مشاهدة النسخة كاملة : بداية الدعوة .. السيرة النبوية الشريفة
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:02 AM
الباب الرابع : بداية الدعوة
الدعوة بمكة
أول ما عرض الرسول r الإسلام على أهل بيته وأصدقائه فأسلمت خديجة ومولاه زيد بن حارثة وابن عمه علي بن أبي طالب وصديقه الحميم أبو بكر الصديق وقد أسلموا في أول يوم للدعوة .
ثم نشط أبو بكر في الدعوة فأسلم بدعوته عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله .
ثم تلاهم أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين هذه الأمة وأبو سلمة وامرأته أم سلمة والأرقم بن أبي الأرقم وعثمان بن مظعون وغيرهم وكلهم من قريش .
ومن السابقين إلى الإسلام من غير قريش عبد الله بن مسعود الهذلي ، ومسعود بن ربيعة وبلال الحبشي وصهيب الرومي وعمار بن ياسر وأبوه وأمه وعامر بن فهيرة .
ومن النساء أم أيمن بركة الحبشية وأم الفضل لبابة وأسماء بنت أبي بكر ، وبلغ عدد السابقين إلى الإسلام 130 رجلاً وامرأة واحدة .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:04 AM
الصلاة
أول ما فرض الله الصلاة وكان الفرض قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، وقد كان r إذا جاء موعد الصلاة ذهب مع المسلمين إلى الشعاب فاستخفوا من الناس واستمرت الدعوة سرية ثلاثة سنوات وكانت مقتصرة على الأفراد .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:06 AM
أول ظهور الدعوة
بعد نزول قوله تعالى : ]وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)[ ، دعا الرسول r عشيرته من بني هاشم فجاءوا ومعهم بنو عبد المطلب وبنو عبد مناف ، فكانوا نحو خمسة وأربعين رجلاً فدعاهم إلى توحيد الله وعدم الشرك به فوعده عمه أبو طالب بالدعم والعون بينما تنكر الآخرون .. ثم دعاهم مرة أخرى على جبل الصفا وقال : " واصباحاه يا بني فهر .. يا بني عدي .. يا بني فلان .. " .
فلما سمعوا أسرع الناس وتجمعوا ، فلما اجتمعوا قال : " أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي " ؟ قالوا : نعم .. ما جربنا عليك كذباً .
فقال : " إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " .
ولا يذكر عنهم أنهم ردوا سوى أبي لهب عبد العزى ، حيث قال : تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ، فنزلت آية : ]تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)[ .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:18 AM
أساليب مجابهة الدعوة
1. السخرية والتحقير والتكذيب :
حيث كانوا ينادون الرسول r مرة بالمجنون ، ومرة بالسخرية ومرة بالكذاب ، وقد قال تعالى : ]وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)[ .
2. إثارة الشبهات والدعايات :
حيث كانوا يقولون إن القرآن أضغاث أحلام ، وأحياناً يقولون أن له جناً وشيطاناً ، وأحياناً يقولون أنه شاعر يتلقى معلومات من الجن ، فرد عليها U بقوله : ]والشُّعراءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ (224)[ . وكانت معظم شبههم حول التوحيد ونبوته r والبعث والنشور والحساب .
3. الحيلولة دون سماع الناس للقرآن :
وقد كانوا يطردون الناس ويمنعونهم من سماع القرآن ، قال تعالى : ]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ(26)[ . كما كان النضر بن الحارث أحد شياطين قريش وقدم للحيرة وتعلم أحاديث الفرس ورستم ، فكان إذا دخل الرسول r مجلساً للتذكر بالله .. قال النضر : إنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه .. ثم يحدثهم عن الفرس وكان قد اشترى " قينات " جواري بمكة .. وما يسمع بأحد يريد الإسلام إلا انطلق إلى قينته فقال : اذهبي وأطعميه وأسقيه وغني له .. وقولي له هذا خير لك مما يدعوك إليه محمد ، وفيه نزل قوله تعالى : ]وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الله[ .
4. الاضطهادات :
قام المشركون بأشد أنواع الاضطهادات للمسلمين لمنعهم من الدخول للإسلام ، حيث كان عم عثمان بن عفان يلفه في حصير من ورق النخيل ثم يدخنه من تحته .
كما كانت أم مصعب بن عمير قد منعت ابنها عن الطعام والشراب وأخرجته من البيت .
وكان صهيب الرومي يعذب حتى يفقد الوعي .
وكان بلال مولى أمية بن خلف يتعرض لأشد أنواع العذاب ، حيث كان أمية يضع في رقبته حبلاً ثم يسلمه للصبيان يطوفون به جبل مكة وهو يقول : أحد .. أحد .
كما كانوا يكرهونه على الجلوس في الشمس ويطرحونه في الرمضاء ببطحاء مكة ثم يكسرون الصخرة فوق صدره .
وكان عمار بن ياسر وأمه وأبوه قد أسلموا فكانوا يتعرضون لأشد أنواع العذاب وقد مر بهم الرسول r وهم يعذبون فقال : " صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة " ، وقد مات ياسر في العذاب ، وطعن أبو جهل أمه " سمية " في قبلها بحربة فماتت وهي أول شهيدة في الإسلام .
وكان خباب بن الأرت حداداً فأسلم فكانت مولاته أم أنمار بنت سباع الخزاعية تعذبه بالنار فتجعلها على ظهره ورأسه وقد عذب غيرهم كثير أمثال أم عيسى والنهدية وابنتها وعامر بن فهيرة ، وقد اشترى أبو بكر t هؤلاء العبيد وأعتقهم لوجه الله وقد عاتبه أبوه قحافة وقال له : لو اشتريت رجالاً لمنعوك .. فماذا تستفيد من هؤلاء ؟ فقال : إني أريد وجه الله ، فأنزل الله U قوله تعالى : ] الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)[ .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:20 AM
قريش تهدد أبو طالب
ذهب نفر من قريش إلى أبي طالب يطالبون بكف ابن أخيه وقد رد عليهم رداً حسناً .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:22 AM
اعتداءات على الرسول r
لم تترك كفار قريش طريقة إلا استخدموها في الاعتداء على رسول الله r وكانت زوجة أبي لهب " أروى بنت حرب " والملقبة بأم جميل تضع الشوك في طريقه وعند مدخل بيته ، كما وضعوا سلا الجزور على رأسه وظهره r وهو ساجد .. وقد قال ابن إسحاق إن النفر الذي كانوا يؤذون رسول الله r في بيته ، أبو لهب ، الحكم بن العاص ، عقبة بن أبي معيط ، عدي بن حمراء الثقفي ، ابن الأصداء الهذلي .. ولم يسلم منهم أحد إلا الحكم بن العاص ، وقد كانوا جيرانه وكان r يقول : " يا بني عبد مناف أي جوار هذا ؟ " .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:23 AM
دار الأرقم
تقع هذه الدار في جبل الصفا بعيدة عن أعين الطغاة فاختارها الرسول r للالتقاء بالمسلمين سراً من هذا أنه اتخاذ الأسباب وعدم المصادمة في حال العنف وقوة العدو .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:27 AM
الهجرة للحبشة
بعد اشتداد الأذى على المسلمين نزلت سورة الزمر ] .... لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ [ وكان الرسول r قد علم أن " أصحمه " النجاشي ملك الحبشة ... ملك عادل فأمر المسلمين بالهجرة للحبشة في السنة الخامسة من النبوة ... وقد هاجر أول فوج من الصحابة وهو اثنا عشر رجلاً وأربع نسوة في شهر رجب ورئيسهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله r وقد تسللوا ليلاً وأبرحت بهم سفينة من " الشعيبة " ، وبعد فترة من الزمن بلغهم أن قريش أسلموا والحقيقة أن الرسول r قرأ عند الكعبة سورة النجم فلما بلغ " فاسجدوا لله واعبدوا " سجد فلم يتمالك أحد نفسه حتى سجد لروعة الحق بما فيهم المشركين .. وسقط في أيديهم .. وعند ذلك كذبوا على رسول الله r وقالوا أنه قال : تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتها لترجي .. ليبرروا سجودهم ، وقد بلغ هذا الخبر مهاجري الحبشة ولكن بطريقة مشوشة .. حيث بلغهم أن قريش أسلمت فعاد معظمهم في شهر شوال من نفس العام ، وعندما اقتربوا تبين لهم الخبر الصحيح فرجع بعضهم ولم يدخل مكة إلا قليل في جوار رجال من قريش وهذا يوضح خطر الشائعة وفي الهجرة الثانية استعد المسلمون للهجرة ثلاثة وثمانون رجلاً وتسع عشرة امرأة .
فأرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة قبل أن يسلما ومعهم هدايا لملك الحبشة والبطارقة وقالوا للنجاشي : أيها الملك أنه قد ضوى بلدك غلمان سفهاء من قومنا فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين لا نعرفه ولا تعرفه .. ونرغب في أن تردهم علينا ، وقال البطارقة : صدق أيها الملك ، فلتردهم .
وأراد النجاشي تمحيص الأمر فأرسل للمسلمين فأتى جعفر بن أبي طالب نيابة عنهم وقال : أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش والزنا ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف .. حتى بعث الله لنا رسولاً منا نعرفه ونعرف نسبه وصدقه وأمانته .. فدعانا لتوحيد الله U وأمرنا بالصدقة وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم ، ودعانا لعبادة الله وحده .. وعدد أمور الإسلام فعدا علينا قومنا فعذبونا واخترناك ورجونا أن لا نظلم عندك ، فقال النجاشي : هل معك شيء مما جاء به نبيكم .. قال : نعم ، فقرأ عليه صدر ( كهيعص ) فبكى النجاشي حتى ابتلت لحيته وبكى أساقفته حين سمعوا القرآن ثم قال النجاشي : إن هذا وما جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة .. والله لا أسلمكما لأحد . انطلقا . وفي اليوم الثاني قال عمرو بن العاص للنجاشي : أنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيماً .. فأرسل النجاشي للمسلمين ، فسألهم عن عيسى بن مريم ، فقال جعفر : هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء ، فقال النجاشي : والله ما عدا عيسى عن ما قلت فتناخر البطارقة .. فقال : وإن نخرتم .
وفي مكة استمر المسلمون في إخفاء عباداتهم .. أما الرسول r فقد كان يصلى أمام الطغاة وكانوا يريدون قتله .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:29 AM
إسلام حمزة t
خلال هذه الأجواء الصعبة أسلم حمزة بن عبد المطلب وكان سبب إسلامه أن أبا جهل لقي الرسول r عند الصفا فآذاه ونال منه ثم ضربه بحجر في رأسه فشجه .. وعندها أقبل حمزة من القنص فأخبرته جارية له شاهدت ما حصل للرسول r فغضب حمزة وكان أعز فتى في قريش فذهب لأبي جهل وسبه وضرب وقال : تشج ابن أخي وأنا على دينه .. فدخل الإسلام .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:31 AM
إسلام عمر بن الخطاب
أسلم عمر بن الخطاب بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام وقد كان الرسول r يدعو ويقول : " اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك ، بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام " وكان عمر قد سمع سورة الحاقة فوقعت في نفسه وقد توشح سيفه يوماً يريد قتل النبي r فلقيه نعيم بن عبد الله ، فسأله : إلى أين ، قال : ذاهب لقتل محمد .
فقال نعيم : إن أختك وختنك قد صبوا .. فأتاهما وهما يقرآن " طه " فلما دخل سترت أخته فاطمة الصحيفة .. فقام عمر وضرب ختنه فدافعت أخته عن زوجها .. وعندها خجل عمر مما عمل وقال : أعطني هذه الصحيفة . فقالت أخته : إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون .. فقم فاغتسل فقام واغتسل ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم .. " طه " حتى بلغ ]إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي[ فقال : ما أحسن هذا الكلام .. ثم قام وذهب لدار الأرقم .. وطرق الباب ودخل وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. ثم ذهب عمر لزعماء قريش وأخبرهم بإسلامه وبعد ذلك خرج المسلمون للصلاة في صفين الأول مع حمزة والثاني مع عمر .. واستمرت مفاوضة قريش للرسول r وقالوا له نعبد ربك عاماً ، وتعبد آلهتنا عاماً ، ومرة يعدونه بالمال والشرف والملك .. وقد حاولوا قتله عدة مرات ولكن الله يمنعه .. وعندها لجأوا لليهود ، من أصحاب الكتاب ليسألوهم عن هذا النبي .. حيث ذهب النضر بن الحارث ومعه نفر من قريش فقال لهم اليهود : سلوه عن ثلاث أمور فإن أخبر بها فهو نبي وإلا فهو متقول . سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ، وما كان من أمرهم ، وسلوه عن رجل طواف بين المشرق والمغرب وما كان من أمره ، وسلوه عن الروح .
ولما عادوا لمكة قالوا لقومهم : جئناكم بفصل الخطاب بيننا وبين محمد فسألت قريش الرسول r عن تلك الأمور .. فنزلت سورة الكهف وفيها قصة أولئك النفر وهم أصحاب الكهف وقصة الرجل الطواف وهو ذو القرنين ، ونزل جواب الروح في سورة الإسراء .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:33 AM
المقاطعة العامة
بعد أن نفدت حيل قريش اجتمعوا في بيت بني كنانة فتحالفوا على بني هاشم وبني عبد المطلب على أن لا يناكحوهم ولا يجالسوهم ولا يخالفوهم ولا يدخلوا بيوتهم ولا يكلموهم حتى يسلموا رسول الله r للقتل وكتبوا بذلك صحيفة وقد كتبها كما قال ابن القيم منصور بن عكرمة ، ويقال النضر بن الحارث ، أو بغيض بن عامر ، فدعا عليه الرسول r فشلت يده ، وتم تعليق الوثيقة في جوف الكعبة فانحاز بنو هاشم وبنو عبد المطلب مؤمنهم وكافرهم في الشغب إلا أبا لهب وحبسوا في شعب أبي طالب من أول محرم من السنة السابعة من البعثة وقد استمر الحصار ثلاث سنوات وقد لجأوا لأكل الشجر والأوراق والجلود وكان يسمع من وراء الشعب أصوات نسائهم وصبيانهم يتضوعون من الجوع .. وفي شهر محرم في السنة العاشرة من النبوة نقضت الصحيفة وفك الحصار وقد قام بذلك هشام بن عمرو ومعه زهير المخزومي والمطعم بن عدي والبختري بن هشام وزمعه بن الأسود وقد كانوا قد عقدوا اتفاقاً لنقضها ، وكان الرسول r قد أطلعه الله U بنقض الصحيفة حين أكلتها الأرضة إلا ذكر الله حيث رأت قريش آية عظيمة .. ولكنهم كما قال تعالى : ] وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ [ [ سورة القمر : 2 ] .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:36 AM
عام الحزن
بعد الخروج من الشعب بستة أشهر مات أبو طالب وقد دخل عليه الرسول r عند وفاته وعنده أبو جهل وقال له : " قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله " فقال أبو جهل : لا ترغب عن ملة أبيك يا أبا طالب .. وكان آخر كلمة قالها : على ملة عبد المطلب ، كما توفيت خديجة - رضي الله عنها - بعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين في شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة وعمرها خمس وستون سنة ، وقد مكثت مع الرسول r ربع قرن تؤازره وتعينه على إبلاغ الرسالة ويقول عنها الرسول r : " آمنت بي حين كفر بي الناس ، صدقتني حين كذبني الناس ، أشركتني في مالها حين حرمني الناس ورزقني الله ولدها وحرم عليّ ولد غيرها " .
وقد جاء في الحديث أن جبريل قال للرسول r : " يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام وشراب ، فإذا هي أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " .
وقد نالت قريش بعد وفاة أبي طالب وخديجة - رضي الله عنها - من النبي r أشد الأذى حتى اعترضه سفهاء قريش ونثروا التراب على رأسه الشريف .
ريمة مطهر
08-06-2011, 12:38 AM
عوامل الصبر والثبات
من عوامل ثبات النبي r الإيمان بالله ، وقيادته الحكيمة التي تهوي إليها الأنفس ، مكارم الأخلاق ، الشعور بالمسئولية ، الإيمان بالآخرة ، القرآن الكريم ، وتعزيته قوله تعالى : ]أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ [ بالإضافة إلى البشارات بالنجاح من القرآن والسنة .
المرجع
السيرة النبوية الشريفة مختصر لكتاب : " الرحيق المختوم " لمؤلفه الشيخ / صفي الرحمن المباركفوري
إعداد : عبد الله بن سعيد الزهراني ، الطبعة الأولى ، 1427 هـ – 2006 م