شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : المسجد النبوي الشريف – المنشآت الدينية


ثروت كتبي
04-22-2011, 09:31 PM
المسجد النبوي الشريف – المنشآت الدينية


لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بُني له منزل ، وأخذ من الفضاء الموجود أمام المنزل فناء واسع يقال : كان به مربد ملك لغلامين يتيمين في المدينة هما سهل وسهيل ، وهذا الموضع هو الذي بركت فيه ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن دخل إلى المديه مهاجراً ، ولذلك اختار الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الموضع ليكون مسجداً للمسلمين ، فأمر بتمهيد أرضه وبناء المسجد واشترك هو نفسه صلى الله عليه وسلم في النباء ، وتأسى به سائر المسلمين في المدينة .
كان تخطيط المسجد الأول في عهد النبي مكوناً من فناء مربع متساوي الأضلاع تقريباً ، تحف به جدران أربعة بنيت من اللبن على أسس من الحجارة ، وجعلت القبلة في الجدار الشمالي من حجارة منضودة بعضها فوق بعض . وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبنى في الطرف الجنوبي من الجانب الشرق مسكنا لزوجتيه : أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ، وأم المؤمنين سودة بنت زمعة . ثم بنيت في جهة القبلة شقيفة من جريد لتقي الناس من حرارة الشمس وهم وقوف في الصلاة . وكانت هذه السقيفة مغطاة بسعف النخيل ، وترتكز على جذوع النخل ، وعندما تحولت القبلة إلى الجنوب تجاه مكة المكرمة أقيمت بالمسجد سقيفة أخرى في الجهة الجنوبية على غرار السقيفة القديمة التي بقيت أخرى في الجهة الجنوبية على غرار السقيفة القديمة التي بقيت يستظل بها فقراء المدينة من المسلمين ، وبذلك أصبح للمسجد جزء مكشوف في الوسط هو الصحن (الفناء) وظلتان إحدهما في الشمال والأخرى إلى الجنوب . وبعد نحو سبع سنوات من الهجرة ضاق المسجد بالمصلين ، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتوسيعه ، فأصبح طول كل ضلع بالمسجد مائة ذراع . وصار جدار المسجد الشرقي ملتصقاً ببيوت النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان للمسجد في عهد الرسول صلى الله الله عليه وسلم ثلاثة أبواب ظلت في أماكنها حتى اليوم على الرغم من التوسعات الجديدة . ومازالت هذه الأبواب تعرف بأسمائها ، وهي : باب جبريل وسط الجدار الشرقي ، وباب النساء في شماله ، ويقابله باب الرحمة في الجدار الغربي ، ولم يكن المسجد يشتمل على مئذنة ، إذ كان المؤذن ينادي للصلاة من فوق سطح أحد المنازل العالية المجاورة للمسجد . ومن الجدير بالذكر أن تخطيط المسجد النبوي بالمدينة صار النموذج الذي خططت عليه مساجد الأمصار الإسلامية في المدن الجديدة التي أنشئت عقب الفتوح الإسلامية مثل : مسجد البصرة ومسجد الكوفة ومسجد عمرو بن العاص بالفسطاط ، ومسجد عقبة بن نافع بالقيروان .
حظى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعناية شديدة من قبل الخلفاء الراشدين وغيرهم من حكام المسلمين ، فتوالت يد التوسيع التي كان يتطلبها المسجد من وقت لآخر نظراً لاتساع رقعة الدولة الإسلامية وازدياد عدد المسلمين وكان من أهم أعمال التوسيع بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم تلك التي قام بها الوليد بن عبد الملك 91هـ 709م حيث روعي في عمارة الوليد أن يتحقق في بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ما تطور إليه من العمارة الإسلامية حتى ذلك الوقت من تقدم ، مع المحافظة على التراث المعماري الذي يرجع إلى العهد النبوي .
ومن الجدير بالذكر أن تخطيط المسجد النبوي قد أدخلت عليه بعض الإضافات والعناصر المعمارية الجديدة ، فاصبح يتكون من صحن أوسط واربعة أروقة تحف به . وصار له أربع مآذن ومحراب مجوف وأعمدة من رخام . ونقلت المداخل القديمة إلى الجدران الجديدة وحوفظ على وضعها في الاتجاهات القديمة التي كانت عليها وقت النبي صلى الله عليه وسلم . أما القبة الخضراء التي تعلو الضريح ، فقد اضيفت إلى المسجد في عصر دولة المماليك .

المراجع
الآثار الإسلامية في مكة المكرمة – أ.د.ناصر علي الحارثي
تاريخ الحضارة الإسلامية
تاريخ الحضارات
الموسوعة العربية العالمية