أم شمس
01-31-2011, 01:22 AM
إبراهيم الدكدكجي
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المعروف بالدكدكجي الحنفي التركماني الأصل الدمشقي الشاب الفاضل الأديب النبيه الذكي الفائق الصالح الكامل ولد بدمشق في سنة أربع ومائة وألف وأرخ ميلاده الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي بقوله بإبراهيم الذي وفى نشأ في كنف والده بطاعة وصيانة وحضر دروس علماء عصره وقرأ المعاني والبيان والنحو على شيخ الإسلام الشمس محمد الغزي العامر مفتي دمشق وعلى الشيخ محمد أبي المواهب مفتي الحنابلة بين العشائين بالجامع الأموي وكذلك على المعمر الشمس محمد بن علي الكاملي في رمضان بعد صلاة الصبح في الجامع الأموي وكذلك على الشيخ المحدث يونس الأزهري ولازم الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي كوالده في غالب أوقاته وحضر دروسه واستجاز له والده من دمشق وغيرها جماً غفيراً من العلماء كعبد الله البصري المكي وعثمان النحاس وأبي المواهب الحنبلي ومحمد الكامل وسعدى بن عبد الرحمن بن حمزة المحدث ومحمد بن محمد البديري الدمياطي ابن الميتة وعبد الكريم بن عبد الله العباسي الحنفي المفتي المدني وغيرهم وأبو الطاهر محمد بن إبراهيم الكوراني ومهر وبرع وصار له فضل ونباهة لا تنكر مع طبع رقيق ولطف مع الخاص والعام بمزيد المحبة والصداقة وترجمه الشيخ سعد السمان في كتابه وقال في وصفه غصن تلك الدوحة الندية وشذا تلك الفوحة الدنية كرع من حياض والده العلوم واغترف وأقر لذكائه الزمان واعترف فتهللت به أسارير النباهة وفاق أقرانه وأشباهه بمحيا وسيم وأدب جسيم يستوهب منهما العبير شميمه وتود الدمى لو صار لأجيادها تميمة وصفحة هي سجتجل كل متيم وجفن كم أغرى مغرماً وهيم مع صيانة ملء برده ولطافة كالروض حف بورده وكانت تميله نفحات الهوى وما أفل نجم اعتنائه ولا هوى مع همة في تنأول الآداب منوطه وفكرة مما لا يعنى قنوطه ولم يزل ينهب أوقاته لذه ويقطع كبد رقبائه فلذه فلذه ويمرح في ميدان الشبيبه ويجيد غزله وتشبيبه إلى أن ذوى غصنه وهو غض وأغمض عن نعيم الدنيا جفنه وغض وله شعر ينبه الغرام ويدعو إلى النشوة من مقل الآرام أنتهى ما قاله ولما توفى والده صار يقرأ العشر مكانه في درس الأستاذ النابلسي إلى أن توفي وقد رأيت لوالده هذه الوصية كتبها إليه وهي قوله
زر والديك وقف على قبريهما = فكأنني بك قد نقلت إليهما
لو كنت حيث هما وكانا بالبقا = زاراك حبوا لأعلى قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما = منجاك نفس الود من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علة = جزعا لما تشكو وشق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا = دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صاد فابك راحة = بجميع ما تحويه ملك يديهما
قسيت حقهما عشبة اسكنا = دار البقا وسكنت في داريهما
فتلحقنهما غدا أو بعده = حتما كما لحقا هما أبويهما
ولتندمن على فعالك مثل ما = ندما هما ندما على فعليهما
بشراك لو قدمت فعلاً صالحاً = وقضيت بعض الحق من حقيهما
وقرأت من آي الكتاب بقدر ما = تسطيعه وبعثت ذاك إليهما
فأحفظ حفظت وصيتي واعمل بها = فعصى تنال الفوز من بريهما
ومن شعره هذه القصيدة ممتدحاً بها الشيخ السيد طه الحلبي وهي قوله
انزع الكاس يا نديم وهاته = ثم نهنه كرى جفون سقاته
واجتلى البشر من وجوه التهاني = فصفاء الزمان من مسعداته
زمن اللهو والخلاعة والبس = ط حري بالحر بعد فواته
قم بنا نفترع فدتك المعالي = ونسارع فالروض طاب فواته
نجتلي فيه اكؤس الود فالرا = حة والأنس في اجتلا زهراته
وبشير الاسعاد أضحى ينادي = أن داعي السرور قام بذاته
وغدا الأنس كاملاً والأماني = صرن للوعد فيه من منجزاته
كيف لا والزمان لا زال فيه = الشهم طه ممتعاً بحياته
الإمام الهمام من قد تسامى = للمعالي وصرن من حسناته
والأعز الأغر من شاد مجدا = في ذراها بمقتضى عزماته
والنبيل النبيه والأروع الأو = رع غيث الأنام في مكرماته
والحسيب النسيب محي ربوع ال = جود بعد اندراسها بهباته
آل بيت الرسول حزتم مقاما = تجتلى الناس باجتلا نيراته
يا وحيد الأفاضل إني أهني = ك بعرس زهت جميع جهاته
عرس عين الكمال روح المعالي = أحمد المتقين في مسعداته
واحد الدهر ثاني الروح حقا = ثالث النيرين في هالاته
دام بالأمن والمسرة يزهو = بالرقا والبنين طول حياته
يا سليل الأمجاد ساجع شكري = لهج بالثناء في نغماته
ولغريد روضة البشر يشدو = بمديح كالدر في كلماته
فأعره سمع الرضى وتجأوز = عن قصور يلوح في أبياته
إن بيتاً حوى بدائع تاري = خ أحرى بالعفو عن سبئاته
نم قرير العيون بالعرس أرخ = وتنعم بالجود من طيباته
واسلم الدهر بالهنا وتسنم = ذروة المجد لاجتنا ثمراته
ولم أظفر له بغيرها من الشعر وكانت وفاته مطعوناً شهيداً في يوم الخميس تاسع عشر رجب سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف ودفن في التربة الكبرى من مرج الدحداح بطرفها القبلي وكثرا تأسف عليه وسيأتي ذكر والده محمد والدكدكجي نسبة تركية وهو صانع الدكديك وهو باللغة التركية ما يوضع ساتراً على ظهر الحصان والجيم باللغة التركية كياء النسبة في اللغة العربية فليحفظ عند ذكر غير المترجم إذا جاء في محله إن شاء الله تعالى والله أعلم
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المعروف بالدكدكجي الحنفي التركماني الأصل الدمشقي الشاب الفاضل الأديب النبيه الذكي الفائق الصالح الكامل ولد بدمشق في سنة أربع ومائة وألف وأرخ ميلاده الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي بقوله بإبراهيم الذي وفى نشأ في كنف والده بطاعة وصيانة وحضر دروس علماء عصره وقرأ المعاني والبيان والنحو على شيخ الإسلام الشمس محمد الغزي العامر مفتي دمشق وعلى الشيخ محمد أبي المواهب مفتي الحنابلة بين العشائين بالجامع الأموي وكذلك على المعمر الشمس محمد بن علي الكاملي في رمضان بعد صلاة الصبح في الجامع الأموي وكذلك على الشيخ المحدث يونس الأزهري ولازم الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي كوالده في غالب أوقاته وحضر دروسه واستجاز له والده من دمشق وغيرها جماً غفيراً من العلماء كعبد الله البصري المكي وعثمان النحاس وأبي المواهب الحنبلي ومحمد الكامل وسعدى بن عبد الرحمن بن حمزة المحدث ومحمد بن محمد البديري الدمياطي ابن الميتة وعبد الكريم بن عبد الله العباسي الحنفي المفتي المدني وغيرهم وأبو الطاهر محمد بن إبراهيم الكوراني ومهر وبرع وصار له فضل ونباهة لا تنكر مع طبع رقيق ولطف مع الخاص والعام بمزيد المحبة والصداقة وترجمه الشيخ سعد السمان في كتابه وقال في وصفه غصن تلك الدوحة الندية وشذا تلك الفوحة الدنية كرع من حياض والده العلوم واغترف وأقر لذكائه الزمان واعترف فتهللت به أسارير النباهة وفاق أقرانه وأشباهه بمحيا وسيم وأدب جسيم يستوهب منهما العبير شميمه وتود الدمى لو صار لأجيادها تميمة وصفحة هي سجتجل كل متيم وجفن كم أغرى مغرماً وهيم مع صيانة ملء برده ولطافة كالروض حف بورده وكانت تميله نفحات الهوى وما أفل نجم اعتنائه ولا هوى مع همة في تنأول الآداب منوطه وفكرة مما لا يعنى قنوطه ولم يزل ينهب أوقاته لذه ويقطع كبد رقبائه فلذه فلذه ويمرح في ميدان الشبيبه ويجيد غزله وتشبيبه إلى أن ذوى غصنه وهو غض وأغمض عن نعيم الدنيا جفنه وغض وله شعر ينبه الغرام ويدعو إلى النشوة من مقل الآرام أنتهى ما قاله ولما توفى والده صار يقرأ العشر مكانه في درس الأستاذ النابلسي إلى أن توفي وقد رأيت لوالده هذه الوصية كتبها إليه وهي قوله
زر والديك وقف على قبريهما = فكأنني بك قد نقلت إليهما
لو كنت حيث هما وكانا بالبقا = زاراك حبوا لأعلى قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما = منجاك نفس الود من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علة = جزعا لما تشكو وشق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا = دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صاد فابك راحة = بجميع ما تحويه ملك يديهما
قسيت حقهما عشبة اسكنا = دار البقا وسكنت في داريهما
فتلحقنهما غدا أو بعده = حتما كما لحقا هما أبويهما
ولتندمن على فعالك مثل ما = ندما هما ندما على فعليهما
بشراك لو قدمت فعلاً صالحاً = وقضيت بعض الحق من حقيهما
وقرأت من آي الكتاب بقدر ما = تسطيعه وبعثت ذاك إليهما
فأحفظ حفظت وصيتي واعمل بها = فعصى تنال الفوز من بريهما
ومن شعره هذه القصيدة ممتدحاً بها الشيخ السيد طه الحلبي وهي قوله
انزع الكاس يا نديم وهاته = ثم نهنه كرى جفون سقاته
واجتلى البشر من وجوه التهاني = فصفاء الزمان من مسعداته
زمن اللهو والخلاعة والبس = ط حري بالحر بعد فواته
قم بنا نفترع فدتك المعالي = ونسارع فالروض طاب فواته
نجتلي فيه اكؤس الود فالرا = حة والأنس في اجتلا زهراته
وبشير الاسعاد أضحى ينادي = أن داعي السرور قام بذاته
وغدا الأنس كاملاً والأماني = صرن للوعد فيه من منجزاته
كيف لا والزمان لا زال فيه = الشهم طه ممتعاً بحياته
الإمام الهمام من قد تسامى = للمعالي وصرن من حسناته
والأعز الأغر من شاد مجدا = في ذراها بمقتضى عزماته
والنبيل النبيه والأروع الأو = رع غيث الأنام في مكرماته
والحسيب النسيب محي ربوع ال = جود بعد اندراسها بهباته
آل بيت الرسول حزتم مقاما = تجتلى الناس باجتلا نيراته
يا وحيد الأفاضل إني أهني = ك بعرس زهت جميع جهاته
عرس عين الكمال روح المعالي = أحمد المتقين في مسعداته
واحد الدهر ثاني الروح حقا = ثالث النيرين في هالاته
دام بالأمن والمسرة يزهو = بالرقا والبنين طول حياته
يا سليل الأمجاد ساجع شكري = لهج بالثناء في نغماته
ولغريد روضة البشر يشدو = بمديح كالدر في كلماته
فأعره سمع الرضى وتجأوز = عن قصور يلوح في أبياته
إن بيتاً حوى بدائع تاري = خ أحرى بالعفو عن سبئاته
نم قرير العيون بالعرس أرخ = وتنعم بالجود من طيباته
واسلم الدهر بالهنا وتسنم = ذروة المجد لاجتنا ثمراته
ولم أظفر له بغيرها من الشعر وكانت وفاته مطعوناً شهيداً في يوم الخميس تاسع عشر رجب سنة اثنين وثلاثين ومائة وألف ودفن في التربة الكبرى من مرج الدحداح بطرفها القبلي وكثرا تأسف عليه وسيأتي ذكر والده محمد والدكدكجي نسبة تركية وهو صانع الدكديك وهو باللغة التركية ما يوضع ساتراً على ظهر الحصان والجيم باللغة التركية كياء النسبة في اللغة العربية فليحفظ عند ذكر غير المترجم إذا جاء في محله إن شاء الله تعالى والله أعلم
المرجع
الكتاب : سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المؤلف : المرادي