ثروت كتبي
06-03-2011, 06:32 PM
لاهور .. مدن باكستان الإسلامية
الموقع :
تقع مدينة لاهور الباكستانية في الشمال الشرقي من البلاد ، وهي مدينة مشهورة ، تقع على نهر رافي ، قريب من الحدود الهندية وعاصمة إقليم البنجاب وتعتبر أيضاً العاصمة الثقافية والتاريخية لباكستان .
لاهور تاريخياً :
وصل الإسلام إلى لاهور وبلاد الهند ، عندما ابتدأ الأمويون فتوحاتهم في أواخر القرن الثاني الهجري – وأوائل القرن التاسع الميلادي حتى حدود الصين ، وقد فتحها محمد بن القاسم الثقفي عندما كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وقد وصل إلى السند وفتحها وأنشأ ولاية صغيرة عرفت باسم ملتان لكن الفتح الإسلامي الحقيقي لشبه القارة الهندية بدأ بعد الغزنويين عندما دخل لاهور السلطان محمود الغزنوي في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي قادماً من غزنة في بلاد الأفغان ، ويرى بعض المؤرخين أن محمود الغزنوي هو المؤسس الحقيقي للاهور وأنها في عهده كانت تحمل اسم "محمود بور" وفي عهده ارتسمت ملامحها الإسلامية وطابعها المميز .
وكانت لاهور في عهد الغزنويين هي القاعدة الإسلامية التي انطلق منها الإسلام إلى شبه القارة الهندية ، فقد تحالف راجاوات الهندوس لإسقاط لاهور بعد عشرين عاماً من دخول السلطان محمود الغزنوي إليها ، وصمدت لاهور ببسالة وقاوم المسلمون الهندوس وحصارهم الذي استمر سبعة أشهر ، وانتهى الأمر بانتصار المسلمين ، ثم استمر الزحف الإسلامي إلى دلهي بعد ذلك بقرنين من الزمن ، وفي عهد الدولة الغورية على يد شهاب الدين الغوري . وأصبحت لاهور في مركز قوة عندما نصب فيها وفي شبه القارة الهندية أول ملك مسلم هو قطب الدين أيبك في عام 1206م . ثم حصنها المسلمون خوفاً من القوى المعادية الهندوسية والتي كانت تتربص بها وبالمسلمين .
ظلت لاهور مركزاً ثقافياً مزدهر السلطنة المغول الكبرى لمدة مئتي عام ابتداء من 1525م زينها السلاطين المغول بالقصور والحدائق والمساجد وخلال الحكم البروناني أنشأت الكثير من الأبنية الأثرية في لاهور والتي هي مزيج من الطراز المعماري الفكتوري والمغولي والقوطي .
ومدينة لاهور ثاني أكبر مدينة بباكستان ، وعاصمة إقليم البنجاب وهي واجهة عرض للمغول بباكستان مع أنها مركز ثقافي تعليمي للبلد ، ويعود تاريخها إلى العصور القديمة ، ومما يذكرنا بأبعد ماضيها بقايا معبد تحت سطح الأرض في شمال القلعة الملكية المنسوبة إلى لوردراما البطل الأسطوري في رامايانا وحكمها وسلبها عدد من الأمراء والقبائل إذ أنها تقع على الطرق التجارية الرئيسية إلى شبه القارة . لكنها كانت على قمة المجد خلال حكم المغول وبنى المغول فيها أبدع العمارات والقصور والتي لا تزال باقية حتى يومنا هذا .
تشتهر لاهور بتجارتها بين المدن الباكستانية والدول المجاورة وصناعاتها الثقيلة وخاصة التعدين وصناعة الألمنيوم والقاطرات الحديدية ، والسيارات والآلات والأدوات الكهربائية والبتروكيماويات وصناعة المواد الغذائية والمنسوجات الصوفية والقطنية والحريرية والأواني الخزفية والنحاسية والحرف اليدوية والمفروشات والجلود والتبغ إضافة على اهتمامها بالزراعة لخصوبة تربتها الزراعية وتربي الماشية حول ضواحيها وفوق منحدراتها وترتبط لاهور بطرق جوية وبرية وقاطرات بواسطة السكك الحديدية . وترتبط لاهور بالشارع الرئيسي الذي تقع عليه والذي يربط كابول بلاهور وكلكتا والذي أنشأه الحاكم الأفغاني شبرشاه سوري في القرن السادس عشر واستخدمه المغول كوسيلة من وسائل المواصلات .
ومن أشهر معالمها :
القلعة الملكية والتي أنشأها أحد سلاطين المغول أكبر في سنة 1566م إلا أن الشواهد تدعى أن قلعة الطين كانت موجودة أيضاً هنا في 1012م وحدائق شاليمار "أي دار البهجة" والمشهورة على بعد ثلاثة أميال شرق لاهور أنشأها السلطان شاه جهان المغولي عام 1622م والحدائق ممتدة على طراز المغول الخاص إضافة إلى مسجد وزير خان وهو أجمل مسجد في شبه القارة الهندية ، وقد بناه حكيم الدين وزير السلطان شاه جبهان وكان معروفاً باسم وزير خان ، وانه مثال رائع من فن الزخرفة والعمارة العربية والمسجد الذهبي ويقع في بازار كشميري وبناه نواب سيد بهى كارى خان الذي كان نائب الحاكم في لاهور عام 1753م وهو مسجد جميل فيه ثلاث قباب ، ضريح الشيخ على الهجويري المبني على محطة مرتفعة . ومن معالم لاهور ضريح الإمبراطور جهانجير وضريح زوجته نورجها ، والجامعة الإسلامية ومسجد المتلألئ بقبابه المذهبة ومسجد باوشاهي وهو تحفة نادرة في فن العمارة الإسلامية المغولية ويشبه تصميمه تصميم مسجد بني أميه بدمشق . ويقال إن به عباءة النبي محمد صلى اللع عليه وسلم وعمامته الخضراء ، ومنديلاً مطرزاً للسيدة فاطمة الزهراء ، ومصحفاً بخط الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهذا المسجد المبني بالمرمر والخزف واحداً من أكبر المساجد في العالم وهو يتسع إلى عشرات الآلاف من المصلين ، وفيه ضريح الشاعر محمد إقبال . كما يوجد فيها متحف لاهور الموجود أمام قاعة جامعة البنجاب القديمة .
المرجع
موسوعة المدن الإسلامية - آمنة أبو حجر – بتصرف
الموقع :
تقع مدينة لاهور الباكستانية في الشمال الشرقي من البلاد ، وهي مدينة مشهورة ، تقع على نهر رافي ، قريب من الحدود الهندية وعاصمة إقليم البنجاب وتعتبر أيضاً العاصمة الثقافية والتاريخية لباكستان .
لاهور تاريخياً :
وصل الإسلام إلى لاهور وبلاد الهند ، عندما ابتدأ الأمويون فتوحاتهم في أواخر القرن الثاني الهجري – وأوائل القرن التاسع الميلادي حتى حدود الصين ، وقد فتحها محمد بن القاسم الثقفي عندما كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وقد وصل إلى السند وفتحها وأنشأ ولاية صغيرة عرفت باسم ملتان لكن الفتح الإسلامي الحقيقي لشبه القارة الهندية بدأ بعد الغزنويين عندما دخل لاهور السلطان محمود الغزنوي في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي قادماً من غزنة في بلاد الأفغان ، ويرى بعض المؤرخين أن محمود الغزنوي هو المؤسس الحقيقي للاهور وأنها في عهده كانت تحمل اسم "محمود بور" وفي عهده ارتسمت ملامحها الإسلامية وطابعها المميز .
وكانت لاهور في عهد الغزنويين هي القاعدة الإسلامية التي انطلق منها الإسلام إلى شبه القارة الهندية ، فقد تحالف راجاوات الهندوس لإسقاط لاهور بعد عشرين عاماً من دخول السلطان محمود الغزنوي إليها ، وصمدت لاهور ببسالة وقاوم المسلمون الهندوس وحصارهم الذي استمر سبعة أشهر ، وانتهى الأمر بانتصار المسلمين ، ثم استمر الزحف الإسلامي إلى دلهي بعد ذلك بقرنين من الزمن ، وفي عهد الدولة الغورية على يد شهاب الدين الغوري . وأصبحت لاهور في مركز قوة عندما نصب فيها وفي شبه القارة الهندية أول ملك مسلم هو قطب الدين أيبك في عام 1206م . ثم حصنها المسلمون خوفاً من القوى المعادية الهندوسية والتي كانت تتربص بها وبالمسلمين .
ظلت لاهور مركزاً ثقافياً مزدهر السلطنة المغول الكبرى لمدة مئتي عام ابتداء من 1525م زينها السلاطين المغول بالقصور والحدائق والمساجد وخلال الحكم البروناني أنشأت الكثير من الأبنية الأثرية في لاهور والتي هي مزيج من الطراز المعماري الفكتوري والمغولي والقوطي .
ومدينة لاهور ثاني أكبر مدينة بباكستان ، وعاصمة إقليم البنجاب وهي واجهة عرض للمغول بباكستان مع أنها مركز ثقافي تعليمي للبلد ، ويعود تاريخها إلى العصور القديمة ، ومما يذكرنا بأبعد ماضيها بقايا معبد تحت سطح الأرض في شمال القلعة الملكية المنسوبة إلى لوردراما البطل الأسطوري في رامايانا وحكمها وسلبها عدد من الأمراء والقبائل إذ أنها تقع على الطرق التجارية الرئيسية إلى شبه القارة . لكنها كانت على قمة المجد خلال حكم المغول وبنى المغول فيها أبدع العمارات والقصور والتي لا تزال باقية حتى يومنا هذا .
تشتهر لاهور بتجارتها بين المدن الباكستانية والدول المجاورة وصناعاتها الثقيلة وخاصة التعدين وصناعة الألمنيوم والقاطرات الحديدية ، والسيارات والآلات والأدوات الكهربائية والبتروكيماويات وصناعة المواد الغذائية والمنسوجات الصوفية والقطنية والحريرية والأواني الخزفية والنحاسية والحرف اليدوية والمفروشات والجلود والتبغ إضافة على اهتمامها بالزراعة لخصوبة تربتها الزراعية وتربي الماشية حول ضواحيها وفوق منحدراتها وترتبط لاهور بطرق جوية وبرية وقاطرات بواسطة السكك الحديدية . وترتبط لاهور بالشارع الرئيسي الذي تقع عليه والذي يربط كابول بلاهور وكلكتا والذي أنشأه الحاكم الأفغاني شبرشاه سوري في القرن السادس عشر واستخدمه المغول كوسيلة من وسائل المواصلات .
ومن أشهر معالمها :
القلعة الملكية والتي أنشأها أحد سلاطين المغول أكبر في سنة 1566م إلا أن الشواهد تدعى أن قلعة الطين كانت موجودة أيضاً هنا في 1012م وحدائق شاليمار "أي دار البهجة" والمشهورة على بعد ثلاثة أميال شرق لاهور أنشأها السلطان شاه جهان المغولي عام 1622م والحدائق ممتدة على طراز المغول الخاص إضافة إلى مسجد وزير خان وهو أجمل مسجد في شبه القارة الهندية ، وقد بناه حكيم الدين وزير السلطان شاه جبهان وكان معروفاً باسم وزير خان ، وانه مثال رائع من فن الزخرفة والعمارة العربية والمسجد الذهبي ويقع في بازار كشميري وبناه نواب سيد بهى كارى خان الذي كان نائب الحاكم في لاهور عام 1753م وهو مسجد جميل فيه ثلاث قباب ، ضريح الشيخ على الهجويري المبني على محطة مرتفعة . ومن معالم لاهور ضريح الإمبراطور جهانجير وضريح زوجته نورجها ، والجامعة الإسلامية ومسجد المتلألئ بقبابه المذهبة ومسجد باوشاهي وهو تحفة نادرة في فن العمارة الإسلامية المغولية ويشبه تصميمه تصميم مسجد بني أميه بدمشق . ويقال إن به عباءة النبي محمد صلى اللع عليه وسلم وعمامته الخضراء ، ومنديلاً مطرزاً للسيدة فاطمة الزهراء ، ومصحفاً بخط الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهذا المسجد المبني بالمرمر والخزف واحداً من أكبر المساجد في العالم وهو يتسع إلى عشرات الآلاف من المصلين ، وفيه ضريح الشاعر محمد إقبال . كما يوجد فيها متحف لاهور الموجود أمام قاعة جامعة البنجاب القديمة .
المرجع
موسوعة المدن الإسلامية - آمنة أبو حجر – بتصرف