شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : طهران .. مدن إيران الإسلامية


ثروت كتبي
05-29-2011, 11:43 PM
طهران .. مدن إيران الإسلامية

الموقع :
تقع العاصمة طهران (تهران) في شمال إيران على سفوح جبال البرز الجنوبية والتي تفصلها عن بحر قزوين إلى الشمال ، وهي ملتقى الطرق الرئيسية المعبدة والسكك الحديدية التي تتفرع منها إلى المدن الكبرى في إيران .

المعنى اللغوي لطهران :
طهران أو "تهران" بالتاء أو بالطاء على السواء وتكتب بالفارسية تهران لعدم وجود حرف ط وطهران بالعربية . ومعنى اسم تهران فهو اسم فارسي يتألف من كلمتين "ته" بمعنى ساخن و "ران" بمعنى مكان وعلى هذا الأساس فان "تهران" تعنى "المكان الساخن" وهذه التسمية في مدلولها تشير إلى موقعها الجغرافي الجبلي ذي المناخ الحار .

نبذة تاريخية :
طهران مدينة حديثة أسست في العصر القاجاري على يد الملك أغا محمد القاجاري عام 1200هـ (1786م) على حساب مدينة الري والتي تبعد عن مدينة طهران مساحة 6كم والتي فتحها العرب المسلمون في القرن الأول الهجري وكانت من أكبر المدن في القرن الثالث الهجري ، وأصبحت الآن تابعه للعاصمة طهران وضاحية من ضواحيها ودمرت على يد المغول عام 617هـ (1220م) .

أما أصل نشأة مدينة طهران فلا يذكر سوى أنها كانت قصبة تابعة لمدينة الري ، كثيرة البساتين والأشجار موفقة الثمار ولأهلها تحت الأرض بيوت يختبئون بها إذ داهمهم عدو وحاصرهم أياما وانصرف .

دمرت طهران مع مدينة الري التابعة لها عام 617هـ على أيدي المغول ، وقد حاول السلطان الايلخاني (أولجايتو) تعمير مدينة الري بعد خرابها ، فأمر بإعادة بناء المدينة والسكن فيها ، ولكنه خاب في ذلك لأن سكانها كانوا قد انتقلوا إلى تهران ورامين المجاورتين ويذكر أنها كانت في القرن الثامن الهجري قصبة مهمة وتتميز بطيب هوائها ومائها على الري .

وفي العصر الصفوي أولى الشاه طهماسب الأول الذي حكم بين عامي 930 و 984هـ (1524 – 1578م) اهتمامه بطهران ، فعمرها وبنى لها سور له أربع بوابات ، كما شيد بها أربعة أبراج وسوق وأطلق اسمه على الموضعين .

وصارت طهران عاصمة الدولة في القرن الثامن عشر الميلادي على يد الدولة القاجارية ، وهي تنمو وتتسع على حساب انكماش مدينة الري ، فقد هدمت كثيراً من مباني (الري القديمة) على حساب توسيع العاصمة طهران حيث أصبحت الآن المدينة الصناعية الأولى وتضم أكبر عدد من السكان هذا إلى جانب أنها العاصمة وتضم مقر الحكومة وأجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة .

النشاط الاقتصادي لها :
تعتبر طهران عاصمة الجمهورية الإيرانية الإسلامية ، وأكبر مدنها قاطبة ، وهي ملتقى الطرق المعبدة الرئيسية والحديدية التي تتفرع منها إلى قزوين غرباً ومشهد شرقاً وقم جنوباً ، وهي من أجمل العواصم الشرقية ، وأكثرها اتساعاً ، وأنضرها مشهداً ، وأطيبها هواء ، وأصحها مناخاً ، وأغناها خضرة وثماراً ، وأحسنها بناء وعمارة وقصوراً وخبائن ورياضاً . تجارتها مزدهرة ، وأسواقها عامرة ، وصناعتها متقدمة ، وفيها العديد من المعاهد العلمية والثقافية والدينية ، وأشهر معالمها جامعتها المتطورة العصرية التي تضم عشرات الكليات على اختلاف أقسامها ، ومطارها الدولي المعروف باسم مهر آباد وفيها أطول شارع من بين جميع المدن ويعرف بشارع ولي العصر .

كما زادت أهمية طهرات كونها المدينة الصناعية الأولى في إيران حيث تحتكر ثلث النشاط الصناعي ، وقد ساعد على ذلك أنها مركز التقاء طرق المواصلات ، إضافة على قربها من مناجم الفحم والتي تقع في شمالها وفي مازندران ، ومناجم الحديد والرصاص والكبريت والنيكل والنحاس والتي تقع في سمنان وأناراك ، كما تشتهر بأهم صناعاتها الكيماوية والبتروكيماوية وتكرير النفط والسيارات والمفروشات والنحاسيات والصناعات التقليدية الخزفية المزخرفة والمنمقة وصناعة البسط والسجاد الفاخر الإيراني والحرف اليدوية والسياحية وصناعة الجلود والسكر والزيوت .

أهم المعالم الأثرية في طهران :
أبرز معالم طهران ساحاتها وجاداتها المتمثلة في ساحة أزادي أي الحرية أو ساحة الثورة ، وفيها النصب الحجري المرتفع الذي يعتبر رمزاً للمدينة ، وهو آخر ما شيده الشاه محمد رضا بهلوي وكان يطلق عليه اسم شاهيار وتحته يوجد متحف إيران الضخم وتضم طهران عدداً كبيراً من المساجد البالغة الروعة بقبابها الفخمة ومآذنها النادرة المثال في الصنعة والنمنمة والفسيفساء أشهرها مسجد الشاه ، وهو متحف أثري .

المرجع
موسوعة المدن الإسلامية - آمنة أبو حجر – بتصرف