شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : أبو سفيان صخر بن حرب


ريمة مطهر
05-11-2011, 07:49 PM
أبو سفيان صخر بن حرب

أَبو سفيانَ صَخرُ بنُ حَرب بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأُموي ، وهو والد يزيد ومعاوية وغيرهما ‏.‏

ولد قبل الفيل بعشر سنين ، وكان من أَشراف قريش ، وكان تاجراً يجهز التجار بماله وأَموال قريش إِلى الشام وغيرها من أَرض العجم ، وكان يخرج أَحياناً بنفسه وكانت إليه راية الرؤساءِ التي تسمى العُقَاب ، وِإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعتها بيد الرئيس ‏.‏ وقيل ‏:‏ كان أَفضل قريش رأياً في الجاهلية ثلاثة‏ : ‏عتبة ، وأَبو جهل ، وأَبو سفيان ‏.‏ فلما أَتى الله بالإِسلام أُدبروا في الرأي ‏.‏ وهو الذي قاد قريشاً كلها يوم أُحد ، ولم يقدمها قبل ذلك رجل واحد إِلا يوم ذات نَكِيف قادها المطلب‏ .‏ قاله أَبو أَحمد العسكري ‏.‏

وكان أَبو سفيان صديقُ العباس ، وأَسلم ليلة الفتحِ‏ .‏ وقد ذكرنا إِسلامه في اسمه ‏.‏ وشهد حنيناً ، وأَعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أُوقية ، وأَعطى ابنيه يزيد ومعاوية ، كل واحد مثله ‏.‏ وشهد الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَفُقِئت عينه يومئذ ، وفُقِئت الأُخرى يوم اليرموك ‏.‏ وشهد اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل ، ويقول ‏:‏ ‏" ‏يا نصر الله ، اقترب‏ " ‏‏.‏ وكان يقف على الكراديس يَقص ويقول ‏:‏ اللّه الله ، إِنكم ذَادة العرب ، وأَنصار الإِسلام ، وإنهم ذَادة الروم وأَنصار المشركين ‏.‏ اللهم ، هذا يوم من أَيامك ، اللهم أَنزل نصرك على عبادك‏ .‏ وروي أَنه لما أَسلم ورأَى المسلمين وكثرتهم قال للعباس ‏:‏ لقد أَصبح ملك ابن أخيك عظيماً ‏.‏ قال‏ :‏ إنها النبوة ‏!‏ قال ‏:‏ فنعم ، إذاً ‏.‏

وروى ابن الزبير أَنه رأَى أَبا سفيان يوم اليرموك وكان يقول ‏:‏ إِذا ظهرت الروم ‏:‏ إيه بني الأَصفر ‏!‏ وإذا كشفهم المسلمون يقول‏ :‏ الخفيف

وبنو الأصفر الملوك ملوك ** * الروم لم يبق منهم مذكور

ونقل عنه من هذا الجنس أَشياء كثيرة لا تثبت ، لأنَه فقئت عينه يوم اليرموك ، ولو لم يكن قريباً من العدو ويقاتل لما فقئت عينه‏ .‏ وكان من المؤلفة ، وحسن إِسلامه ، وتوفي في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين ‏.‏ ‏و‏قيل‏ :‏ ثلاث وثلاثين ‏.‏ وقيل ‏:‏ إحدى وثلاثين ‏.‏ وقيل ‏:‏ أَربع وثلاثين ‏.‏ وصلى عليه عثمان ‏.‏ وقيل‏ :‏ صلى عليه ابنه معاوية ، وكان عمره ثمانياً وثمانين سنة‏ .‏ وقيل ‏:‏ ثلاث وتسعون سنة ‏.‏ قيل غير ذلك ‏.‏ أَخرجه أَبو عمر ، وأَبو نُعَيم ، وأَبو موسى ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - ابن الأثير