بغداد .. المدن العراقية

الموقع :
تقع بغداد على نهر دجلة الذي يشطرها شطرين اثنين ، واحد غربي ويطلق عليه اسم الكرخ ، والآخر شرقي ويطلق عليه اسم الرصافة ، وهي في وسط البلاد وتبعد عن الموصل شمالاً والبصرة جنوباً البعد نفسه تقريباً . ومدية بغداد هي عاصمة الجمهورية العراقية وأكبر مدنها .

النشاط الاقتصادي للسكان :
تشتهر مدينة بغداد العاصمة بأنها مركز تجاري وثقافي ومالي وصناعي مهم ، وتشتهر بالصناعات الإلكترونية والكهربائية وصناعة الحديد والصلب والغزل والنسيج والصناعات البتروكيماوية والمواد الغذائية ، وتشتهر مدينة بغداد بالزراعة وخاصة في ضواحيها المحيطة بها مثل زراعة الخضار والنخيل والأشجار المثمرة التي تسقى من مياه دجلة . كما يوجد فيها مطار دولي في غاية السعة والإتقان وجامعة بغداد المتطورة والتي تضم جميع أنواع التخصصات الهامة . وتشهد مدينة بغداد نهضة علمية وعمرانية متطورة شاملة وتطور اجتماعي وصحي لسكان مدينة بغداد أو بالأخرى لجميع أفراد الدولة كما تضم بغداد مركز الحكم والوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات العامة السفارات وغيرها من المؤسسات الهامة في الدولة ، كما يوجد بها العديد من المعاهد العلمية والمراكز التعليمية المتطورة وفق أحدث السبل كما تضم المؤسسات المالية والفنادق الضخمة التي تعتبر ذات جذب سياحي للمدينة .

الاسم القديم للمدينة :
بغداد : أم الدنيا وسيدة البلاد قيل : اصل بغداد للأعاجم والعرب تختلف في لفظها إذا لم يكن اصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم قال بعض الأعاجم تفسيره "بستان رجل" فباغ بستان وداد اسم رجل ، وبعضهم يقول بغ اسم للصنم ، فذكر انه أهدي إلى كسرى خصي من المشرق فأقطعه إياها ، وكان الخصي من عباد الأصنام ببلده فقال بغ داد" أي الصنم أعطاني ، وقيل بغ هو البستان وداد أعطي ، وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال بغ داد فسميت به ، وقيل بغداد اسم فارسي معرب عن باغ داذوية لان بعض رقعة مدينة المنصور كان باغاً لرجل من الفرس اسمه داذوية وبعضها اثر مدينة دارس كان بعض ملوك الفرس اختطفها فاعتل فقالوا والذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة فقال "هلدوه وروز أي خلوها بسلام" فحكي ذلك للمنصور فقال سميتها مدينة السلام وفي اسم بغداد سبع لغات "بغداد سبع لغات" بغداد بغدان ومغدان ، ومغداد ومغدان ، وتسمى مدينة السلام فأما الزوراء فمدينة المنصور خاصة وسميت مدينة السلام لان دجلة يقال له وادي السالم وقال موسى بن عبد الحميد النسائي كنت جالساً عند عبد العزيز بن أبى رواد فأتاها رجل فقال له من أين أنت فقال له من بغداد فقال لا تقل بغداد فان بغ صنم وداد أعطى ولكن قل مدينة السلام ، فان الله هو السلام والمدن كلها له وقيل أن بغداد كانت قبل سوقاً يقصدها تجار أهل الصين فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا بغ داد أي أن هذا الربح الذي ربحناه من عظمة الملك .

بنى مدينة بغداد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور وسماها مدينة المنصور وجعل لها أربعة أبواب هي باب خراسان وكان يسمى باب الدولة لإقبال الدولة العباسية من خراسان ، وباب الشام وهو تلقاء الشام ، ثم باب الكوفة وهو تلقاء الكوفة ثم باب البصرة وهو تلقاء البصرة ، وكان المنصور قد اختار لهذه البقعة بين دجلة والفرات ودجيل والصراة على ضفتي نهر العراق العظيم ، وقيل إن الخليفة المنصور جمع من اجل هذه الغاية أي بغداد أي بناء بغداد الصناع والبنائيين والمنجمين لاختيار طالعها والموضع التي يجب أن تقوم عليه ، كان ذلك سنة 145هـ وقد وضع أساس المدينة مدوراً وجعل قصره في وسطها وقالوا إن طالع بغداد السماك الأعزل وبيت حياتها القوس ولها أربعة أجزاء من سرة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان .

وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ان المنصور لما طلب إلى أحد المنجمين أخذ طالع المدينة التي ترفع بناءها ، نظر المنجم فيه وإذا المشتري في القوس ، وإذا النجوم تدل على طول زمان المدينة ، وكثرة عمارتها ، وانصباب الدنيا إليها وفقر الناس إلى ما فيها ، وانه لا يموت فيها خليفة من الخلفاء أبداً فلما سمع المنصور ذلك تبسم فقال الحمد لله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

أشهر معالمها :
أشهر مساجدها مسجد الإمامين الكاظم والجواد ومسجد الشهيد على الطراز الأندلسي ومسجد الشيخ معروف الكوفي ، ومسجد الخلفاء العباسيين المعروف بجامع القصر أو جامع الخليفة وجامع الحيدر فانه وفيها من المعالم التاريخية والحضارية الكثير منها المدرسة المستنصرية والقصور الأثرية والمتحف الوطني الذي يضم الآثار العربية الآشورية والبابلية والآثار الفارسية وعدد من المقامات فيها مقام الإمامين موسى الكاظم ، ومحمد الجواد بالكاظمية ومقام ابي حنيفة النعمان ومقام الشيخ عمر ابن حفص .

المرجع
موسوعة المدن العربية – آمنة أبو حجر – بتصرف