م.أديب الحبشي
02-01-2011, 05:20 PM
أشهر مساجد جدة القديمة
مسجد الشافعي
وهو من أقدم مساجد جدة وأكبرها وأجملها من حيث الطراز حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري وهو فريد في بنائه . . فهو مربع الأضلاع وصحنه مكشوف لتوفير التهوية .ويذكر الأستاذ / محمد على مغربي في ( أعلام الحجاز) أن الذي عمر هذا المسجد الملك "المظفر سليمان بن سعد الدين شاهنشاه الثاني" أحد ملوك اليمن الأيوبيين الذي توفي عام 649هـ ثم جاء تاجر من الهند اسمه "الخواجا محمد على" إلى جدة عام 990هـ وأحضر معه مونه وخشب وأعمدة منحوتة حاضرة من الهند وبناه أحسن بناء وأضاف : إن وزراء الهند زودا هذا التاجر بالكثير من المال فصنع للمسجد منبراً لطيفاً وبنى دكاكين وبيوت غير أنه مات قبل استكمالها فظهرت له بنت أدعت أنه بنى تلك الدكاكين من ماله لنفسه وطلبت إرثها منه . فلم تظهر حجة تمنعها من أخذ البيوت والدكاكين ولم يبق شيء للصرف على مقبرة المسجد ولعل السوق الملاصق للمسجد من الجهة الجنوبية هو سبب تسميه بسوق الجامع.
وقد ذكر الأستاذ / عبد القدوس الأنصاري بأنه : أقدم مسجد وأجمله في طراز البناء القديم في مدية جدة . وقد سماه بعض المؤرخين بالجامع العتيق ، كما نسبوا تاريخ بنائه إلى عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهذا القول يحتاج إلى تحقيق . . كما قيل أن تاجر من الهند هدمه وأعاد بناؤه وأبقى على مئذنته كما هي عام 940هـ وهذا المسجد ضخم فخم عربي الزخرف قوي البناء ، وأرضه منخفضة على مستوى أرض الشارع وله باب خشبي ضخم ، وقد نقش على محرابه أنه بني من قبل أحد سلاطين بني عثمان.
وفي رواية ذكر بعض المؤرخين أن أعمدة المسجد جلبت في صدر الإسلام من كنيسة في الحبشة عند الفتح الإسلامي وهي مصنوعة من الساج بما يشبه الرخام المخروط المائل إلى الحمرة.
ومن الصعوبة بمكان التأكد من صحة هذا القول . لكن ما يهمنا أن طراز المسجد له تميزه حتى الساعة ، وأنه أقدم وأكبر المساجد الجامعة بجدة القديمة . .
وقد أوقف له بعض الأهالي بيوتاً وأول من أوقف له "الشيخ أحمد الزهرة" وذلك لصرف غلتها على شونه . . ومن أشهر خطابئه الشيخ / محمد صالح شيخ ، يرحمه الله.
وأذكر في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري ونحن طلبة بمدرسة الفلاح القريبة من المسجد أننا كنا نحرص خلال شهر رمضان المبارك ونتسابق لدى الانصراف من المدرسة بالتوجه إلى المسجد الشافعي لقراءة القرآن وصلاة العصر . . ثم يبدأ بعد الصلاة الدرس اليومي الذي يلقيه إمام وخطيب المسجد آنذاك الشيخ / حسن أبو الحمايل ، الذي أشتهر بفصاحته وبلاغته وجرأته بجانب علمه الفقهي الغزير . وكان خلال درسه يناقش الطلبة الحاضرين ويسألهم في موضوع الدرس بما يضفي على دروسه جواً من الاقتناع والتشويق.
هذا وكان أهالي جدة حتى وقت قريب من ذلك التاريخ قد اعتاد أغلبهم على ضرورة توجه مواكب العرس وعقد القران إلى المسجد الشافعي والصلاة به تبركاً. . ووفقاً لما كان سائدا من أعراف بين حواري جدة . فكان لا بد للعريس من غير أبناء حارة المظلوم أن يستأذن لموكب العرس من شيخ المظلوم التي يقع بها مسجد الشافعي للسماح لهم بالمرور بالحارة لبلوغ المسجد وإلا فإنهم يمنعون عنوة . وكثيراً ما حدثت مواجهات دامية بين أبناء الحواري التي يقدم منها العريس وبين أبناء حارة المظلوم في حالات المنع فيتحول موكب العرس إلى ساحة معركة .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
مسجد الشافعي
وهو من أقدم مساجد جدة وأكبرها وأجملها من حيث الطراز حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري وهو فريد في بنائه . . فهو مربع الأضلاع وصحنه مكشوف لتوفير التهوية .ويذكر الأستاذ / محمد على مغربي في ( أعلام الحجاز) أن الذي عمر هذا المسجد الملك "المظفر سليمان بن سعد الدين شاهنشاه الثاني" أحد ملوك اليمن الأيوبيين الذي توفي عام 649هـ ثم جاء تاجر من الهند اسمه "الخواجا محمد على" إلى جدة عام 990هـ وأحضر معه مونه وخشب وأعمدة منحوتة حاضرة من الهند وبناه أحسن بناء وأضاف : إن وزراء الهند زودا هذا التاجر بالكثير من المال فصنع للمسجد منبراً لطيفاً وبنى دكاكين وبيوت غير أنه مات قبل استكمالها فظهرت له بنت أدعت أنه بنى تلك الدكاكين من ماله لنفسه وطلبت إرثها منه . فلم تظهر حجة تمنعها من أخذ البيوت والدكاكين ولم يبق شيء للصرف على مقبرة المسجد ولعل السوق الملاصق للمسجد من الجهة الجنوبية هو سبب تسميه بسوق الجامع.
وقد ذكر الأستاذ / عبد القدوس الأنصاري بأنه : أقدم مسجد وأجمله في طراز البناء القديم في مدية جدة . وقد سماه بعض المؤرخين بالجامع العتيق ، كما نسبوا تاريخ بنائه إلى عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهذا القول يحتاج إلى تحقيق . . كما قيل أن تاجر من الهند هدمه وأعاد بناؤه وأبقى على مئذنته كما هي عام 940هـ وهذا المسجد ضخم فخم عربي الزخرف قوي البناء ، وأرضه منخفضة على مستوى أرض الشارع وله باب خشبي ضخم ، وقد نقش على محرابه أنه بني من قبل أحد سلاطين بني عثمان.
وفي رواية ذكر بعض المؤرخين أن أعمدة المسجد جلبت في صدر الإسلام من كنيسة في الحبشة عند الفتح الإسلامي وهي مصنوعة من الساج بما يشبه الرخام المخروط المائل إلى الحمرة.
ومن الصعوبة بمكان التأكد من صحة هذا القول . لكن ما يهمنا أن طراز المسجد له تميزه حتى الساعة ، وأنه أقدم وأكبر المساجد الجامعة بجدة القديمة . .
وقد أوقف له بعض الأهالي بيوتاً وأول من أوقف له "الشيخ أحمد الزهرة" وذلك لصرف غلتها على شونه . . ومن أشهر خطابئه الشيخ / محمد صالح شيخ ، يرحمه الله.
وأذكر في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري ونحن طلبة بمدرسة الفلاح القريبة من المسجد أننا كنا نحرص خلال شهر رمضان المبارك ونتسابق لدى الانصراف من المدرسة بالتوجه إلى المسجد الشافعي لقراءة القرآن وصلاة العصر . . ثم يبدأ بعد الصلاة الدرس اليومي الذي يلقيه إمام وخطيب المسجد آنذاك الشيخ / حسن أبو الحمايل ، الذي أشتهر بفصاحته وبلاغته وجرأته بجانب علمه الفقهي الغزير . وكان خلال درسه يناقش الطلبة الحاضرين ويسألهم في موضوع الدرس بما يضفي على دروسه جواً من الاقتناع والتشويق.
هذا وكان أهالي جدة حتى وقت قريب من ذلك التاريخ قد اعتاد أغلبهم على ضرورة توجه مواكب العرس وعقد القران إلى المسجد الشافعي والصلاة به تبركاً. . ووفقاً لما كان سائدا من أعراف بين حواري جدة . فكان لا بد للعريس من غير أبناء حارة المظلوم أن يستأذن لموكب العرس من شيخ المظلوم التي يقع بها مسجد الشافعي للسماح لهم بالمرور بالحارة لبلوغ المسجد وإلا فإنهم يمنعون عنوة . وكثيراً ما حدثت مواجهات دامية بين أبناء الحواري التي يقدم منها العريس وبين أبناء حارة المظلوم في حالات المنع فيتحول موكب العرس إلى ساحة معركة .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)