شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ميراث صلاح الدين الأيوبي


جمانة كتبي
08-19-2011, 03:40 AM
ميراث صلاح الدين الأيوبي



ذكر ابن كثير – رحمه الله – في البداية والنهاية (13/4) أن السلطان الناصر صلاح الدين بن أيوب – لم يترك في خزائنه عندما توفي سوى جرم واحد – أي دينار واحد – صوريا وستة وثلاثين درهماً ، وقال بعضهم : سبعة وأربعين درهماً ، ولم يترك داراً ولا عقاراً ولا مزرعة ولا بستاناً ، ولا شيئاً من أنواع الأملاك ، وقد كان له – رحمه الله تعالى – سبعة عشر ولداً وابنة واحدة .

صلاح الدين هذا قاهر الصليبيين ، الملك العادل ، والقائد الفذ ، دانت له الأقطار الإسلامية : مصر ، الشام ، واليمن ... لم يشتغل بجمع الأموال وتكديسها ، بل أنفق هذه الأموال في إعداد العدة التي أمر الله بها المسلمين بها { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ } [ الأنفال : 60 ] ، جيش الجيوش وأعدها ، وأنفق في مصالح المسلمين ، يقول ابن كثير : " وإنما لم يخلّف أموالاً ولا أملاكاً لجوده وكرمه وإحسانه إلى أمرائه وغيرهم ، حتى إلى أعدائه " (1) .

وقد يُظن به أنه كان مبذراً مسرفاً ، وهذا غير صحيح " فقد كان متقللاً في ملبسه ، ومأكله ومركبه ، وكان لا يلبس إلا القطن والكتان والصوف " (2) .

لم يترك صلاح الدين الأيوبي مالاً كثيراً ، ولكنه ترك ذكرى عطرة ، وسيرة حميدة ، ترويها الأجيال السابقة للأجيال اللاحقة .
وهذا دأب الصالحين من الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في أصواع من شعير أخذها يقيت بها أهله ، وإذا تتبعت سير الصالحين رأيت أن ميراثهم من نوع فريد ، ميراث أبقى من المال ، وأنفع للذرية مما يورثه الأغنياء .




هوامش :
(1) البداية والنهاية : 13/5 .
(2) المصدر السابق .



المصدر : كتاب [ جولة في رياض العلماء وأحداث الحياة / د. عمر الأشقر ] ط6 .