شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : المصاريف الدراسية في الكتاتيب


ثروت كتبي
01-22-2011, 09:56 PM
المصاريف الدراسية في الكتاتيب


لم يكن التعليم في هذه الكتاتيب مجاناً ، وإنما كان على ولي أمر الطالب أن يدفع مبلغاً معيناً مقابل تعليم ابنه أو بنته في الكتاب ، والمصادر التاريخية والتربوية لم تعطنا معلومات وافية في هذه الناحية ، ولكن بعد تقصى دقيق أمكننا الحصول على المعلومات التالية والتي تبين ما يدفعه ولي أمر الطالب مقابل تعليم ابنه في الكتاب في الحجاز .
فيذكر سنوك هورغونيه والذي زار مكة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري : إن من عادة أولياء أمور التلاميذ في الحجاز عندما يلحقون أبناءهم بالكتاب لأول مرة ، أن يدفعوا لمعلم الكتاب مبلغاً من المال ، بالعملة التركية يساوي ربع دولار ، ويصل أحيناً إلى دولار ، ثم بعد ذلك يدفعون للمعلم كل يوم خميس بضع سنتات ، كذلك يمنح الأب معلم الكتاب في الأعياد والمناسبات الدينية ، أو العامة هدايا تلائم قدرة الأب المادية . وحينما يتم الطالب حفظ ثلثي القرآن الكريم أو نصفه يقدم الأب للمعلم مكافأة تتراوح بين دولار وثلاثة دولارات . أما إذا ختم التلميذ القرآن الكريم فإن المعلم ينال من الأب مكافأة سخية تصل أحيناً عند الأغنياء إلى ما يساوى ثلاثين دولاراً وكسوة أو جبة .
وعندما افتتح الشيخ حسن العبادي كتابه في مكة المكرمة عام 1316هـ الموافق 1898م وضع نظاماً لكتابه حدد فيه ما يجب على ولي أمر الطالب أن يدفعه لقاء تعليم ابنه في الكتاب .. وفيما يلي نص هذا النظام :
1. أن يقدم ولي الأمر للشيخ مجيديين (ريالين تركيين) عند الدخول باسم الفتوح .
2. أن يدفع الولي للشيخ في كل خميس ربع مجيدي ، أي خمسة قروش باسم الخميسية منها قرش للحصير الذي يجلس عليه التلميذ وقرش للماء وثلاثة قروش للشيخ لقاء تعبه .
3. إذا وصل الطالب إلى سورة الفتح ، أو سورة الضحى ، أو سورة عم ، أو سورة تبارك ، فإنه يجب على ولي الأمر أن يدفع ثلاثة مجيدات للشيخ (ثلاثة ريالات تركية) منها نصف مجيدي للعريف الذي يقوم بنقش لوح (الصرافة) بالألوان ، ونصف مجيدي قيمة الألوان والباقي للشيخ ، مع تقديم شيء من الحلاوة البتاسة (نوع من الحلوى تعمل محلياً من السكر وقليل من الدقيق على هيئة أقراص صغيرة مزينة بأوراق الاكليل الذهبية والفضية) لتوزع على عموم التلاميذ .
4. إذا ختم الطالب القرآن الكريم وجب على ولي أمر الطالب أن يدفع للشيخ خمسة عشر مجيدياً ، منها مجيديان للعريف الذذي ينقش لوح (القلابة) بالألوان الذهبية ، والباقي للشيخ . كما يجب على ولي أمر الطالب إحضار كمية من الحلاوة البتاسة المذهبة والمفضضة لتقسم على عموم تلاميذ الكتاب .
5. إذا عمل ولي أمر الطالب لابنه (القلابة) أو وليمة فإن الذي يرمي على اللوح للشيخ دون غيره .
6. يجب على ولي الأمر أن يقدم في المناسبات المشبك (نوع من الحلوى الهندية) مع الإكرامية . أما في آخر شهر رمضان ، فعلي الولي أن يبعث بالعيدية منذ يوم 27 رمضان ، وأن يسلمها للشيخ .
وقال الشيخ محمد نصيف في تقريره : إن ولي أمر التلميذ في كتاتيب جدة كان يدفع لشيخ الكتاب قرشين أو ثلاثة قروش تركية ، وتعرف بالخميسية ، حيث أنها تدفع في كل يوم خميس ، وتكون بحسب قدرة ولي أمر الطالب المادية .
وعن كتاتيب المدينة المنورة يذكر الأستاذ جعفر فقيه : أن الكتاتيب الستة التي كانت موجودة داخل المسجد النبوي الشريف ، كان أصحابها يتقاضون معاشاً رسمياً من خزانة الدولة العثمانية مقداره مائتي قرش عثماني للشيخ ، ومائة قرش عثماني للعريف وهو مساعد الشيخ ، ونائبة في أثناء غيابة .
أما الكتاتيب الأخرى في المدينة المنورة فكان أصحابها يتقاضون أجرهم من أولياء أمور الطلاب ، وأن معدل ما يدفعه الأب لمعلم الكتاب شهرياً مقابل تعليم إبنه ، هو ريال مجيدي واحد للشيخ ، وأكثر من نصف هذا المبلغ للعريف .


المرجع

الكتاتيب في الحرمين الشريفين وما حولهما ، د.عبد اللطيف عبد الله بن دهيش ، بتصريف