحاز رسول الله r لليمن وقال " هلموا إليّ أيها الناس .. أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله " ، ولم يبق معه إلا قليل ، تسعة أو اثنا عشر أو ثمانون كما قيل .. وحينئذ ظهرت شجاعة رسول الله r وهو يقول : " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب " وقال : " اللهم أنزل نصرك " ونادى عم رسول الله r العباس وكان جهوري الصوت في المسلمين : يا أصحاب السمرة وينادي : أين الأنصار ، وما هي إلا ساعات حتى انهزم العدو وقُتل منهم نحو السبعين .. وهذا التطور هو الذي قال فيه U] وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ[( التوبة : 25) .
وطارد المسلمين المشركين إلى الطائف وكانت الغنائم ستة آلاف رأس من السبي وأربعة وعشرين ألف من الإبل وأكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة وأمر رسول الله r بجمعها ثم قسمها .

ريمة مطهر
08-24-2011, 05:12 PM
غزوة الطائف

وهي امتداد لغزوة حنين .. حيث تحصن مالك بن عوف قائدهم في حنين مع جماعة فلول هوازن وثقيف فقدم عليهم خالد بن الوليد في ألف رجل وحاصرهم عشرين يوماً ونصب الرسول r المنجنيق على أهل الطائف وقذف به القذائف حتى وقع شرخ في الحصن فدخله المسلمين ثم حاصروا بقية الطائف ولكن بعد أن طال الحصار استشار رسول الله r نوفل بن معاوية فأشار عليه بالحصار أو المغادرة فغادر المسلمون وهم يقولون " آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون " .
وقد قسم الرسول r الغنائم وأعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم حتى غضب بعض الأنصار فخطب فيهم رسول الله r خطبة بليغة فرضوا .. كما بعث بعد ذلك الرسول r عدة سرايا إلى مناطق مختلفة .

المرجع
السيرة النبوية الشريفة مختصر لكتاب : " الرحيق المختوم " لمؤلفه الشيخ / صفي الرحمن المباركفوري
إعداد : عبد الله بن سعيد الزهراني ، الطبعة الأولى ، 1427 هـ – 2006 م