شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : معاد .. أسماء مكة المكرمة


ريمة مطهر
07-13-2011, 08:41 PM
مَعادْ


معاد البلد التي تتوق النفس بالعودة إليها كلما رجعت منها ، والتي معاد المسلمين إليها كل سنة لحج بيت لله الحرام ، ومعادهم دائمًا للعمرة طوال العام في أي وقت يريدون ومتى ما يحبون .
قال تعالى : ] إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ [ [ القصص : 85 ] .
وفي تفسير الآية في كتاب تفسير ابن عجيبة : ] لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ [ عظيم ، وهو المعاد الجسماني ، لتقوم المقام المحمود ، الذي لا يقوم فيه أحد غيرك ، مع حضور الأكابر من الرسل وغيرهم . أو لرادك إلى معادك الأول ، وهو مكة ، وكان عليه الصلاة والسلام اشتاق إليها ، لأنها مولده ومولد آبائه ، قد ردّه إليها يوم الفتح ، وإنما نكَّره ، لأنه كان في ذلك اليوم معاد له شأن ، ومرجع له اعتداد ، لغلبته – عليه الصلاة والسلام – ونصره ، وقهره لأعدائه ، ولظهور عز الإسلام وأهله ، وذل الشرك وحزبه .
والسورة مكية ، لكن هذه الآية نزلت بالجُحْفَة ، لا بمكة ولا بالمدينة ، وفي الآية وعد بالنصر ، وأن العاقبة الحسنة والخير الجسيم للنبي r لا يختص بالآخرة ، بل يكون في الدنيا له ولمتَّبِعيِه ، ولكن بعد الابتلاء والامتحان .
وجاء في كتاب القاموس المحيط للفيروزآبادي : والمعاد : الآخرة والحج ومكة والجنة ، وبكليهما فسر قوله تعالى : لرادُّك إلى معادٍ والمرجع والمصير .
وفي كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ، جزء (2) ص (218) : والحج مَعادُ الحاج إذا ثنّوا يقولون في الدعاء : اللهم ارزقنا إلى البيت معادًا أو عَوْدًا ، وقوله : ] لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ [ ، يعني مكة عِدَةً النبي أن يَفتحها ويعود إليها .
وفي معنى آخر لكلمة معاد جاء في لسان العرب لابن منظور : أكثر التفسير في قوله : ] لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ [ ، لباعثك وعلى هذا كلام الناس اذْكُرِ المَعادَ أي اذكر مبعثك في الآخرة قاله الزجاج ، وقال ثعلب المعاد المولد ، قال وقال بعضهم إلى أصلك من بني هاشم ، وقالت طائفة وعليه العمل إلى معاد أي إلى الجنة ، وفي الحديث : " وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي " أي ما يعود إليه يوم القيامة .
وجاء في كتاب مقاييس اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ، وتحقيق عبد السلام محمد هارون ، جزء (4) ص (184) : والمعاد : كل شيء إليه المصير ، والآخرة معادٌ للناس .
وفي كتاب المحكم والمحيط الأعظم لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي ، وتحقيق عبد الحميد هنداوي ، جزء (2) ص (321) : والمعاد الآخرة والحج ، وقول تعالى لرادك إلى معاد القصص يعني إلى مكة ، عدة للنبي r أن يفتحها له وقال ثعلب معناه يردك إلى وطنك وبلدك ، وقال مرة أخرى أي معاد إلى الجنة والمعاد والمعادة المأتم يعاد إليه .
ويقول أبو الحجاج الأعرابي :
زعمت كلام ربك كان خلقًا *** أما لك عند ربك من معاد
وجاء الاسم فقط في كتاب شرح السنة للإمام البغوي .

المرجع
عبد الله بن محمد الأبح الزهراني ، معجم أسماء مكة .