شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : زوجة موسى عليه السلام


ريمة مطهر
02-03-2011, 10:22 PM
زوجة موسى عليه السلام
( زوجة الفراسة والحياء )

إنها زوجة نبي الله موسى عليه السلام حيث يقول ابن مسعود : أفرس الناس ثلاثة ؛ صاحب يوسف حين قال لامرأته : ( أَكْرِمِي مَثْوَاهُ ) [ يوسف :21 ] ، وصاحبة موسى حين قالت : ( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ) [ القصص : 26 ] ، وأبو بكر حين استخلف عمر بن الخطاب .

أهم ملامح شخصيتها
كانت زوجة موسى عليه السلام نموذجاً للمؤمنة ، ذات الفراسة والحياء ، وكانت قدوة في الإهتمام بإختيار الزوج الأمين العفيف .

خروج النبي موسى عليه السلام من مصر
كان موسى عليه السلام يعيش في مصر، وبينما هو يسير في طريقه رأى رجلين يقتتلان ؛ أحدهما من قومه بني إسرائيل والآخر من آل فرعون . وكان المصري يريد أن يُسخِّر الإسرائيلي في أداء بعض الأعمال ، واستغاث الإسرائيلي بموسى عليه السلام ، فما كان منه إلا أن دفع المصري بيده فمات على الفور، قال تعالى : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِين ) . [ القصص : 15]

وفي اليوم التالي تشاجر اليهودي مع رجل آخر فاستغاث بموسى عليه السلام مرة ثانية فقال له موسى عليه السلام : إنك لَغَوِي مُبين ؛ فخاف الرجل وباح بالسِّرِّ عندما قال : أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس ، فعلم فرعون وجنوده بخبر قتل موسى عليه السلام للرجل ، فجاء رجل من أقصى المدينة يُحذر موسى عليه السلام ، فأسرع بالخروج من مصر، وهو يستغفر ربه قائلاً : ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) . [ القصص : 16]

موقف النبي موسى عليه السلام مع الفتاتين
خرج موسى عليه السلام من مصر، وظل ينتقل حتى وصل إلى أرض مَدْين في جنوب فلسطين ، وجلس موسى عليه السلام بالقرب من بئر، ولكنه رأى منظراً لم يُعجبه ؛ حيث وجد الرعاة يسقون ماشيتهم من تلك البئر، وعلى مقربة منهم تقف امرأتان تمنعان غنمهما عن ورود الماء ؛ استحياءً من مزاحمة الرجال ، فأثّر هذا المنظر في نفس موسى عليه السلام ؛ إذ كان الأولى أن تسقي المرأتان أغنامهما أولاً ، وأن يُفسح لهما الرجال ويُعينوهما ، فذهب موسى عليه السلام إليهما وسألهما عن أمرهما ، فأخبرتاه بأنهما لا تستطيعان السقي إلا بعد أن ينتهي الرجال من سقي ماشيتهم ، وأبوهما شيخ كبير لا يستطيع القيام بهذا الأمر، فتقدم ليسقي لهما كما ينبغي أن يفعل الرجال ذوو الشهامة ، فزاحم الرجال وسقى لهما ، ثم اتجه نحو شجرة فاستظل بظلها ، وأخذ يناجي ربه قائلاً : ( رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير ) . [ القصص : 24]

وعادت الفتاتان إلى أبيهما ، فتعجّب من عودتهما سريعاً . وكان من عادتهما أن تمكثا وقتاً طويلاً حتى تسقيا الأغنام ، فسألهما عن السبب في ذلك ، فأخبرتاه بقصة الرجل القوي الذي سقى لهما ، وأدى لهما معروفاً دون أن يعرفهما ، أو يطلب أجراً مقابل خدمته ، وإنما فعل ذلك مروءةً منه وفضلاً .

حياء ابنة الرجل الصالح
طلب الأب من إحدى ابنتيه أن تذهب لتدعو الرجل الذي سقى لهما ، فجاءت إليه إحدى الفتاتين تمشي على استحياء ، لتبلغه دعوة أبيها قالت : ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) . [ القصص : 25 ] واستجاب موسى عليه السلام للدعوة ، فلما وصل إلى الشيخ وقصّ عليه قصته ، طمأنه الشيخ بقوله : ( لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) . [ القصص : 25]

فراسة ابنة الرجل الصالح
عندئذ سارعت إحدى الفتاتين بما لها من فراسة وفطرة سليمة ، فأشارت على أبيها بما تراه صالحاً لهم ولموسى عليه السلام : ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِي الأَمِين ) . [ القصص : 26 ] فهي وأختها تُعانيان من رعي الغنم ، وتريد أن تكون امرأة مستورة ، لا تحتكّ بالرجال الغرباء في المرعى والمسقى ، فالمرأة العفيفة الروح لا تستريح لمزاحمة الرجال . وموسى عليه السلام فتى لديه من القوة والأمانة ما يؤهله للقيام بهذه المهمة ، والفتاة تعرض رأيها بكل وضوح ، ولا تخشى شيئاً ، فهي بريئة النفس ، لطيفة الحسّ .

ويقتنع الشيخ الكبير لما ساقته ابنته من مبررات بأن موسى عليه السلام جدير بالعمل عنده ومصاهرته ، فقال له : ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَي هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِي حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَى وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) . [ القصص : 27- 28 ]

ولـمَّا وَفَّى موسى عليه السلام وعمل في خدمة صِهْرِه عشر سنين ، أراد أن يرحل إلى مصر ، فوافق الشيخ ودعا له بالخير ، فخرج ومعه امرأته وما أعطاه الشيخ من الأغنام ، فسار موسى عليه السلام من مدين إلى مصر .

المصدر
موسوعة الأسرة المسلمة

ريمة مطهر
09-02-2011, 05:19 PM
في ذكر النساء الصالحات
صفورة بنت نبي الله شعيب
عليه السلام وهي زوجة موسى عليه السلام ولما كان من أمر موسى عليه السلام ما كان ، [ ولما كبر وبلغ أشده دخل المدينة على حين غفلة من أهلها ] قوله تعالى : ( فوجدَ فيها رجلينِ يقتتلانِ هذا من شيعتهِ وهذا منْ عدوِّهِ ) ( فوكزهُ موسى فقضى عليهِ ( ومات القبطي من ساعته فخاف موسى من فرعون . [ و ] قوله تعالى : ( ... يا موسى إنَّ الملأَ يأتمرونَ بكَ ليقتلوكَ فاخرجْ إنِّي لكَ منَ النَّاصحين ) ( فخرجَ منها خائفاً يترقبُ ... ) وسار قاصداً من مصر إلى مدين . قال في " المعالم " قوله تعالى ( ولمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليهِ أمَّةً منَ النَّاسِ يسقونَ ووجدَ منْ دونهمُ امرأتينِ تذودانِ ... ) إلى قوله : ( فسقى لهما ... ) فتقدم موسى عليه السلام وزاحم القوم وسقى غنم المرأتين ثم جلس تحت ظل شجرة من شدة الحر ، وهو جائع ، وذلك قوله تعالى : ( ربِّ إنِّي لما أنزلتَ إليَّ منْ خيرٍ فقيرٌ ) وكان يعلم أنه من الأنبياء ، فرجعت المرأتان .

وهما ابنتا شعيب عليه السلام بالأغنام إلى أبيهما سريعاً ، فقال لهما : ما أعجلكما ، وكانا إذا سقوا أغنامهم يبطئون ، ولا يسقون إلا بعد قومهم ، ويبطئون على أبيهم قالتا : وجدنا رجلاً رحمنا ، فسقى لنا أغنامنا فقالت له إحداهما قوله تعالى : ... ( يا أبتِ استأجرهُ إنَّ خيرَ منِ استأجرتَ القويُّ الأمينُ ) فقال شعيب عليه السلام لإحداهما : اذهبي فادعيه ، فذهبت وذلك قوله تعالى : ... ( إنَّ أبي يدعوكَ ليجزيكَ أجرَ ما سقيتَ لنا ... ) فدعته ، وتبعها يمشي خلفها فوجد الريح تلعب بأثوابها فوقف وقال لها ، امشي لامن خلفي ودليني على الطريق ، [ فإنا أهل بيت لا ننظر في أعقاب النساء ] ففعلت ، وسار موسى وهي تدله على الطريق إلى أن دخل موسى على شعيب ، فقال له : اجلس يا شاب وتعش . فقال موسى عليه السلام : أعوذ بالله . فقال له شعيب عليه السلام : ولم ذلك ، ألست جائع ? قال : بلى ، ولكن أخاف أن يكون عوضاً لما سقيت لهما ، فقال له : [ لا ] والله [ يا شاب ] ولكنها عادتي [ وعادة آبائي نقري الضيف ونطعم الطعام ] فجلس موسى عليه السلام وأكل .

قال في " المعالم " فعند ذلك قالت له إحدى ابنتيه : ( ... يا أبتِ استأجرهُ ) إلى آخرها فقال له شعيب قوله تعالى ( ... إنِّي أريدُ أنْ أنكحكَ إحدى ابنتيَّ هاتينِ على أنْ تأجرني ثماني حججٍ فإنْ أتممتَ عشراً فمنْ عندكَ ... ) قال : وشرط عليه أن يرعى أغنامه ثماني سنين ، وإن أتممها عامين أخريين فذاك من عنده .

ولما تعاقدا قال شعيب عليه السلام لابنته ، وأمرها أن تعطي موسى عصاً فأعطته . وأقام يرعى الأغنام إلى أن تم الأجل ، وسلم شعيب عليه السلام ابنته صفورة إلى موسى عليه السلام فقال لها موسى يوماً : اطلبي من أبيك أن يجعل لنا بعض الغنم ، فطلبت من أبيها ، فقال شعيب عليه السلام لها : لكما كل ما ولدت هذا العام كل أبلق وبلقاء .

فأوحى الله إلى موسى عليه السلام في المنام أن اضرب بعصاك الماء الذي في مستسقى الأغنام ، ففعل موسى ثم سقى الأغنام فوضعت كلها ما بين أبلق وبلقاء ، فوفى لهم شعيب عليه السلام بشرطه ، وأقام موسى عليه السلام بعد ذلك الأجل عشر حجج أخر ثم استأذن شعيب عليه السلام بالمسير إلى مصر ، فأذن له . فخرج موسى من مدين بأهله قاصداً إلى مصر ، فلما انتهى إلى قريب من جبل الطور أتى امرأته الطلق ، وذلك قوله تعالى : ( ... آنسَ من جانبِ الطُّورِ ناراً قالَ لأهلهِ امكثوا إنِّي آنستُ ناراً لعلِّي آتيكم منها بخبرٍ ... ) وذكر في كتاب " المدارك " في التفسير : روي أن شعيب عليه السلام كان عنده عصي الأنبياء عليهم السلام فقال لموسى عليه السلام بالليل : ادخل ذلك البيت ، فخذ عصا من تلك العصي . فدخل موسى وأخذ عصاً هبط بها آدم من الجنة ، ولم تزل الأنبياء يتوارثونها حتى وقعت إلى شعيب عليه السلام فمسها شعيب ، وكان مكفوف البصر ، فرماها بالبيت [ وضن بها ] وقال لموسى : خذ غيرها ، فدخل موسى فما وقع في يده غيرها سبع مرات فعلم شعيب أن له شأناً ، فقال له : خذها .

ولما أصبح الصباح قال له شعيب : إذا بلغت مفرق الطرق ، فلا تأخذ على يمينك فإن الكلأ وإن كان بها كثيرا ً، إلا أن فيها تنيناً أخشى عليك وعلى الغنم منه . فسار موسى بالغنم ، فأخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر موسى على كفها ، فمشى على إثرها ، فإذا عشب ومرعى لم ير مثله ، فنام موسى عليه السلام والأغنام ترعى . فأقبل التنين فحاربته العصا حتى قتلته ، وعادت إلى جنب موسى دامية ، فانتبه موسى عليه السلام وأبصرها دامية ، والتنين مقتولاً فارتاح لذلك ، ولما رجع لمس شعيب عليه السلام الأغنام فوجدها ملأى البطون ، غزيرة اللبن ، فأخبره موسى عليه السلام بخبر العصا والتنين ، ففرح شعيب عليه السلام وحمد الله تعالى وعلم أن لموسى والعصا شأناً ، وقال له : إني وهبت لك من نتاج غنمي هذا العام كل أدرع ودرعاء ، فأوحى الله إلى موسى في المنام ، أن اضرب بعصاك مستقى الغنم ، ففعل ، ثم سقى الأغنام ، فوضعت كلهن أدرعاً ودرعاء ، فوفى له بشرطه . وذلك قوله تعالى : ( فلمَّا قضى موسى الأجلَ ... ) قال صلى الله عليه وسلم " قضى أوفاهما ، وتزوَّجَ صغراهما " .

قيل : ولما عاد موسى عليه السلام من الطور وجد امرأته صفورة قد ولدت ابناً ، فحملها إلى مصر وأقام بمصر يدعو فرعون إلى الإيمان وماتت صفورة في حياة موسى عليه السلام .

المرجع
الروضة الفيحاء في أعلام النساء – ابن الخطيب العمري