شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أشهر المساجد والزوايا في جدة


م.أديب الحبشي
02-01-2011, 12:53 PM
أشهر المساجد والزوايا في جدة



على الرغم من محدودية مساحة جدة القديمة ومقارنة بنسبة سكانها قبل أن تتنامى وتخرج إلى الضواحي . فإن كثرة المساجد والزوايا التي كانت منتشرة في حواريها وأزقتها وأسواقها إنما تعكس الروح الدينية المتجذرة بين أهلها . . وكان الأهالي المقتدرين يتسابقون لفعل الخير خاصة بناء المساجد والأربطة والوقف لها . .

وقد ذكر صاحب ( السلاح والعدة ) أوائل القرن الحادي عشر الهجري أن بجدة ما ينون على مائة زاوية . كما ذكر الكثير من المساجد التي أزيل بعضها مثل : مسجد ( الحداد ) بجانب زاوية عبد القادر الجيلانى . ومسجد ( شميلة) الذي بناه شميلة بن راجح أحد وزراء الشريف حسن بن عجلان . ومسجد (الخضر) بحارة الشام الذي بناه "بريد بن شكر" وزير الشريف محمد بن بركات وكانت له أوقاف حوله.

والشاهد في مساجد جدة القديمة تميزها بلمسات معمارية بديعة تتجسد على وجه الخصوص في منائرها ذات الطرز والطوابق المتعددة.






يتبع

م.أديب الحبشي
02-01-2011, 12:53 PM
المنائر .. فكرة عامة.. في جدة


‏كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم في بداية فرض الصلاة يصلون من غير أذان . . ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا بلال أن يؤذن داعياً إلى الصلاة فكان أول مؤذن في الإسلام . وكان يؤذن من أعلا سطح مجاور ‏للمسجد . . فالمساجد الأولى في الإسلام لم تكن بها مآذن . . بل كان يحدث أحياناً أن يدعو المؤذن للصلاة من على سور المدينة.

‏هذا وقد اتخذ المسلمون المآذن لأول مرة في دمشق حين أذنوا للصلاة من أبراج المعبد الوثني القديم الذي قام على أنقاضه المسجد الأموي ، وكانت تلك الأبراج الأربعة هي الأصل الذي بنيت على مثاله المآذن الأولى في الإسلام سيما في مصر والشام وبلاد المغرب.

‏والثابت أن المآذن الأولى التي شيدها المسلمون كانت أبراجاً مربعة وهي الطراز السوري ، ثم انتقل إلى أجزاء من العالم الإسلامي ، ومعظم المآذن التي شيدت في مصر في عصور لاحقة ذات طبقات ثلاث ( مربع ، مثمن ، أسطواني) . . وقل شيدت المآذن في جزيرة العرب من الطراز المملوكي ثم الطراز التركي بعد أن كانت تبنى في البداية مربعة.

‏غير أن الناس في الحجاز عموماً كانوا يتصرفون في تشييدها بعض التصرف حسب أذواقهم في حدود الطراز السائد . . وتتوقف مادة البناء المستعملة في بناء المآذن على ما يستعمل في كل إقليم من الحجر أو الطوب . . وفي مدينة جدة كان الحجر هو المادة السائدة في بناء المنائر . والمسقط الأفقي لها مثمن الشكل وأغلب المساجد بجدة بمئذنة واحدة فقط ، وهي في الغالب مقسمة إلى ثلاث أقسام يتحلى الجزء الأسفل لكل منها بمقرنصات . . والملاحظ على منائر جدة أنها تقع جميعاً في الركن الجنوبي الغربي من الجسد . . كذلك فإن مساجد جدة لا تشمل على قباب بالمعنى المعروف.

‏ومما يجدر ذكره أن مآذن جدة البيضاء العالية كانت قبل حوالي نصف قرن ‏يمكن رؤيتها من البحر على بعد (20 كيلو متر) من المدينة.






المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)