العزيمة وحدها لا تكفي فلابد من الاتجاه إلى الله

لي صديق مُصر على أن التدخين يجري في جسمه مجرى الدم لا يمكنه الاستغناء عنه ، فإذا توقف عن تعاطيه لفترة قصيرة لا تتجاوز الدقائق يشعر باختلاف في مركز الحس العصبي الملازم لتصرفاته اليومية ، فيبدأ التوتر الذي يؤثر في أدائه لعمله وعلاقته الشخصية .. خلاف ما يجب أن يكون عليه الإنسان السوي في نهج الحياة اليومية .
فأقول إن على المدخنين أن يوطنوا القلب على العزم على الاقتناع بالإقلاع عن عادة التدخين لما لها من المساوئ والأخطار . فإذا فكرت وقررت فعليك بأمرين – بالإضافة إلى ما يجب أن تتخذه من خطوات :
أولا : الاتجاه إلى الله عز وجل بنيه صادقة بترك عاد التدخين ، فالله يعين عبده على الفضائل ومنابت الخير . والمبادرة إلى الوضوء والصلاة عندما تشعر برغبة في إشعال السيجارة ، والعزم على ترك هذه العادة السيئة .
ثانياً : جعل العزيمة الصادقة والامتناع التام وسيلتين للإصرار المؤكد على ترك التدخين .
ومن سبل ترك عادة التدخين الأخذ بوصايا العلاج النفسي لأن الآفة نتاج حالة نفسية وتوتر عصبي ( بعد أن تشرب الدم بسموم التدخين ) .. فقد قرأت أن علماء النفس اقترحوا أسلوبا جديدا أطلقوا عليه اسم ( استراتيجية الدقيقة الواحدة ) المقصود منها التدريب على ترك عادة التدخين خطوة خطوة إلى أن يتم الإقلاع عنه تماماً .
والأخذ أيضا بالوصايا الطيبة كالإكثار من شرب الماء وعصير البرتقال الطازج أو حتى أقراص ( فيتامين c ) والابتعاد عن محفزات التدخين من تعاط للقهوة والشاي وباقي المنبهات . بالإضافة إلى ممارسة الرياضة المناسبة وهجر المقاهي والاستراحات بجانب تناول الغذاء الجيد .. وللمناسبة – ومن باب الحرص على الصحة والسلامة العامة – ففي المملكة العربية السعودية أصدر المقام السامي الكريم تعميماً بمنع التدخين في مكاتب الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة ووضعت إرشادات تحمل عبارات المنع والتحذير من عادة التدخين .
وهناك نقطة مهمة مواكبة للأمر السامي هي أن وسائل الإعلام سواء المرئية أو المسموعة أو الصحف والمجلات لا تروج للدخان أو مشتقاته لما له من الفساد والضرر والخطر على الفرد والصحة والمجتمع والأسرة الذي لا يعلم مداه إلى الله عز وجل .

المرجع
آخر الكلام نظرات من نافذة الحياة - خالد محمود علوي