شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ابن الحنفية وابناه السيد الإمام أبو القاسم وأبو عبد الله


ريمة مطهر
01-30-2011, 11:19 PM
ابن الحنفية وابناه
( الطبقة الأولى من كبراء التابعين )

السيد الإمام أبو القاسم وأبو عبد الله ، محمد بن الإمام علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب ، شيبة بن هاشم ، عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، القرشي الهاشمي ، المدني ، أخو الحسن والحسين ، وأمه من سبي اليمامة زمن أبي بكر الصديق ، وهي خولة بنت جعفر الحنفية.

فروى الواقدي ، حدثني ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء قالت : رأيت الحنفية وهي سوداء ، مشرطة حسنة الشعر ، اشتراها علي بذي المجاز ، مقدمه من اليمن ، فوهبها لفاطمة فباعتها ، فاشتراها مكمل الغفاري فولدت له ( عونة ) .

وقيل : بل تزوج بها مكمل ، فولدت له ( عونة ) ، وقيل : إن أبا بكر وهبها علياً .

ولد في العام الذي مات فيه أبو بكر .

ورأى عمر ، وروى عنه ، وعن أبيه ، وأبي هريرة ، وعثمان ، وعمار بن ياسر ، ومعاوية ، وغيرهم .

حدث عنه : بنوه عبد الله ، والحسن ، وإبراهيم ، وعون ، وسالم بن أبي الجعد ، ومنذر الثوري ، وأبو جعفر الباقر ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وعمرو بن دينار ، ومحمد بن قيس بن مخرمة ، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وآخرون .

ووفد على معاوية ، وعبد الملك بن مروان ، وكانت الشيعة في زمانه تتغالى فيه ، وتدعي إمامته ، ولقبوه بالمهدي ، ويزعمون أنه لم يمت .

قال أبو عاصم النبيل : صرع محمد بن علي مروان يوم الجمل ، وجلس على صدره . قال : فلما وفد على عبد الملك قال له : أتذكر يوم جلست على صدر مروان ؟ قال : عفواً يا أمير المؤمنين . قال : أم والله ما ذكرته لك وأنا أريد أن أكافئك ؛ لكن أردت أن تعلم أني قد علمت .

الواقدي : حدثنا معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه ، قال : لما صار محمد بن علي إلى المدينة ، وبنى داره بالبقيع ، كتب إلى عبد الملك يستأذنه في الوفود عليه ، فأذن له ، فوفد عليه في سنة ثمان وسبعين إلى دمشق فأنزله بقربه ، وكان يدخل على عبد الملك في إذن العامة ، فيسلم مرة ويجلس ، ومرة ينصرف . فلما مضى شهر ، كلم عبد الملك خالياً ، فذكر قرابته ورحمه ، وذكر ديناً ، فوعده بقضائه ، ثم قضاه وقضى جميع حوائجه .

قلت : كان مائلاً إلى عبد الملك لإحسانه إليه ، ولإساءة ابن الزبير إليه .

قال الزبير بن بكار : سمته الشيعة ( المهدي ) ، فأخبرني عمي مصعب قال : قال كثير عزة :

هو المهدي أخبرناه كعب أخو الأحبار في الحقب الخوالي

فقيل له : ألقيت كعباً ؟ قال : قلته بالتوهم ، وقال أيضاً :

ألا إن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه هم *** الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر *** وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى *** يقود الخيل يقدمها لواء
تغيب - لا يرى - عنهم زمانا *** برضوى عنده عسل وماء

وقد رواها عمر بن عبيدة لكثير بن كثير السهمي .

قال الزبير : كانت شيعة ابن الحنفية يزعمون أنه لم يمت ، وفيه يقول السيد الحميري :

ألا قل للوصي فدتك نفسي*** أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك منا *** وسموك الخليفة والإماما
وعادوا فيك أهل الأرض *** طرا مقامك عنهم ستين عاما
وما ذاق ابن خولة طعم موت *** ولا وارت له أرض عظاما
لقد أمسى بمورق شعب رضوى *** تراجعه الملائكة الكلاما
وإن له به لمقيل صدق *** وأندية تحدثه كراما
هدانا الله إذ خزتم لأمر *** به وعليه نلتمس التماما
تمام مودة المهدي حتى *** تروا راياتنا تترى نظاما

وللسيد الحميري :

يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى *** وبنا إليه من الصبابة أولق
حتى متى ، وإلى متى ، وكم المدى *** يا ابن الوصي وأنت حي ترزق

قال محمد بن سعد : مولده في خلافة أبي بكر .

الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : رأيت أم محمد ابن الحنفية سندية سوداء ، كانت أمة لبني حنيفة ، لم تكن منهم; وإنما صالحهم خالد على الرقيق ، ولم يصالحهم على أنفسهم .

وكناه أبو عمر ( الضرير ) والبخاري ( أبا القاسم ) .

قال فطر بن خليفة ، عن منذر ، سمع ابن الحنفية يقول : كانت رخصة لعلي قال : يا رسول الله ، إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك ؟ قال : " نعم " .

وقال يزيد بن هارون : أنبأنا أبو مالك الأشجعي ، حدثنا سالم بن أبي الجعد ، أنه كان مع محمد بن الحنفية في الشعب ، فقلت له ذات يوم : يا أبا عبد الله - وكناه بها .

النسائي ، وأبو أحمد ، وروى ابن حميد ، حدثنا سلمة الأبرش ، حدثنا زهير ، عن يحيى بن سعيد ، قلت لابن المسيب : ابن كم كنت في خلافة عمر؟ قال : ولدت لسنتين بقيتا من خلافته . فذكرت ذلك لمحمد بن الحنفية ، فقال : ذاك مولدي .

روى الربيع بن منذر الثوري ، عن أبيه قال : وقع بين علي وطلحة كلام ، فقال طلحة : لجرأتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم سميت باسمه وكنيت بكنيته ، وقد نهى أن يجمعهما أحد . قال : إن الجريء من اجترأ على الله ورسوله ، اذهب يا فلان فادع لي فلاناً وفلاناً لنفر من قريش ، فجاءوا فقال : بم تشهدون؟ قالوا : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" : سيولد لك بعدي غلام ، فقد نحلته اسمي وكنيتي ، ولا تحل لأحد من أمتي بعده " . رواه ثقتان عن الربيع ، وهو مرسل .

زيد بن الحباب : حدثنا الربيع بن منذر ، حدثنا أبي ، سمعت ابن الحنفية يقول : دخل عمر وأنا عند أختي أم كلثوم ، فضمني وقال : ألطفيه بالحلواء .

سالم بن أبي حفصة : عن منذر ، عن ابن الحنفية ، قال : حسن وحسين خير مني ، ولقد علما أنه كان يستخليني دونهما ، وإني صاحب البغلة الشهباء .

قال إبراهيم بن الجنيد : لا نعلم أحداً أسند عن علي أكثر ولا أصح مما أسند ابن الحنفية .

إسرائيل : عن عبد الأعلى ، أن محمد بن علي كان يكنى ( أبا القاسم ) .

وكان ورعاً كثير العلم .

وقال خليفة قال أبو اليقظان : كانت راية علي رضي الله عنه لما سار من ذي قار مع ابنه محمد .

ابن سعد حدثنا أبو نعيم ، حدثنا فطر عن منذر الثوري ، قال : كنت عند محمد بن الحنفية فقال : ما أشهد على أحد بالنجاة ، ولا أنه من أهل الجنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على أبي ، فنظر إليه القوم ، فقال : من كان في الناس مثل علي سبق له كذا ، سبق له كذا .

أبو شهاب الحناط ، عن ليث ، عن محمد الأزدي ، عن ابن الحنفية ، قال : أهل بيتين من العرب يتخذهما الناس أنداداً من دون الله : نحن ، وبنو عمنا هؤلاء ؛ يريد بني أمية .

أبو نعيم : حدثنا عبثر أبو زبيد ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن منذر أبي يعلى ، عن محمد قال : نحن أهل بيتين من قريش نتخذ من دون الله أنداداً ؛ نحن وبنو أمية .

أبو نعيم : حدثنا إسماعيل بن مسلم الطائي ، عن أبيه قال : كتب عبد الملك : من عبد الملك أمير المؤمنين إلى محمد بن علي ، فلما نظر محمد إلى عنوان الكتاب قال : إنا لله ، الطلقاء ولعناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر ! والذي نفسي بيده إنها لأمور لم يقر قرارها .

قلت : كتب إليه يستميله فلما قتل ابن الزبير واتسق الأمر لعبد الملك بايع محمد .

الواقدي : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، قال ابن الحنفية : وفدت على عبد الملك فقضى حوائجي ، وودعته ، فلما كدت أن أتوارى ناداني : يا أبا القاسم ، يا أبا القاسم ، فرجعت ، فقال : أما إن الله يعلم أنك يوم تصنع بالشيخ ما تصنع ظالم له - يعني ، لما أخذ يوم الدار مروان فدغته بردائه - قال عبد الملك : وأنا أنظر يومئذ ولي ذؤابة .

إبراهيم بن بشار : حدثنا ابن عيينة ، سمع الزهري يقول : قال رجل لابن الحنفية : ما بال أبيك كان يرمي بك في مرام لا يرمي فيها الحسن والحسين ؟ قال : لأنهما كانا خديه وكنت يده ، فكان يتوقى بيديه عن خديه .

أنبأنا أحمد بن سلامة ، عن ابن كليب ، أنبأنا ابن بيان ، أنبأنا ابن مخلد ، أنبأنا إسماعيل الصفار ، حدثنا ابن عرفة ، حدثنا ابن المبارك ، عن الحسن بن عمرو ، عن منذر الثوري ، عن ابن الحنفية قال : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً حتى يجعل الله من أمره فرجاً ، أو قال : مخرجاً .

وعن ابن الحنفية قال : من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر .

وعنه : أن الله جعل الجنة ثمناً لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها .

المرجع
سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي