شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : صفات الرسول صلى الله عليه وسلم


تسنيم كتبي
07-03-2011, 08:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
500 صفة من صفات الرسول r
مقدمة

سئُلت أم المؤمنين عائشة ـ رضي Q عنها ـ عن خلق رسول Q r فقالت : كان خلقه القرآن ، يغضب لغضبه ويرضى لرضاه ، ولا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها إلا أن تنتهك حرمات Q فيغضب لله ، وإذا غضب لم يقم لغضبه أحد .
وكان أشجع الناس و أسخاهم وأجودهم ، ما سئل شيئاً فقال لا ، ولا يبيت في بيته دينار ولا درهم ، فإن فضل ولم يجد من يأخذه وفجئه الليل لم يرجع إلى منزله حتى يبرأ منه إلى من يحتاج إليه لا يأخذ مما آتاه Q إلا قوت أهله عاماً فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ، ثم يؤثر من قوت أهله حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام .
وكان من أحلم الناس وأشد حياء من العذراء في خدرها ، خافض الطرف ، نظره الملاحظة ، وكان أكثر الناس تواضعاً ، يجيب من دعاه من غني أو فقير أو حر أو عبد .
وكان أرحم الناس ، يصغي الإناء للهرة وما يرفعه حتى تروى رحمة لها ، وكان أعف الناس وأشدهم إكراماً لأصحابه ، لا يمد رجليه بينهم ويوسع عليهم إذا ضاق المكان ، ولم تكن ركبتاه تتقدمان ركبة جليسه ، له رفقاء يحفون به ، إن قال أنصتوا له ، وإن أمر تبادروا لأمره ، ويتحمل لأصحابه ويتفقدهم ويسأل عنهم ، فمن مرض عاده ، ومن غاب دعا له ، ومن مات استرجع فيه وأتبعه الدعاء له ، ومن تخوف أن يكون وجد في نفسه شيئاً انطلق إليه حتى يأتيه في منزله ، ويخرج إلى بساتين أصحابه ويأكل ضيافتهم ويتألف أهل الشرف ، ويكرم أهل الفضل ، ولا يطوي بشره عن أحد ولا يجفو عليه ، ويقبل معذرة المعتذر إليه ، والضعيف والقوي عنده في الحق سواء ، ولا يدع أحداً يمشي خلفه ، ويقول : خلوا ظهري للملائكة ، ولا يدع أحداً يمشي معه وهو راكب حتى يحمله ، فإن أبى قال : تقدمني إلى المكان الفلاني ، يخدم من خدمه ، وله عبيد وإماء لا يرتفع عنهم في مأكل وملبس .
قال أنس بن مالك t : خدمته نحوا من عشر سنين ، فوQ ما صحبته في حضر ولا سفر لأخدمه إلا كانت خدمته إلي أكثر من خدمتي له ، وما قال لي اف قط ، وما قال لشيء فعلته لم فعلت كذا ، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا .
وكان r في سفر فأمر بإصلاح شاة ، فقال رجل : يا رسول Q علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخها ، وقال آخر : علي طبخها ، فقال رسول Q r : وعلي جمع الحطب ، فقالوا : يا رسول Q نحن نكفيك ، فقال : قد علمت أنكم تكفونني ولكني أكره أن أتميز عليكم ، فإن Q يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه ، وقام فجمع الحطب .
وكان r في سفر فنزل إلى الصلاة ثم كر راجعاً ، فقيل : يا رسول Q أين تريد ؟ فقال : أعقل ناقتي ، فقالوا : نحن نعقلها ، قال : لا يستعن أحدكم بالناس ولو في قضمة من سواك .
وكان r لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث انتهى به المجلس ويأمر بذلك ، ويعطي كل جلسائه نصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه ، وإذا جلس إليه أحدهم لم يقم r حتى يقوم الذي جلس إليه إلا أن يستعجله أمر فيستأذنه ، ولا يقابل أحداً بما يكره ، ولا يجزي السيئة بمثلها بل يعفو ويصفح .
وكان r يعود المرضى ويحب المساكين ويجالسهم ويشهد جنائزهم ، ولا يحقر فقيرا لفقره ولا يهاب ملكا لملكه ، يعظم النعمة وإن قلت ؛ لا يذم منها شيئاً ، وما عاب طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه ، وكان يحفظ جاره ويكرم ضيفه ، وكان أكثر الناس تبسما وأحسنهم بشرا .
لا يمضي له وقت في غير عمل لله أو في ما لابد منه ، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه قطيعة رحم فيكون أبعد الناس منه ، يخصف نعله ويرقع ثوبه ويركب الفرس والبغل والحمار ، ويردف خلفه عبده أو غيره ، ويمسح وجه فرسه بطرف كمه أو بطرف ردائه ، وكان يحب الفأل ويكره الطيرة ، وإذا جاءه ما يحب قال : الحمد لله رب العالمين ، وإذا جاءه ما يكره قال : الحمد لله على كل حال ، وإذا رفع الطعام من يبن يديه قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وآوانا وجعلنا مسلمين .
و أكثر جلوسه r مستقبل القبلة ، يكثر الذكر ، ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ، ويستغفر في المجلس الواحد مائة مرة ، وكان يسمع لصدره وهو في الصلاة أزيز كأزيز المرجل من البكاء ، وكان يقوم حتى تورمت قدماه ، وكان يصوم الإثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر وعاشوراء ، وقلما كان يفطر يوم الجمعة ، وأكثر صيامه في شعبان ، وفي الصحيحين من رواية أنس t كان رسول Q r ، يصوم حتى نقول : لا يفطر ، ويفطر حتى نقول : لا يصوم ، وكان ـ uـ تنام عيناه ولا ينام قلبه انتظاراً للوحي ، وإذا نام نفخ ولا يغط ، وإذا رأى في منامه ما يكره قال : هو Qلا شريك له ، وإذا أخذ مضجعه قال : رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ، وإذا استيقظ قال : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، وكان لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية ويكافئ عليها ، ولا يتأنق ( لا يتكلف ) في مأكل ، ويعصب على بطنه الحجر من الجوع .
وآتاه Q مفاتيح خزائن الأرض فلم يقبلها واختار الآخرة ، وأكل الخبز بالخل ، وقال : نعم الإدام الخل ، وأكل لحم الدجاج ولحم الحبارى طائر طويل العنق على شكل الأوزة . انظر : " المعجم الوسيط " ( 1 / 158 ) . ، وكان يأكل ما وجد ولا يرد ما حضر ، ولا يتكلف ما لم يحضر ولا يتورع عن مطعم حلال ، إن وجد تمرا دون خبز أكله ، وإن وجد شواء أكله ، وإن وجد خبز بر أو شعير أكله ، وإن وجد حلوا أو عسلاً أكله .
و كان r أحب الشراب إليه الحلو البارد ، وقال للهيثم بن التيهان : كأنك علمت حبنا للحم . وكان r لا يأكل متكئاً ولا على خوان ، لم يشبع من خبز بر ثلاثاً تباعاً حتى لقي Q ـ U ـ إيثارا على نفسه لا فقراً ولا بخلاً ، يجيب الوليمة ويجيب دعوة العبد والحر ويقبل الهداية ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب ، وكان يحب الدباء والذراع من الشاة ، وقال : كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن ، منديله باطن قدميه ، وأكل خبز الشعير بالتمر والبطيخ بالرطب والقثاء بالرطب والتمر بالزبد .
وكان يحب الحلوى والعسل ويشرب قاعداً وربما شرب قائماً ويتنفس ثلاثاً مبيناً ( مبعداً ) للإناء ، ويبدأ بمن عن يمينه إذا سقاه ، وشرب لبنا ، وقال : من أطعمه Q طعماً فليقل : اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيراً منه ، ومن سقاه Q لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، وقال ليس شيء يجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن .
وكان يلبس الصوف ، وينتعل المخصوف ، ولا يتأنق في ملبس ، وأحب اللباس إليه الحبرة من برود اليمن ، فيها حمرة وبياض ، وأحب الثياب إليه القميص ويقول إذا لبس ثوباً استجده : اللهم لك الحمد كما ألبستنيه ، أسألك خيره وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له . وتعجبه الثياب الخضر وربما لبس الإزار الواحد ليس عليه غيره يعقد طرفه بين كتفيه ويلبس يوم الجمعة برده الأحمر ويعتم ، ويلبس خاتماً من فضة نقشه " محمد رسول الله " في خنصره الأيمن وربما في الأيسر ويحب الطيب ويكره الرائحة الكريهة ، ويقول : إن الله حبب إلي النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة . وكان يتطيب بالغالية ( أخلاط من الطيب ) والمسك أو المسك وحده ويتبخر بالعود والكافور ويكتحل بالإثمد ، وربما اكتحل وهو صائم ، ويكثر دهن رأسه ولحيته ويدهن غبا ويكتحل وتراً ، ويحب التيمن في ترجله وتنعله وفي طهوره وفي شأنه كله ، وينظر في المرآة ، ولا تفارقه قارورة الدهن في سفره والمكحلة والمرآة والمشط والمقراض والسواك والإبرة والخيط ، ويستاك في الليلة ثلاث مرات قبل النوم وبعده وعند القيام لورده وعند الخروج لصلاة الصبح ، وكان يحتجم ( الحجامة ) .
وكان r يمزح ولا يقول إلا حقاً ، جاءته امرأة فقالت : يا رسول Q احملني على جمل ، فقال : أحملك عل ولد الناقة . قالت : لا يطيقني . قال : لا أحملك إلى على ولد الناقة ، قالت : لا يطيقني . فقال لها الناس : وهو الجمل إلا ولد الناقة ؟!
وجاءته امرأة فقالت : يا رسول Q إن زوجي مريض وهو يدعوك . فقال r : لعل زوجك الذي في عينيه بياض . فرجعت وفتحت عين زوجها ، فقال : ما لك ؟! قالت : أخبرني رسول Q r أن في عينيك بياضاً . فقال : وهل أحد إلا في عينيه بياض ؟!
وقالت له أخرى : يا رسول Q ادع الله لي أن يدخلني الجنة . فقال r : يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز ، فولت المرأة وهي تبكي . فقال r : أخبروها أنها لا تدخل وهي عجوز ، إن Q يقول : (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء 35 فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا 36 عُرُبًا أَتْرَابًا ) [ الواقعة : 35 ـ 37 ] .
قد جمع له كمال الأخلاق ومحاسن الأفعال ،وحسبك ما أثنى عليه به في قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [ القلم : 4 ] ، وآتاه Q علم الأولين والآخرين وما فيه النجاة والفوز وهو أميّ لا يكتب ولا يقرأ ولا معلم له من البشر ، نشأ في بلاد الجهل والصحاري ، وآتاه ما لم يؤت أحداً من العالمين ، واختاره على الأولين والآخرين .. فكان أفصح العرب لهجة ، وأبلغهم حجة ، وأعذبهم كلما ، وأغزرهم حكما ، وأصدقهم حديثا ، وأوجزهم عبارة ، وأعلمهم بلغات قبائل العرب ، وأقدرهم على مخاطبة كل قبيلة بلغتها .
روي عن عائشة ـ رضي Q عنها ـ أنها وصفته فقالت : كان وQ كما قال شاعره حسان بن ثابت الأنصاري :
متى يبد في الداجي البهيم جبينه *** يلح مثل مصباح الدجى المتوقد
فمن كان أو من قد يكون كأحمد *** فطام لحق أو نكال لمعتد
وروي عن أنس بن مالك t قال : كان أبو بكر الصديق t إذا رأى النبي r يقول :
أمين مصطفى بالخير يدعو *** كضوء البدر زايله الظلام
وروى عن أبي هريرة t قال : كان عمر بن الخطاب t إذا رآه ينشد قول زهير في هرم بن سنان :
لو كنت من شيء سوى بشر *** كنت المضيء لليلة البدر
ووصفه على بن أبي طالب t فقال : أجود الناس كفاً ، وأرحب الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفى الناس بذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه أحبه . يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله r من كتاب " الوافي بالوفيات " لصلاح الدين الصفدي ( 1 / 64 ـ 70 ) ، بتصرف يسير .

من كتاب : 500 صفة من صفات الرسول r
جمع وإعداد : قسم التحقيق بدار الفضيلة
راجعه وشرح غريبه : أحمد مصطفى قاسم الطهطاوي