شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : المفسرون من الصحابة


جمانة كتبي
01-31-2011, 11:06 PM
المفسرون من الصحابة




اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود وابن عباس، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير- رضي الله عنهم أجمعين- أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة نزرة جداً، وكان السبب في ذلك تقدم وفاتهم [1] .
وهناك من تكلم في التفسير من الصحابة غير هؤلاء: كأنس بن مالك، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعائشة- رضي الله عنهم- غير أن ما نقل عنهم في التفسير قليل [2] وفيما يلي نعرّف بثلاثة من أشهر المفسرين المكثرين من الصحابة وهم:



1- علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

3- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

2- عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .





الهامش :~

[1] الإِتقان في علوم القرآن للسيوطي جـ 2 ص 229، بتصرف-
[2] التفسير والمفسرون للدكتور الذهبي جـ1 ص 63.

جمانة كتبي
01-31-2011, 11:09 PM
علي بن أبي طالب رضي الله عنه


ترجمته:
هو علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها، أول من آمن به من قرابته، اشتهر باسمه وبكنيته (أبو الحسن وأبو تراب) وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وتربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ، وشهد معه المشاهد كلها إلاّ غزوة تبوك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَلفه على أهله، وقال له: " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي " [3] .


مبلغه من العلم:
كان رضي الله عنه بحراً في العلم جمع إلى مهارته في القضاء والفتوى علمه بكتاب الله وفهمه لأسراره وخفي معانيه فكان أعلم الصحابة بمواقع التنزيل ومعرفة التأويل، كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.
واشتهر بالفصاحة والبلاغة والبيان والفتيا وحل المشكلات حتى قيل فيه قضية ولا أباحسن لها قال سعيد بن جبير: كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وقال أيضاً: "ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب " .
عن أبي الطفيل قال: "شهدت علياً يخطب ويقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، والله ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل، أم في جبل".


وفاته:
كانت وفاته رضي الله عنه في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه [4] ، مقتولاً بيد عبد الرحمن بن ملجم وعمره ثلاث وستون سنة.


أهم الطرق عن علي رضي الله عنه في التفسير:
1- طريق هشام عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي، طريق صحيحة يخرج منها البخاري وغيره.
2- طريق ابن أبي الحسن عن أبي الطفيل عن علي، وهذه طريق صحيحة يخرج منها ابن عيينة في تفسيره.
3- طريق الزهري عن علي زين العابدين عن أبيه الحسين عن أبيه علي وهذه الطرق صحيحة[5] .



الهامش :~

[3] رواه البخاري8/112 برقم (4416) واللفظ له، ومسلم جـ15 ص 174 في فضائل الصحابة.
[4] الإِصابة في تمييز الصحابة للعسقلاني 2/507-510 بتصرف.
[5] التفسير والمفسرون للدكتور الذهبي 1/ 91.

جمانة كتبي
01-31-2011, 11:12 PM
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما


ترجمته:
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، وأمه: أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وهو ابن عم رسول الله كما ولد قبل الهجرة بثلاث سنين والنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته بالشعب بمكة فأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحَنَكه بريقه، لازم النبي صلى الله عليه وسلم .


مبلغه من العلم:
كان رضي الله عنه في بيت النبوة فكان يسمع منه الشيء الكثير وضمه صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: "اللهم علمه الكتاب" [6] ، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل " [7] . فكان لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم أثراً في علمه وكان على درجة عظيمة من الاجتهاد والمعرفة بمعاني كتاب الله، ولقب بحبر هذه الأمة، ولذا انتهت إليه الرياسة في الفتوى والتفسير.
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله وكان يقول له: "إنك لأصبح فتياننا وجهاً، وأحسنهم خلقاً، وأفقهِهم في كتاب الله " وقال في شأنه: "ذاكم فتى الكهول، إن له لساناً سئولا وقلباً عقولاً".
قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه: "نعم ترجمان القرآن ابن عباس ".
وقال ابن عمر رضي الله عنهما لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فأسأله فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
وقال فيه عطاء: ما رأيت أكرم من مجلس ابن عباس فقهاً وأعظم
خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده يصدرهم كلهم من واد واسع.


وفاته:
توفي رضي الله عنه في الطائف سنة ثمان وستين للهجرة وهو ابن سبعين سنة [8] .


الطرق المروية في التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما:

(أ) من الطرق الثابتة عن ابن عباس رضي الله عنهما:
1- طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. قال الحافظ ابن حجر: وعلي صدوق ولم يلق ابن عباس لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه فلذلك كان البخاري وأبو حاتم وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة [9] .
2- طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس.
3- طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى آل زيد بن ثابت عن عكرمة أو [10] سعيد بن جبير عن ابن عباس.

(ب) من الطرق الضعيفة عن ابن عباس رضي الله عنه:
1- طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس [11] .
2- طريق بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس [12] .
3- طريق عطية بن سعيد العوفي عن ابن عباس [13] .

(جـ) أوهى الطرق عن ابن عباس:
طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، فإذا انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدى الصغير فهي سلسلة الكذب [14] .




الهامش :~

[6] رواه البخاري 1/ 169.
[7] رواه أحمد 1/266، 314، 328، 335، والترمذي 5/679. وأصله في الصحيحين. انظر البخاري 1/ 244 ومسلم 16/37.
[8] أسد الغابة في معرفة الصحابة- لابن الأثير (3/ 290) بتصرف، وفيات الأعيان- لابن خلكان (3/ 62) بتصرف، الإِصابة في تمييز الصحابة للعسقلاني جـ2، ص 330.
[9] الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (6/423).
[10] قال الحافظ: هكذا بالشك ولا يضر لكونه عن ثقة. (الدر المنثور 6/423).
[11] هذه الطريق ضعيفة جداً لعلتين .
(أ) لضعف جويبر فهو متروك. (ب) للانقطاع بين الضحاك وابن عباس.
[12] وهذه الطريق ضعيفة أيضاً لعلتين :
(أ) لضعف بشر. (ب) للانقطاع بين الضحاك وابن عباس.
[13] إسناده ضعيف ،لضعف عطية العوفي .
[14] انظر الطرق عن ابن عباس رضي الله عنه في الكتب التالية بتصرف :

جمانة كتبي
01-31-2011, 11:26 PM
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه



ترجمته:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي وكنيته ( أبو عبد الرحِمن)، وأمه أم عبد بنت عبد وُدّ بن سواء بت هذيل كان ينسب إليها أحياناَ فيقال: (ابن أم عبد) لأن أباه مات في الجاهلية وأدركت أمه الإسلام فأسلمت، كان من السابقين الأولين في الإِسلام، هاجر الهجرتين وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حظي بشرف خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقب بـ(صاحب السواد والسواك) حتى لقد ظنه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه منِ أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناَ لا نرى ابن مسعود وأمه إلاّ من آهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نرىَ من كثرة دخوله ودخول أمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزومه له " [15] .


مبلغه من العلم:
قال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإِسلام: "إنك لغلام معلم " وقال: "من أحب أن يقرأ القرآن غضاَ كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد" [16] .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلاّ وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلاّ وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه " [17] .


وفاته:
توفي في المدينة النبوية سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة ودفن بالبقيع رضي الله عنه [18] .


أشهر الطرق الصحيحة عن ابن مسعود:
1- الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود.
2- الأعمش عن أبي الضحى عن مسرور عنه.
3- الأعمش عن ابن وائل عنه.
4- مجاهد عن أبي معمر عنه.
5- الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عنه [19] .





الهامش :~

[15] رواه البخاري في كتاب مناقب الأنصار . جـ7ص 102-103 ، ومسلم 16/16
[16] رواه أحمد في مسنده 1/26،7 ، 38 ، 445 ، 454، وابن ماجة 1/49 ، حديث (138) واللفظ له .
[17] رواه البخاري 9/47 حديث (5002)، ومسلم بنحوه 16/ 16- 17.
[18] الإِصابة في تمييز الصحابة للعسقلاني جـ2 ص 368، أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير 3/384.
[19] الباعث الحثيث ص 23.

جمانة كتبي
01-31-2011, 11:31 PM
درجة تفسير الصحابي:
أولاً: أقوال الصحابة في التفسير لها حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشرطين:
1- أن يكون مما لا مجال للرأي فيه كأسباب النزول، وأحوال القيامة واليوم الآخر ونحوها.
2- ألا يكون الصحابي معروفاً بالأخذ عن أهل الكتاب الذين أسلموا أي غير معروف بمرويات الإسرائيليات.
ثانياً: ما يكون للرأي فيه مجال مادام لم يسنده إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فله حكم الموقوف.


الحكم عليه:
1- ما حكم عليه بأنه من قبيل المرفوع لا يجوز رده اتفاقاً، بل يأخذه المفسر ولا يعدل عنه إلى غيره بأية حال.
2- ما حكم عليه بالوقف، تختلف فيه أنظار العلماء كالآتي:

(أ) ذهب فريق إلى أن الموقوف على الصحابي من التفسير لا يجب الأخذ به لأنه لما لم يرفعه، علم أنه اجتهد فيه، والمجتهد يخطئ ويصيب، والصحابة في اجتهادهم كسائر المجتهدين.

(ب) وذهب فريق آخر إلى أنه يجب الأخذ به والرجوع إليه، لظن سماعهم له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فسروا برأيهم فرأيهم أصوب، لأنهم أدرى الناس بكتاب الله، إذ هم أهل اللسان [20] . وهذا القول هو الذي رجحه كثير من العلماء.
قال ابن كثير في مقدمة تفسيره: إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح، ولاسيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهتدين المهديين، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم [21].



الهامش :~


[20] التفسير والمفسرون للدكتور الذهبي 1/95.
[21] تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 4.





مقالة منقولة للفائدة