شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : إبراهيم المرادي


أم شمس
01-31-2011, 05:16 PM
ابراهيم المرادي



إبراهيم بن محمد بن مراد بن علي بن داود بن كمال الدين الحنفي المعروف بالمرادي البخاري الأصل الدمشقي المولد عمى شقيق والدي السيد الشريف الحبيب النسيب الشاب الفاضل الأديب النبيه الزكي المتفوق كان من نبهاء عصره لطيفاً حسن العشرة حاذقاً بارعاً كاملاً ظريفاً متودداً رقيق الطبع حسن الشمائل ولد بدمشق في سنة ثمان عشرة ومائة وألف تقريباً ونشأ في حجر والده وقرأ القرآن ونبغ بها وتفوق وطلع مكتسباً للكمال والفضائل وقرأ على بعض الشيوخ وصارت له ملازمة وتدريس في طريق الموالي بدار الخلافة اسلامبول هو وأخوه السيد خليل بعده من شيخ الإسلام المولى قره إسماعيل مفتي الدولة العثمانية ولم يترق بالمدارس كعادتهم لكونه توفى بعد صيرورتها ولم تطل مدته وكان والده جدي حفه الرضوان القدسي يحبه وله به تعلق لنجابته وفضله وأدبه وحسن نباهته وأخذ عن الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي وتزوج بابنة ابنه الشيخ إسماعيل وكتب للعم المترجم سميه وصاحبه الأديب إبراهيم الحكيم الصالحي بقوله وكان وعده بوعد ولم ينجزه

يا ابن الأولى يا جيدا رباب العلا = يا من به روض المفاخر قد زها
لا تنس ما أوعدت في إنجازه = لا زلت بحر المكرمات وكنزها


فأجابه العم المذكور بقوله

إني بما أوعدت لست بمخلف = حاشى لمن رب الفضائل حازها
والعفو عما قد أتيت سجية = منكم وإني مسرع إنجازها



وللعم المذكور ماء حب الآس قوله

إن من يذكر الحبيب بوصل = عند مضناه زائد الوسواس
ذاك عذب يرى ولو بملام = هو أحلى من ماء حب الآس

وقوله في ذلك

بأبي أغيد يصول على الصب = بلحظ مفوق نعاس
وحلا منه للمتيم نطق = هو أحلى من ماء حب الآس


وقوله في ذلك

يا فريدا في الحسن أرفق بصب = داءوه معجز الحب الآسى
ثم جد سيدي برشف رضاب = هو أحلى من ماء حب الآس

وفي ذلك مقاطيع شعرية صدرت من أدباء دمشق لأمر اقتضاه ذلك فمن أنشد فيه وأبدع في التشبيه الشيخ محمد بن أحمد الكنجي الذي هو المبتدع لتضمينه والمبتكر لإيجاده وافتراع أبكاره وعونه فقال

ظبي أنس بدا برونق حسن = يتهادى بقده المياس
وحباني من ثغره برضاب = هو أحلى من ماء حب الآس


وله

يا رسول الرضى ويا خير هاد = للبرايا ورحمة للناس
طيب ذكراك في كل حين = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول الشيخ سعدى العمري

يا مثير الغرام في كل قلب = ما لجرح اللحاظ غيرك آسى
دأو مرضى الهوى برشف رضاب = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول أخيه الشيخ مصطفى العمري

بدر تم حلو الشمائل غض = وافر الظرف بالمحاسن كاسي
يحتسي السمع منه طيب حديث = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول المولى حامد العماري المفتي

يا حبيبي إذا سألت سوالا = عز نقلا وفيه نفع الناس
انشر الكتب كالجدأول ليلا = ونهارا مع اجتماع حواس
فسروري بنقل قول صحيح = هو أحلى من ماء حب الآس


وله مداعباً رجلاً طلب منه ذلك

قال شخص طبخ الكنافة ليلا = واقتناصى لنقلها واختلاسي
واقتطافي قطر القطائف معها = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول المولى سعيد السعسعاني

بي ريم يسبي بمسكي خال = يتلالا في جيده الألماسي
علني من رحيق ثغر بكاس = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول الشيخ أحمد علي المنيني

قلت للأهيف الممنع لما = صعدت ماء خده أنفاسي
ماء ورد بوجنتيك لصاد = هو أحلى من ماء حب الآس


وتفنن في ذلك فنقله إلى لغة الألثغ فقال

لست أنساه أغيدا قد أثارت = لثغة منه لوعتي بانبعاث
قام يجلو من المدام كؤسا = بين مثنى يديرها وثلاث
قائلاً هاك من رضأبي كاثا = هو أحلى من ماء حب الآث



ومن ذلك قول الشيخ صادق الخراط

يا بروحي من جاء يخطر عجبا = في حلى الملك كالقنا المياس
ناظر للورى بطرف غضوب = بين قومي ولم يخف من باس
قلت لا تغضبن فشتمك عندي = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول الشيخ محمد المحمودي وفيه التورية

قد حباني الاسي بحب عجيب = قال هذا مفرح الأكياس
قد عجنا أجزاء هذا بماء = ذيب من سكر كما الالماس
فرآء الحبيب فاشتاط غيظاً = قال دعه ولا تخف من باس
وتعوض عنه برشف رضاب = هو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك قول الفاضل محمد ابن رحمة الله الأيوبي مخاطباً محمد الكنجي
يا هماما حاز الكلمالات طرا = بابتكار التخييل والاحتراس
دمت في حلبة الفضائل فردا = حائز السبق زائد الايناس
كم لكم من بديع در نظام = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول الشيخ صالح ابن المزور

أسر القلب حب ظبي غرير = ثوب حسن له المصور كاسي
اتخذ الهجر والصدود دلالا = بفؤاد على المتيم قاسي
قلت جد لي بنظرة من محيا = ك حبيبي فقد عدمت حواسي
فحباني منه بساعة وصل = هي أحلى من ماء حب الآس

ومن ذلك قول الشيخ موسى المحاسني

بدر تم بدا بحسن اللباس = يتباهى بقده المياس
يزدري بالغصون لينا وقدا = والظباء لفتة مع استيناس
أسكرتني ألفاظه بحديث = هو أحلى من ماء حب الآس

ومن ذلك قول الشيخ سعيد الكناني

يا سروري من بعد طول التنائي = بالمقا واعتناق ظبي كناس
فبروحي وما حويت بشيرا = رد إذ جاء ناظري وحواسي
عندما دار لي من البشر كاسا = هو أحلى من ماء حب الآس

ومن ذلك قول الماهر مصطفى ابن بيرى الحلبي

بأبي مشرق الجيوب بوجه = هو كالبدر في دجى الأغلاس
قد جلته يد التلاقي علينا = مسفراً في ملابس الايناس
وأمال العناق نحوي عطفا = يزدهي من قوامه المياس
فتجارت سوابقي من دموعي = قطرتها صواعد الأنفاس
فتلقى بفاضل الردن دمعي = مذ رأى فيض عبرتي ذا انبجاس
فتأوهت حين أنكر حالي = قائلاً وهو بانعطافي مواسي
إن دمع السر ورغب التلاقي = هو أحلى من ماء حب الآس

ومن ذلك قول البارع حسين ابن مصلى

زان منها زبرجد الوشم ثغرا = سكريا معطر الأنفاس
أرشفتني رضابه ثم قالت = هو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك قول الكامل محمد بن عبد الله كتخدا أوجاق اليرليه
ما على من قضى ممر الليالي = صارفاً نقد عمر للكاس
يتعاطى مشمولة بمزاج = هو أحلى من ماء حب الآس

ومن ذلك قوله أيضاً

هات حدث عنها ولا تخش لوما = واستقنيها بالجام أو بالطاس
بنت كرم مزاجها وصفاها = هو أحلى من ماء حب الآس


ومن ذلك قول الشيخ خليل بن محمد الفتال

جس نبضي الطبيب قال عليل = في هوى أغيد شديد الباس
قلت خل الهوى وعد جس نبضي = إن هذا يزيد في الوسواس
قال إني لناصح بكلامي = ليس الأمن أعين نعاس
قلت صف لي مفرجاً يجل همى = ويزل حر مهجتي وحواسي
قال فارشف من ريقة رشفات = هي أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك قول الكامل إبراهيم بن مصطفى الاسطواني مخاطباً الكنجي
يا فريداً في عصره والمزايا = من حوى العلم والحجى باقتباس
هو خلى الكنجي بحر نظام = معدن الجو دعا طر الأنفاس
لم يدع للمقال معنى بديعا = يجتني منه حار فيه حواسي
أودع السمع من حلاه حديثاً = هو أحلى من ماء حب الآس

وقوله وتعرض لذكر وصف رجل يعرف بابن الفستقي من أهالي الصالحية على طريق المداعبة

قلت يوماً للفستقي تأدب = وأشهد الحق معلناً في الناس
قال دعني ولا تكن لي نصوحا = فاقتي أزعجت جميع حواسي
درهم في شهادة الزور عندي = هو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك ما أنشد فيه الأستاذ الشبح عبد الغني النابلسي بقوله
نزل الغيث بعد طول رجاء = فهنيئاً به لكل الناس
وحلا عندهم وطاب كثيراً = فهو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك قول الشيخ مصطفى اللقيمي الدمياطي نزيل دمشق
روض حسن فيه الحبيب تجلى = بدلال تيهاً على الجلاس
قد سقاني من البعاد بوصل = هو أحلى من ماء حب الآس
ومن ذلك قول الشيخ محمد بن عبيد العطار
صاد قلبي بلحظه مذ تبدا = ينثني بعطفه المياس
رشا كامل المحاسن فرد = في بهاء معطر الأنفاس
وصله بغبتي ورشف الماء = هو أحلى من ماء حب الآس


ومما وجد على هامش هذا الكتاب فألحقناه وهو للمولى السيد حسين المرادي المفتي بدمشق الشام بيتين في هذا المعنى ومشطرهم السيد محمد أمين الأيوبي في سبك المعنى طعما ورايحة

شامات حب الآس لما إن بدت = في خده أسبت عقول الناس
وتكاملت أوصافه لما غدت = من صدغه في وجنة الماس
فانظر إلى ريق حلا في ثغره = أشهى وأزهى من سلاف الكاس
والثم لما ذاك الثغير لانه = أزكى شذا من ماء حب الآس


وفي ذلك غير ما ذكرنا من المقاطيع وأما الآس ففضائله عظيمة حتى ذكر أن عصا موسى عليه السلام كانت منه وخضرته دائمة وله زهرة بيضاء طيبة الرائحة وثمرته سوداء ومنها ما هو أبيض كاللؤلؤ بين ورق الزبرجد وعصارة ثمرته رطباً تفعل فعل الثمرة في المنفعة وهي جيدة للمعدة وله خصائص غير ذلك وطبعه بارد يابس مجفف يولد سهر أو دفع مضرته بالبنفسج ويصلح الأمزجة الباردة بالحاصية وأنشد في تشبيهه سليمان بن محمد الطرابلوسي قوله

أحبب بقضبان آس في سائر الدهر توجد = كأنها حين تبدو سلاسل من زبرجد


وقال الأستاذ عبد الغني النابلسي

ولقد أتينا للحدائق بكرة = والطل يقطر فوق روض أنفر
وكائن حب الآس فوق غصونه = عقد اللآلي ضمن سلك أخضر
وقد قال ابن حجة تتبعت ما قيل في الآس فما ارماني الاقول القائل
خليلي ما للآس يعبق نشره = إذا أشتم أنفاس الرياح البواكر
حكى لونه أصداغ ريم معذر = وصورته آذان خيل نوافر


وما خلا عن فائدة وكانت وفاة العم صاحب الترجمة في يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة اثنين وأربعين ومائة وألف بمرض الدق ودفن بسفح قاسيون بصالحية دمشق بمقام سيدنا ذي الكفل عليه السلام وقيل في تاريخ وفاته

ضريح قد تبوأ السناء = وفي قاسيون لاح به ضياء
حوى من آل خير الخلق شهما = يدوم لجده منه الرجاء
له بالقرب من ذي الكفل كفل = ويسعد من رعته الأنبياء
وفي دار البقا قد نال زافي = وبالجنات طاب له اشوآء
فبالرضوان والفردوس أرخ = لإبراهيم إذ وفى الهناء






المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي