ثروت كتبي
05-29-2011, 10:09 PM
شيراز .. مدن إيران الإسلامية
الموقع :
تقع شيراز الإيرانية في إقليم فارس إلى الجنوب الغربي من جبال زاجروس ، تبعد عن العاصمة طهران باتجاه الجنوب 1500كم .
المعنى اللغوي للمدينة :
سميت بشيراز بن طهمورث ، وذهب بعض النحويين إلى أن أصلها شراز وجمعه شراريز وجعل الياء قبل الراء بدلاً من حرف التعنيف وشبهه بديباج ودينار وديوان وقيراط فان الأصل عندهم دباج ، ودنار ، ودوان وقراط ومن جمعه على شراريز فان أصله عندهم شورز . وقد شبهت بجوف الأسد لأنه لا يحمل منها شيء إلى جهة من الجهات ويحمل إليها لذا سميت بشيراز .
شيراز قديماً :
الثابت تاريخياً أن شيراز مدينة إسلامية ليست قديمة جداً وأنها بنيت في القرن الأول الهجري أثناء خلافة عبد الملك بن مروان وأن من بناها محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج عندما ولاه الحجاج على فارس فبنى المدينة لنفسه سنة 64هـ . وسبب بنائها أنه موقعاً كان للمسلمين معسكر عندما أرادوا فتح اصطخر ، فجعلها المسلمون معسكراً لفارس ، حتى وضعوا أساسها وجددوا عمارتها كمدينة عربية إسلامية في السنة الرابعة والستين للهجرة . فظلت المدينة تتطور على مر الزمن وفي عهد عمر بن عبد العزيز أنشأت فيها مساجد أخرى .
وفي القرن الثالث الهجري تعرضت شيراز لسيطرة الدولة الصفارية فقد تولى يعقوب بن الليث إمارة شيراز عام 255هـ من قبل الخليفة العباسي المعتز بالله بدلاً من علي بن حسن بن قريش بعد هزيمته وكان يرسل الخراج والهدايا للخليفة في بغداد . ولما تولى الخليفة المعتد على الله لم يرض من أفعال يعقوب بن الليث فأصدر أمراً بخلعه وتولية محمد بن واصل التميمي على فارس وكرمان ، فلما علم غضب وأسرع من سيستان إلى فارس على رأس حمله ، وتمكن من دخول شيراز عام 257هـ ، وأرسل الهدايا للخليفة ، والمسكوكات الذهبية لتنفق على الحجاج فاصدر منشوراً لتوليته الولاية على فراس مرة أخرى . وقاد يعقوب حملة ثالثة ضده عام 261هـ وهزم محمد بن واصل والي كرمان الذي تمرد على الخليفة فمنحه الخليفة الرئاسة الفخرية لشرطة بغداد إضافة إلى ولاية فارس وكرمان وطبرستان والسند والهند .
وازدهرت شيراز في عهد البويهيين الذين أسسوا الدولة واتخذوا شيراز عاصمة لهم وفي العهد البويهي أشاد حاكمها قصراً لم يشهد له مثيل وأقام الحدائق وجلب إليها الصناع والحرفيين وبنى داراً للكتب ودار للشفاء ، وأنشأ خزانات للمياه وسداً مشهوراً يدعى بندامير على نهر ركو . ظلت شيراز مزدهرة في عصر البويهيين إلى أن قضى عليهم السلاجقة عام 448هـ وأهملت شيراز في عهد السلاجقة حتى تعرضت بعدها للغزو المغولي وتم تدميرها . وعمها الخراب وتولى الحكم الأتابك سنفر بن مودود فعمرها وشيد المساجد لكنها تعرضت للدمار مرة أخرى بعد موته حتى استطاع مظهر الدين زنكي من اللجوء إلى السلطان السلجوقي أرسلان بن طغرل وسطر عليها وتولى بعده سعد الدين زنكي فشيد العمران وسيطر على أصفهان والعراق وضم أيضاً أذربيجان بعد الحملات التي شنت وأدت إلى دمار شيراز وظل سعد الدين يصلح الخراب الذي حل بشيراز وبعده أتى أبو بكر بن سعد الذي حمى وأنقذ شيراز من دمار غارات المغول وحافظ عليها ، لكن وقعت شيراز تحت السيطرة المغولية وتغالب عليها عدة سلاطين حتى استطاع الشاه إسماعيل الصفوي من القضاء على آخر حكامها السلطان مراد بن السلطان يعقوب ودخول شيراز عام 909هـ .
كانت شيراز على مر عصورها وخاصة في العصرين المغولي والتيموري موطناً للعلم والعلماء والشعراء والمصوفة الذين قدموا عليها من بقاع إيران وذلك لأنها المدينة الوحيدة التي حفظت من الدمار المغولي فظلت آمنة في ظل حكام راعيين للعلم والأدب .
النشاط الاقتصادي للسكان :
تعد مدينة شيراز من المدن الزراعية الهامة والفنية بخصوبة تربتها وتشتهر بزراعة الأرز والحبوب وقصب السكر والبنجر والقطن الصيفي والتفاح والرمان وتربية دودة القز والخضروات والعنب الذي يتميز بجودته عالمياً بين دول الشرق المنتجة له ، والفواكه المختلفة والمتنوعة والجيدة الإنتاج . وتعد شيراز مركزاً للطرق الرئيسية بجنوب إيران والتي تمتد شمالاً حتى أصفهان وشرقاً حتى يزد ، ومن الجنوب الغربي حتى مدينة بوشهر . وتطورت حديثاً بشبكة اتصالات حديثة ومتطورة وأنشئت فيها المعاهد والمدارس والجامعات والتي يرتادها طلبة العلم من كل أنحاء إيران ، كما تطورت فيها الخدمات الصحية والاجتماعية كما تشتهر شيراز بصناعة السجاد الفاخر الشيرازي وهو من أجود أنواع السجاد في العالم ، كما تشتهر بصناعة أدوات البناء والأواني الخزفية والنحاسية الموشاة المنمنمة ، وتشتهر بصناعة أيضاً الصناعات القطنية والصوفية والكتانية والحريرية وصناعاتها النسيجية من أجود وأفخر أنواع الأنسجة الشيرازي .
المرجع
موسوعة المدن الإسلامية - آمنة أبو حجر – بتصرف
الموقع :
تقع شيراز الإيرانية في إقليم فارس إلى الجنوب الغربي من جبال زاجروس ، تبعد عن العاصمة طهران باتجاه الجنوب 1500كم .
المعنى اللغوي للمدينة :
سميت بشيراز بن طهمورث ، وذهب بعض النحويين إلى أن أصلها شراز وجمعه شراريز وجعل الياء قبل الراء بدلاً من حرف التعنيف وشبهه بديباج ودينار وديوان وقيراط فان الأصل عندهم دباج ، ودنار ، ودوان وقراط ومن جمعه على شراريز فان أصله عندهم شورز . وقد شبهت بجوف الأسد لأنه لا يحمل منها شيء إلى جهة من الجهات ويحمل إليها لذا سميت بشيراز .
شيراز قديماً :
الثابت تاريخياً أن شيراز مدينة إسلامية ليست قديمة جداً وأنها بنيت في القرن الأول الهجري أثناء خلافة عبد الملك بن مروان وأن من بناها محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج عندما ولاه الحجاج على فارس فبنى المدينة لنفسه سنة 64هـ . وسبب بنائها أنه موقعاً كان للمسلمين معسكر عندما أرادوا فتح اصطخر ، فجعلها المسلمون معسكراً لفارس ، حتى وضعوا أساسها وجددوا عمارتها كمدينة عربية إسلامية في السنة الرابعة والستين للهجرة . فظلت المدينة تتطور على مر الزمن وفي عهد عمر بن عبد العزيز أنشأت فيها مساجد أخرى .
وفي القرن الثالث الهجري تعرضت شيراز لسيطرة الدولة الصفارية فقد تولى يعقوب بن الليث إمارة شيراز عام 255هـ من قبل الخليفة العباسي المعتز بالله بدلاً من علي بن حسن بن قريش بعد هزيمته وكان يرسل الخراج والهدايا للخليفة في بغداد . ولما تولى الخليفة المعتد على الله لم يرض من أفعال يعقوب بن الليث فأصدر أمراً بخلعه وتولية محمد بن واصل التميمي على فارس وكرمان ، فلما علم غضب وأسرع من سيستان إلى فارس على رأس حمله ، وتمكن من دخول شيراز عام 257هـ ، وأرسل الهدايا للخليفة ، والمسكوكات الذهبية لتنفق على الحجاج فاصدر منشوراً لتوليته الولاية على فراس مرة أخرى . وقاد يعقوب حملة ثالثة ضده عام 261هـ وهزم محمد بن واصل والي كرمان الذي تمرد على الخليفة فمنحه الخليفة الرئاسة الفخرية لشرطة بغداد إضافة إلى ولاية فارس وكرمان وطبرستان والسند والهند .
وازدهرت شيراز في عهد البويهيين الذين أسسوا الدولة واتخذوا شيراز عاصمة لهم وفي العهد البويهي أشاد حاكمها قصراً لم يشهد له مثيل وأقام الحدائق وجلب إليها الصناع والحرفيين وبنى داراً للكتب ودار للشفاء ، وأنشأ خزانات للمياه وسداً مشهوراً يدعى بندامير على نهر ركو . ظلت شيراز مزدهرة في عصر البويهيين إلى أن قضى عليهم السلاجقة عام 448هـ وأهملت شيراز في عهد السلاجقة حتى تعرضت بعدها للغزو المغولي وتم تدميرها . وعمها الخراب وتولى الحكم الأتابك سنفر بن مودود فعمرها وشيد المساجد لكنها تعرضت للدمار مرة أخرى بعد موته حتى استطاع مظهر الدين زنكي من اللجوء إلى السلطان السلجوقي أرسلان بن طغرل وسطر عليها وتولى بعده سعد الدين زنكي فشيد العمران وسيطر على أصفهان والعراق وضم أيضاً أذربيجان بعد الحملات التي شنت وأدت إلى دمار شيراز وظل سعد الدين يصلح الخراب الذي حل بشيراز وبعده أتى أبو بكر بن سعد الذي حمى وأنقذ شيراز من دمار غارات المغول وحافظ عليها ، لكن وقعت شيراز تحت السيطرة المغولية وتغالب عليها عدة سلاطين حتى استطاع الشاه إسماعيل الصفوي من القضاء على آخر حكامها السلطان مراد بن السلطان يعقوب ودخول شيراز عام 909هـ .
كانت شيراز على مر عصورها وخاصة في العصرين المغولي والتيموري موطناً للعلم والعلماء والشعراء والمصوفة الذين قدموا عليها من بقاع إيران وذلك لأنها المدينة الوحيدة التي حفظت من الدمار المغولي فظلت آمنة في ظل حكام راعيين للعلم والأدب .
النشاط الاقتصادي للسكان :
تعد مدينة شيراز من المدن الزراعية الهامة والفنية بخصوبة تربتها وتشتهر بزراعة الأرز والحبوب وقصب السكر والبنجر والقطن الصيفي والتفاح والرمان وتربية دودة القز والخضروات والعنب الذي يتميز بجودته عالمياً بين دول الشرق المنتجة له ، والفواكه المختلفة والمتنوعة والجيدة الإنتاج . وتعد شيراز مركزاً للطرق الرئيسية بجنوب إيران والتي تمتد شمالاً حتى أصفهان وشرقاً حتى يزد ، ومن الجنوب الغربي حتى مدينة بوشهر . وتطورت حديثاً بشبكة اتصالات حديثة ومتطورة وأنشئت فيها المعاهد والمدارس والجامعات والتي يرتادها طلبة العلم من كل أنحاء إيران ، كما تطورت فيها الخدمات الصحية والاجتماعية كما تشتهر شيراز بصناعة السجاد الفاخر الشيرازي وهو من أجود أنواع السجاد في العالم ، كما تشتهر بصناعة أدوات البناء والأواني الخزفية والنحاسية الموشاة المنمنمة ، وتشتهر بصناعة أيضاً الصناعات القطنية والصوفية والكتانية والحريرية وصناعاتها النسيجية من أجود وأفخر أنواع الأنسجة الشيرازي .
المرجع
موسوعة المدن الإسلامية - آمنة أبو حجر – بتصرف