شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : دار ريطة .. المدينة المنورة


سلسبيل كتبي
02-03-2011, 03:51 PM
دار ريطة .. المدينة المنورة


ريطة هي ابنة أبي العباس السفاح . وتقول " دائرة المعارف الإسلامية " التي يقوم بترجمتها بعض كُتّاب مصر : إن هذا الاسم يطلق على أم السفاح أيضاً .

ودار ريطة ابنته هي المقابلة لباب النساء أحد أبواب المسجد النبوي ، وكان هذا الباب يُعرف بها فيُقال له : ( باب ريطة ) ونرى بناء على ما لريطة هذه من مكانة اجتماعية ممتازة أن لدارها ميزة عمرانية تتناسب مع مكانة صاحبتها ، ولهذا نُسب إليها أحد أبواب المسجد النبوي في عصر من العصور الغابرة .

ودار ريطة هي زاوية السمان اليوم وهي واسعة فخمة ، وعقد بابها المواجه لباب النساء رفيع متسع ، ومصراعاه جميلان كبيران مصبوغان بدهن أخضر قاتم قديم ، ومزخرفان بزخرفة القرون الإسلامية الأولى . وقد تأملت ملياً في هذه الزخرفة البديعة ، وأخيراً أدركت أن أكثرها مكون من كتابة كوفية من النوع المشجر ، فحاولت قراءتها . وهذا نص ما على كل مصراع . منقوش على المصراع الجنوبي : " بركة كاملة ونعمة شاملة بركة كاملة ونعمة شاملة الملك لله الملك لله " .

ومنقوش على المصراع الشمالي مثل ذلك ، وكتابة أخرى لم أستطيع حلها .

ونعتقد تأسيساً على ما ذكره المطري من أن يازكوح أحد أمراء الشام بنى هذه الدار من جديد ، وعملها مدرسة للحنفية ، وجعل له فيها مشهداً ( مدفناً ) نقل إليه من الشام - نعتقد تأسيساً على هذا أن هذا الباب من آثار تلك البناية نظراً لشكله العتيق ، وشكل زخرفته النفيس .

ويرى المطري أن هذه الدار هي دار أبي بكر الصديق التي توفي فيها ، وينتقد السمهودي هذا الرأي ، ويثبت أن دار أبي بكر إنما تقع خلف دار ريطة في جهة المشرق ، مستدلاً بما قاله ابن شبة من كون دار أبي بكر هي في زقاق البقيع قبالة دار عثمان الصغرى . ونميل إلى تأييد هذا الرأي ، لأنه هو الذي تؤيده القرائن .

وبمؤخر الزاوية اليوم مكان صغير يُروي إنه بيت الصديق . وقد يكون كذلك ، وقد يكون مدفن يازكوح من دار ريطة . وكونه مدفن يازكوح هو الذي نميل إليه .

هذا وقد اختلط الأمر على صاحب مرآة الحرمين إذ يقول :

" وكان في مقابلة هذا الباب ( باب النساء ) دار ريطة ابنة أبي العباس ، وفي شرقيها دار أبي بكر رضي الله عنه التي في موضعها الآن زاوية الشيخ عبد القادر الجيلاني أو زاوية السمان " .

أولاً ترى أنه جعل زاوية السمان دار أبي بكر التي بشرقي دار ريطة ؟ وهذا هو محل الخلط الواضح .

المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة 1393 هـ - 1973 م .