شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الخوف من الله .. أخلاق التابعيات


ريمة مطهر
01-05-2012, 09:36 PM
أخلاق التابعيات
الخوف من الله

الخوف من الله سوط الله في الأرض ، وثمرة معرفته ، ولُب خشيته ، وأساس مراقبته ، ونتاج الخوف عدم أمن مكر الله ، وأداء الطاعات وترك المنهيات مع الخوف من عدم قبولها كما قال تعالى : )إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ( [ المؤمنون : 57- 61 ] هذه المعاني نراها في قراءة هذه الحكاية .
قال مالك بن دينار : " رأيت امرأة بمكة من أحسن الناس عينين قال : فكان النساء يجئن فينظرن إليها فأخذت في البكاء ، فقيل لها ، تذهب عيناك ، فقالت : إن كنتُ من أهل الجنة فيُبدلني الله عينين أحسن من هاتين وإن كنتُ من أهل النار فسيصيبها أشد من هذا ، فبكت حتى ذهبت إحدى عينيها " رحمها الله .
وهذه امرأة أخرى كثيرة الصراخ خوفاً من النار : يقول محمد بن بكار : " كانت عندنا بمكة امرأة عابدة فكانت لا تمر بها ساعة إلا وهي صارخة فقيل لها يوماً : إنا لنراك على حال ما نرى غيرك عليها ، فإن كان بك داء عالجناك ، قال : فبكت وقالت : مَن لي بعلاج هذا الداء ؟ هل أقرح قلبي إلا التفكر في نيل معالجته ؟ أو ليس عجباً أن أكون حية بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي uمثل شعل النار التي لا تطفأ ، حتى أصير إلى الطبيب الذي عنده برء دائي وشفاء قلب قد أنضجه طول الأحزان في هذه الدار التي لا أجد فيها على البكاء مساعداً " .

المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م - بتصرف