شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الإسراء والمعراج .. السيرة النبوية الشريفة


ريمة مطهر
08-11-2011, 11:15 PM
الباب السادس : الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج

بينما الرسول r يمر بهذه المرحلة بدأت نجوم الأمل تلمع في الآفاق به r من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على البراق بصحبة جبريل u فنزل هناك .. وصلى بالأنبياء إماماً وربط البراق بحلق باب المسجد ثم عرج به r في تلك الليلة إلى السماء الدنيا فاستفتح له جبريل السماء الدنيا ففتح له وفيه آدم u ثم الثانية وفيها يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم - عليهما السلام - والسماء الثالثة وفيها يوسف u والرابعة وفيها إدريس u والخامسة وفيها هارون بن عمران u والسادسة وفيها موسى بن عمران u والسابعة وفيها إبراهيم u ... وكان يسلم على الجميع ويقرون بنبوته r ثم ترفع لسدرة المنتهى .. ثم رفع له البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون .. ثم عرج به حتى دنا من الجبار Y قاب قوسين منه أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى .. وفرض عليه خمسين صلاة فمر على موسى u فأخبره فقال : إن أمتك لا تطيق ، فعاد إلى ربه يسأله التخفيف فخفف الجبار خمساً وهكذا ينزل لموسى u ثم يعود إلى ربه حتى أصبحت خمساً ، فأمره بالرجوع للتخفيف فقال : " لقد استحيت من ربي ولكن أرضى وأسلم " قال تعالى : " لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا... " الإسراء .
وقد رأى r في هذه الرحلة الإيمانية أموراً عديدة مثل الأنهار الأربعة التي تخرج من سدرة المنتهى وهي نهران ظاهران وهما النيل والفرات . وباطنان في الجنة ، ورأى مالكاً خازن النار وهو لا يضحك .. ورأى أكلة أموال اليتامى يقذفون في أفواههم قطعاً من النار تخرج من أدبارهم ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يستطيعون الحركة بسببها ، ورأى النساء اللاتي يدخلن على الرجال غير محارمهم وهن معلقات بأثديتهن .. ورأى عير مكة في طريقها في الإياب والذهاب .
وعند عودته أخبر قومه بالخبر خبر العير ووصفها لهم وقد سألوه قريش عن وصف المسجد الأقصى لأنهم يعرفون فجلاه الله فوصفه وصفاً دقيقاً ..
ورغم هذه الدلالات العظيمة إلا أن قريش اشتد تكذيبهم لرسول الله r بينما صدقه صاحبه أبو بكر t وهناك سمى بالصديق ، وكان حادث الإسراء والمعراج دليل على حدوث تحول عظيم في الدعوة بدء عهد جديد .

المرجع
السيرة النبوية الشريفة مختصر لكتاب : " الرحيق المختوم " لمؤلفه الشيخ / صفي الرحمن المباركفوري
إعداد : عبد الله بن سعيد الزهراني ، الطبعة الأولى ، 1427 هـ – 2006 م