جمانة كتبي
01-30-2011, 04:20 PM
نبذة تاريخية عن الجِراحة
كانت الجراحة معروفة منذ قديم الزمن. وأول آلات الجراح كانت غالبًا قطعة حجر صوان. وبعض الهياكل العظمية لأناس من العصر الحجري يظهر بها دليل على نشر الجمجمة. وفي هذه العملية تُثقَب جمجمة المريض، ربما محاولة لإخراج أرواح كانوا يظنون أنها تسبب الصداع وعِلاّت أخرى. وقد ثبتت القبائل البدائية الأَرجل المكسورة بالجبائر وحتى في الأزمنة المبكرة، كما استُعمل الكَي لوقف النزف، وعملية الختان، التي كانت تجرى وسط طقوس دينية معينة، تُعد من العمليات الأولى. كان بعض العمليات معروفًا لأهل بابل واليونانيين والرومان القدماء. والجراحة العسكرية كانت مهمة منذ ألفين أَو ثلاثة آلاف سنة. وكان الهندوس الأَوائل جراحين ماهرين. وقد عرفوا على الأَقل 125 آلة جراحية، كما طوروا طُرقًا فنية لجراحة التجميل باستبدال الأنُوف والآذان التي يتم قطعها. وفي العصور الوسطى، كان الجراحون والحلاقون يُجرون العمليات. وقد اختص الحلاق بعملية فَصْد الدم، ذلك لأن الجرّاح كان يعتقد أنها تحط من قدره كثيرًا. ومن فصد الدم هذا تكّونت سارية عرفت بسارية الحلاق وهي مخططة بالأحمر والأبيض، حيث يرمز الأحمر للدم والأبيض للضمادة. كان للعرب فضل كبير على فن الجراحة. فقد كانوا يطلقون على الجرّاح كلمة الجرائحي الآسي، وهي كلمة تدل أيضًا على الطبيب، وقد أفرد الشيخ الرئيس ابن سينا فصلاً كاملاً في كتابه القانون، لعلم الجراحة، كما أن سلفه عليّ بن العباس المجوسي المتوفى في 384هـ، 994م تناول الجراحة بإسهاب في كتابه كامل الصناعة فيما لا يقل عن مائة وعشرة فصول، وقد تناول الفصل العاشر من هذا المصنف الجراحة السريرية، وهي إحدى فنون الجراحة التي لم يعرفها العالم وقتئذ، وفي القرن السابع الهجري ظهر كتاب ابن الُقف المسمى العمدة في صناعة الجراحة وتناول هذا الكتاب أوليات الجراحة. وكان ابن النفيس قد اكتشف الدورة الدموية الصغرى وحدد مواقع الأوعية الدموية بالجسم قبل هارفي بقرون، وهو الاكتشاف الذي أسهم كثيرًا في تطور فن الجراحة عند العرب. كما كان أبو القاسم الزهراوي أول من نجح في عملية فتح الحنجرة (القصبة الهوائية) كما كان أول من استخدم الخيوط الجراحيّة وطور الكثير من فنون الجراحة، بما أوجده من أدوات لم تكن معروفة من قبل، وكان الفصل الثلاثون من كتابه كتاب التصريف مرجعًا جراحيًا له أثر بالغ في علم الجراحة عند الغربيين. ولا يمكن إغفال الإسهامات الكبيرة للجراحين العرب في العصر الحديث، فقد اكتشف كل من الدكتور نجيب محفوظ والدكتور علي إبراهيم والدكتور أحمد شفيق، والدكتور عثمان الخواص، عمليات جراحية تُعرف في العالم بأسمائهم، وتخط في المراجع الطبية باسم كل منهم في تخصصه. وبرز في الغرب العديد من الجراحين العرب الذين يذكر لهم الفضل الكبير في تطور هذا الفن، ومن أمثال هؤلاء، الدكتور مجدي يعقوب والدكتور ذهني فراج في جراحات القلب. وكان من بين الجراحين الغربيين المشهورين في الماضي، الفرنسي أمبرواز باريه ( القرن السادس عشر) الذي سُمِّي أَبو الطب العسكري، والذي أبطل سكب الزيت المغلي على الجروح لتعقيمها باعتبارها ممارسة ضارة. وكان جون هنتر، الجراح البريطاني من القرن الثامن عشر مؤسسًا للجراحة التجريبية. والجراح الأمريكي إفريم ماكدويل، من كنتاكي، أجرى عام 1809م أول عملية ناجحة لإزالة ورم بالمبيض اعتبرت البداية الناجحة لجراحة البطن. وكروفورد، لونج من جورجيا، بالولايات المتحدة الأمريكية يُعزَى إليه أَنه أول من استعمل ثاني إثيل الأثير عام 1842م. أجرى روبرت لسْتْون عام 1846م عملية بتر لساق مريض تحت تأثير الأثير في مستشفى الكلية الجامعية، بلندن. وثيودور بلْروث، الذي كان يعمل في جامعة فيينا، كان رائدًا لجراحة البطن في أواخر القرن التاسع عشر، وباستعمال الطرق الفنية الحديثة للمطهرات، كان أَول شخص يستأَصل الحنجرة بالكامل عام 1873م والجزء السفلي من المعدة عام 1881م. أدخل الجراح الأمريكي وليم هُالسْتِد، في أَواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كثيرًا من الوسائل الجراحية، والطرق الفنية التي تستعمل اليوم، ويشمل ذلك استعمال القفازات المعقمة في الجراحة. وقد تقدمت الجراحة الحديثة بخمس طرق رئيسية، وهي:
1- تطور الجراحة المعقمة .
2- التحسينات الفنية في الآلات الجراحية .
3- زيادة المعرفة .
4- تطور التخدير .
5- استعمال المواد الكيميائية لمنع وعلاج الالتهابات.
فسبحان مَن علّم الإنسان ما لم يعلم ..!
الموسوعة العربية العالمية
كانت الجراحة معروفة منذ قديم الزمن. وأول آلات الجراح كانت غالبًا قطعة حجر صوان. وبعض الهياكل العظمية لأناس من العصر الحجري يظهر بها دليل على نشر الجمجمة. وفي هذه العملية تُثقَب جمجمة المريض، ربما محاولة لإخراج أرواح كانوا يظنون أنها تسبب الصداع وعِلاّت أخرى. وقد ثبتت القبائل البدائية الأَرجل المكسورة بالجبائر وحتى في الأزمنة المبكرة، كما استُعمل الكَي لوقف النزف، وعملية الختان، التي كانت تجرى وسط طقوس دينية معينة، تُعد من العمليات الأولى. كان بعض العمليات معروفًا لأهل بابل واليونانيين والرومان القدماء. والجراحة العسكرية كانت مهمة منذ ألفين أَو ثلاثة آلاف سنة. وكان الهندوس الأَوائل جراحين ماهرين. وقد عرفوا على الأَقل 125 آلة جراحية، كما طوروا طُرقًا فنية لجراحة التجميل باستبدال الأنُوف والآذان التي يتم قطعها. وفي العصور الوسطى، كان الجراحون والحلاقون يُجرون العمليات. وقد اختص الحلاق بعملية فَصْد الدم، ذلك لأن الجرّاح كان يعتقد أنها تحط من قدره كثيرًا. ومن فصد الدم هذا تكّونت سارية عرفت بسارية الحلاق وهي مخططة بالأحمر والأبيض، حيث يرمز الأحمر للدم والأبيض للضمادة. كان للعرب فضل كبير على فن الجراحة. فقد كانوا يطلقون على الجرّاح كلمة الجرائحي الآسي، وهي كلمة تدل أيضًا على الطبيب، وقد أفرد الشيخ الرئيس ابن سينا فصلاً كاملاً في كتابه القانون، لعلم الجراحة، كما أن سلفه عليّ بن العباس المجوسي المتوفى في 384هـ، 994م تناول الجراحة بإسهاب في كتابه كامل الصناعة فيما لا يقل عن مائة وعشرة فصول، وقد تناول الفصل العاشر من هذا المصنف الجراحة السريرية، وهي إحدى فنون الجراحة التي لم يعرفها العالم وقتئذ، وفي القرن السابع الهجري ظهر كتاب ابن الُقف المسمى العمدة في صناعة الجراحة وتناول هذا الكتاب أوليات الجراحة. وكان ابن النفيس قد اكتشف الدورة الدموية الصغرى وحدد مواقع الأوعية الدموية بالجسم قبل هارفي بقرون، وهو الاكتشاف الذي أسهم كثيرًا في تطور فن الجراحة عند العرب. كما كان أبو القاسم الزهراوي أول من نجح في عملية فتح الحنجرة (القصبة الهوائية) كما كان أول من استخدم الخيوط الجراحيّة وطور الكثير من فنون الجراحة، بما أوجده من أدوات لم تكن معروفة من قبل، وكان الفصل الثلاثون من كتابه كتاب التصريف مرجعًا جراحيًا له أثر بالغ في علم الجراحة عند الغربيين. ولا يمكن إغفال الإسهامات الكبيرة للجراحين العرب في العصر الحديث، فقد اكتشف كل من الدكتور نجيب محفوظ والدكتور علي إبراهيم والدكتور أحمد شفيق، والدكتور عثمان الخواص، عمليات جراحية تُعرف في العالم بأسمائهم، وتخط في المراجع الطبية باسم كل منهم في تخصصه. وبرز في الغرب العديد من الجراحين العرب الذين يذكر لهم الفضل الكبير في تطور هذا الفن، ومن أمثال هؤلاء، الدكتور مجدي يعقوب والدكتور ذهني فراج في جراحات القلب. وكان من بين الجراحين الغربيين المشهورين في الماضي، الفرنسي أمبرواز باريه ( القرن السادس عشر) الذي سُمِّي أَبو الطب العسكري، والذي أبطل سكب الزيت المغلي على الجروح لتعقيمها باعتبارها ممارسة ضارة. وكان جون هنتر، الجراح البريطاني من القرن الثامن عشر مؤسسًا للجراحة التجريبية. والجراح الأمريكي إفريم ماكدويل، من كنتاكي، أجرى عام 1809م أول عملية ناجحة لإزالة ورم بالمبيض اعتبرت البداية الناجحة لجراحة البطن. وكروفورد، لونج من جورجيا، بالولايات المتحدة الأمريكية يُعزَى إليه أَنه أول من استعمل ثاني إثيل الأثير عام 1842م. أجرى روبرت لسْتْون عام 1846م عملية بتر لساق مريض تحت تأثير الأثير في مستشفى الكلية الجامعية، بلندن. وثيودور بلْروث، الذي كان يعمل في جامعة فيينا، كان رائدًا لجراحة البطن في أواخر القرن التاسع عشر، وباستعمال الطرق الفنية الحديثة للمطهرات، كان أَول شخص يستأَصل الحنجرة بالكامل عام 1873م والجزء السفلي من المعدة عام 1881م. أدخل الجراح الأمريكي وليم هُالسْتِد، في أَواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كثيرًا من الوسائل الجراحية، والطرق الفنية التي تستعمل اليوم، ويشمل ذلك استعمال القفازات المعقمة في الجراحة. وقد تقدمت الجراحة الحديثة بخمس طرق رئيسية، وهي:
1- تطور الجراحة المعقمة .
2- التحسينات الفنية في الآلات الجراحية .
3- زيادة المعرفة .
4- تطور التخدير .
5- استعمال المواد الكيميائية لمنع وعلاج الالتهابات.
فسبحان مَن علّم الإنسان ما لم يعلم ..!
الموسوعة العربية العالمية