شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : بيشاور .. مدن باكستان الإسلامية


ثروت كتبي
06-02-2011, 08:27 PM
بيشاور .. مدن باكستان الإسلامية

الموقع :
تقع مدينة بيشاور في الشمال الغربي من باكستان ، وقريبه منه الحدود الباكستانية الأفغانية ، وهي ملتقى القوافل التجارية البرية عبر البلدين ، وبالقرب منها ممر خيبر التاريخي والذي كان معبر للفتوحات الإسلامية .

بيشاور قديماً :
مدينة بيشاور ، مدينة كبيرة قديمة جداً ، فهي ممر لخمسة وعشرين قرناً ، كانت وما زالت بحكم موقعها على الحدود الباكستانية الشمالية الغربية مركزاً تجارياً مهماً ومعبراً للهجرات ، وهي مفترق طرق للتاريخ . حوصر جيش الإسكندر الأكبر في شمال شرق بيشاور لمدة أربعين يوماً وكان ذلك عام 327 ق.م ومر بها اليونانيون والفرس والأتراك والمغوليون وفيها وحولها تنتشر القبائل التي تشكل أكبر مجتمع قبلي في العالم ، ومهمتها حماية الحدود الباكستانية الأفغانية ، وبيشاور على مقربة من ممر خيبر الذي يعد من أهم المزارات السياحية ، كما أنه شريان التواصل مع أفغانستان ويقع الممر في مرتفعات سليمان ن وقد يتسع الممر ليصل إلى ميل كامل في اتساعه إلى 16م فقط ، وهو يبدأ من حصن "جامرود" على بعد 18كم من بيشاور ويمتد عبر حدود باكستان لمسافة 58كم .

ومن الطبيعي أن يتم حماية المدينة بحصون من الغزوات والغارات ، فحتى منتصف الخمسينات كانت مدينة بيشاور محاطة بسور كبير يتصدى للإغارة والغزو ، وكانت به ست عشرة بوابة . وهذا الحصن اسمه "بال حصار" وهو حصن كبير وضخم ، فهو يقع في طريق روالبندي وممر خيبر ، بناه الإمبراطور المغولي "بابور" في الفترة من 1526 – 1530م وقد تم تجديده عن طريق حاكم الشيخ في بيشاور "هاري سنج نلقا" عام 1830م والتي تتسم بالدقة التاريخية ، أما أشهر بواباته فهي "كابولي جيت" والتي لم يبق فيها غلا اسمها وكانت تقع على رأس الطريق المؤدي إلى ممر خيبر وكابول ، وقد كانت تحمل اسماً آخر هو "قيسى خواني بازار" وتعني شارع الحكائين المشهورين والتي كانت تحكى فيها للمسافرين الروايات والحكايات والمسامرة لتسلية المسافرين من عناء السفر ، كما يوجد فيها السوق الذي يعتبر ملتقى البيع وشراء وذلك عبر الطرقات وحوار ضيقة اكتظت بالمحلات التجارية والصاغة والدكاكين القديمة ، إضافة إلى ميدان الساعة وقريباً منه تقع تحفه معمارية باذخة انه جامع مشتاق أو "جامع محبات خان" وهو اسم بانيه الذي يشيده عام 1630م خلال حكم السلطان "شاه جهان خان المغولي" من 1628 – 1658م وهو مسجد كبير فخم له منارات عالية ، يقع في بازار داخل المدينة ، ويعتبر أفخم مسجد في المدينة . يروي تاريخ تلك المنطقة أنه في عام 1846م أقدمت بريطانيا العظمى التي كانت تسيطر على معظم أنحاء الهند على بيع كشمير ، ولم تكن المنطقة ملكاً لها ، باعتها نقداً إلى المهراجا غلاب سنج الذي أسبغت عليه حمايتها وكان من طائفة الدوجرا التي تنحدر من القبائل الهندوسية الوثنية ، وكان المقابل أو الثمن 750 ألف جنيه استرليني فقط مقابل كشمير بما فيها ومن فيها .

بعد ذلك بمائة عام ، يكرر التاريخ نفسه ، وفي عام 1947م تتواطأ بريطانيا ويتم بيع كشمير إلى الهند بيعاً سياسياً هذه المرة!! . وفي يوليو 1948م أوفدت الأمم المتحدة لجنة للمساعي الحميدة لعلها تحل النزاع نجحت اللجنة في أغسطس من السنة نفسها ، في الحصول على موافقة الحكومتين الباكستانية والهندية على وقف القتال وتحديد خط وقف إطلاق النار وانسحاب القوات المحاربة إلى ما وراء جانبي الخط ، وإجراء الاستفتاء المرتقب بين شعب كشمير لتقرير المصير . وتطبيق ًلهذا القرار أصدرت كل من الهند وباكستان أوامرها بوقف إطلاق النار اعتباراً من أول يناير 1949م وحدد وقف إطلاق النار بعلاماته وأسلاكه الشائكة في 27 يوليو عام 1949م حتى يتم حل نهائي للنزاع ، لكن خط وقف إطلاق النار هذا ما زال حتى الآن وهو خط الحدود المؤقتة بين "أزاد كشمير الباكستانية" ، و "جامو كشمير الهندية" وما زالت المشكلة حتى الآن .

بيشاور حديثاً :
عبر خط فاصل للسكة الحديد بنيت مدينة بيشاور الحديثة وهي أشبه بالثكنات العسكري التي بناها الإنجليز قديماً ، وبيشاور الجديدة غاية في النظام والنظافة ، طرقاتها واسعة على جانبيها تقوم الأشجار الباسقة ويغمرها عبق الأعشاب والزهور وتوجد حديقتان كبيرتان الأولى مغولية قديمة ومن الغريب أن اسمها "خالد بن الوليد" والأخرى اسمها "شاهي باج" تقع في الشمال الشرقي من المدينة . في هذه المنطقة الحديثة والتي تدعى سادرا يوجد بيت الحاكم والفنادق الحديثة وجامعة إدواردز نسبة إلى الملك ادواردز ملك إنجلترا وألحق بالكلية معهد إسلامي أطلق عليه الكلية الإسلامية تهتم بعلوم الدين الإسلامي والفقه والتاريخ الإسلامي ، وهو ذو طابع معماري مميز عن بقية أقسام الجامعة وكلياتها يعمل السكان بالزراعة والتي تعتمد على أنظمة الري القديمة بواسطة قنوات الري حوالي 6% من الأرض المزروعة تعتمد على هذا النظام البدائي فيزرع فيها قصب السكر والبنجر والدخان والذرة والأرز والشاي . وهي الآن مركز صناعي وتجاري مهم منها صناعة السجاد والأسلحة والخزف .

المرجع
موسوعة المدن الإسلامية - آمنة أبو حجر – بتصرف