ريمة مطهر
04-25-2011, 11:47 PM
عمر بن ذر
( الطبقة الخامسة من التابعين )
ابن عبد الله بن زرارة ، الإمام الزاهد العابد أبو ذر الهمداني ، ثم المرهبي الكوفي .
أخبرنا أبو المعالي بن المؤيد ، أنبأنا زيد بن يحيى ، أنبأنا أحمد بن قفرجل ، أنبأنا محمد بن الحسن بن أبي عثمان ( خ ) وقرأت بالثغر على محمد بن أبي القاسم الصقلي ، أنبأنا يوسف بن عبد المعطي ، وابن رواج ، أنبأنا محمد بن عبد الكريم ، وزينب بنت يحيى قالا : أنبأنا ابن رواحة ، وأنبأنا عيسى بن أبي محمد ، أنبأنا علي بن محمود ، وأنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا جعفر بن علي ، وأنبأنا محمد بن يوسف النحوي ، أنبأنا عبد الوهاب بن رواج قالوا جميعا : أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ ، وأنبأنا محمد بن علي الواسطي ، أنبأنا أبو محمد بن قدامة سنة عشرين وست مائة .
أنبأنا المبارك بن محمد الباذرائي ، ومحمد بن عبد الباقي بن البطي ، وأنبأنا علي بن عبد الغني ، أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف ، أنبأنا ابن البطي ، وأنبأنا أبو المعالي الأبرقوهي ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي ، أنبأنا المبارك الباذرائي ، وأنبأنا الأبرقوهي ، أنبأنا مرتضى بن حاتم ، أنبأنا أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ ، قالوا : أنبأنا نصر بن أحمد القاري ، قال هو وابن أبي عثمان : أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن البيع ، أنبأنا الحسين بن إسماعيل القاضي ، حدثنا الحسن بن مكرم ، حدثنا محمد بن كناسة ، حدثنا عمر بن ذر ، عن يزيد الفقير ، أن ابن عمر كان إذا غشيه الصبح وهو مسافر ينادي : سمع سامع بحمد الله ونعمته علينا ، وحسن بلائه علينا ، اللهم صاحبنا فأفضل علينا ، عائذاً بالله من جهنم . ثلاث مرات . هذا موقوف تفرد به عمر بن ذر .
وقد حدث عن : أبيه ، وأبي وائل ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، ومعاذة العدوية ، وعطاء بن أبي رباح ، ويزيد بن أمية ، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، وطائفة .
وعنه : ابن المبارك ، ووكيع ، وإسحاق الأزرق ، ويونس بن بكير ، ويحيى بن سعيد الأموي ، وعبد الله بن إدريس ، وابن عيينة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، والخريبي ، وأبو عاصم ، والفريابي ، وحسين الجعفي ، وأبو نعيم ، وحجاح الأعور ، ويعلى بن عبيد ، وخلق .
روى عنه : أبو حنيفة مع تقدمه ، وقيل : إنه لم يكن مكثراً من الرواية .
قال علي بن المديني : له نحو ثلاثين حديثاً . قال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد : قال جدي : هو ثقة ، ليس ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه .
وقال يحيى بن معين : ثقة . وكذا وثقه النسائي ، والدارقطني .
وقال أبو داود : كان رأساً في الإرجاء . ذهب بصره . وقال العجلي : عمر بن ذر القاص كان ثقة بليغاً ، يرى الإرجاء ، وكان لين القول فيه . وقال أبو حاتم : صدوق مرجئ لا يحتج بحديثه ، وهو مثل يونس بن أبي إسحاق . وقال في موضع آخر : كان رجلاً صالحاً ، محله الصدق . وقال الفسوي : ثقة مرجئ . وقال عبد الرحمن بن خراش : كوفي صدوق ، من خيار الناس ، وكان مرجئاً .
وقال أبو الفتح الأزدي : أنبأنا محمد بن عبدة القاضي ، حدثنا علي بن المديني قال : قلت ليحيى القطان : إن عبد الرحمن قال : أنا أترك من أهل الحديث كل رأس في بدعة ، فضحك يحيى وقال : كيف تصنع بقتادة ؟ كيف تصنع بعمر بن ذر ؟ كيف تصنع بابن أبي رواد ؟! وعد يحيى قوماً أمسكت عن ذكرهم . ثم قال يحيى : إن ترك هذا الضرب ترك حديثاً كثيراً .
قال ربعي بن إبراهيم : حدثني جار لنا يقال له عمر : إن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذر عن القدر . فقال : هاهنا ما يشغل عن القدر . قال : ما هو ؟ قال : ليلة صبيحتها يوم القيامة . فبكى وبكى معه .
ابن أبي خيثمة ، عن محمد بن يزيد الرفاعي ، سمعت عمي يقول : خرجت مع عمر بن ذر إلى مكة . فكان إذا لبى لم يلب أحد من حسن صوته . فلما أتى الحرم قال : ما زلنا نهبط حفرة ، ونصعد أكمة ، ونعلو شرفاً ويبدو لنا علم حتى أتيناك بها ، نقبة أخفافها ، دبرة ظهورها ، ذبلة أسنامها . فليس أعظم المؤنة علينا إتعاب أبداننا ولا إنفاق أموالنا ، ولكن أعظم المؤنة أن نرجع بالخسران ! يا خير من نزل النازلون بفنائه . فحدثني عمي كثير بن محمد قال : سمعت عمر بن ذر يقول : اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه : الإيمان بك والإقرار بك ، ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه : الكفر والجحد بك ، اللهم فاغفر لنا بينهما ، وأنت قلت : " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت " ونحن نقسم بالله جهد أيماننا لتبعثن من يموت . أفتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة ؟ .
قال شعيب بن حرب ، قال عمر بن ذر : يا أهل معاصي الله ، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم ، واحذروا أسفه ، فإنه قال " : فلما آسفونا انتقمنا منهم " .
وعن عمر بن ذر قال : كل حزن يبلى إلا حزن التائب عن ذنوبه . إبراهيم بن بشار ، حدثنا ابن عيينة قال : كان عمر بن ذر إذا قرأ : " مالك يوم الدين " قال : يا لك من يوم! ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين! .
حامد بن يحيى ، عن ابن عيينة قال : لما مات ذر بن عمر قعد عمر على شفير قبره ، وهو يقول : يا بني ، شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، فليت شعري ، ما قلت ، وما قيل لك ؟ اللهم إنك أمرته بطاعتك وببري . فقد وهبت له ما قصر فيه من حقي ، فهب له ما قصر فيه من حقك . وقيل : إنه قال : انطلقنا وتركناك ، ولو أقمنا ما نفعناك ، فنستودعك أرحم الراحمين .
قال محمد بن سعد : قال محمد بن عبد الله الأسدي : توفي عمر بن ذر في سنة ثلاث وخمسين ومائة وكان مرجئاً ، فمات فلم يشهده سفيان الثوري ، ولا الحسن بن صالح . وكان ثقة - إن شاء الله - كثير الحديث . وفيها أرخه مطين . وروى أحمد بن صالح ، عن أبي نعيم قال : مات سنة ثنتين وخمسين ومائة ، وأما إسحاق بن يسار النصيبي ، فروى عن أبي نعيم وفاته سنة خمس وخمسين ، وأما أحمد بن حنبل وجماعة ، فرووا عن أبي نعيم وفاته سنة ست وخمسين ومائة فهذا أصح . وكذلك قال الفلاس ، وعثمان بن أبي شيبة ، والترمذي . وقال أبو عبيد : مات سنة سبع وخمسين وقيل غير ذلك . احتج به البخاري دون مسلم .
أخبرنا إسحاق بن طارق ، أنبأنا ابن خليل ، أنبأنا اللبان ، أنبأنا الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا محمد بن إسحاق ، سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم ، سمعت علي بن المديني ، سمعت سفيان يقول : كان ابن عياش المنتوف يقع في عمر بن ذر ويشتمه . فلقيه عمر ، فقال : يا هذا لا تفرط في شتمنا ، وأبق للصلح موضعاً ، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .
وبه قال أبو نعيم ، حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، حدثنا إبراهيم بن أبي الحسين قاضي الكوفة ، حدثنا الحسن بن الربيع ، حدثنا محمد بن صبيح قال : سألت عمر بن ذر : أيها أعجب إليك للخائفين : طول الكمد ، أو إسبال الدمعة ؟ فقال : أما علمت أنه إذا رق فذرى شفي وسلا ؟ وإذا كمد غص فشجى ، فالكمد أعجب إليّ لهم .
وعن زكريا بن أبي زائدة قال : كان عمر بن ذر إذا وعظ قال : أعيروني دموعكم .
أنبأنا أحمد بن سلامة ، عن أحمد بن محمد التيمي ، أنبأنا الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عمر بن ذر : سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ " فنزلت : " وما نتنزل إلا بأمر ربك " .
ذكر أبو نعيم الحافظ أنه جمع في عمر بن ذر .
قرأت على عيسى بن يحيى : أخبركم الحسن بن دينار ، أنبأنا السلفي ، أنبأنا أبو عبد الله الثقفي ، أنبأنا علي بن محمد العدل ، أنبأنا علي بن محمد المصري ، حدثنا سليمان بن شعيب ، حدثنا خالد بن عبد الرحمن ، حدثنا عمر بن ذر ، أخبرني مجاهد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : في حديث ذكره "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً أينما كنت ، وإن لم أجد الماء تيممت بالصعيد ثم صليت ، وكانت لي مسجداً وطهوراً ، ولم يفعل ذلك بأحد كان قبلي " . خالد بن عبد الرحمن المخزومي : واه .
المرجع
سير أعلام النبلاء - محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
( الطبقة الخامسة من التابعين )
ابن عبد الله بن زرارة ، الإمام الزاهد العابد أبو ذر الهمداني ، ثم المرهبي الكوفي .
أخبرنا أبو المعالي بن المؤيد ، أنبأنا زيد بن يحيى ، أنبأنا أحمد بن قفرجل ، أنبأنا محمد بن الحسن بن أبي عثمان ( خ ) وقرأت بالثغر على محمد بن أبي القاسم الصقلي ، أنبأنا يوسف بن عبد المعطي ، وابن رواج ، أنبأنا محمد بن عبد الكريم ، وزينب بنت يحيى قالا : أنبأنا ابن رواحة ، وأنبأنا عيسى بن أبي محمد ، أنبأنا علي بن محمود ، وأنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا جعفر بن علي ، وأنبأنا محمد بن يوسف النحوي ، أنبأنا عبد الوهاب بن رواج قالوا جميعا : أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ ، وأنبأنا محمد بن علي الواسطي ، أنبأنا أبو محمد بن قدامة سنة عشرين وست مائة .
أنبأنا المبارك بن محمد الباذرائي ، ومحمد بن عبد الباقي بن البطي ، وأنبأنا علي بن عبد الغني ، أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف ، أنبأنا ابن البطي ، وأنبأنا أبو المعالي الأبرقوهي ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي ، أنبأنا المبارك الباذرائي ، وأنبأنا الأبرقوهي ، أنبأنا مرتضى بن حاتم ، أنبأنا أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ ، قالوا : أنبأنا نصر بن أحمد القاري ، قال هو وابن أبي عثمان : أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن البيع ، أنبأنا الحسين بن إسماعيل القاضي ، حدثنا الحسن بن مكرم ، حدثنا محمد بن كناسة ، حدثنا عمر بن ذر ، عن يزيد الفقير ، أن ابن عمر كان إذا غشيه الصبح وهو مسافر ينادي : سمع سامع بحمد الله ونعمته علينا ، وحسن بلائه علينا ، اللهم صاحبنا فأفضل علينا ، عائذاً بالله من جهنم . ثلاث مرات . هذا موقوف تفرد به عمر بن ذر .
وقد حدث عن : أبيه ، وأبي وائل ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، ومعاذة العدوية ، وعطاء بن أبي رباح ، ويزيد بن أمية ، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، وطائفة .
وعنه : ابن المبارك ، ووكيع ، وإسحاق الأزرق ، ويونس بن بكير ، ويحيى بن سعيد الأموي ، وعبد الله بن إدريس ، وابن عيينة ، وعبد الرحمن بن مهدي ، والخريبي ، وأبو عاصم ، والفريابي ، وحسين الجعفي ، وأبو نعيم ، وحجاح الأعور ، ويعلى بن عبيد ، وخلق .
روى عنه : أبو حنيفة مع تقدمه ، وقيل : إنه لم يكن مكثراً من الرواية .
قال علي بن المديني : له نحو ثلاثين حديثاً . قال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد : قال جدي : هو ثقة ، ليس ينبغي أن يترك حديثه لرأي أخطأ فيه .
وقال يحيى بن معين : ثقة . وكذا وثقه النسائي ، والدارقطني .
وقال أبو داود : كان رأساً في الإرجاء . ذهب بصره . وقال العجلي : عمر بن ذر القاص كان ثقة بليغاً ، يرى الإرجاء ، وكان لين القول فيه . وقال أبو حاتم : صدوق مرجئ لا يحتج بحديثه ، وهو مثل يونس بن أبي إسحاق . وقال في موضع آخر : كان رجلاً صالحاً ، محله الصدق . وقال الفسوي : ثقة مرجئ . وقال عبد الرحمن بن خراش : كوفي صدوق ، من خيار الناس ، وكان مرجئاً .
وقال أبو الفتح الأزدي : أنبأنا محمد بن عبدة القاضي ، حدثنا علي بن المديني قال : قلت ليحيى القطان : إن عبد الرحمن قال : أنا أترك من أهل الحديث كل رأس في بدعة ، فضحك يحيى وقال : كيف تصنع بقتادة ؟ كيف تصنع بعمر بن ذر ؟ كيف تصنع بابن أبي رواد ؟! وعد يحيى قوماً أمسكت عن ذكرهم . ثم قال يحيى : إن ترك هذا الضرب ترك حديثاً كثيراً .
قال ربعي بن إبراهيم : حدثني جار لنا يقال له عمر : إن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذر عن القدر . فقال : هاهنا ما يشغل عن القدر . قال : ما هو ؟ قال : ليلة صبيحتها يوم القيامة . فبكى وبكى معه .
ابن أبي خيثمة ، عن محمد بن يزيد الرفاعي ، سمعت عمي يقول : خرجت مع عمر بن ذر إلى مكة . فكان إذا لبى لم يلب أحد من حسن صوته . فلما أتى الحرم قال : ما زلنا نهبط حفرة ، ونصعد أكمة ، ونعلو شرفاً ويبدو لنا علم حتى أتيناك بها ، نقبة أخفافها ، دبرة ظهورها ، ذبلة أسنامها . فليس أعظم المؤنة علينا إتعاب أبداننا ولا إنفاق أموالنا ، ولكن أعظم المؤنة أن نرجع بالخسران ! يا خير من نزل النازلون بفنائه . فحدثني عمي كثير بن محمد قال : سمعت عمر بن ذر يقول : اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه : الإيمان بك والإقرار بك ، ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه : الكفر والجحد بك ، اللهم فاغفر لنا بينهما ، وأنت قلت : " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت " ونحن نقسم بالله جهد أيماننا لتبعثن من يموت . أفتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة ؟ .
قال شعيب بن حرب ، قال عمر بن ذر : يا أهل معاصي الله ، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم ، واحذروا أسفه ، فإنه قال " : فلما آسفونا انتقمنا منهم " .
وعن عمر بن ذر قال : كل حزن يبلى إلا حزن التائب عن ذنوبه . إبراهيم بن بشار ، حدثنا ابن عيينة قال : كان عمر بن ذر إذا قرأ : " مالك يوم الدين " قال : يا لك من يوم! ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين! .
حامد بن يحيى ، عن ابن عيينة قال : لما مات ذر بن عمر قعد عمر على شفير قبره ، وهو يقول : يا بني ، شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، فليت شعري ، ما قلت ، وما قيل لك ؟ اللهم إنك أمرته بطاعتك وببري . فقد وهبت له ما قصر فيه من حقي ، فهب له ما قصر فيه من حقك . وقيل : إنه قال : انطلقنا وتركناك ، ولو أقمنا ما نفعناك ، فنستودعك أرحم الراحمين .
قال محمد بن سعد : قال محمد بن عبد الله الأسدي : توفي عمر بن ذر في سنة ثلاث وخمسين ومائة وكان مرجئاً ، فمات فلم يشهده سفيان الثوري ، ولا الحسن بن صالح . وكان ثقة - إن شاء الله - كثير الحديث . وفيها أرخه مطين . وروى أحمد بن صالح ، عن أبي نعيم قال : مات سنة ثنتين وخمسين ومائة ، وأما إسحاق بن يسار النصيبي ، فروى عن أبي نعيم وفاته سنة خمس وخمسين ، وأما أحمد بن حنبل وجماعة ، فرووا عن أبي نعيم وفاته سنة ست وخمسين ومائة فهذا أصح . وكذلك قال الفلاس ، وعثمان بن أبي شيبة ، والترمذي . وقال أبو عبيد : مات سنة سبع وخمسين وقيل غير ذلك . احتج به البخاري دون مسلم .
أخبرنا إسحاق بن طارق ، أنبأنا ابن خليل ، أنبأنا اللبان ، أنبأنا الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، حدثنا محمد بن إسحاق ، سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم ، سمعت علي بن المديني ، سمعت سفيان يقول : كان ابن عياش المنتوف يقع في عمر بن ذر ويشتمه . فلقيه عمر ، فقال : يا هذا لا تفرط في شتمنا ، وأبق للصلح موضعاً ، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .
وبه قال أبو نعيم ، حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، حدثنا إبراهيم بن أبي الحسين قاضي الكوفة ، حدثنا الحسن بن الربيع ، حدثنا محمد بن صبيح قال : سألت عمر بن ذر : أيها أعجب إليك للخائفين : طول الكمد ، أو إسبال الدمعة ؟ فقال : أما علمت أنه إذا رق فذرى شفي وسلا ؟ وإذا كمد غص فشجى ، فالكمد أعجب إليّ لهم .
وعن زكريا بن أبي زائدة قال : كان عمر بن ذر إذا وعظ قال : أعيروني دموعكم .
أنبأنا أحمد بن سلامة ، عن أحمد بن محمد التيمي ، أنبأنا الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عمر بن ذر : سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ " فنزلت : " وما نتنزل إلا بأمر ربك " .
ذكر أبو نعيم الحافظ أنه جمع في عمر بن ذر .
قرأت على عيسى بن يحيى : أخبركم الحسن بن دينار ، أنبأنا السلفي ، أنبأنا أبو عبد الله الثقفي ، أنبأنا علي بن محمد العدل ، أنبأنا علي بن محمد المصري ، حدثنا سليمان بن شعيب ، حدثنا خالد بن عبد الرحمن ، حدثنا عمر بن ذر ، أخبرني مجاهد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : في حديث ذكره "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً أينما كنت ، وإن لم أجد الماء تيممت بالصعيد ثم صليت ، وكانت لي مسجداً وطهوراً ، ولم يفعل ذلك بأحد كان قبلي " . خالد بن عبد الرحمن المخزومي : واه .
المرجع
سير أعلام النبلاء - محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي