ريمة مطهر
04-14-2011, 07:15 PM
أهل مكة وصناعة الشقادف
يصنع الشقادف من الخشب ( الملكك ) على شكل مزخرف جميل المنظر ، وتكون في جانبي الشقدف نوافذ يطل منها الراكب إذا أراد ، وتكون ستارة الشقف إما الجوخ أو المخمل مفصلة على مقاس الشقدف ومحلاة بشريط من الحرير لزخرفتها . والحبال المستخدمة في الشد رفيعة هي حبلا ( المرس ) تشد بها الشقادف على أسنمة الجمال .
وعمل المكيين فيها يُعد من المهن التجارية التي يقوم بها المكيون خاصة في مواسم الحج ، حين يكرس المطوف أوقاته لخدمة الحاج ، ولذلك نجد الشيخ محمد طاهر الكردي ضمن الحياة الاقتصادية بمكة مع أنها لم تكن في أوج وجودها العملي في زمنه ، ويذكر أن هناك صناعة الهوادج - الشقادف - المخروطة القوائم وقد انقرضت أو تلاشت ، ولم يبق منها غير ذكرى تمر باسمها إذا ما نظر إلى الأسباب والعوامل الكثيرة التي غيرت وجه الحياة الاقتصادية لمكة المكرمة .
وعن أجرة الشقادف ( من المعتاد أن تكون أجرة الجمل الذي يحمل عليه هذا الشقدف إما مضاعفة أو بأجرة ونصف من أجرة الشقدف العادي ؛ لأنه ثقيل لا يستطيع حمله كل جمل ، ويقولون عنه : ( شقدف خيزران ) كما كانت توجد وسيلة أخرى يستعمله الأمراء ، وعلية القوم وأولو الثراء ، ويعرف بـ ( التخروان ) ، وهناك أيضاً وسيلة أخرى يستعملها علية الأهالي ، الخيزران ، وهي أيضاً تصنع من الخشب مربعاً ) ومن أشهر صانعي ومؤجري الشقادف آل صدقة فتو وآل السرديدي بالمسفلة .
وكان أهل مكة يجهزون الشقادف لنقل الحجاج والزوار عليها إلى المدينة المنورة وتستغرق الرحلة نحو ثلاثة عشر يوماً .
وقد أشار المستشرق سنوك إلى : ( أن الحجاج يذهبون إلى المدينة للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونوه إلى أن هذه الزيارة ليست من أعمال الحج ، وكان على المطوف أن يعد الترتيبات لهذه الزيارة ، وذلك باستئجار الجمال المزودة بالشقادف ، كما يقوم بشراء المفارش و( الحنابل ) التي توضع فوق الشقادف للحماية من الشمس ، وكذلك شراء الأغطية والفرش اللازمة لهذه الرحلة ) .
وكانت علاقة المطوفين بالشقادف كعلاقة التاجر بالبضائع والسلع فقد كانوا متصلين بأصحابها وخاصة أيام المواسم فيستأجرونها بأجرة معلومة لينقلوا حجاجهم إلى منى وعرفات ، وكان أقصى عدد يحملونه عليها هو أربعة أشخاص إذا كانوا خفافاً ، فيسلكون طريق المعابدة ، وكان الطريق الوحيد يومئذ ، قبل توسعة الشوارع ودخول السيارات .
وكان الاستعداد لها يبدأ من شهر شوال ثم على وجه الخصوص قبل ليلة التروية يوم منى - فيأخذ المطوفون في تجهيز الدواب المحملة بالشقادف وأدواتها ، ويساعدهم في ذلك عمال لهم لإركاب الناس عليها والمشي خلفها إلى أن يصلوا المخيمات الخاصة بهم .
وكان أصعب ما يواجهونه في ذلك الوقت وعورة الطرق لأنها مناطق جبلية ، وأيضاً نقص المياه الشديد لسقيا الحجاج وللدواب التي يحمل عليها ، وكانت الدواب أيضاً هي الوسيلة الوحيدة لنقل المياه بين مكة ومنى وعرفات بل وداخل أحياء مكة بإضافة ( السقا ) الذي يحمل التنك على أكتافه لينقل المياه إلى البيوت وينادي لبيعها ، وكذلك كان السقاة في منى وعرفات ينادون بين الخيام ماء .. ماء .
وكان هم الحجاج الركاب على هذه الدواب هو وجود الراحة ، ولا يهمهم طول الوقت في الرحلة ؛ لأن سير الجمال وئيد بطيء ، فهو مريح خاصة السفر عليها إلى المدينة مثلاً يستغرق ما بين عشرة أيام ، أو اثني عشر يوماً فالسير بها يكون ليلاً وفي طرفي النهار ، أما إذا حميت الشمس فالمقيل في إحدى المحطات ، وما يستغرق ثلاثة أيام من الطريق المعروف ( باليمانية ) أو طريق السيل .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر .
يصنع الشقادف من الخشب ( الملكك ) على شكل مزخرف جميل المنظر ، وتكون في جانبي الشقدف نوافذ يطل منها الراكب إذا أراد ، وتكون ستارة الشقف إما الجوخ أو المخمل مفصلة على مقاس الشقدف ومحلاة بشريط من الحرير لزخرفتها . والحبال المستخدمة في الشد رفيعة هي حبلا ( المرس ) تشد بها الشقادف على أسنمة الجمال .
وعمل المكيين فيها يُعد من المهن التجارية التي يقوم بها المكيون خاصة في مواسم الحج ، حين يكرس المطوف أوقاته لخدمة الحاج ، ولذلك نجد الشيخ محمد طاهر الكردي ضمن الحياة الاقتصادية بمكة مع أنها لم تكن في أوج وجودها العملي في زمنه ، ويذكر أن هناك صناعة الهوادج - الشقادف - المخروطة القوائم وقد انقرضت أو تلاشت ، ولم يبق منها غير ذكرى تمر باسمها إذا ما نظر إلى الأسباب والعوامل الكثيرة التي غيرت وجه الحياة الاقتصادية لمكة المكرمة .
وعن أجرة الشقادف ( من المعتاد أن تكون أجرة الجمل الذي يحمل عليه هذا الشقدف إما مضاعفة أو بأجرة ونصف من أجرة الشقدف العادي ؛ لأنه ثقيل لا يستطيع حمله كل جمل ، ويقولون عنه : ( شقدف خيزران ) كما كانت توجد وسيلة أخرى يستعمله الأمراء ، وعلية القوم وأولو الثراء ، ويعرف بـ ( التخروان ) ، وهناك أيضاً وسيلة أخرى يستعملها علية الأهالي ، الخيزران ، وهي أيضاً تصنع من الخشب مربعاً ) ومن أشهر صانعي ومؤجري الشقادف آل صدقة فتو وآل السرديدي بالمسفلة .
وكان أهل مكة يجهزون الشقادف لنقل الحجاج والزوار عليها إلى المدينة المنورة وتستغرق الرحلة نحو ثلاثة عشر يوماً .
وقد أشار المستشرق سنوك إلى : ( أن الحجاج يذهبون إلى المدينة للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونوه إلى أن هذه الزيارة ليست من أعمال الحج ، وكان على المطوف أن يعد الترتيبات لهذه الزيارة ، وذلك باستئجار الجمال المزودة بالشقادف ، كما يقوم بشراء المفارش و( الحنابل ) التي توضع فوق الشقادف للحماية من الشمس ، وكذلك شراء الأغطية والفرش اللازمة لهذه الرحلة ) .
وكانت علاقة المطوفين بالشقادف كعلاقة التاجر بالبضائع والسلع فقد كانوا متصلين بأصحابها وخاصة أيام المواسم فيستأجرونها بأجرة معلومة لينقلوا حجاجهم إلى منى وعرفات ، وكان أقصى عدد يحملونه عليها هو أربعة أشخاص إذا كانوا خفافاً ، فيسلكون طريق المعابدة ، وكان الطريق الوحيد يومئذ ، قبل توسعة الشوارع ودخول السيارات .
وكان الاستعداد لها يبدأ من شهر شوال ثم على وجه الخصوص قبل ليلة التروية يوم منى - فيأخذ المطوفون في تجهيز الدواب المحملة بالشقادف وأدواتها ، ويساعدهم في ذلك عمال لهم لإركاب الناس عليها والمشي خلفها إلى أن يصلوا المخيمات الخاصة بهم .
وكان أصعب ما يواجهونه في ذلك الوقت وعورة الطرق لأنها مناطق جبلية ، وأيضاً نقص المياه الشديد لسقيا الحجاج وللدواب التي يحمل عليها ، وكانت الدواب أيضاً هي الوسيلة الوحيدة لنقل المياه بين مكة ومنى وعرفات بل وداخل أحياء مكة بإضافة ( السقا ) الذي يحمل التنك على أكتافه لينقل المياه إلى البيوت وينادي لبيعها ، وكذلك كان السقاة في منى وعرفات ينادون بين الخيام ماء .. ماء .
وكان هم الحجاج الركاب على هذه الدواب هو وجود الراحة ، ولا يهمهم طول الوقت في الرحلة ؛ لأن سير الجمال وئيد بطيء ، فهو مريح خاصة السفر عليها إلى المدينة مثلاً يستغرق ما بين عشرة أيام ، أو اثني عشر يوماً فالسير بها يكون ليلاً وفي طرفي النهار ، أما إذا حميت الشمس فالمقيل في إحدى المحطات ، وما يستغرق ثلاثة أيام من الطريق المعروف ( باليمانية ) أو طريق السيل .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر .