ريمة مطهر
08-19-2011, 12:46 AM
الباب الثامن عشر : مكاتبة الملوك والأمراء
بعد هذه الانتصارات ، وبعد انسحاب قريش من ميدان القتال وجلاء اليهود من المدينة انخفضت مشاعر الوثنية .. رغم أن اليهود جعلوا خيبر وكراً للدس والتآمر .
حيث تفرغ الرسول في هذه الفترة لدعوة الملوك وعندما بدأ يكتب للملوك قيل له أنهم لا يقرأون كتاباً إلا بختم فاتخذ النبي خاتماً من فضة مكتوب فيه " محمد رسول الله " وكان ثلاثة أسطر .. محمد سطر ، رسول سطر ، الله سطر .
وقد كتب إلى النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة بن الأبحر ونص الكتاب " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم عظيم الحبشة ، سلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأدعوك بدعاية الإسلام ، فإني رسول الله فأسلم تسلم ، ]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[( آل عمران : 64 ) ، فإن أبيت فعليك إثم النصارى من قومك " وقد ورد نص عبارات أخرى ...
وقيل أن النجاشي لما بلغه كتاب رسول الله r وضعه على عينه ونزل عن سريره للأرض وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب وكتب للنبي r ... وقد توفي النجاشي سنة 9 من الهجرة .. وقد نعاه النبي r يوم وفاته وصلى عليه صلاة الغائب .. ثم كتب للمقوقس ملك مصر .. واسمه جريج بن متى واختار حاطب بن أبي بلتعة لحمل الخطاب .
ورد عليه المقوقس بخطاب دقيق ومعه جاريتان وأكرم رسوله وبعث بكسوة وهدية والجاريتان هما مارية ، وسيرين ، وقد اتخذ النبي r مارية سرية له وهي التي ولدت له إبراهيم ، وأما سيرين فقد أعطاها حسان بن ثابت .
كما بعث رسول الله r إلى ملك الفرس واختار لحمل الخطاب عبد الله بن حذافة السهمي ولما بلغ الكتاب كسرى مزقه ولما بلغ ذلك رسول الله r قال : " مزق الله ملكه " وبعث كسرى إلى عامله في اليمن أن يأتيه بالنبي r .. وفي هذه الأثناء قامت فتنة في قصر كسرى .. حيث قام شيرويه بن كسرى على قتل أبيه وأخذ الملك لنفسه .. وقد علم الرسول r بذلك وأخبر الرسولين .. فقالا : أو نخبر الملك بما قلت لنا .. قال : " نعم أخبروه ذلك عني ، وقولا له : إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى ! و ينتهي إلى منتهى الحف والخافر ، وقولا له : إن أسلمت أعطيتك ما تحت يدك وملكتك على قومك من الأنباء " .
كما كتب الرسول r إلى قيصر ملك الروم واسمه هرقل واختار لحمل الكتاب دحية الكلبي وقد سأل هرقل قافلة قريش عن النبي rوعن نسبه ، وملكه ، وشرفه ، وكذبه ، وصدقه ، وغدره وأمانته ، فأجاب أبو سفيان بالحقيقة .. وقد قدم هدايا لرسول الله r .
كما كتب إلى المنذر بن ساوي حاكم البحرين وبعث معه العلاء بن الحضرمي وكتب إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة واختار سليط العامري لحمل الخطاب وقد قال r بعد عودة رسوله : " أما أن اليمامة سيخرج منها كذاب يتنبي ، يقتل بعدي " . فقال قائل : يا رسول الله ، من يقتله ؟ . قال : " أنت وأصحابك " فكان كذلك .
كما كتب إلى الحارث الغساني صاحب دمشق واختار شجاع بن وهب لحمل الخطاب . كما كتب إلى ملك عمان جيفر وأخيه عبد ابني الجلندي وقد حمل الكتاب عمرو ابن العاص ، فأجابا إلى الإسلام .
المرجع
السيرة النبوية الشريفة مختصر لكتاب : " الرحيق المختوم " لمؤلفه الشيخ / صفي الرحمن المباركفوري
إعداد : عبد الله بن سعيد الزهراني ، الطبعة الأولى ، 1427 هـ – 2006 م
بعد هذه الانتصارات ، وبعد انسحاب قريش من ميدان القتال وجلاء اليهود من المدينة انخفضت مشاعر الوثنية .. رغم أن اليهود جعلوا خيبر وكراً للدس والتآمر .
حيث تفرغ الرسول في هذه الفترة لدعوة الملوك وعندما بدأ يكتب للملوك قيل له أنهم لا يقرأون كتاباً إلا بختم فاتخذ النبي خاتماً من فضة مكتوب فيه " محمد رسول الله " وكان ثلاثة أسطر .. محمد سطر ، رسول سطر ، الله سطر .
وقد كتب إلى النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة بن الأبحر ونص الكتاب " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم عظيم الحبشة ، سلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأدعوك بدعاية الإسلام ، فإني رسول الله فأسلم تسلم ، ]يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[( آل عمران : 64 ) ، فإن أبيت فعليك إثم النصارى من قومك " وقد ورد نص عبارات أخرى ...
وقيل أن النجاشي لما بلغه كتاب رسول الله r وضعه على عينه ونزل عن سريره للأرض وأسلم على يد جعفر بن أبي طالب وكتب للنبي r ... وقد توفي النجاشي سنة 9 من الهجرة .. وقد نعاه النبي r يوم وفاته وصلى عليه صلاة الغائب .. ثم كتب للمقوقس ملك مصر .. واسمه جريج بن متى واختار حاطب بن أبي بلتعة لحمل الخطاب .
ورد عليه المقوقس بخطاب دقيق ومعه جاريتان وأكرم رسوله وبعث بكسوة وهدية والجاريتان هما مارية ، وسيرين ، وقد اتخذ النبي r مارية سرية له وهي التي ولدت له إبراهيم ، وأما سيرين فقد أعطاها حسان بن ثابت .
كما بعث رسول الله r إلى ملك الفرس واختار لحمل الخطاب عبد الله بن حذافة السهمي ولما بلغ الكتاب كسرى مزقه ولما بلغ ذلك رسول الله r قال : " مزق الله ملكه " وبعث كسرى إلى عامله في اليمن أن يأتيه بالنبي r .. وفي هذه الأثناء قامت فتنة في قصر كسرى .. حيث قام شيرويه بن كسرى على قتل أبيه وأخذ الملك لنفسه .. وقد علم الرسول r بذلك وأخبر الرسولين .. فقالا : أو نخبر الملك بما قلت لنا .. قال : " نعم أخبروه ذلك عني ، وقولا له : إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى ! و ينتهي إلى منتهى الحف والخافر ، وقولا له : إن أسلمت أعطيتك ما تحت يدك وملكتك على قومك من الأنباء " .
كما كتب الرسول r إلى قيصر ملك الروم واسمه هرقل واختار لحمل الكتاب دحية الكلبي وقد سأل هرقل قافلة قريش عن النبي rوعن نسبه ، وملكه ، وشرفه ، وكذبه ، وصدقه ، وغدره وأمانته ، فأجاب أبو سفيان بالحقيقة .. وقد قدم هدايا لرسول الله r .
كما كتب إلى المنذر بن ساوي حاكم البحرين وبعث معه العلاء بن الحضرمي وكتب إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة واختار سليط العامري لحمل الخطاب وقد قال r بعد عودة رسوله : " أما أن اليمامة سيخرج منها كذاب يتنبي ، يقتل بعدي " . فقال قائل : يا رسول الله ، من يقتله ؟ . قال : " أنت وأصحابك " فكان كذلك .
كما كتب إلى الحارث الغساني صاحب دمشق واختار شجاع بن وهب لحمل الخطاب . كما كتب إلى ملك عمان جيفر وأخيه عبد ابني الجلندي وقد حمل الكتاب عمرو ابن العاص ، فأجابا إلى الإسلام .
المرجع
السيرة النبوية الشريفة مختصر لكتاب : " الرحيق المختوم " لمؤلفه الشيخ / صفي الرحمن المباركفوري
إعداد : عبد الله بن سعيد الزهراني ، الطبعة الأولى ، 1427 هـ – 2006 م