شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : النعيمان بن عمرو الأنصاري


ريمة مطهر
02-13-2011, 03:44 PM
النعيمان بن عمرو الأنصاري
رضي الله عنه

نسبه
هو النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن النجار الأنصاري .

أهم ملامح شخصيته
1- الشجاعة والإقدام
تمتع النعيمان بن عمرو رضي الله عنه بكثير من الصفات العذبة والشمائل الكريمة منها : الشجاعة والإقدام على مواطن الجهاد ، قال ابن سعد : شهد بدراً وأحد والخندق والمشاهد كلها.

2- حب الفكاهة والطرفة
كان من صفاته رضي الله عنه كذلك حب الفكاهة والطرفة وخاصة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت أم سلمة رضي الله عنها : كان الضحاك مضحاكاً مزاحاً .

بعض مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم
- كان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها ، ثم جاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : هذا أهديته لك ، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها ، أحضره إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : أعط هذا ثمن متاعه ؟ فيقول : " أوَ لم تهده لي ؟ " فيقول : إنه والله لم يكن عندي ثمنه ، ولقد أحببت أن تأكله ! فيضحك ، ويأمر لصاحبه بثمنه .

- ودخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وأناخ ناقته بفنائه ، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري : لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا اللحم ، ففعل . فخرج الأعرابي وصاح : واعقراه يا محمد ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " من فعل هذا ؟ " فقالوا : هو النعيمان ، فأتبعه يسأل عنه ، حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد ، فأشار رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو ، فأخرجه فقال له : " ما حملك على ما صنعت ؟ " قال : الذين دلوك عليّ يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك . قال : فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ، ثم أعطى ثمنها للأعرابي . (1)

وهنا تتجلي عظمة النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر على هذا الصحابي الذي عقر الناقة ما فعله لأنه يحب المزاح ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن النفس البشرية تتفاوت من إنسان إلى آخر ، فهناك من هو جاد في كل شيء وهناك من يحب المزاح ؛ ولكنه صلى الله عليه وسلم قد حكم للأعرابي بثمن الناقة .

بعض مواقفه مع الصحابة
كان من السمات المميزة لهذا الصحابي الجليل ، كثرة المزاح ، وحب الضحك حتى قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام : " يدخل الجنة وهو يضحك " .

- وكثيرة هي المواقف الضاحكة من النعيمان رضي الله عنه ، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خرج في تجارة له إلى بُصرى ( بلدة من بلاد الشام ) ومعه نعيمان الأنصاري ، وسليط بن حرملة - وكلاهما ممن شهد بدراً - وكان سليط هو المسئول عن الزاد وتدبيره في الرحلة ، فبينما هم في استراحة من الاستراحات أثناء الطريق ، إذا بنعيمان جاع جوعاً شديداً ، فطلب من سليط أن يُطعمه فأبى عليه ذلك إلا في حضرة أبي بكر من الخارج - الذي يبدو أنه خرج لبعض شأنه - فاغتاظ منه نعيمان وقال له : لأغيظنك . وفي سفرهم ذاك مروا بقوم من العرب فاختلى بهم نعيمان وقال لهم : أتشترون مني عبداً ، قالوا : نعم ، وفرحوا كثيراً بذلك ، لأنه - على ما يبدو - من النادر أن يجدوا عرضاً كهذا والعرب كانوا يحتاجون لمن يسترقونهم لخدمتهم ، فأشار نعيمان للقوم على صاحبه سليط وقال لهم : إن هذا عبدي وله كلام ، فسوف يقول لكم لست عبداً وأنني ابن عمه ، فإذا كنتم ستصدقونه فلا داعي لهذه الصفقة ولا تفسدوا على عبدي ، قالوا : لا ، بل نشتريه ولا نكترث لقوله ، فدفعوا إليه عشرة من الإبل لحرصهم على شراء العبد المزعوم ثم جاءوا معه ليستلموا الصفقة فامتنع سليط منهم وقال للقوم إنه يستهزئ بي ، فلم يصدقوه وقالوا له : لقد أخبرنا خبرك ، وأخذوه بالقوة ووضعوا فوق عنقه عمامة كعادة زي العبيد .

ولما حضر أبو بكر رضي الله عنه وأخبروه بالخبر لحق بالقوم وأكّد لهم أن صاحبه يمزح ورد عليهم إبلهم ، قال ابن عبد البر : فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصّوا عليه قصة نعيمان وبيعه لسليط ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه حولاً كاملاً ، أي : أنهم كان يتملكهم الضحك كلما تذكروا القصة لحول بأكمله .

- تقول بعض الروايات : أن اسم ذلك الصحابي الذي باعه نعيمان - مزاحاً - هو سويبط وليس سليطاً .

- ولقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث فقال : يا عدو الله أنت الذي تهجو سيد الأنصار نعيمان بن عمرو ؟ فاعتذر له ، فلما ولى قيل لأبى سفيان : إن نعيمان هو الذي قال لك ذلك ، فعجب منه .

الوفاة
وقد بقى النعيمان حتى توفي في خلافة معاوية رضي الله عنهما . (2)

المراجع
1- الإصابة ج 5
2- ابن سعد في الطبقات 3 / 494