شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : فرنسا تعيد لتونس قطعة أثرية نادرة


فراس كتبي
02-11-2011, 01:06 AM
فرنسا تعيد لتونس قطعة أثرية نادرة




تونس (ا ف ب) - اعادت فرنسا قطعة من الحلي نادرة تعود الى القرن الثامن عشر الى متحف الفنون والتقاليد الشعبية "دار بن عبد الله" الواقع في قلب المدينة العتيقة في تونس العاصمة.
واسترجع المتحف القطعة المسماة "فكرونة" اي سلحفاة في اطار اتفاقية تعاون ثقافي موقعة بين الوكالة الفرنسية التونسية للتنمية والمعهد الوطني للتراث.
وقطعة الزينة مصنوعة من الذهب والفضة والالماس يرجح انها من صنع صائغين من تونس او من مدينة المهدية الواقعة على الساحل التونسي التي شهدت في القرن الثامن عشر ازدهار صناعة المجوهرات في وسط الجالية اليهودية.
وكانت العائلات البرجوازية تستعمل مثل هذه الاكسسوارت الثمينة المستوحاة من التقنيات التركية والاوروبية لتزيين ملابس السهرات والحفلات الكبرى.
واوضح المدير العام للوكالة الفرنسي جان بيار ماجيابان خلال حفل الجمعة انه "تم اقتناء التحفة الفنية من بائعة تحف قديمة في بلجيكا بمبلغ قدر بمئة الف يورو لاعادتها لمتحف دار بن عبدالله وفق ما تنص عليه الاتفاقية".
من جهتها عبرت حياة بن قيطاط احدى المسؤولات عن المتحف للمناسبة عن "سعادتها بعودة هذه القطعة النفيسة الى بلدها الاصلي".
وقالت انها" ستوضع في مكان مميز في المتحف لتكمل مجموعة المجوهرات الثمينة التي يحتويها المتحف" الذي يشهد حاليا عمليات ترميم معتبرة انها "شاهد على التقنيات المتطورة في صناعة المصوغ في تلك الحقبة الزمنية".
وقد رحب فتحي بيجاوي مدير "متحف بن عبد الله" بهذه "الخطوة النادرة" مؤكدا انها "عربون صداقة عميقة بين تونس وفرنسا".
وتنص الاتفاقية ايضا على "تحفيز المهنيين التونسيين في قطاعات الخزف والخشب والمواد الثمينة على اعتماد تقنيات الاجداد".
وفي هذا الاطار باشر فريق اول من المختصين الفرنسيين في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عملهم في تونس. وستليهم فرق اخرى من اجل تطوير هذه الاساليب الغابرة وخلق فرص عمل في المدينة العتيقة.
واوضح ماجيابان ان "الهدف هو رد الاعتبار للتراث الثري الذي تزخر به منطقة البحر الابيض المتوسط وللابداعات الاستثنائية التي عرفتها تونس بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر".
وتابع ان "الجمعية التونسية الفرنسية باشرت عملها بموازنة ضعيفة لكن مواردها ستتضاعف بفضل دعم من الوزارة الفرنسية للهجرة".
واعلن عن "انشاء جمعية دار بن عبد الله" للوقوف على "طرق العيش القديمة للعائلات الثرية انذاك في علاقتها بالحياة العامة داخل الجوامع والمقاهي والاسواق".
وكشفت قيطاط انه سيتم اضافة جناح خاص بحياة الخدم عند هذه الفئة الاجتماعية الراقية في اطار عملية ترميم المتحف الذي انشىء في 1978.
ويقع متحف "دار بن عبد الله" وسط قصر كان يملكه احد اعيان مدينة تونس الطاهر بن صالح بن عبدالله في القرن الثامن عشر.
وفي فترة الاحتلال الفرنسي لتونس بيع القصر الى الرسام الفرنسي البير اوبليه العام 1905 بعد افلاس مالكه قبل ان تسترجعه تونس بعد استقال البلاد العام 1956.
ويعنى هذا المعلم التاريخي بالتراث التقليدي التونسي و يهتم بفئة البرجوازية التونسية بالاساس او ما يسمى باللهجة المحلية "البلدية ساكنوا الحاضرة".
ويضم المتحف لوحات تعرض مراحل حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والثقافية والدينية.


المصدر : مجلة الآثار
الكاتب : وكالات الأنباء