شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : تجارة الرقيق في جدة


م.أديب الحبشي
01-31-2011, 12:18 AM
تجارة الرقيق في جدة

‏عرفت جدة شأن مختلف مناطق الجزيرة العربية هذا النوع من التجارة الممقوتة وكان لهم "دكة" يعرضون فيها تقع في نهاية "القبوة" وكان من المتاح للمشتري ما دام محل ثقة أن يأخذ من يريد شراؤه أو شرائها على سبيل التجربة لبضعة أيام قبل دفع الثمن . .

‏ويقول حافظ وهبة : لقد كانت مكة المكرمة في عهد الأشراف أكبر سوق للرقيق في جزيرة العرب لأن لأهل مكة عناية خاصة بتربية الجواري و العبيد ‏وتمرينهم على الخدمة المنزلية وقد جرت أيام الملك الحسين بن علي مخابرات لإبطال سوق الرقيق في الحجاز. لكن الملك حسين كان يحتج بأن الرقيق ليس مصدره مكة المكرمة .

‏ومن أسماء الرقيق التي كانت شائعة : فرج ، مبروك ، ومرزوق ‏، جوهر ، ألماس ، مرجان ، كذلك : ميمونة ، مبروكة ، مرزوقه ، فرح ، انشراح . . الخ وأغلب هؤلاء يجلبون من أفريقيا والبعض يتم سرقتهم من اليمن وسوريا وبعض الجراكسة وقد حكي لي والدي يرحمه الله الذي توفي منذ عقدين تقريباً عن عمر يناهز المائة . . روى أن له أخاً صغيراً تمت سرقته في الحرم المكي الشريف أوائل القرن الرابع عشر الهجري وأختفي له كل أثر .

‏كما أذكر منذ أكثر من خمسين عاماً أنه كان لنا في البيت عبداً يسمى آدم تم عتقه كما كانت لدينا جارية تسمى "انشراح" وقد عاشت معنا حتى انتقلت إلى ‏رحمة الله .

‏وكان من أشهر بائعي الرقيق بجدة خلال القرن الرابع عشر الهجري ويقال لهم دلالي الجوار كل من : ( باسترة أفندى ) و( أبو السعود ) . . وممن ادركتهم وأنا صغير السن أحمد بن سيف في النزلة اليمانية وحسن عمودي .

‏هذا و في عام 1383هـ في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله وضعت الدولة نهاية لتلك التجارة البغيضة عن طريق تعويض الملاك بأثمان ‏رقيقهم وتتولى الدولة عتقهم .

‏والواقع أن الرقيق الذي أقره الشرع هو ما كان يسبيه المسلمون في حروبهم الجهادية ، وكثيراً ما حث الإسلام الناس على العتق . . أما ما كان سائداً من تجارة الرقيق فكانت تقوم على سرقة أولئك البشر خاصة وهم صغار السن من الدول الأخرى وبيعهم خارج دولهم بما يتنافي مع أبسط التعاليم الدينية .






المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)