شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : مصوع .. مدن إرتريا الإسلامية


ثروت كتبي
04-29-2011, 03:29 PM
مصوع .. مدن إرتريا الإسلامية

الموقع :
تقع مصوع على الخط الطولي الشرقي 39 ْ وعلى الخط 15 ْ من خط العرض الشمالي ، وقد شكلت في تاريخها القديم نقطة جذب تجارية مهمة لصادرات وواردات مختلف دول العالم وبخاصة إفريقيا وآسيا .

المعنى اللغوي للمدينة :
يعتقد ان اسم مدينة مصوع مشتق من معناها ويدل أيضا على تضاريسها فكلمة مصوع تعنى النداء ، ومن يقف حتى يومنا هذا في شواطئها يمكنه أن ينادى على من يقف قبالته في الجزيرة وكانت التسمية "مصوع" قاصرة على الجزيرة" رأس مدر" ولكن بعد الاحتلال الإيطالي توسعت التسمية لتشمل ضواحي مصوع ، بعد أن تم ربطها بجزيرة "طوالوت" بجسر طوله 400م وبحر آخر طوله 95م ربطها بمدينة عداقة ، وبذلك غدت مصوع نقطة جذب واتصال لعموم ضواحيها بدءاً بقرار ، وشيخ عبد القادر ، وجزيرة شيخ سعيد وضواحي حطملو ، وترتسم و "واماترى" ومرقيقو ، ولابد من التذكير هنا إلى أن "ترنسم" هي تحريف للكلمة خورجسم أي نهر الجسم لان المحتلين الإيطليين كانوا يدفنون مناوئيهم من أبناء البلد أحياء في هذا المكان .

نبذة تاريخية عن ندينة مصوع :
مصوع من أقدم المدن الإرترية يعود إنشاؤها إلى قرون عديدة ، القرن العاشر الميلادي على أيدي الجاليات العربية التي وفدت إليها من اليمن بعد انهيار ميناء أدوليس التاريخي العريق الذي بناه كما تقدم في غير هذا المكان البطالسة وتدل مساجدها العريقة القديمة على تاريخها القديم وعراقتها ، وهي ميناء إريتريا الرئيسي على البحر الأحمر . وكانت مركزاً لعموم المديرية الشرقية بما في ذلك مديرية دنكاليا . وهي اليوم عاصمة لإقليم سمهر في حين ظلت منذ إنشائها ميناء إرتريا الأول والرئيسي على البحر الأحمر .

الأهمية الاقتصادية :
أطلق عليها الأيطاليون "باب الإمبراطورية" ، وقد أعطاها موقعها الجغرافي والاقتصادي الهام أهمية كبرى ، فظلت محتفظة بدورها الريادي التجاري لأكثر من ألف عام على اقل تقدير ، إذ أن التاريخ الأقدم لم تقف عليه بعد إذ يحتاج إلى الحفريات وغيرها لبحثه .
لوأهمية موقع مصوع الاستراتيجي ، ظلت قبله لأطماع مختلف القوى الإقليمية والعالمية ، وقد ظلت في صراع مع الغزاة للفوز باستقلالها المحلي بعيداً عن سلطات القوى الطامعة ، وشهدت علاقاتها بأباطرة أثيوبيا العديد من الصدامات ، وان الأباطرة الأثيوبيين ظلوا يرنون إلى شواطئ مصوع الاستراتيجية إلا أنهم لم يفلحوا في السيطرة على مصوع وبخاصة وأن سكانها تمحوروا حول سلطة مملكة البلو والتي تأسست في القرن الرابع عشر الميلادي في حرقيقو ، وقد تعاملت هذه السلطة كدولة مع مختلف القوى المحلية والعالمية ، حتى أن الأثيوبيين اضطروا إلى عقد اتفاقيات معها ، اعترافاً بسلطتها على مصوع وبالتالي على البحر الأحمر وذلك قبل ظهور البرتغال كقوة بحرية ومن ثم العثمانيين الأتراك . وقد اشتهرت مصوع بالعديد من الأسر الدينية .
وقد عرفت مصوع الحياة المدنية منذ عصور قديمة ، وانعكس ذلك في حياة السكان ومعاملاتهم اليومية ، وقد عرفت فيها المحاكم الشرعية منذ قرون طويلة ، وتعتبر محكمة مصوع الشرعية إحدى وأهم المحاكم الشرعية في المنطقة وقد عثر فيها على العديد من الوثائق الهامة ، التي تعود إلى اكثر من ثمانية قرون خلت نقلها الإيطاليون إلى متاحفهم التاريخية في روما . وقد كانت محكمة مصوع الشرعية قبلة لعموم السكان في مختلف المناطق الإريترية الإسلامية .
كما عرفت الازدهار الاقتصادي والتجارة ن وكان بها ملاحات لاستخراج الملح وعدة مصانع كصناعة تعليب الأسماك وطحن السردين وتحويله إلى سماد عدا الثروات البحرية الأخرى كالأسماك والكوكيان وغيرها ، والتي تستخرج من مصوع وتصدر إلى مختلف دول العالم ، وتعود على البلاد وأهلها بالأموال ووسائل الحياة المختلفة ن وانعكس ذلك على حياة سكانها من رخاء وطمأنينة ، كما يعد مصنع إسمنت مصوع إحدى القمم الاقتصادية الشامخة لعموم إرتريا .
وقد تعرضت مصوع للتدمير الشامل من قوات الاحتلال الأثيوبي ولكنها نالت استقلالها في شباط عام 1990م وقد كانت مدخلاً لتحرير باقي المدن والذي تحقق في العام الرابع والعشرين من أيار عام 1991م .

المعالم الأثرية في المدينة :
من معالم مدينة مصوع الرئيسية القصر المنيف للحاكم والذي بني في العهد المصري ، وكان مقراً للحاكم ، وفي فترة الاحتلال الأثيوبي تحول إلى قصر للإمبراطور الأثيوبي ، وبالمدينة عدة مساجد تاريخية قديمة وأهمها جامع أبو حنيفة والشافعي وبها أيضاً كنيسة القديسة مريم .

المرجع
موسوعة المدن الإسلامية - آمنة أبو حجر - بتصرف